أيًّا كان مقدار رأس المال الذي تمتلكه، فيمكنك استثماره بإجراء صفقات كبيرة في أسواق المال! كيف ذلك؟ يمكن ذلك من خلال الرافعة المالية.

لهذا السبب يعتبر مفهوم الرافعة المالية من أهم مفاهيم التداول في أسواق المال عمومًا، وسوق العملات الأجنبية (الفوركس) علَى وجه الخصوص. فمن خلالها يمكنك الدخول في صفقات برأس مال أكبر مما تمتلكه فعليًّا!.

ليس هذا فحسب، بل إن التداول باستخدام الرافعة المالية يمكن أن يُضاعف أرباحك إلى مئات الأضعاف، أو مضاعفة خسائرك بالنسبة نفسها أيضًا.

لهذا لا يمكن فهم الرافعة المالية دون الإلمام بمفهومَي إدارة المخاطر، والعائد علَى الاستثمار. مع العلم أن استخدامها يحتاج دراسةً متأنيةً وفهمًا شاملًا لمميزاتها وعيوبها، فهي سلاح ذو حدين، فقد تتسبب في تحقيق أرباح طائلة، أو خسائر فادحة أيضًا.

لعلنا نتساءل الآن؛ ما هي الرافعة المالية، وكيف نستخدمها؟ وهل يجب استخدام أعلى رافعة ممكنة؟ وهل تعتبر مفيدة عند تداول الأسهم، والعملات، والسلع، بالدرجة نفسها؟

في هذا المقال سوف تجد الإجابات على كل هذه الأسئلة وأكثر، وفيه سنتناول مفهوم الرافعة المالية بالتفصيل. وسنبدأ بتعريفها وأهميتها، ثم ننتقل لمناقشة العلاقة بين الرافعة المالية والهامش (المارجن). وبعد ذلك نتطرق إلى أهمية الرافعة المالية في التداول بمختلف أسواق المال، مع شرح أبرز مميزاتها وعيوبها.

وأخيرًا سننتقل بالحديث إلى كيفية تحقيق أقصى استفادة من استخدامها، وكيفية استخدام المتداولين المحترفين لها. كما سنتعرف على أهمية وتأثير الرافعة المالية في أسواق الأسهم، الفوركس والسلع.

أولًا: ما هي الرافعة المالية؟

الرافعة المالية Leverage: تعني اقتراض أموال من وسيط التداول (شركة الوساطة) تمكنك من الدخول في صفقات برأس مال أكبر بكثير من رأس المال الذي تمتلكه في حسابك لدى الشركة.

وبمعنى آخر، من خلال الرافعة المالية يمكنك الدخول في صفقات كبيرة، باستخدام رأس مال صغير. هذا من شأنه أن يتيح للمتداول زيادة القوة الشرائية والعوائد المحتملة بشكل كبير. على سبيل المثال:

  • إذا فتحت حساب تداول لدى شركة وساطة بقيمة 1000 دولار، فيمكنك حينئذٍ التداول على عقد قياسي Standard (قيمته 100 ألف دولار)، وهنا تكون الرافعة المستخدمة 1: 100.
  • وفي الوقت ذاته، يمكن الدخول في صفقة بعقد قياسي أيضًا (100 ألف دولار) من خلال امتلاك حساب بقيمة 500 دولار فقط؛ بشرط أن تكون الرافعة 1: 200.
  • كما يمكن الدخول في صفقة بعقد قياسي من خلال فتح حساب بقيمة 250 دولار فقط، على أن تكون الرافعة المالية 1: 400.
  • بل إن بعض الشركات تسمح بالدخول في صفقة بعقد قياسي (100 ألف دولار)، من خلال فتح حساب بقيمة 100 دولار فقط. بشرط أن تكون الرافعة 1: 1000.

الشكل التالي يوضح مدى قوة الرافعة المالية في زيادة القوة الشرائية لرأس المال الأولي:

قوة الرافعة المالية

شكل رقم (1): قوة الرافعة المالية

ويرتبط حساب الرافعة المالية بمفهوم آخر على قدر كبير من الأهمية، وهو الهامش.

والهامش أو “المارجن” Margin، هو الجزء الذي تستخدمه من رأس المال، أو المبلغ الذي يتم احتجازه من رصيد حسابك لكل صفقة. وسوف نتحدث عنه لاحقًا بشيء من التفصيل.

– قوة الرافعة المالية

مما سبق يتبين أن قدرة المتداول على الدخول في صفقات كبيرة تختلف باختلاف مقدار أو قوة الرافعة المالية التي يستخدمها. بمعنى أن قوة الرافعة المالية 1: 50 ليست بمقدار قوة الرافعة 1: 100 أو 1: 200، وهكذا.

