شرح نموذج المثلث المُتسع

قد يكون هناك كثير من المتداولين لم يسمعوا عن نموذج المثلث المتسع، والذي لا يتمتع بشهرة نماذج المثلثات الأخرى، مثل المثلث الصاعد أو المثلث الهابط أو المثلث المتماثل.

والحقيقة أن هناك كثيرًا من النماذج الفنية التي لم تحظَ بالشهرة والانتشار بين المتداولين بالقدر الذي يتناسب مع أهميتها الكبيرة ومدى تأثيراتها الواضحة على حركة السعر، ومن أبرزها نموذج المثلث المتسع. وربما يرجع ذلك للأسباب التالية:

• سوء فهم هذه النماذج، حيث يسود اعتقاد بأنها نماذج معقدة أو غير مضمونة النتائج.
• سوء الاستخدام، فقد يتم التعرف على النموذج والإلمام بقواعده، غير أنه عند استخدامه يتم تطبيق معاييره على الرسوم البيانية بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى نتائج سيئة وفقدان الثقة بالنموذج.
• عدم توفر مصادر تعليمية ذات قيمة كبيرة لهذه النماذج، مما يجعلها غامضة بالنسبة لبعض المتداولين.

ومن أهم النماذج الفنية التي ينطبق عليها ذلك نموذج المثلث المتسع، والذي يشتمل في مضمونه على كثير من المميزات الفنية التي تجعل منه أداة فعالة للتداول. بل إنه يتميز عن بعض النماذج الأخرى في كثير من الجوانب كما سنرى لاحقًا.

وفي هذا الموضوع سنتناول بالشرح والتحليل نموذج المثلث المتسع. وسنُلقي الضوء على كثير من الجوانب التي قد تبدو غامضة للبعض، وربما تكون جديدة تمامًا على الكثير من المتداولين.

وسوف ينصب تركيزنا في شرح هذا الموضوع على النقاط الرئيسية التالية:

• ما هو نموذج المثلث المتسع؟ وكيف يتشكل على الرسوم البيانية للأسعار؟
• أهم العناصر التي تُساهم في تشكيله
• الخصائص الفنية المميزة للنموذج.
• كيفية التداول على نموذج المثلث المتسع، وتتمثل في طريقتين رئيسيتين:
  • التداول على النموذج أثناء تشكيله.
  • التداول على اختراق نموذج المثلث المتسع.

وباستيعاب هذا الموضوع وإدراك جميع القواعد الخاصة بتشكيل هذا النموذج الفريد سيكون بمقدورنا التعرف عليه وتحديده بدقة على الرسوم البيانية. وكذلك إمكانية تمييزه من حيث خصائصه الفريدة، وبالتالي إمكانية التداول عليه بثقة تامة.

أولًا: ما هو نموذج المثلث المتسع؟

نموذج المثلث المتسع Expanding Triangle Pattern هو أحد أنواع نماذج المثلثات Triangles Patterns شائعة الاستخدام بين الغالبية العظمى من المتداولين في أسواق المال. غير أن هذا النموذج يختلف عن نماذج المثلثات الأخرى من حيث كونه يبدأ ضيقًا ويتسع مع مرور الوقت، على خلاف معظم نماذج المثلثات التي تبدأ متسعة وتضيق تدريجيًّا.

ولهذا السبب يمكن أن يُطلق عليه مثلث الزاوية اليسرى Left-angle Triangle، حيث إنه -على خلاف نماذج المثلثات الأخرى أيضًا- تكون زاوية المثلث المتسع في الجانب الأيسر.

بصفة عامة، يبدأ نموذج المثلث المتسع بحركة سعرية مضغوطة بإحكام عند منطقة رأس المثلث Apex (إلى اليسار). ومع تطور النموذج تتأرجح حركة السعر صعودًا وهبوطًا بين خطي الدعم والمقاومة، الأمر الذي ينتج عنه تشكيل قمم أعلى (صاعدة) وقيعان أدنى (هابطة) تتمدد صعودًا وهبوطًا. ولذلك كثيرًا ما يُشار لهذا النموذج على أنه نموذج “الرأس المتسع” Expanding Apex.

وبالتالي فإن نموذج المثلث المتسع يشتمل على مكونين أو عنصرين رئيسيين:

• الأول: عبارة عن خط اتجاه صعودي (مقاومة) Ascending Resistance Line يرتد منه السعر هبوطًا بعد أن يُشكل قمم أعلى.
• الثاني: هو خط اتجاه هبوطي (دعم) Descending Support Line، يكون بمنزلة مستوى دعم هبوطي للقيعان الأدنى أو الهابطة.

الشكل التخطيطي أدناه يعرض لنموذج المثلث المتسع في أبسط صوره:

شكل رقم (1): رسم توضيحي لنموذج المثلث المتسع.

وكما نرى في الرسم التوضيحي أعلاه، يمكن أن يخترق السعر النموذج إلى أسفل أو إلى أعلى. كذلك، لا توجد أي علاقة بين جهة الاختراق والاتجاه السابق (الذي كان سائدًا قبل ظهور النموذج).

لاحظ أيضًا أن كل قمة تتشكل تكون أعلى من القمة السابقة لها. وبالمثل، كل قاع يتشكل يكون أدنى من القاع السابق له. وبالتالي عند رسم خط اتجاه لربط القمم يكون الخط منحدر إلى أعلى. وعلى المنوال نفسه، عندما نرسم خط اتجاه لربط القيعان، يكون هذا الخط منحدر إلى أسفل.

