التضخم الاقتصادي هو الزيادة الضخمة بالمخزون المالي وذلك سواء كان دخل نقدي او سعر سلع فإنه يتم قياسه عبر المؤشرات الخاصة بأسعار المستهلك وذلك على مدى أيام أو شهور أو سنوات حيث ينعكس أثره على قوة العملات الشرائية كذلك فإنه يعمل على تناقصها ويكون له تأثير سيء جداً على أصحاب الأجور الثابتة 

نجد ان كل العالم مهتم الآن بالتضخم الاقتصادي وبمنتهى البساطة سوف نقول ان العمود الفقري للاقتصاد هو قانون العرض والطلب حيث ان الندرة والوفرة هو العامل الأساسي للتضخم فإن ندرة السلع هي التي جعلتها غالية الثمن فنجد ان الذهب غالي الثمن لانه نادر ومحدود الكمية لذلك كلما زادت الوفرة و العرض سوف يقل الطلب ويهبط السعر و هذا الأمر ينطبق على كل شيء حتى على العملات فسوف نجد انه عندما تزداد النقود فسوف تقل قيمتها وبالأخص عندما يكون هناك عدم زيادة في الإنتاج حيث ان النقود تزداد بشدة ونقوم بشراء نفس السلعة بكمية أكبر من الأموال وبالتالي يحصل الغلاء  هذا الأمر هو التضخم في حد ذاته

مفهوم التضخم الاقتصادي

التضخم الاقتصادي بأعتباره المدمر الخفي و هو الارتفاع المستمر والتصاعدي الخاص بمستوى الأسعار باقتصاد الدول بسبب التراجع بقيمة النقود كما انه لايوجد سبب واحد للتضخم ويعتبر التضخم الاقتصادي من أكبر الإصطلاحات الاقتصادية شيوع ويعتبر التضخم الاقتصادي أيضاً هو التراجع في القوة الشرائية للعملة 

ومن أمثلة التضخم الاقتصادي الواضحة جداً نجد انه في الدول المتخلفة عندما تقع الحكومة في أزمة تقوم بطباعة أموال كثيرة فهذا الأمر هو عملية من التدليس عندما تطبع الدول نقود بدون مقابل من الإنتاج حيث أنه كان من عشرات السنين كان العملة لها مقابل رصيد ذهبي أو طباعة الأموال مقابل ماتملكه الدولة من الثروات مثلاً كم تمتلك الدولة من البترول أو القطن او الغاز الطبيعي ولكن في بعض الدول المنهارة نجد انه قد يأتي حاكم لايستطيع ان يدير الأمور جيداً او ينهض بالإنتاج فيقوم بمنتهى البساطة بطباعة الكثير من النقود وهذا هو الإفلاس الكامل في حد ذته

تعريف التضخم الاقتصادي

رغم أنه يعتبر من أبرز المصطلحات الاقتصادية شيوعاً إلا أنه لايوجد أتفاق مؤكد بين الاقتصاديين بشأن تعريفه وهو يعتبر زيادة في كم النقود المتداولة والإفراط في إصدار العملة النقدية مع عدم النمو في الإنتاج بالشكل الكافي الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير جداً ومما لاشك فيه ان التضخم الاقتصادي يعتبر من أهم المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن

أنواع التضخم الاقتصادي 

لقد أهتم علم الاقتصاد بدراسة أنواع التضخم الاقتصادي وهي  : 

التضخم الاقتصادي المدمج 

إن هذا النوع من أنواع التضخم الاقتصادي يحدث نتيجة للارتفاع في أسعار السلع والخدمات والتي تؤدي لطلب العمالة المزيد من الأجور وذلك بما يتناسب مع التكاليف الخاصة بالمعيشة كما تؤدي الزيادة في الأجور للارتفاع في تكاليف إنتاج الخدمات والسلع حيث تستمر العملة في شكل دوري ويظهر في نهاية الأمر التضخم في الدول 