وبالتالي، فإن مقابل كل دولار في رصيد حسابك لدى الشركة، يوفر لك الوسيط مبالغ تُقدر بقيمة الرافعة المالية التي تُفضلها. على سبيل المثال:

  • الرافعة 1: 50 تعني أن مقابل كل دولار في حسابك، يوفر لك الوسيط 50 دولارًا. فإذا أودعت 100 دولار في حسابك، فيمكنك الدخول في صفقة بقيمة 5000 دولار.
  • الرافعة 1: 100 تعني أن مقابل كل دولار في حسابك، يوفر لك الوسيط 100 دولار. فإذا أودعت 100 دولار في حسابك، فيمكنك الدخول في صفقة بقيمة 10000 دولار.
  • الرافعة 1: 200 تعني أن مقابل كل دولار في حسابك، يوفر لك الوسيط 200 دولار. فإذا أودعت 100 دولار في حسابك، فيمكنك الدخول في صفقة بقيمة 20000 دولار.
  • الرافعة 1: 400 تعني أن مقابل كل دولار في حسابك، يوفر لك الوسيط 400 دولار. فإذا أودعت 100 دولار في حسابك، فيمكنك الدخول في صفقة بقيمة 40000 دولار.

ولكن احذر، فالأمر له أبعاد كثرة أخرى (سنوضحها لاحقًا).

وفي كل الأحوال، فإن مسألة قوة الرافعة المالية تخص المتداول نفسه، أي أن كل متداول بإمكانه اختيار الرافعة المالية التي تناسب رأس ماله واستراتيجياته في التداول وكيفية إدارته للمخاطر.

ثانيًا: العلاقة بين الرافعة المالية والهامش

الهامش (المارجن) Margin: هو الحد الأدنى المطلوب توفره لفتح صفقة جديدة. ويمكن اعتبار الهامش بمنزلة تأمين أو ضمان ضروري لفتح مركز وإبقائه مفتوحًا.

أي أن الهامش هو جزء من أموالك يُحدده وسيط التداول الخاص بك، وذلك بهدف الحفاظ على مركزك مفتوحًا، وللتأكد من أنه يمكنك تغطية الخسارة المحتملة للصفقة، بصرف النظر عن رصيد حسابك.

هذا الجزء المقتطع من رأس المال يكون مستخدمًا، ويُسمى “الهامش المطلوب” Required Margin، أو “الهامش المُغلق”، أي أنه يكون مُحتجزًا طالما أن الصفقة مفتوحة.

وبمجرد إغلاق الصفقة يتم “تحرير” هذا الجزء من الهامش مرة أخرى وإضافته إلى رصيد حسابك، وبإمكانك إعادة استخدامه مرة أخرى لفتح صفقات جديدة.

– كيفية حساب الهامش المطلوب

يتم تقدير “الهامش المطلوب” بنسبة مئوية من حجم المركز. وبطبيعة الحال، تختلف قيمة الهامش المطلوب لفتح صفقة طبقًا لحجم هذه الصفقة، وزوج العملات التي تتداول عليه، وكذلك طبقًا لقوة الرافعة المالية التي تستخدمها.

على سبيل المثال: إذا افترضنا أنك ترغب بفتح صفقة بعقد قياسي على زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي EUR/USD. مع ملاحظة أن الهامش المطلوب لفتح الصفقة يرتبط بحجم الرافعة المالية التي تستخدمها، وبالتالي:

  • إذا كنت لا تتداول باستخدام رافعة مالية، فإن تنفيذ صفقة شراء أو بيع 100.000 يورو/ دولار يتطلب طرح قيمة المبلغ نفسها (أي 100.000 دولار أمريكي) في رصيد حسابك، وهو قيمة الصفقة بالكامل.
  • وإذا كنت تتداول باستخدام رافعة (1: 50)، فإن “الهامش المطلوب” سيكون 2000 دولار فقط من أموالك لفتح هذا المركز والإبقاء عليه مفتوحًا.
  • وإذا كنت تتداول باستخدام رافعة (1: 100)، فإن “الهامش المطلوب” سيكون 1000 دولار فقط من أموالك لفتح هذا المركز.
  • أما إذا كنت تتداول باستخدام رافعة (1: 200)، فإن “الهامش المطلوب” سيكون 500 دولار فقط من أموالك لفتح هذا المركز.

للوقوف على العلاقة بين الرافعة المالية والهامش، انظر الشكل أدناه:

العلاقة بين الرافعة المالية والهامش

شكل رقم (2): العلاقة بين الرافعة المالية والهامش

لاحظ أنه كلما انخفضت الرافعة المالية المُستخدمة، زاد الهامش المطلوب للدخول في صفقة جديدة. والعكس، كلما كانت الرافعة المالية أكبر، يقل الهامش المطلوب لفتح صفقة جديدة.

وبالتالي، فإن الرافعة المالية والهامش يتناسبان عكسيًّا.

ثالثًا: أهمية الرافعة المالية في التداول

في الماضي، كان الاستثمار والتداول في الأسواق المالية يقتصران فقط على من يملك رأس المال الكافي.

ولكن الأمور تغيرت حاليًّا، فمع أنظمة التداول بالرافعة المالية والتداول بالهامش أصبح بإمكان أي شخص الدخول في استثمارات وصفقات تتخطى حدود رأس المال الذي يمتلكه فعليًّا.

ومن ناحية أخرى، فقد ساهم نظام التداول باستخدام الرافعة المالية في رواج وزيادة الإقبال على أسواق المال، وسوق الفوركس تحديدًا. ذلك أنه لا يمكن أن تنمو تكنولوجيا وبنية التداولِ دون وجود سوق نشطة عليها إقبال كبير.