– المظهر العام لنموذج المثلث المتسع على الرسوم البيانية:

كما نلاحظ من الرسم التوضيحي السابق، وعلى خلاف جميع نماذج المثلثات الأخرى، فإن الاتجاه السابق لتشكيل نموذج المثلث المتسع لا يحمل أهمية كبيرة. الأمر المهم هو كيفية تمييزه على الرسوم البيانية، خاصة وأنه من النماذج التي نادرًا ما تظهر بشكلها المثالي.

من حيث مظهره، يتميز نموذج المثلث المتسع بما يلي:

• تشكل سلسلة من القمم الأعلى (الصاعدة) Higher Highs حيث كل قمة أعلى من سابقتها.
• وسلسلة من القيعان الأدنى (الهابطة) Lower Lows حيث كل قاع أدنى من سابقه، بغض النظر عن وقت تشكلها.

بمرور الوقت يتغير مظهر المثلث المتسع من خلال ميل أو انحدار كل من:

• خط المقاومة الصعودي إلى أعلى.
• خط الدعم الهبوطي إلى أسفل.

وهو الأمر الذي يؤدي إلى عملية “التمدد” أو “التوسع”  Expanding، حيث يبتعد كل منهما عن الآخر بمرور الوقت. كذلك، يمكن أن يظهر النموذج بزاوية ميل (انحراف) Right-angled في مظهره العام.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يبدو هذا النموذج على هيئة فأس الحرب القديمة (توماهوك) Tomahawk. وكذلك يمكن أن يأخذ مظهر مُكبر الصوت (الميجافون) Megaphone. وفي كل الأحوال فهو يعد صورة معكوسة من نموذج المثلث المتماثل Symmetrical Triangle.

ثانيًا: كيف يتشكل نموذج المثلث المتسع على الرسوم البيانية؟

في البداية ينبغي إعادة التأكيد على حقيقة أن نموذج المثلث المتسع من النماذج نادرة الظهور على الرسوم البيانية. كما أنه يتشكل غالبًا على مدى فترات زمنية طويلة نسبيًا، وأيضا خلال تقلبات سعرية عالية. لذلك يجب التعامل معه بحكمة، والأكثر أهمية التعرف على كيفية تشكله.

أثناء مرحلة تشكل المثلث المتسع، يكون أي قاع من قيعان المثلث لديه ما يكفي من القوة للصعود فوق أعلى قمة تم تشكيلها مؤخرًا (القمة الأخيرة الأعلى)، مما يؤدي إلى وقوع المشترين في مصيدة Trap، اعتقادًا منهم بأن السعر تجاوز مستوى المقاومة وسوف يستمر في الصعود.

وبالمثل، تكون لدى أي قمة من قمم المثلث المتسع ما يكفي من القوة للهبوط إلى ما دون أدنى قاع تم تشكيله مؤخرًا (القاع الأخير الأدنى)، مما يؤدي إلى وقوع البائعين في مصيدة مشابهة لتلك التي حدثت للمشترين، ولكن في الاتجاه الهابط.

ومع ذلك يستمر السعر في التحرك بين خطي الدعم والمقاومة، مُشكلًا قمم أعلى وقيعان أدنى. وبالتالي يكون من الصعب توقع اختراق حركة السعر لخط الدعم أو خط المقاومة، على الأقل في المراحل الأولى لتشكيل النموذج، حيث يتأرجح السعر صعودًا وهبوطًا الأمر الذي يُجبر كلا الجانبين (الثيران والدببة) على ملاحقة حركة السعر.

الرسم البياني أدناه يوضح كيفية تشكيل المثلث المتسع ومراحل تشكله:

شكل رقم (2): كيفية تشكل نموذج المثلث المتسع على الرسوم البيانية ومراحل تشكله

وكما نلاحظ من الرسم البياني أعلاه، فإن كل قمة حديثة تكون أعلى من القمة السابقة لها. وفي المقابل، كل قاع حديث يكون أدنى من القاع السابق له، الأمر الذي يؤكد المظهر الفريد لهذا النموذج. لاحظ أيضا خط المنتصف (سنتحدث عنه لاحقًا)، وكيف يقسم المثلث إلى نصفين. كما أنه يؤدي وظيفة مستويات الدعم والمقاومة في أثناء مرحلة تشكل النموذج.

– طبيعة نموذج المثلث المتسع:

لعلنا نتساءل عن طبيعة نموذج المثلث المتسع، وما إذا كان نموذجًا استمراريًّا Continuation أم انعكاسيًّا Reversal.

لنضع في اعتبارنا أن تصنيف هذا النموذج (سواءً انعكاسيًا أم استمراريًا) دائمًا ما كان مثار للجدل بين المحللين والمتداولين، حيث يعتبره البعض نموذجًا انعكاسيًا واضحًا. في حين يؤكد البعض الآخر أنه نموذج استمراري صريح. غير أننا نؤكد أن طبيعة المثلث المتسع لا تًعرف إلا بعد الاختراق.

ومع ذلك، فبمجرد تشكيل القمة الثانية أو القاع الثاني من بعدها يمكن توقع الاختراق Breakout– أي اختراق السوق لآخر قمة أو آخر قاع، وكذلك اختراق خط المقاومة أو الدعم، ومن طبيعة هذا الاختراق يمكن الوقوف على طبيعة نموذج المثلث المتسع وما إذا كان نموذجًا انعكاسيًّا أم استمراريًّا.