التضخم الاقتصادي المفرط 

يعتبر التضخم المفرط هو زيادة كبيرة في معدلات التضخم ويرافقها سرعة بتداول النقد في السوق وهذا النوع من التضخم قد يؤدي لأنهيار سريع في قيمة العملة وقد حدث هذا الأمر في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية 

التضخم الاقتصادي المكبوت 

يحدث التضخم المكبوت عندما تضع الدولة العديد من الضوابط والقوانين من أجل منع الارتفاع لأسعار منتجات معينة وذلك بهدف المحافظة على سعر هذه المنتجات ثابت 

التضخم في التكاليف 

يحدث التضخم في التكاليف من الارتفاع في أسعار المدخلات الخاصة بعمليات الإنتاج وذلك مثل زيادة تكاليف العمالة عندما يتم تصنيع سلعة او عند تقديم خدمة أو بالزيادة بتكلفة المواد الخام التي تستخدم بالصناعة والتي تؤدي في نهاية الأمر لارتفاع تكلفة المنتج النهائية وبالتالي حدوث التضخم 

التضخم الزاحف في عمليات الطلب 

يحدث التضخم الاقتصادي في الطلب عندما يحدث زيادة في الطلب للسلع والخدمات بحيث يكون هذا بشكل أسرع بكثير من الطاقة الإنتاجية الأمر الذي يؤدي لخلق فجوة واسعة بين العرض والطلب وبالتالي الارتفاع في الأسعار فمثلاً حينما تقرر الدول المنتجة للنفط تخفيض إنتاجها النفطي فإن ذلك يؤدي إلى تقليل العرض وبالتالي الزيادة في الطلب والارتفاع في الأسعار وكذلك تؤدي الزيادة في عرض النقود للتضخم عبر زيادة إنفاق الفرد عندما يتوفر معه النقود وبالتبعية الارتفاع في الأسعار الأمر الذي يؤدي للتخفيض في قيمة العملة و هذا النوع من التضخم يحدث حينما يتزايد الطلب على منتج معين مع عدم الزيادة في عرض كميات هذا المنتج حيث ان هذا الأمر يؤدي في نهاية الأمر للزيادة المستمرة بسعره 

التضخم الاقتصادي الأصيل 

إن هذا النوع من التضخم يحدث عند حدوث زيادة في عدد السكان بالدول وهذا الأمر يترتب عليه زيادة باستهلاك الشعل لجميع السلع الأمر الذي يؤدي لإعطاء الدولة المال للسكان والذي يترافق مع الارتفاع في الأسعار للمنتجات

أسباب التضخم الاقتصادي 

عند الحديث عن ما هو التضخم الاقتصادي فلا بد ان نشير انه يحدث بسبب العديد من العوامل والتي من أبرزها :

التضخم الاقتصادي الناشيء عن التكاليف

يحدث هذا النوع من التضخم الاقتصادي بسبب الارتفاع في التكاليف التشغيلية بالشركات الصناعية أو الغير صناعية كالمساهمة من جانب إدارات الشركات برفع أجور ورواتب المنتسبين من العاملين وبالأخص الذين يعملون بالمواقع الإنتاجية حيث ان ذلك يأتي بسبب المطالبة من قبل العاملين برفع الأجور 

التضخم الناشئ عن الطلب

إن هذا النوع من التضخم يحدث بسبب الزيادة في حجم الطلب النقدي والذي يصاحبه عرض ثابت من الخدمات والسلع حيث ان الارتفاع في الطلب الكلي لا تقابله الزيادة في الإنتاج الأمر الذي يؤدي للارتفاع في الأسعار 