مع العلم أن سوق الفوركس تتحرك بشكل بطيء نسبيًّا مقارنة بالأسهم، والعديد من الأصول المتداولة؛ فكيف يمكن تحفيز المتداولين علَى الإقبال علَى سوق الفوركس؟

الحل هو تضخيم الأرباح الصغيرة التي يمكن للمتداول تحقيقها، وبالتالي جذبه وتحفيزه على أمل تحقيق أرباح كبيرة باستثمار مبالغ صغيرة، ويتم هذا من خلال الرافعة المالية.

علَى سبيل المثال، لنفترض أن متداولًا يمتلك فعليًّا 100 ألف دولار، واستثمرها بالدخول في صفقة لشراء الدولار الأمريكي مقابل اليورو (شراء زوج EUR/USD).

إذا ارتفع الدولار بنسبة 1%، وهو يتاجر بماله الخاص (بدون رافعة)؛ فسوف يحقق 1% من رأس ماله البالغ 100 ألف دولار؛ أي سيريح 1000 دولار. وبالتالي، فإن المشكلة هي أنه لكي تربح 1000 دولار، فأنت تحتاج إلى 100 ألف دولار!

ليست هذه هي المشكلة الوحيدة، هناك مشكلة أخرى تتمثل في أنك تخاطر بمبلغ كبير علَى أمل تحقيق ربح ضئيل، يمكن تحقيقه بسهولة من السندات أو من فتح حساب بنكي.

ولكن، ومن خلال التداول بنظام الرافعة المالية، يحتاج المتداول فقط لمبلغ 1000 دولار – كما شرحنا – مع رافعة مالية، تبلغ 100:1، للدخول في هذا الاستثمار.

وفى هذه الحالة عند ارتفاع الدولار أمام اليورو 1%، سيحقق المتداول 100% أرباحًا علَى رأس ماله، بالرغم من أنه استخدم فقط جزءًا محدودًا من رأس ماله، ولم يستثمر المئة ألف دولار كلها.

رابعًا: مزايا وعيوب الرافعة المالية

مما سبق يتضح أن التداول باستخدام الرافعة المالية يشتمل على مميزات لا حصر لها. غير أنه، وفي الوقت نفسه، يتضمن بعض العيوب والمخاطر.

سنستعرض الآن أبرز هذه المميزات والعيوب.

– مزايا التداول باستخدام الرافعة المالية

1- مضاعفة الأرباح

عند التداول باستخدام استراتيجية تداول ناجحة، فإن الرافعة المالية ستُضاعف أرباحك طبقًا لقوة هذه الرافعة التي تستخدمها. فمثلًا، إذا كنت تستخدم رافعة تبلغ 1: 50، فإن أرباحك ستتضاعف خمسين ضعفًا.

وبالمثل، إذا كنت تستخدم رافعة تبلغ 1: 100، فإن أرباحك ستتضاعف مئة ضعف، وهذا عائد جذاب للغاية نسبةً إلى استثمارك المحدود.

2- إمكانية الاستثمار بمبلغ بسيط

تسمح الرافعة المالية للمبتدئين الذين لا يملكون رأس المال الكافي بالتداول في أسواق المال، ولو بمبلغ بسيط.

على سبيل المثال، يمكن التداول ولو بمبلغ عشرة دولارات فقط؛ لأنه عندما تستخدم رافعة ، تبلغ 1: 100، سيكون بإمكانك فتح صفقة بعقد مُصغر Micro (العقد المصغر الواحد يمثل 1000 وحدة نقدية) والتداول عليه.

3- أهميتها في سوق الأسهم

تلعب الرافعة المالية دورًا مهمًّا بالنسبة لمتداولي سوق الأسهم. فبدونها لن تستفيد من التحركات السعرية الصغيرة، وستحتاج إلى الانتظار حتى تتحرك السوق حركة كبيرة وقوية لتُحقق أرباح جيدة.

ولكن مع الرافعة المالية يمكن لمتداول الأسهم التداول على التحركات اليومية الصغيرة للأسهم، والاستفادة من التقلبات السعرية البسيطة في أثناء التداول، وتحقيق عائد جيد.

4- تساعد على تنويع المحفظة الاستثمارية

ومن أبرز مميزات الرافعة المالية في سوق الأسهم أنها تمنحك القدرة علَى تنويع الأسهم في محفظتك، مما يعرضك لمخاطر أقل.

ومن المعروف أن التركيز علَى سهم واحد أو اثنين فقط ربما يُعرضك لمخاطرة كبيرة، وقد يرجع ذلك لعدم امتلاكك المال الكافي لتنويع الأسهم، وهنا يأتي دور الرافعة المالية، التي تساعدك علَى تنويع المحفظة وشراء أسهم جديدة.

5- أهميتها في التداول على الذهب

وفي السياق نفسه، تفيد الرافعة المالية في تداول الذهب. ومن خلالها فإنك لن تكون بحاجة لامتلاك 1500 دولار لشراء أوقية من الذهب فعليًّا. وحتى إن كنت تمتلك المال الكافي للتداول على الذهب، فإنك لن تستفيد من التحركات السعريةُ الصغيرة للذهب.

ولكن باستخدام الرافعة المالية يمكنك التداول على أوقية الذهب بمبلغ 15 دولارًا فقط، مع رافعة مالية تبلغ 100:1. وفى هذه الحالة إذا تحرك الذهب 1% فقط، فستحقق عائدًا يبلغ 100% علَى رأس مالكَ.