بعد نجاح الاختراق يمكن تحديد نوع النموذج، بحيث يكون:

• انعكاسيًّا صعوديًّا: إذا كان الاتجاه الرئيسي للسعر هابطًا قبل تشكيل المثلث المتسع، ومن ثم تم اختراق خط المقاومة الصعودي، ففي هذه الحالة يكون النموذج انعكاسيًّا.
• استمراريًّا هبوطيًّا: وفي حال تم كسر خط الدعم يصبح النموذج استمراريًّا.
• انعكاسًّيا هبوطيًّا: إذا كان الاتجاه الرئيسي للسعر صاعدًا قبل تشكيل المثلث المتسع، ومن ثم تم اختراق خط الدعم الهبوطي، ففي هذه الحالة يكون النموذج انعكاسيًّا.
• استمراريًّا صعوديًّا: وفي حال تم كسر خط المقاومة يصبح النموذج استمراريًّا.

كيفية تصنيف نموذج المثلث المتسع

لنتذكر دائمًا: إن تصنيف أي نموذج فني (سواءً أكان نموذجًا انعكاسيًّا أم استمراريًّا) يعتمد أساسًا على موضعه على الرسم البياني وعلى الاتجاه الرئيسي السائد للسوق قبل تشكيل النموذج، ومن ثم على جهة الاختراق. وينطبق هذا الأمر بطبيعة الحال على نموذج المثلث المتسع.

الجدول التالي سيساعدنا على فهم هذه النقطة:

جدول رقم (1): كيفية تصنيف نموذج المثلث المتسع طبقًا للاتجاه الرئيسي واتجاه الاختراق.

بصفة عامة، هناك قاعدة تنص على أن فاعلية نماذج المثلثات عمومًا، ونموذج المثلث المتسع على وجه الخصوص، تكون أكبر عندما تكون استمرارية (سواءً استمرارية صعودية أو استمرارية هبوطية).

الشكل التوضيحي التالي يبين كيفية اختراق المثلث المتسع لأعلى ولأسفل:

شكل رقم (3): كيفية تشكيل القمم الأعلى والقيعان الأدنى في نموذج المثلث المتسع وكيفية الاختراق.

وكما نلاحظ في الرسم التوضيحي أعلاه، إذا كان الاتجاه الرئيسي للسعر هابطًا، تكون احتمالية الاختراق إلى أسفل هي الأقوى والأكثر فاعلية. وعلى العكس من ذلك، إذا كان الاتجاه الرئيسي للسعر صاعدًا، تكون احتمالية الاختراق إلى أعلى أقوى وأكثر فاعلية.

لننتقل الآن بالحديث إلى النقطة الأكثر أهمية، وهي العناصر أو المكونات التي تشكل النموذج قيد الدراسة.

ثالثًا: عناصر تشكيل نموذج المثلث المتسع

على غرار جميع نماذج المثلثات، يتكون نموذج المثلث المتسع من عدة عناصر تساهم في تشكيله، وهي:

1- خط الاتجاه الصعودي العلوي (المقاومة)

وهو خط الاتجاه الذي يربط بين القمم الصاعدة التي تشكلت. وكما ذكرنا من قبل، يجب أن يكون لدينا قمتان أو أكثر، وأن تكون كل قمة أعلى من القمة السابقة لها.

2- خط الاتجاه الهبوطي السفلي (الدعم)

على المنوال نفسه، فهذا الخط هو خط الاتجاه الذي يربط بين القيعان الهابطة التي تشكلت. وبصفة عامة، يجب أن يكون لدينا قاعين أو أكثر، وأن يكون كل قاع أدنى من القاع السابق له.

3- أضلاع السعر Swings

بصفة عامة، يتكون المثلث المتسع من ثلاثة أو خمسة أضلاع سعرية (يمكن أن تصل إلى سبعة أو تسعة أضلاع في بعض الأحيان)، بحيث كل ضلع منها يتجاوز الضلع السابق له ليُشكل قمة جديدة أو قاعًا جديدًا.

4- نطاق التداول Trading Range

نظرًا لأن هذا النموذج يصنف من ضمن نماذج المثلثات؛ فإنه بالتالي يتحرك داخل نطاق تداول. غير أن هذا النطاق يتسع تدريجيًّا، ومعظم محاولات كسره تبوء بالفشل.

5- خط المنتصف (محور المثلث) Mid-line

وهو عبارة عن خط أفقي يمكن رسمه باستخدام رأس المثلث كبداية، ومن ثم تمديده للجانب الأيمن ليكون بمنزلة مقياس يمكن للمتداولين من خلاله قياس المدى الذي يمكن أن تصل إليه القمم والقيعان التي تتشكل مؤخرًا. وكذلك يمكن أن يمثل قيمة إضافية تُستخدم أحيانًا في تحديد الأهداف أو وضع أمر إيقاف الخسارة عند التداول أثناء تشكيل النموذج أو على اختراقه (كما سيأتي ذكره بالتفصيل لاحقًا).

6- عمود المثلث (القطب) Pole

عبارة عن خط رأسي يُرسم لقياس المسافة التي قطعها السعر في اتجاهه الرئيسي قُبيل تشكيل المثلث المتسع. ولمزيد من التوضيح، فإن عمود المثلث هو آخر موجة سعرية تشكلت قبل تشكل النموذج.

7- مدة التشكيل Duration

تتفاوت المثلثات المتسعة في الزمن الذي تستغرقه في تشكيلها، وغالبًا ما تكون طويلة نسبيًّا، مما يوفر للمتداولين إمكانية التداول عليه في أثناء تطوره، حيث سيكون لديهم على الأقل اثنين من القمم الصاعدة Swing Highs واثنين من القيعان الهابطة Swing Lows في السعر، وهو الأمر الذي سيوفر لهم نقاط دخول وخروج قوية.

8- أحجام التداول Volume:

عادة ما تتقلص أحجام التداول الإجمالية مع وصول نموذج المثلث المتسع لمراحل متقدمة من تشكيله. ذلك لأن المتداولين يصبح عندهم حالة عدم يقين بشأن الاتجاه المستقبلي. كما أن أحجام التداول عادة ما ترتفع بشكل واضح عند اختراق النموذج لأعلى أو لأسفل. ومع ذلك، فإن هذا لا يعد شرطًا أساسيًّا للاختراق.