الزيادة بالفوائد النقدية

حيث أن بعض الباحثين رجحوا الزيادة بقيمة الفوائد النقدية عن القيمة الإنتاجية او الحقيقية لها تعتبر من أحد أكبر أسباب التضخم وقد أشار من قبل كينز وهو اقتصادي بارز جداً بقوله في أحد كتبه الخاصة به أنه كلما زاد الازدهار الاقتصادي بالدولة كلما كانت قيمة الفائدة مقتربة من الصفر 

التضخم الاقتصادي بسبب الحروب وحصار الدول

أكبر سبب من أسباب التضخم الاقتصادي الحروب لأن الدول تسخر جميع الطاقات المادية التي تملكها للأسلحة وتكون هناك طاقات ضخمة مستنزفة من مصانع حربية وطائرات وبوارج وجنود فكل هذا يعتبر كم هائل من الأموال وكميات ضخمة من الإنتاج العسكري تعدم في الحروب وهذا يؤدي إلى مضاعفة الأسعار من سلع غذائية وغيرها وهذا النوع من التضخم يحدث بسبب ما تمارسه دول معينة تجاه دول أخرى مثلما حدث في الحصار الاقتصادي للعراق وكوبا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبسبب ذلك لا يوجد استيراد وتصدير في حالة وجود حصار كلي الأمر الذي يؤدي للارتفاع في معدل التضخم وبالتالي تراجع قيمة العملة الوطنية وارتفاع الأسعار بمعدلات غير طبيعية 

ما هي آثار التضخم الاقتصادي ؟

إن التضخم الاقتصادي يؤثر بشكل قوي في قيمة السندات والتي يستخدمها المستثمرون حيث أن القيمة النقدية لها سوف تكون أقل من القيمة التي كانت عليها في وقت سابق وكلما زادت عمليات التضخم زادت المخاطر التي يقوم المستثمرون بتحملها عبر تقييد أموالهم بالسندات الأمر الذي يؤدي لمطالبتهم بسعر فائدة أعلى أو بتعويضهم بعوائد مالية نتيجة للأضرار التي ترتبت على التضخم 

وهناك العديد من الآثار السلبية للتضخم الاقتصادي وهي :

يؤثر التضخم الاقتصادي على شراء البضائع 

حيث أن التضخم الاقتصادي يؤثر على قدرة المستهلكين بدفع ثمن البضائع فإنه وبحسب المفهوم الأساسي ففي حالة الثبات في أجر الموظف والارتفاع في تكاليف السلع فإنه لن يستطيع التحمل للنفقات المرتفعة في حين لو حدث تضخم بالاجور فإن الناس سوف يكونون على قدرة تامة بشراء الكثير من المنتجات 

الانخفاض في القوة الشرائية 

بسبب التضخم الاقتصادي يحدث تراجع في القوة الشرائية للعملة ويرجع ذلك للارتفاع في الأسعار لجميع القطاعات الاقتصادية كما يتطلب التضخم الارتفاع في سعر السلع والخدمات مثل تلك التي تشكل مقياس أكثر شيوعاً لتغيرات الأسعار مثل مؤشر سعر الأسعار للمستهلك وعندما يحدث ارتفاع في الأسعار الخاصة بالسلع الغير تقديرية والتي يكون من المستحيل استبدالها مثل الوقود والغذاء فإن من الممكن لها أن تؤثر على التضخم ومن أجل هذا السبب فإن الاقتصاديون يستثنون الغذاء والوقود عند النظر للتضخم الجوهري او الأساسي 

التأثير السلبي على الاقتصاد 

حيث إن القيمة المرتفعة او السلبية او الغير مؤكدة تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد وذلك عبر العديد من النواحي والتي من أهمها التسبب بحالة من عدم الاستقرار السوقي إضافة لمنع الشركات من أن تتخذ بعض القرارات الاستثمارية الكبيرة وكذلك تسبب البطالة ويعزز من الاكتناز للسلع والبضائع الضرورية ايضاً قد تؤدي تلك الممارسة لزيادة بالأسعار مع عدم حدوث توازن بالتجارة الدولية مع التأثير على سعر الصرف للعملات الأجنبية 