6- تساهم في حراك الأسواق وزيادة سيولتها

وأخيرًا، فإن الرافعة المالية تساهم في إحداث حراك بالأسواق، وتساعد على زيادة سيولتها، وكذلك ترفع شهية المخاطرةِ لدى المتداولينَ.

ومن المعروف أن السيولةَ هي المحرك الرئيسي للأسواق علَى اختلاف أنواعها.

– عيوب التداول باستخدام الرافعة المالية

1- مضاعفة الخسائر

الوجه الأكثر سوءًا في استخدام الرافعة المالية يتمثل في احتمالية التعرض لخسائر كبيرة للغاية، بقدر الأرباح الكبيرة المحتملة نفسها.

وهنا يجب أن نضع في الاعتبار أنه كلما زادت قوة الرافعة المالية زادت المخاطر المرتبطة بها.

2- زيادة احتمالية التعرض للمارجن كول

المارجن كول Margin Call: أو نداء الهامش، هو أسوأ ما في الرافعة المالية.

وهو عبارة عن تنبيه يأتيك من وسيط التداول عندما ينخفض الهامش الحر الخاص بك إلى مستوى الصفر، وكل ما تبقى في حسابك هو الهامش المستخدم، وعندئذٍ سيُغلق وسيطك تلقائيًّا جميع المراكز المفتوحة بأسعار السوق الحالية.

والهامش الحر Free Margin: هو الرصيد الموجود في حساب التداول، والذي يكون غير مُقيد أو مرتبط بأية صفقات مفتوحة حاليًّا. ويُعرف أيضًا باسم “الهامش القابل للاستخدام” Usable Margin، أي يمكنك استخدامه في فتح صفقات إضافية أخرى.

3- مخاطر الهامش

بمجرد إصدار المارجن كول، سيكون مطلوبًا منك، إما فتح مراكز بعقود أصغر (إذا كان رصيد الحساب المتبقي بعد المارجن كول يسمح بذلك)، أو تمويل حسابك برصيد إضافيٍ.

وتفسير ذلك هو أن أقصى قدر مسموح بخسارته هو الهامش الحر؛ أي الجزء السائل الذي كان في محفظتك بعد فتح الصفقة. وبالتالي فإن وسيط التداول يريد التأكد من وجود هامش يكفي لاستخدامه في التداول.

4- رفع الضغوط العصبية والنفسية

كذلك، فإن اختيار رافعة مالية مُبالغ فيها (مثل 1: 400 أو أكثر) يُعد من أبرز عيوب هذا النظام.

هذا من شأنه أن يرفع من الضغوط العصبية والنفسية التي تتعرض لها في التداول. ومن المعروف أن الضغوط النفسية والعصبية تؤثر بالسلب علَى قرارات التداول التي تتخذها.

خامسًا: كيف تُحقق أقصى استفادة من الرافعة المالية؟

بعد أن استعرضنا أبرز مميزات وعيوب الرافعة المالية في التداول، فإننا أدركنا أن الإفراط في اختيار رافعة عالية يشتمل على مخاطر، قد تصل إلى خسارة حساباتنا بالكامل.

وبمعنى أدق، كلما زادت الرافعة المالية، زادت المخاطر. ومع ذلك، فإنه لا يمكننا الاستغناء عنها في التداول بسب مزاياها العديدة. لذلك، ومن أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من استخدامها، ينبغي علينا اتباع ما يلي:

1- استراتيجية تداول ناجحة وخطة لإدارة رأس المال

لنضع في اعتبارنا أن أساس النجاح في أسواق المال يتمثل في أمرين اثنين:

  • استخدام استراتيجية تداول ناجحة،
  • وإدارة رأس المال وإدارة المخاطر بطريقة جيدة.

وفي حال امتلكت استراتيجية تداول جيدة، ووضعت خطة صارمة لإدارة رأس المال، فإن أمر الرافعة المالية سيكون ثانويًّا بالنسبة لك.

2- اختر رافعة مالية تتناسب مع رأس مالك

يجب عليك اختيار الرافعة المالية التي تتناسب مع حجم رأس المال الخاص بك. وكقاعدة أساسية، إذا كان رأس مالك صغيرًا، فمن الأفضل اختيار رافعة صغيرة أيضًا.

3- وضع خطة صارمة لإدارة المخاطر

إدارة المخاطر Risk Management: من أكثر عوامل النجاح أهمية حال استخدام الرافعة المالية.

والمقصود من ذلك الالتزام بخطة محكمة وصارمة لإدارة المخاطر، بحيث تُخصص نسبة مئوية من رأس مالك لكل صفقة (بحيث –على سبيل المثال- لا تزيد نسبة الخسارة المحتملة لأي صفقة عن 1.5% إلى 2% من حجم رأس مالك).

4- التدرج في قوة الرافعة المالية

التدرج في استخدام الرافعة المالية. على سبيل المثال، يمكنك البدء برافعة متوسطة (ولتكن 1: 20). ومن ثم، وبعدما تكتسب الخبرات اللازمة بالتداول باستخدام الرافعة المالية، يمكنك رفعها إلى 1: 50، وهكذا.

5- امتلاك القدرة على التحكم في مشاعرك

إن لم تكن لديك القدرة على التحكم في مشاعرك، فيجب عليك ألا تستخدم الرافعة المالية. والحديث هنا عن مشاعر الطمع والخوف على وجه التحديد.