9- إعادة الاختبار Retest

من المسلم به في التحليل الفني أن مستوى الدعم يتحول إلى مستوى مقاومة بعد اختراقه. والعكس صحيح. أي أن مستوى المقاومة يتحول إلى مستوى دعم بعد اختراقه.

في بعض الأحيان تقوم حركة السعر بإعادة اختبار مستوى الدعم أو المقاومة بعد حدوث الاختراق، وهو أمر شائع الحدوث في غالبية النماذج الفنية. ومع ذلك، فهذا أيضًا ليس شرطا أساسيًا، فقد يندفع السعر في اتجاه الاختراق دون أن يعود لاختبار المستوى الجديد.

رابعًا: أهم الخصائص الفنية لنموذج المثلث المتسع

يظهر نموذج المثلث المتسع في كل أسواق المال، وعلى أي إطار زمني. كما تتعدد استخداماته ما يجعل منه أداة متاحة للتداول عليه سواءً ظهر في السوق الصعودي أم الهبوطي، وسواءً كان نموذجًا انعكاسيًّا أو استمراريًّا، وذلك اعتمادًا على الاتجاه الرئيسي السائد، وليس من الصعب مًطلقًا تحديد هذا النموذج.

وبغض النظر عن كل المعضلات التي ترتبط به، فإن نموذج المثلث المتسع يمكن أن يكون أداة قوية وفعالة للتداول، ويناسب جميع أنواع المتداولين. ومع ذلك ينبغي التعامل معه بتركيز وحذر، حيث يتمثل جزء كبير من خطورته في كونه يُوقِع بأعداد كبيرة من المتداولين عند كل اختراق جديد لأحد القمم أو القيعان التي تُشكله.

وبصفة عامة، يتشكل نموذج المثلث المتسع أثناء مرحلة التوطيد (أو التدعيم). ويُشير مصطلح التوطيد أو التدعيم Consolidation في التحليل الفني إلى توقف السعر عن التحرك في اتجاه معين، حيث يتحرك في اتجاه عرضي Sideways لفترة من الوقت قبل أن يستأنف حركته سواءً في الاتجاه الرئيسي أو في الاتجاه المعاكس.

وفي المجمل تعبر مرحلة التوطيد عن حالة التردد التي تُسيطر على السوق في هذا الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يكون لهذا النموذج العديد من المحاولات الفاشلة للوصول إما للدعم أو المقاومة، والتي تبدو كأضلاع غير مُكتملة، ويمكن تحديد مداها عن طريق خط المنتصف أو محور المثلث، حيث يُشكل هذا المحور في كثير من الأحيان مستوى دعم أو مقاومة أفقي داخلي، ومن خلاله يمكن قياس الأهداف المحتملة للصفقات التي تتم خلال مرحلة تشكيل النموذج.

الرسم البياني أدناه يتضمن مثالًا لكيفية تحديد هذا النموذج وكيفية التداول عليه:

شكل رقم (4): مثال للتداول على نموذج المثلث المتسع.

يجب على المتداولين أن يكونوا على استعداد لتعديل خطوط الاتجاه التي تُشكل المثلث المتسع كلما دعت الحاجة لذلك، وبشكل أساسي عند تكوين قمم أعلى جديدة أو قيعان أدنى جديدة. وفي نهاية المطاف يقوم السعر بكسر النطاق السعري للمثلث المتسع. وبالتالي اختراق أحد خطي الدعم أو المقاومة، ومن هنا تبدأ مرحلة التفكير في التداول على الاختراق.

خامسًا: استراتيجية التداول على نموذج المثلث المتسع

كما سبق القول، يتميز نموذج المثلث المتسع بكثير من المميزات الفريدة. ومن أهم هذه المميزات أنه من النماذج القليلة التي تتيح للمتداولين التداول عليها في كل مراحله، أي أنه:

• يمكن التداول عليه أثناء مرحلة تشكيل النموذج ذاته.
• كذلك يمكن التداول على اختراق النموذج نفسه.

وبكل تأكيد فإن لكل متداول أسلوبه وطريقته المُفضلة. وبالتالي يمكن القول أن نموذج المثلث المتسع يصلح للتداول بالنسبة لمعظم أنواع المتداولين، وهو ما سنناقشه فيما يلي:

(أ) التداول أثناء مرحلة تشكل نموذج المثلث المتسع

من أهم الخصائص التي تُميز نموذج المثلث المتسع ويتفرد بها عن نماذج المثلثات الأخرى هي إمكانية التداول عليه خلال مراحل تشكله. أي أنه ليس شرطًا انتظار اختراقه ليجري التداول عليه، بل يمكن ذلك عن طريق قواعد معينة.

وبالتالي يكون هذا النموذج بمنزلة فرصة جيدة للمتداولين الذين يبحثون عن اقتناص التحركات السعرية الطويلة (متداولو السوينج Swing Traders). وكذلك المتداولين اليوميين Day Traders الذين يبحثون عن الاستفادة من تقلبات حركة السعر بغض النظر عن الاتجاه الرئيسي السائد للسوق.

ويعتمد هؤلاء المتداولون على تقنيات التحليل الفني، مثل خطوط الاتجاه Trend Lines أو المؤشرات الفنية Technical Indicators، للدخول والخروج بسرعة من الصفقات والاستفادة من التحركات السعرية قصيرة المدى Short-term Movements.