زيادة الأسعار وحجم النقود المتداولة 

يترتب الارتفاع في معدل التضخم الاقتصادي الزيادة في الأسعار للمواد الإستهلاكية حيث إن أولى الفئات التي تتضرر بهذا الارتفاع الناس ذو الدخل المحدود بالإضافة لوجود كتلة نقدية كبيرة تتداول في السوق وقد تكون هذه الكتلة موجودة بين أيدي فئة قليلة لاتشكل إلا مجموعة قليلة من السكان الأمر الذي ينعكس بأثر سلبي على الاقتصادي 

ونجد أن زيادة معدل التضخم الاقتصادي يؤدي لتراجع قيمة النقود الشرائية الأمر الذي يؤدي لزيادة الطلب على رؤوس الأموال من أجل تمويل المشروعات المقترحة والزيادة في الطلب على رؤوس الأموال يؤدي للارتفاع في سعر الفائدة 

تأثير التضخم الاقتصادي على المدينيين 

حيث أن التضخم الاقتصادي يؤثر بشكل إيجابي على المدينين وذلك لتوفيره فرصه سداد الديون عبر أموال أقل قيمة حيث أنه يوفر فرصة لسداد الديون بأموال أقل تعتبر أقل في القيمة ومن ثم يكون له تأثير إيجابي على المدينيين 

علاقة التضخم الاقتصادي بسعر الصرف 

حيث تعتبر أسعار الصرف الموازية لأسعار الصرف الرسمية هي واحدة من المؤشرات المالية والاقتصادية التي تعبر عن قوة الاقتصاد لأي دولة وذلك سواء كانت من الدول النامية أو المتقدمة حيث تتأثر أسعار الصرف بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية كما أن من أكثر تلك العوامل الاقتصادية هو التضخم الاقتصادي وكذلك معدل سعر الفائدة السائد بالسوق حيث ان أثرهما ينعكس على سعر صرف العملة الوطنية بالسوق الموازية لسعر الصرف الوطني الرسمي 

ما هي العلاقة بين التضخم والارتفاع في الأسعار ؟

في حديثنا عن ماهو التضخم فإن تفسير التضخم الاقتصادي عبر وجود فائض للطلب يستند للمباديء البسيطة والتي تتضمنها القوانين الخاصة بالعرض والطلب فتلك القوانين تقرر أنه بالنسبة لكل سلعة يتحدد السعر عندما يتساوى العرض مع الطلب ولو تم الإفراط في الطلب فإنه يحدث نتيجة لذلك فجوة كبيرة بين العرض والطلب حيث تؤدي تلك الفجوة لرفع السعر مع تضييق الفجوة مع كل ارتفاع بالسعر إلى ان تزول بشكل تام وعندها يستقر السعر وهذا يعني انه لو حدث إفراط بالطلب على أي من السلع فإن التفاعل بين العرض والطلب يعتبر جدير بعلاج هذا الإفراط وذلك عبر الارتفاع في الأسعار 

ما هي علاقة التضخم الاقتصادي بالكساد ؟

لقد شهد الاقتصاد العالمي العديد من التقلبات وموجات من التضخم الاقتصادي والكساد حيث أنها تعود بالأساس لعدم مقدرة الأدوات والتي تعتمد على أسعار الفائدة بإدارة النشاط الاقتصادي وعندما كانت المصارف هي أهم الأدوات الخاصة بتنفيذ السياسات الاقتصادية التي ترمي لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية فإنه عندما اجتاحت العالم حالة من الكساد الكبير نتجت عنها بطالة مرتفعة فكانت النتيجة عندئذ المزيد من البؤس والمجاعات وعندها فقد درس الاقتصادي كينز هذه الظاهرة مع وضع تعريف لها حيث جاء فيه ان الركود او الكساد يعني تراجع مفاجيء تخص الفاعلية الحدية لرأس المال عبر إحداثه نقص بالاستثمارات ويؤدي كذلك لتراجع الإنتاج وبطبيعة الحال بالطلب الفعال 