  • فالطمع قد يدفعك إلى الدخول في صفقات كبيرة الحجم، قياسًا علَى رأسِ مالكَ الأساسي.
  • أما الخوف فسيجعلك تخرج من هذه الصفقات مبكرًا، سواء بربح قليل أو بخسارة.

وبالتالي تكون تداولاتك عشوائية وتفتقر إلى أي خطة أو استراتيجية واضحة، أو دون وجود أهداف لصفقاتك.

تذكر أن الحفاظ علَى رأس المال هي مهمتك الأولى بصفتك متداولًا، ومن ثم التفكير في كيفية تحقيق الربح من التداول.

6- الاستعداد الدائم لاقتناص أفضل فرص التداول

يجب عليك دائمًا وأبدًا التأني والتحلي بالصبر عند الدخول في أي صفقة باستخدام الرافعة المالية.

وفي الوقت نفسه، كن مستعد دائمًا لاقتناص أفضل فرص التداول، وعندما تظهر أمامك إشارة تداول جيدة – حسب الأدوات أو الاستراتيجية التي تستخدمها في تحليلك – فسيكون المال حينئذ متوفرًا لاقتناص هذه الفرصة.

وبالتالي، فإن الإفراَط في دخول الصفقات والمضاربة العشوائية – وخصوصًا مع استخدام الرافعة المالية – سيفقدك المال والفرص معًا.

سادسًا: كيف يستخدم المحترفون الرافعة المالية؟

على خلاف ما يعتقد الكثير من المتداولين المبتدئين، فإن المتداولين المحترفين عادة ما يستخدمون رافعة مالية منخفضة للغاية. ولكن، ما السر في ذلك؟

لأن استخدام رافعة منخفضة يساعد بشكل كبير في حماية رأس المال، خاصة عند خسارة الصفقات. ذلك أن حجم الخسائر عادةً ما يكون في حدود نسبة متوقعة وموضوعة في الحسبان، الأمر الذي يؤدي إلى “ثبات” العوائد.

لذلك، فإن الغالبية العظمى من المتداولين المحترفين يستخدمون رافعة مالية تتراوح بين 1: 10، ولا تزيد غالبًا عن 1: 20.

هذا بالرغم من أن شركات الوساطة قد تعرض رافعة مالية أعلى بكثير، ربما تصل إلى 1: 400 وأحيانًا أكثر من ذلك.

ولكن، بشكل عام، فإن اهتمام المحترفين ينصب أولًا على امتلاك حساب كبير ورافعة مالية منخفضة قدر الإمكان.

ثلاث حقائق مهمة عن الرافعة المالية يجب على كل متداول وضعهم في الحسبان، كما في الشكل أدناه:

ثلاث حقائق حول الرافعة المالية

شكل رقم (3): ثلاث حقائق حول الرافعة المالية

تذكر دائمًا: إن توفر رافعة مالية كبيرة ليست ميزة وليست مطمعًا. وكلما كانت الرافعة منخفضة، كان ذلك أفضل بالنسبة لك ولحسابك.

ولكي نستوعب هذا الأمر بشكل أكبر، لابد لنا من الممارسة واكتساب الخبرة من خلال التداول على حسابات تجريبية، وتجربة التداول باستخدام الرافعة المالية المنخفضة والمتوسطة والمرتفعة، ومتى وكيف نستخدمها.

الحذر في استخدام الرافعة المالية سيبقيك في الأسواق على المدى الطويل.

سابعًا: تداول الأسهم باستخدام الرافعة المالية

كما سبقت الإشارة، فإن كثيرًا من المستثمرين والمتداولين يتداولون الأسهم والأوراق المالية الأخرى بأموالهم التي يمتلكونها فقط (دون استخدام الرافعة المالية).

وبالتالي، إذا رغب المستثمر في شراء أسهم شركة ما، فيجب أن يكون لديه ما يكفي من المال في حسابه لدفع ثمن تلك الأسهم.

لذلك، من عيوب التداول بدون رافعة مالية أن مكاسبك تكون محدودة بمواردك المالية (أي رأس المال فقط).

وحتى إذا ظهرت أمامك فرصة استثمارية جذابة، قد تحقق عائدًا بنسبة 100% من رأس المال، فإن ربحها لن يتجاوز أبدًا رأس المال الذي تملكه. على سبيل المثال، إذا كان لديك 500 دولار في حسابك، فلن تربح سوى 500 دولار فقط.

ولهذا السبب يستخدم معظم المتداولين المحترفين في سوق الأسهم الرافعة المالية، الأمر الذي يتيح لهم زيادة قوتهم الشرائية والعوائد المحتملة بشكل كبير. وأيضًا يزيد من المخاطر التي يتعرضون لها.

وفي سوق الأسهم، فإن التداول باستخدام الرافعة المالية يُسمى “التداول بالهامش” Trading on Margin. ورغم ذلك، فإنه يتضمن خصائص وشروط ومعايير التداول بالرافعة المالية.

– مثال على القدرة الشرائية للتداول بالهامش في سوق الأسهم

لنفترض أنك تمتلك حسابًا بقيمة 10000 (عشرة آلاف) دولار، وترغب في شراء سهم شركة ما يتداول حاليًا بسعر 50 دولارًا لكل سهم. في هذه الحالة:

إذا قمت بشراء أسهم برأس المال الفعلي الذي تمتلكه (10000 دولار)، فيمكنك شراء 200 سهم فقط.