وبناءً على ذلك يكون نموذج المثلث المتسع بمنزلة بيئة مثالية للتداول عند هؤلاء المتداولين:

• قد يُحدد المتداول نموذج المثلث المتسع ويقوم باتخاذ مراكز شراء عندما يصل السعر إلى خط الاتجاه السفلي للنموذج.
• وبالمثل، يمكنه اتخاذ مراكز بيع عند وصول السعر إلى خط الاتجاه العلوي للنموذج.

إن توسع خطي الاتجاه في المثلث المتسع يعني أن الربح المحتمل لكل صفقة يكون أكبر من ذي قبل، وهذه الخاصية يتمتع بها نموذج المثلث المتسع دون غيره من النماذج الفنية الأخرى.

مثال للتداول على نموذج المثلث المتسع أثناء مرحلة تشكيله:

في البداية، وقبل اتخاذ أي مركز في أثناء تشكل المثلث المتسع يجب التأكد من النقاط التالية:

• ظهور إشارة على انعكاس السعر بعد أن يلمس خط الدعم أو المقاومة، وبإمكاننا الاستعانة بأدوات أخرى للتحليل الفني لتأكيد ذلك مثل:
  • الشموع اليابانية Japanese Candlestick.
  • ومؤشرات الزخم Momentum oscillators.
  • أحجام التداول.
• علاوة على ذلك، من الأفضل دخول الصفقات التي تتوافق مع الاتجاه الرئيسي للسعر (قبل تشكيل المثلث المتسع)، بمعنى:
  • إذا كان الاتجاه الرئيسي صاعدًا، تكون الأفضلية لصفقات الشراء من خط الدعم السفلي.
  • وإذا كان الاتجاه الرئيسي هابطًا، تكون الأفضلية لصفقات البيع من خط المقاومة العلوي.

– إعدادات التداول:

بالنسبة لإعدادات التداول على نموذج المثلث المتسع أثناء مرحلة تشكله، فهي على النحو التالي:

نقاط الدخول Entry Points

• اتخاذ مركز شراء: بعد لمس السعر خط الدعم والارتداد منه وظهور تأكيد الشموع اليابانية ومؤشر الزخم على حدوث انعكاس صعودي السعر.
• اتخاذ مركز بيع: بعد لمس السعر خط المقاومة والارتداد منه وظهور تأكيد الشموع اليابانية ومؤشر الزخم على حدوث انعكاس هبوطي السعر.

نقاط إيقاف الخسارة Stop Loss

• في حالة الشراء: أدنى آخر قاع ارتد منه السعر.
• في حالة البيع: فوق آخر قمة ارتد منها السعر.

الأهداف Targets

• نظريًا يكون الهدف خط الاتجاه المقابل، ولكن ينبغي مراقبة حركة السعر جيدًا وكذلك أحجام التداول ومؤشر الزخم طالما لدينا مركز مفتوح.
• يمكن تحديد الهدف الأول عند خط المنتصف أو محور النموذج، ومن ثم الاحتفاظ بجزء من المركز مع تعديل أمر إيقاف الخسارة لتجنب فقدان ما تحقق من ربح، ومتابعة الصفقة حتى الهدف الثاني والأخير الذي سيكون عند خط المقاومة بالنسبة لصفقات الشراء أو خط الدعم لصفقات البيع.
• كذلك يمكن قياس الزخم عند نقطة المنتصف، وإذا كان في اتجاه الصفقة يمكن الإبقاء عليها أو على جزء منها، وإذا كان الزخم يتناقص؛ فيُفضل الخروج على الأرباح التي تحققت.

وبطبيعة الحال، هناك طرق كثيرة أخرة لتحديد أهداف صفقات التداول على هذا النموذج الفعال. غير أننا ركزنا هنا على أبسط هذه الطرق، وأكثرها فاعلية في نفس الوقت.

– مثال على التداول في أثناء مرحلة تشكل نموذج المثلث المتسع:

الرسم البياني أدناه يزودنا بمثال لكيفية التداول على نموذج المثلث المتسع في أثناء مرحلة تشكله:

شكل رقم (5): مثال لاستراتيجية التداول في أثناء تشكل نموذج المثلث المتسع.

الرسم البياني أعلاه لزوج العملات الدولار النيوزيلندي/ الفرنك السويسري NZD/CHF. وكما نلاحظ، تشكل نموذج مثلث متسع انعكاسي، حيث كان لدينا اتجاه صاعد، تبعه تشكيل النموذج واختراقه لأسفل.

في البداية، كان بإمكاننا التعرف على نموذج المثلث المتسع وتحديده من خلال مجموعة القمم الصاعدة (حيث كل قمة أعلى من القمة السابقة)، والقيعان الهابطة (حيث كل قاع أدنى من القاع السابق).

ومن خلال رسم خط اتجاه صعودي يربط بين القمم الصاعدة، وخط اتجاه هبوطي يربط بين القيعان الهابطة، تبين لنا أن السعر قد شكل نموذج مثلث متسع قابل للتداول عليه.

وبما أننا نناقش كيفية التداول على هذا النموذج أثناء مرحلة تشكله، فيجب التأكيد على أن الدخول في الصفقات يكون على النحو التالي:

صفقات الشراء:

بطبيعة الحال، لن يكون بمقدورنا التعرف على نموذج المثلث المتسع إلا بعد تشكيل القمة الثانية (قمة 3)، وأيضًا القاع الثاني (قاع 4). سبب ذلك أن القمة الثانية (قمة 3) تجاوزت القمة الأولى في الارتفاع. وبالمثل، فإن القاع الثاني (قاع 4) تجاوز القاع الأول في الانخفاض.