ويؤدي ذلك لوجود حالة من عدم التوازن بين الاستثمار والادخار حيث يتراجع الاستثمار مع قلة العمالة و مع قلة مستويات الدخل القومي واتجاه الناس لاكتناز البضائع مع تراكم المخزون عند أصحاب العمل مع بحثهم عن طرق لزيادة المبيعات من أجل تصريف المنتجات المخزنة ويتجلى التعريفات للاقتصاديين المعاصرين لتلك الظاهرة أنه يظهر الركود الاقتصادي في التزايد للمخزون من السلع بين التجار من جانب مع التخلف عن سداد الشيكات والأوراق التجارية بين التجار الآخرين من الجانب الآخر 

خصائص التضخم الاقتصادي 

تتجلى خصائص ظاهرة التضخم الاقتصادي في النقاط الآتية :

  1. ينتج التضخم الاقتصادي بسبب عوامل عديدة حيث انها قد تكون متعارضة فيما بينها فإن التضخم يعتبر ظاهرة مركبة ومعقدة 
  2. تعتبر ظاهرة التضخم ناتجة بسبب الاختلال للعلاقات السعرية بين أسعار الخدمات والسلع من جانب وبين الأسعار الخاصة بعناصر الإنتاج وهي مستويات الأجور والأرباح والتكاليف الخاصة بالإنتاج من الجانب الآخر 
  3. التراجع في قيمة العملة في مقابل الأسعار الخاصة بالسلع والخدمات حيث أن ذلك يتم التعبير عنه بالتراجع في القوة الشرائية 

طرق التقليل من التضخم الاقتصادي 

في الحديث عن ما هو التضخم الاقتصادي فلا بد ان نشير ان هناك العديد من الطرق للتقليل من التضخم وهي :

  • وضع سياسة مالية خاصة بالدولة حيث انها تساعد بتحديد مصادر الإيرادات وكذلك الفائض الذي ينتج عن الموازنة والذي يؤدي بدوره بالخفض في كمية السيولة المتاحة 
  • زيادة نسبة الضرائب حيث ان الزيادة في ضرائب المنتجات الكمالية و التي يتم تداولها من ذوي الدخول المرتفعة يساهم بالتقليل من نسب التضخم في الدول  
  • التقليل من النفقات الحكومية حيث تعتبر إحدى الوسائل والتي تؤدي للزيادة بالنقود المتداولة بالأسواق لذلك يساهم الحد من النفقات بتخفيض النقود المتداولة بالسوق 

أمثلة على التضخم الأقتصادي في العصرالحديث

التضخم الاقتصادي والبترول

لا شك أن البترول العربي يشكل قوة ووزن وضغط عالمي وعندما ناخذ البترول كمثال للتضخم الاقتصادي نجد أنه في حرب أكتوبر من عام 1973 عندما وقفت جميع الدول العربية وقفة رجل واحد وأتفقوا على منع تصدير البترول كانت النتيجة ان البترول شح في الأسواق وقل وحدث ارتفاع في سعره حيث صعدت الأسعار بشكل قياسي من 2 دولار للبرميل الواحد في ذلك الوقت إلى 42 دولار الأمر الذي أدى لحدوث تضخم اقتصادي ببعض البلدان بسبب توقف المصانع وبالتالي التأثير القوي على أسعار السلع وهذا الأمر أحدث صدمة للعالم الغربي وبدوأ يحاربون الدول العربية بنفس القانون حيث انه بعد الحرب قاموا بشراء كميات ضخمة من النفط مع التنجيم عنه في كل مكان فإن الولايات المتحدة قامت بأكتشاف البترول في بحر الشمال وكلفت هذا المشروع مليارات الدولارات وبالفعل نجحت في استخراج البترول من قاع البحر ومع تدفق البترول قيعان البحار وكذلك و مع قيامهم بضخ كميات كبيرة من النفط في الأسواق وبالفعل هبطت الأسعار من أثنان وأربعون دولار إلى ثمانية وعشرون دولار للبرميل الواحد و مع تدخل إنجلترا وبعض الدول الأخرى بضخ كميات كبيرة أيضاً هبطت الأسعار ب أربعة دولارات أخرى الأمر الذي تسبب ببعض المشاكل لاقتصاد الدول العربية في ذلك الوقت التي كانت تقوم بعمل خطط سنوية وخمسية للتنمية ومع قلة إيرادات البترول لجأت تلك الدول إلى زيادة الإنتاج بكميات أكبر من أجل تعويض قلة الإيرادات