ولكن إذا قررت التداول بالهامش، واقترضت 10000 دولار من شركة الوساطة، فيمكنك حينها شراء 400 سهم. هذا يعني تضخيم الأرباح والخسائر المحتملة.

  • في حال كنت تتداول برأس مالك فقط، وارتفع سعر السهم ليتداول بسعر 60 دولارًا مثلًا، فسوف تربح ما قيمته 20% من رأس المال (10 دولارات × 200 سهم = 2000 دولار).
  • ولكن، في حال كنت تتداول بالهامش (الرافعة المالية)، وارتفع سعر السهم ليتداول بسعر 60 دولار أيضًا، فسوف تربح ما قيمته 40% من رأس المال (10 دولارات × 400 سهم = 4000 دولار).

وعلى الجانب الآخر، ففي حال انخفض سعر السهم، فسوف تتضاعف خسائرك بالقدر نفسه إذا كنت تتداول بالهامش. بمعنى:

  • في حال كنت تتداول برأس مالك فقط، وانخفض سعر السهم ليتداول بسعر 40 دولار مثلًا، فسوف تحسر ما قيمته 20% من رأس المال (10 دولار × 200 سهم = 2000 دولار).
  • وبالمثل، في حال كنت تتداول بالهامش، وانخفض سعر السهم ليتداول بسعر 40 دولارًا، فسوف تخسر ما قيمته 40% من رأس المال (10 دولارات × 400 سهم = 4000 دولار).

الأمر الأكثر خطورة هو أنك ستفقد كل الأموال التي استثمرتها إذا استخدمت الهامش وانخفض سعر السهم إلى 25 دولارًا.

ليس هذا فحسب، بل ستكون حينها مدينًا للوسيط بمعدل الفائدة على قرض الهامش الذي منحه إياك قبل الدخول في الصفقة (عادة ما يتم خصمه بمجرد الدخول).

ثامنًا: الرافعة المالية في سوق العملات الأجنبية (الفوركس)

تُعتبر الرافعة المالية من أهم الأسباب التي تجذب الكثير من المتداولين والمستثمرين لسوق العملات الأجنبية. ففي هذه السوق (الفوركس)، يمكنك عادةً الحصول على رافعة أعلى بكثير منها في سوق الأسهم.

وكما سبقت الإشارة، من الممكن أن تجد الرافعة المالية تصل إلى 1: 400 أو 1: 500، أو حتى 1: 1000 لدى بعض شركات الوساطة في الفوركس.

ونظرًا لأن أسواق الفوركس تُعد من أكبر أسواق المال من حيث أحجام التداول والسيولة، فإن القدرة على الدخول في صفقات والخروج منها عند المستوى المطلوب أسهل بكثير من الأسواق الأخرى الأقل سيولة.

وبالتالي فإن صُناع السوق يُقدمون مثل هذه الرافعة المالية العالية لجذب المتداولين إلى سوق الفوركس، وإدراكًا منهم بأنه إذا أُديرت الحسابات بطريقة صحيحة، فيمكن بالتالي التحكم في المخاطر.

وفي سوق الفوركس تتحرك أزواج العملات بالنقاط Pips. والنقطة هي أصغر تغيير في سعر العملة، وتعتمد قيمة النقطة على زوج العملات الذي نتداول عليه. هذه الحركات هي في الحقيقة مجرد كسور من السنت.

على سبيل المثال، عندما يتحرك زوج عملات مثل الجنيه الإسترليني/ الدولار الأمريكي GBP/USD بمقدار 100 نقطة، من 1.9500 إلى 1.9600 فإنه تحرك فقط بمقدار سنت واحد من سعر الصرف.

ولهذا السبب كان من الضروري إجراء الصفقات في سوق العملات بمبالغ كبيرة، مما يسمح بترجمة تحركات الأسعار الدقيقة هذه إلى أرباح أكبر، وذلك من خلال استخدام الرافعة المالية.

وعندما تتعامل مع مبلغ مثل 100000 دولار، يمكن أن تؤدي التغييرات الصغيرة في سعر العملة إلى أرباح أو خسائر كبيرة.

عندما يتعلق الأمر باستخدام الرافعة المالية في سوق الفوركس، عليك أن تتذكر مباشرةً مقولة أنها سلاح ذو حدين Double-edged Sword.

وحيث إن الرافعة المالية لديها القدرة على زيادة أرباحك أو خسائرك بالقدر نفسه، فإنه كلما ارتفعت، زادت المخاطر التي ستتحملها. لنستدل على ذلك بمثال.

– مثال على استخدام الرافعة المالية في سوق الفوركس

لنفترض أننا أمام اثنين من المتداولين، المتداول (أ) والمتداول (ب).

ولنفترض أيضًا أن كلًّا منهما يمتلك حسابًا بمبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي. وكلاهما دخلا صفقة بيع على زوج الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY عند سعر 120.000.