وبالتالي فإن أول صفقة شراء محتملة ستكون عند القاع الثاني (قاع 4). بمجرد ارتداد السعر من خط الدعم السفلي، يمكننا الدخول في صفقة شراء.

كما يوضع أمر إيقاف الخسارة أسفل القاع أو أسفل خط الدعم الهبوطي مباشرة.

وبالنسبة للهدف، فيمكن تحديد هدفين للصفقة؛ الأول عند خط المنتصف (محور المثلث)، والهدف الثاني يكون بمحاذاة أخر قمة تشكلت بالأعلى (قمة 3).

صفقات البيع:

كما ذكرنا سابقًا، فإن أول صفقة بيع محتملة على هذا النموذج في أثناء تشكله ستكون بعد تشكل القمة الثانية (قمة 3). وبمجرد ارتداد السعر من خط المقاومة العلوي يمكننا الدخول في صفقة بيع.

هنا أيضا كان بإمكاننا اقتناص صفقة بيع أخرى بعد تشكل القمة الثالثة (قمة 5). كما أن هذه الصفقة كانت أكثر موثوقية من سابقتها لأن نموذج المثلث المتسع كان على وشك الاكتمال، وكذلك بسبب نموذج الابتلاع الهبوطي Bearish Engulfing Pattern (وهو أحد أقوى نماذج الشموع اليابانية الهبوطية) الذي تشكل بالأعلى بالتزامن مع القمة الأخيرة (قمة 5) من النموذج.

فيما يتعلق بأمر إيقاف الخسارة في صفقات البيع، فيوضع أعلى آخر قمة، أو أعلى خط المقاومة مباشرة.

سنحدد هدفين أيضًا لصفقات البيع: الأول عند خط المنتصف (محور المثلث)، والهدف الثاني يكون بمحاذاة أخر قاع تشكل بالأسفل (قاع 2).

الأمر الجدير بالملاحظة في المثال السابق أننا وضعنا احتمالًا للاختراق إلى أعلى عند القمة الأخيرة (قمة 5)، ولذلك إذا أغلق السعر فوق خط المقاومة العلوي، كان من الممكن البحث عن إعدادات صفقات الشراء على اختراق النموذج (والتي سنوضحها لاحقًا).

غير أن السعر ارتد من القمة وهبط ليصل إلى الحد السفلي للمثلث، ومن ثم كان الاختراق إلى أسفل.

(ب) التداول على اختراق نموذج المثلث المتسع

على الرغم من إمكانية التداول على نموذج المثلث المتسع بطرق عديدة بغض النظر عن الاتجاه الرئيسي للسوق، فمع ذلك يبقى التداول على اختراق النموذج هو الخيار المُفضل لغالبية المتداولين الذين يبحثون عن اقتناص التحركات السعرية الطويلة الناتجة عن الاختراقات.

تذكر دائمًا: أن احتمالات نجاح التداول على نموذج المثلث المتسع تزداد بشكل كبير في حال تم كسر المثلث في الاتجاه الرئيسي للسعر، حيث يُعد النموذج الاستمراري هو الأفضل أداءً من الناحية الإحصائية.

• يتأكد المثلث المتسع كنموذج استمراري صعودي إذا أدت حركة السعر إلى اختراق صعودي جديد مع عودة السيطرة مرة أخرى من جانب الثيران bulls على كل من السعر وأحجام التداول.
• وبالمثل، يتأكد المثلث المتسع كنموذج استمراري هبوطي إذا أدت حركة السعر إلى اختراق هبوطي جديد مع عودة السيطرة مرة أخرى من جانب الدببة bears على كل من السعر وأحجام التداول.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث أفضل الاختراقات بعد إكمال من 50% إلى 75% من النموذج. كما ينبغي على المتداولين مراقبة خطوط الدعم والمقاومة عن كثب لتوقع تمدد واتساع أضلاع السعر، وبالتالي رصد الاختراق بمجرد حدوثه.

مثله مثل الكثير من النماذج الفنية الأخرى، يمكن أن تحدث الاختراقات الكاذبة على نموذج المثلث المتسع. لذلك يجب تأكيد الاختراق بالوسائل السابقة نفسها:

• الشموع اليابانية: التركيز على شمعة الاختراق، حيث يجب أن تكون قوية للغاية وتُغلق أعلى أو أسفل خط المقاومة أو الدعم بشكل واضح ليتأكد الاختراق.
• أحجام التداول: يجب أن ترتفع بشكل واضح عند حدوث الاختراق الحقيقي.
• مؤشرات الزخم: حيث تزودنا بقراءات الزخم على الاتجاه الحالي.

– إعدادات التداول:

فيما يتعلق بإعدادات التداول على اختراق نموذج المثلث المتسع، فهي على النحو التالي:

نقاط الدخول

• في حالة الاختراق الصعودي: اتخاذ مركز شراء بعد اختراق خط المقاومة والإغلاق أعلاه.
• أما في حالة الاختراق الهبوطي: اتخاذ مركز بيع بعد اختراق خط الدعم والإغلاق أسفله.

نقاط إيقاف الخسارة

• في حالة الشراء: أسفل آخر قمة تم تشكيلها (يمكن تحديدها من خلال رسم خط أفقي على أعلى نقطة في آخر قمة تشكلت في النموذج)
• في حالة البيع: أعلى آخر قاع تم تشكيله (تُحدد بواسطة خط أفقي أيضًا)
• في كلتا الحالتين يمكن تعديل أمر وقف الخسارة بما يتناسب مع ما تحقق من أرباح.