خطط الدول الغربية للاستغناء عن البترول بسبب التضخم الاقتصادي

وايضاً نجد ان الدول الغربية من الخطط البعيدة لهم ان يقوموا بالإستغناء عن البترول لأنهم وجدوا ان البترول في أوقات الأزمات من الممكن ان يرتفع سعره الأمر الذي يؤثر على المصانع وبالتالي سعر السلع ويحدث التضخم الاقتصادي  لذلك نجدهم دخلوا في مجالات بدائل الطاقة مثل الفحم والغاز الطبيعي وتوليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الذرية والطاقة النووية أدت لتغطية كميات كبيرة من الاحتياجات ومصانع سيارات تقوم بإنتاج ملايين السيارات الكهربائية ولذلك لابد ان تسعى الدول العربية وبالأخص دول الخليج لإيجاد بدائل لمواردها غير البترول فلا بد من وجود مصانع عملاقة تضاهى الغرب وكذلك زراعات كبيرة لاتفى فقط بالاستهلاك المحلي بل وايضاً تكون مصدر من مصادر الدخل عبر التصدير وإنتاج على مستوى عالي وتميز وإتقان ولابد من دخول العصر الذري عبر المفاعلات النووية والذرية بهدف إنتاج الطاقة النظيفة من كهرباء وغيرها واستخدامها في الصناعات الحديثة

التضخم الاقتصادي والدولار

الدولار هو من أهم العملات العالمية في الوقت الحالي حيث انه يعتبر العملة الأساسية في تحديد الأسعار على مستوى العالم ولكن عندما نتحدث عن الذي يقيم سعر العملة في أي دولة في العالم فنجد أنه قوة الاقصاد والإنتاج بالدرجة الأولة حيث أنه عندما تقوم دولة بإنتاج سلعة وصناعتها بدرجة  لاتنافس فتتحول تلك الدولة لسوق وحيد وجميع الدول تتنافس من أجل إقتناء هذه السلعة وهو ماحدث فعلاً في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنه من المعلوم جيداً أنها تميزت عبر العديد من السنوات بإنتاج السيارات والأسلحة والإلكترونيات ولكن دخلت فيما بعد اليابان وكسرت عليها بعض الصناعات وكذلك ألمانيا وأوروبا ولكن بالرغم من ذلك فلا تزال الولايات المتحدة منفردة في الصناعات الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر بصورة متميزة على مستوى العالم وفي بعض الأوقات تلجأ الدول للتضامن من أجل كبح جماح الاقتصاد الأمريكي وارتفاع أسعار الدولار فقاموا بضخ المليارات من الدولارات وكذلك التريليونات من أجل خفض الأسعار والتحكم في سعر الدولار وهو مايعرف بقانون العرض والطلب حيث أنه عندما تقوم بإنزال سيولة ضخمة من الأموال في الأسواق دفعة واحدة فسوف تقلل من عمليات الشراء وتهبط الأسواق وهو ماحدث في على فترات متباعدة في الاقتصاد الأمريكي ولكن في النهاية نستطيع القول ان الاقتصاد الأمريكي قوي والدولار يساوي إنتاج متميز ولذلك نجد ان قيام الدول بمحاربة الدول او التكاتف من أجل تقليل سعره يكون مؤقت ولاأحد يستطيع ان يتحكم فيه لفترات بعيدة بسبب القوة العظمى للاقتصاد أمريكا