  • المتداول (أ) قرر استخدام رافعة مالية متوسطة، 1: 50، وقرر الدخول في صفقة بيع بخمسة عقود قياسية على الزوج المذكور بقيمة 500.000 (خمسمائة ألف) دولار. علمًا بأن النقطة في العقد القياسي الواحد تساوي 8.30 دولار تقريبًا، (41.50 دولار تقريبًا للعقود الخمسة).
  • إذا خسرت الصفقة وارتفع السعر بمقدار 100 نقطة، أي إلى سعر 121.000، فسوف يخسر المتداول (أ) 100 نقطة في هذه الصفقة، وهو ما يعادل 4150 دولارًا أمريكيًّا، ما يمثل خسارة بنسبة 41.5٪ من إجمالي رأس ماله.
  • المتداول (ب)، على الجانب الآخر، كان أكثر حرصًا، وقرر الاستفادة من رافعة مالية منخفضة، 1: 5 فقط. ومن ثم دخل صفقة البيع نفسها على زوج الدولار الأمريكي/ الين الياباني عند سعر 120.000، ولكن فقط بنصف عقد قياسي، ما يعني أن حجم صفقته 50.000 (خمسين ألف) دولار (وبالتالي فإن قيمة النقطة الواحدة تبلغ 4.15 دولار تقريبًا).
  • في هذه الحالة، إذا خسرت الصفقة وارتفع السعر بمقدار 100 نقطة، أي إلى 121.000، فسوف يخسر المتداول (ب) 100 نقطة أيضًا في هذه الصفقة (عدد نقاط خسارة المتداول “أ” نفسها)، وهو ما يعادل 415 دولارًا أمريكيًّا، ما يمثل خسارة بنسبة 4.15% فقط من إجمالي رأس ماله.

الجدول أدناه يوضح لنا تأثير قوة الرافعة المالية على التداول في سوق الفوركس:

المتداول الأول (أ) المتداول الثاني (ب)
رأس المال 10.000 (عشرة آلاف) دولار 10.000 (عشرة آلاف) دولار
الرافعة المالية المستخدمة 1: 50 1: 5
القيمة الإجمالية للصفقة 500.00 (خمسمائة ألف) دولار 50.000 (خمسون ألف) دولار
قيمة خسارة 100 نقطة 4150 دولارًا 415 دولارًا
نسبة الخسارة من رأس المال 41.5 % 4.15 %
نسبة المتبقي من رأس المال 58.5 % 95.85 %

جدول رقم (1): تأتير حجم الرافعة المالية في مضاعفة الخسائر في سوق الفوركس

– ما مدى تأثير الرافعة المالية في مضاعفة الأرباح والخسائر؟

في المثال السابق، لاحظ أن كلا المتداوليْن بدأ برأس المال نفسه، ودخلا الصفقة ذاتها، وحققا النتيجة نفسها؛ لكن المتداول الأول (المغامر) الذي استخدم رافعةً مالية كبيرة نسبيًّا؛ فَقَدَ أكثر من 40% من رأس ماله في صفقة واحدة.

أما المتداول الثاني فخسر أقل من 5% من رأس ماله، علَى الرغم من تعرضه لنسبة الخسارة نفسها، وهى 100 نقطة.

وعلى الجانب الآخر، إذا نجحت الصفقة وحققت أرباحًا بـ 100 نقطة، فسوف يحصد المتداول (أ) أرباحًا طائلة تُقدر بـ 4150 دولارًا، (ما يوازي 41.5% من رأس المال)!

بينما سيحقق المتداول (ب) 415 دولارًا فقط (ما يوازي 4.15% من رأس المال). ومع ذلك، يجب التحلي بالعقلانية في اختيار الرافعة التي نستخدمها، وفي حجم العقود. لنتذكر دائمًا مقولة “الرافعة المالية سلاح ذو حدين”.

من هذا المثال يتضح لنا مدى خطورة استخدام رافعة مالية عالية في سوق الفوركس. ومع ذلك، يجب ألا نُبالغ في تقدير خطورة الرافعة بشكل عام، وألا يكون ذلك سببًا في تجاهل مزاياها الكثيرة.

الأمر الأكثر أهمية يتمثل في التداول بناءً على خطة تداول محكمة، واتباع استراتيجية تداول جيدة، والالتزام بخطة إدارة المخاطر بشكل صارم.

تاسعًا: تداول السلع باستخدام الرافعة المالية

على غرار جميع الأصول والأوراق المالية الأخرى، يمكن تداول السلع في البورصات العالمية باستخدام الرافعة المالية. والمقصود بالسلع هنا النفط، الذهب، الفضة، وما إلى ذلك.

ومن المعروف أن التداول على معظم هذه السلع يتطلب مبالغ مالية كبيرة، ولذلك، تلعب الرافعة المالية دورًا كبيرًا في تسهيل التداول عليها من خلال جذب المستثمرين والمتداولين لوضع مبالغ صغيرة وإجراء صفقات كبيرة نسبيًّا.

على سبيل المثال، يعتبر التداول على الذهب من أفضل التداولات التي يمكن أن تحقق لك أرباحًا جيدة، خصوصا مع استخدام الرافعة المالية بطريقة جيدة، مع إدارة رأس المال بشكل منظم ومنضبط.