الأهداف

• بصفة عامة يتم تحديد الهدف الرئيسي لصفقات التداول على اختراق نموذج المثلث المتسع بمقدار نقاط حجم النموذج نفسه في أقصى اتساع له. وبالتالي سنقيس المسافة بين أعلى نقطة وأدنى نقطة في النموذج ونقدرها بعدد النقاط، ونطبقها على الهدف بدايةً من نقطة الاختراق.
• كذلك، يمكن تحديد الهدف من خلال قياس طول عمود المثلث (القطب)، على النحو التالي:
  • في صفقات الشراء: قياس حجم القطب من بداية آخر موجة صاعدة وحتى خط المنتصف، وتقدير الهدف بنفس عدد النقاط (بداية من نقطة الاختراق).
  • في صفقات البيع: قياس حجم القطب من بداية آخر موجة هابطة وحتى خط المنتصف، وتقدير الهدف بعدد النقاط نفسه (بداية من نقطة الاختراق).
  • ملحوظة مهمة: يمكن أيضًا حساب الهدف بداية من نقطة اختراق آخر قمة (في الاختراق الصعودي)، ومن نقطة اختراق آخر قاع (في الاختراق الهبوطي). غير أن هذا مشروط بحدوث اختراق فعلي، ومن ثم تحديد الهدف بداية من نقطة اختراق آخر قمة/ قاع.
• ومع ذلك، من الأفضل استخدام الطريقة الأولى (قياس حجم النموذج نفسه في أقصى اتساع له) وتحديد الهدف بنفس مقدار عدد النقاط.
• وبما أنه أثناء التشكيل يكبر ويزيد النطاق السعري للمثلث المتسع، لذلك يوصى بشدة أن نولي اهتمام كبير لأحجام التداول بعد الاختراق كوسيلة مساعدة للتعرف على الإمكانات الإضافية للنموذج.

– أمثلة للتداول على اختراق نموذج المثلث المتسع:

كما سبق وأشرنا، ونظرًا لإمكانية حدوث الاختراق إما إلى أعلى أو إلى أسفل، فسوف نعرض مثالين؛ أحدهما لاختراق صعودي، والآخر لاختراق هبوطي. ومن خلالهما سنوضح كيفية التداول على كل منهما، وأفضل إعدادات التداول عليهما.

الاختراق الصعودي

الرسم البياني أدناه يزودنا بمثال على كيفية التداول على اختراق نموذج المثلث المتسع إلى أعلى:

شكل رقم (6): مثال يوضح كيفية التداول على اختراق صعودي لنموذج المثلث المتسع

الرسم البياني أعلاه لزوج العملات اليورو/ الين الياباني EUR/JPY، وفيه تشكل نموذج مثلث متسع خلال اتجاه رئيسي صاعد.

وكما نلاحظ، بعد تشكيل القاع الأخير في النموذج (إلى أقصى اليمين)، اندفع السعر بقوة صعودًا ليصل إلى خط المقاومة العلوي. وبعد مرحلة قصيرة من التذبذب، ظهرت شمعة قوية اخترقت خط المقاومة وأغلقت فوقه بمسافة كبيرة.

في مثل هذه الحالة يمكننا اتخاذ مركز شراء بمجرد إغلاق شمعة الاختراق.

علاوة على ذلك، هناك أكثر من طريقة لوضع أمر إيقاف الخسارة. مبدئيًا، وبسبب طول المسافة بين نقطة الدخول وآخر قاع تشكل داخل المثلث، فيمكننا هنا الاستعانة بخط المنتصف (محور المثلث)، ووضع أمر إيقاف الخسارة أسفله مباشرة.

كذلك، يمكن وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل الخط النقطي المحاذي للقمة الأخيرة في النموذج. غير أنه، وفي هذه الحالة ستكون المخاطرة كبيرة.

فيما يتعلق بتحديد الهدف، فكما سبق وأشرنا هناك أيضا أكثر من طريقة لتحديد الهدف على صفقات اختراق نموذج المثلث المتسع.

في مثالنا هذا سنتبع طريقة تقدير الهدف بعدد النقاط نفسه لعمود المثلث (القطب). بالتالي، سنقيس حجم القطب من بداية آخر موجة صاعدة وحتى خط المنتصف، ونقدر الهدف بعدد النقاط نفسه بداية من نقطة اختراق آخر قمة تشكلت داخل المثلث.

لاحظ أن الطريقة المثلى لتقدير الهدف تكون بداية من نقطة اختراق آخر قمة وليس اختراق خط الاتجاه الصعودي العلوي.

الاختراق الهبوطي

الرسم البياني أدناه يزودنا بمثال لكيفية التداول على اختراق نموذج المثلث المتسع إلى أسفل:

شكل رقم (7): مثال يوضح كيفية التداول على اختراق هبوطي لنموذج المثلث المتسع.

الرسم البياني أعلاه لزوج العملات اليورو/ الدولار الكندي EUR/CAD، وفيه تشكل نموذج مثلث متسع خلال اتجاه رئيسي هابط.

وبالطريقة نفسها، بعد أن وصل السعر إلى خط المقاومة العلوي، شكل قمة جديدة أخيرة وارتد بقوة ليتجاوز خط المنتصف، ومن ثم يندفع بقوة ليخترق الحد السفلي للمثلث.

وبناءً على ذلك، يمكننا اتخاذ مركز بيع بمجرد إغلاق شمعة أسفل خط الدعم الذي يمثل الحد السفلي للمثلث.

ومع ذلك، قد يعود السعر لإعادة اختبار خط الدعم باعتباره مستوى مقاومة جديد، غير أننا سنؤمن مركزنا من خلال وضع أمر إيقاف الخسارة في موضع صحيح.

يوضع أمر إيقاف الخسارة إما فوق خط المنتصف (محور المثلث) مباشرة، أو أعلى الخط النقطي المحاذي للقاع الأخير في النموذج. غير أنه، وفي هذه الحالة ستكون المخاطرة كبيرة.