التضخم الاقتصادي والين الياباني والجنيه المصري

نجد أن سعر الين الياباني الكبير هو الإنتاج الياباني ونفس السعر عندما نتحدث عن سعر الجنيه المصري في الثلاثينيات كان الجنيه المصري قيمته أكبر من الجنيه الإسترليني حيث ان مصر كانت تتميز بالكثير من المنتجات المتميزة مثل إنتاج القطن طويل التيلة والسياحة والقاهرة كانت عاصمة الكتاب في الشرق الأوسط وإصدارت المصاحف من طباعة الأزهر وتصديره لجميع العالم الإسلامي ولكن في الوقت الحالي هبط الجنيه المصري بسبب تراجع الإنتاج وذلك يرجع للكثير من الأشياء مثل أربعة حروب خاضتها مصر مع تراجع السياحة في الفترات الأخيرة وعاصمة الكتاب أنتقلت من مصر إلى بيروت مع تراجع إنتاج القطن والحبوب لاتكفي السكان وتكاتفت كل تلك الأسباب وجعلت سعر العملة يهبط الأمر الذي أدى إلى حدوث التضخم الاقتصادي في البلاد

العلاقة بين الفائدة والتضخم الاقتصادي

لاشك أن هناك علاقة وطيدة بين التضخم الاقتصادي وسعر الفائدة وسوف نرى سياسات الدول المتقدمة والمتخلفة في مواجهة التضخم عبر الفائدة على النحو التالي:

سياسات الدول المتقدمة في مواجهة التضخم الاقتصادي بسعر الفائدة

عندما نتتبع سياسات الدول المتقدمة في مواجهة التضخم نجد أنها تسعى دائماً لتخفيض الفائدة وذلك من أجل مواجهة التضخم الاقتصادي والتقليل منه لأنه عندما يقوم مستثمر بأخذ قرض من البنك عبر فائدة مرتفعة فلابد له ان يقوم بزيادة سعر المنتج الذي سوف يبيعه للمستهلك من أجل سد الفائدة على القرض الذي أخذه وهذا سوف يؤدي بدورة للتضخم الاقتصادي حيث ان الغلاء والتضخم وجهان لعملة واحدة حيث أن أكبر شيء يصنع غلاء الأسعار هي الفوائد فدائماً الفائدة يتم ترحيلها على المستهلك وتهدف الدول المتقدمة لخفض الفوائد باستمرار بهدف كبح جماح التضخم الاقتصادي

سياسات الدول المتخلفة في مواجهة التضخم عبر سعر الفائدة

في حين نجد بعض الدول المنهارة لاتهتم كثيراً بالتقليل من التضخم الاقتصادي عبر تقليل الفائدة ويكون هدفها تقليل القدرة الشرائية لدى الشعب عبر زيادة الفائدة وامتلاك الأموال في بنوك الدولة لتقليل قدرة الشعب الشرائية حيث نجد في بعض الدول تصل الفائدة إلى 20% او في بعض الأحوال تصل إلى خمسون بالمئة ولو كان جزء من هدفها تقليل الأسعار عبر تخفيض قدرة الشراء للأفراد ومن ثم أيضاً تقليل التضخم الاقتصادي