وتجدر الإشارة إلى أن الذهب يتداول في صورة عقود، يجري تداولها في بورصة كومكس Comex للعقود الآجلة. ولكن، لماذا نركز على الذهب تحديدًا، ولماذا يُفضله كثير من المستثمرين؟

لأن الذهبَ هو الملاذ الآمن في أوقات الاضطرابات والحروب والتوترات الجيوسياسية، أو عندما يواجه العالَم حالة من الضبابية وعدم اليقين الاقتصادي ويسيطر التشاؤم علَى الأسواق.

وحينذاك يبحث المستثمرون عن ملاذ آمن، وهو الذهب، والذي يُعرف عنه تاريخيًّا أنه مخزن جيد للقيمة.

– مثال على استخدام الرافعة المالية في تداول الذهب

منذ مطلع العام 2022، يتداول الذهب عند مستوى 1800 دولار تقريبًا للأوقية الواحدة. ولذلك، إذا قررت شراء 10 أوقيات من الذهب، على سبيل المثال، فإنك تحتاج إلى مبلغ كبير: أي تحتاج 10 × 1800 = 18000 دولار تقريبًا.

ولكن، وفي حال استخدام رافعة تبلغ 1: 200 مثلًا، فلن تحتاج سوى أقل من 100 دولار للتداول على 10 أوقيات من الذهب! كيف ذلك؟

لأن الرافعة المالية 1: 200 ستضاعف رأس مالك 200 ضعف (100 دولار × 200 = 20.000 دولار).

وبما أن سعر 10 أوقيات من الذهب يبلغ حوالي 18000 دولار، سيكون بإمكانك التداول عليها بفضل الرافعة المالية المُستخدمة.

إذا تحرك الذهب في اتجاه صفقتك بنسبة 1% فقط، ففي هذه الحالة ستحقق أرباحًا تبلغ 200% من رأس المال المُخصص لهذه الصفقة، (أي نحو 200 دولار).

وبالتأكيد سيحدث العكس في حال الخسارة، أي أنك قد تخسر النسبة نفسها إذا تحرك الذهب عكس اتجاه صفقتك.

ولكن، وفي كل الأحوال، يعتبر استخدام الرافعة المالية في تداول السلع عمومًا أمرًا جيدًا، بشرط استخدامها بحكمة مع استراتيجية تداول ناجحة، وفي الوقت نفسه وضع خطة صارمة لإدارة المخاطر ورأس المال.

الخلاصة

  • الرافعة المالية: تعني اقتراض أموال من وسيط التداول، بحيث تتمكن من الدخول في صفقات برأس مال أكبر بكثير من رأس المال الذي تمتلكه في حسابك.
  • من خلالها يمكنك الدخول في صفقات كبيرة، باستخدام رأس مال صغير، ما من شأنه أن يتيح للمتداول زيادة القوة الشرائية والعوائد المحتملة بشكل كبير.
  • الهامش (المارجن): هو الحد الأدنى المطلوب توفره لفتح صفقة جديدة. ويمكن اعتبار الهامش بمنزلة تأمين أو ضمان ضروري لفتح مركز وإبقائه مفتوحًا.
  • الرافعة المالية والهامش يتناسبان عكسيًّا، فكلما انخفضت الرافعة المُستخدمة، زاد الهامش المطلوب للدخول في صفقة جديدة، والعكس.
  • مزايا التداول باستخدام الرافعة المالية
    • عند التداول باستخدام استراتيجية تداول ناجحة، فإن الرافعة المالية ستُضاعف أرباحك طبقًا لقوة الرافعة التي تستخدمها.
    • تسمح للمبتدئين الذين لا يملكون رأس المال الكافي بالتداول في أسواق المال، ولو بمبلغ بسيط.
    • تلعب دورًا مهمًا بالنسبة لمتداولي سوق الأسهم. فبدون الرافعة المالية لن تستفيد من التحركات السعرية الصغيرة.
    • تُساهم في إحداث حراك بالأسواق، وتساعد على زيادة سيولتها، وكذلك ترفع شهية المخاطرةِ لدى المتداولينَ.
  • عيوب الرافعة المالية
    • الوجه الأكثر سوءًا في استخدامها يتمثل في احتمالية التعرض لخسائر كبيرة للغاية، بقدر الأرباح الكبيرة المحتملة نفسه.
    • كلما زادت قوة الرافعة المالية، زادت المخاطر المرتبطة بها.
    • أسوأ ما في الرافعة المالية هو المارجن كول أو نداء الهامش، وبمجرد إصداره سيكون مطلوبًا منك إما فتح مراكز بعقود صغيرة، أو تمويل حسابك برصيد إضافي.
  • كيف تُحقق أقصى استفادة من الرافعة المالية؟
    • اتباع استراتيجية تداول ناجحة وخطة لإدارة رأس المال.
    • اختيار رافعة تتناسب مع رأس مالك.
    • وضع خطة صارمة لإدارة المخاطر.
    • التدرج في قوة الرافعة المالية.
    • امتلاك القدرة على التحكم في مشاعرك.
    • الاستعداد الدائم لاقتناص أفضل فرص التداول.
  • يمكن التداول باستخدام الرافعة المالية في مختلف الأسواق المالية، خاصة أسواق الأسهم، السلع، وسوق العملات الأجنبية، وغيرها.
  • الرافعةُ المالية سلاح ذو حدين، ويجب استخدامها بحكمة وذكاء حتى تحقق أقصى استفادة ممكنة منها.

للمزيد من المقالات ذات الصلة، يرجى متابعة موقع بورصات.