فيما يتعلق بتحديد الهدف، في مثالنا هذا سنتبع أيضًا طريقة تقدير الهدف بعدد النقاط نفسه لعمود المثلث (القطب). وبالتالي، سنقيس حجم القطب من بداية آخر موجة هابطة وحتى خط المنتصف، ونقدر الهدف بعدد النقاط نفسه بداية من نقطة اختراق آخر قاع تشكل داخل المثلث.

لاحظ أن الطريقة المثلى لتقدير الهدف تكون بداية من نقطة اختراق آخر قاع تم تشكيله، وليس اختراق خط الاتجاه الهبوطي السفلي.

كما يمكن تحديد الهدف بعدد نقاط الحجم الرأسي نفسه للنموذج. ببساطة نقيس المسافة من آخر قاع حتى آخر قمة، ونقدر الهدف بعدد نقاط هذه المسافة نفسها (بداية من نقطة اختراق آخر قاع).

تعليق ختامي

من أهم صفات المتداول المُحترف هي القدرة على التعامل مع كل النماذج الفنية بلا استثناء. وكذلك إدراك القيمة الحقيقية لتلك النماذج التي قد يشوبها الغموض ومحاولة البحث عن مصادرها وفهم مضمونها جيدًا.

ومن أهم هذه النماذج نموذج المثلث المتسع، والذي يشتمل على مميزات فريدة لا تتوفر في نماذج أخرى. كل ما يلزمنا هو تحديده على الرسوم البيانية بشكل صحيح وتطبيق القواعد والمعايير الواردة في هذا الموضوع بدقة. ومن ثم يمكن التداول عليه بأكثر من طريقة ولمرات عديدة وبثقة كبيرة في تحقيق نتائج رائعة.

وكما تعلمنا من الشرح الوارد في هذا المقال، فإن أبرز ما يميز هذا النموذج الفريد هو إمكانية التداول عليه سواءً خلال مراحل تشكله، أو التداول على اختراقه. وفي كلتا الحالتين من الممكن أن يكون التداول على نموذج المثلث المتسع مربحًا للغاية، بشرط تطبيق هذه المعايير الخاصة بكل طريقة.

وبكل تأكيد هناك طرق أخرى يمكن استخدامها للتداول على نموذج المثلث المتسع، سواءً في أثناء مرحلة تشكيله أم بعد اختراقه، ومنها التداول باستخدام تصحيحات فيبوناتشي Fibonacci Retracement، أو التداول باستخدام موجات إليوت Elliott Waves. غير أننا عرضنا في موضوعنا لأهم وأبرز طرق التداول وأكثرها شيوعًا وموثوقية، والتي يمكن استخدامها ببساطة ومن دون تعقيدات.

الخلاصة

• يعد نموذج المثلث المتسع من أهم النماذج الفنية التي لم تحظَ بالشهرة بين المتداولين لكثير من الأسباب، منها عدم توافر مصادر تعليمية ذات قيمة حقيقية لها.
• يتميز نموذج المثلث المتسع بكثير من المميزات التي يتفرد بها عن نماذج المثلثات الأخرى.
• يمكن أن  يأخذ مظهر مُكبر الصوت. كما يُعد صورة معكوسة من نموذج المثلث المتماثل.
• يشتمل نموذج المثلث المتسع على عنصرين رئيسيين:
  • الأول: خط مقاومة صعودي يرتد منه السعر هبوطًا بعد أن يُشكل قمم أعلى.
  • الثاني: خط دعم هبوطي يمثل مستوى دعم هبوطي للقيعان الأدنى.
• عناصر تشكيل المثلث المتسع:
  • أضلاع السعر.
  • نطاق التداول.
  • خط المنتصف (محور المثلث).
  • عمود المثلث (القطب).
  • مدة التشكيل.
  • أحجام التداول.
  • إعادة الاختبار.
• أهم الخصائص الفنية لنموذج المثلث المتسع:
  • يتوقف تصنيف المثلث المتسع، وما إذا كان نموذجًا انعكاسيًّا أو استمراريًّا على:
    • الاتجاه الرئيسي للسعر قبل تشكيله.
    • موضع المثلث نفسه على الرسم البياني للسعر.
• كيفية التداول على نموذج المثلث المتسع
  • التداول أثناء مرحلة تشكل النموذج:
    • اتخاذ مركز شراء: بعد لمس السعر خط الدعم والارتداد منه وظهور تأكيد إضافي.
    • اتخاذ مركز بيع: بعد لمس السعر خط المقاومة والارتداد منه وظهور تأكيد إضافي.
  • نقاط إيقاف الخسارة:
    • في حالة الشراء: أدنى آخر قاع.
    • في حالة البيع: فوق آخر قمة.
  • الأهداف:
    • يكون الهدف خط الاتجاه المقابل، أو نقطة محور المثلث (نقطة المنتصف).
  • التداول على اختراق نموذج المثلث المتسع
    • الاختراق الصعودي: اتخاذ مركز شراء بعد اختراق خط المقاومة.
    • الاختراق الهبوطي: اتخاذ مركز بيع بعد اختراق خط الدعم.
  • نقاط إيقاف الخسارة:
    • الشراء: أسفل آخر قمة.
    • البيع: أعلى آخر قاع.
  • الأهداف:
    • يتم تقدير الهدف لعدد نقاط الحجم الرأسي نفسه للمثلث في أقصى اتساع له. أو بعدد النقاط نفسه عمود المثلث (القطب) من بدايته وحتى محور المثلث.

للمزيد من المقالات ذات الصلة، يرجى متابعة موقع بورصات.