تأثير التضخم الاقتصادي على المجتمع

إن مقياس التضخم هو المال والتجارة حيث ان المستهلكين عند الشراء يلاحظون أن الأسعار مرتفعة وتراجع في جودة الإنتاج مع صعود أسعار كل شيء بداية من المواصلات والأدوية والبنزين مع إنفاق الأموال بسرعة كبيرة حيث يبدأ الناس في الحديث والضجر بسبب قلة قيمة النقود في مواجة غلاء الأسعار كما ان اصحاب المصانع والمستثمرين كذلك يضجرون بسبب غلاء المواد الخام وارتفاع أجور العاملين مع تهديد الموظفين بالإضراب لو لم يتم زيادة أجورهم وبعلاوات غلاء لمواجهة الوضع الجديد وبالتالي تهديد الشركات وبعض المصالح بالإغلاق وكذلك يصيب التضخم القرى والأرياف فنجد شكوى الفلاحين بسب الارتفاع في سعر الأسمدة والحبوب والميكنة وكل هذا يعتبر من الشواهد لظاهرة واحدة ألا وهي التضخم الاقتصادي

علاج التضخم الاقتصادي

الحل الحقيقي للتضخم الاقتصادي هو أمتصاص زيادة العملة بالمدخرات وعمل مشاريع إنتاجية ضخمة بحيث ان الإنتاج يوازن العملة الموجودة حيث أن الزيادة في الإنتاج هو شيء هام جداً ولكن يكون بدون زيادة ساعات العمل لأن لو قمنا بالزيادة في ساعات العمل سوف نكلف عمالة اكثر وسوف يؤدي هذا للزيادة في الإنفاق الذي يقود للتضخم فوراً لذلك نجد ان الحل الحقيقي لمسألة التضخم هو إنفاق أقل وإنتاج أكثر والذي سوف يساعد على الإنفاق الأقل الإدخار أو الاستثمار وتكون هناك مشاريع ضخمة تستثمر الأموال المدخرة ويؤدي هذا الأمر في النهاية للتقليل من التضخم الاقتصادي

الخلاصة

يعتبر التضخم الاقتصادي هو زيادة ضخمة جداً بالمخزون المالي ووفقاً لمباديء علم الاقتصاد يتم قياسه من خلال مؤشرات خاصة بأسعار المستهلك وذلك على مدى أيام أو شهور أو سنوات وكذلك فإنه يعتبر ارتفاع تصاعدي مستمر خاص بمستوى الاسعار باقتصاد الدول ويعتبر الارتفاع بالاسعار هو سبب اساسي بحدوث التضخم وهناك العديد من الآثار السلبية الخاصة للتضخم الاقتصادي حيث انه يؤثر على قدرة الناس بدفع ثمن البضائع وايضاً يؤدي للزيادة في الأسعار مع كميات النقود وله تأثير سلبي جداً على الاقتصاد ونجد أن للتضخم الاقتصادي أسباب عديدة حيث ان هناك تضخم ناشيء عن التكاليف ويحدث ذلك بسبب الزيادة في التكاليف التشغيلية بالشركات مثل الزيادة في أجور العمال ويحدث ذلك بسبب مطالة العمال بزيادة أجورهم كما يحدث ايضاً التضخم بسبب ارتفاع حجم الطلب النقدي والذي في العادة يصاحبة عرض ثابت من السلع والخدمات مع عدم وجود زيادة في الإنتاج الأمر الذي يؤدي في نهاية الأمر للزيادة في الأسعار ويحدث التضخم الاقتصادي ايضاً بسبب حصار الدول اقتصادياً ومن ضمن أسباب التضخم ايضاً ارتفاع الفوائد النقدية ويؤثر التضخم الاقتصادي على المجتمع كله بشكل قوي فعندما يلاحظ لشعب ارتفاعات قوية في الأسعار لجميع السلع مع تدني جودة الإنتاج فتبدأ الشعوب في الضجر من الحكومات والتهديد بالإضراب من العمل لو لم يقابل ذلك بزيادة الإجور وهما ما يؤدي في نهاية الأمر لخلق نوع من البلبلة للدول ويكون الحل الحقيقي لظاهرة التضخم الاقتصادي هو عمل مشاريع ضخمة مع إنفاق اقل في التكاليف وإنتاج أكبر