الأسهمُ الممتازةُ من أهمِّ أدوات التمويل بالنسبة إلى الشركات، وهي من الأدوات الاستثمارية التي تحظى باهتمام المستثمرين، وتعتبر من الأصول المربكة؛ لأنها تجمع خليطًا من صفات الأسهم والسندات، وفى هذا المقال سنشرح مزايا وعيوب الاسهم الممتازة، نظرًا لهذه الأهمية البالغة للأسهم الممتازة.

تعريف الأسهم الممتازة Preferred Stock

الأسهمُ الممتازةُ هي نوعٌ من أنواعِ الأسهمِ التي تصدرها الشركاتُ، ولكنها تمنح حامليها الأفضلية أو الأولوية في الحصول علَى بعض الامتيازات التي تمنحها الشركةُ، وهذا سبب تسميتها بهذا الاسم.

تتمثَّلُ الأفضلية – بشكلٍ عامٍّ – في منح الحقِّ، لحائزي الأسهم الممتازة، في الحصول علَى توزيعات للأرباح، كما تعلن الشركةُ عن تفاصيل ذلك في نشرة إصدار الأسهم الممتازة؛ وكذلك عند تصفية الشركة يكون لحاملي الأسهم الممتازة الأولوية في الحصول علَى نصيبهم في أصول الشركة قبل حملة الأسهم العادية.

في بعض الأحيان لا يحق فقط لحاملي الأسهم الممتازة الحصول علَى الأرباح المتفق عليها في نشرة الإصدار، بل يكون هذا الحق مخصصًا لهم فقط، وذلك حال كون الشركة في احتياج إلى السيولة النقديَّةِ؛ لأنَّها في هذه الحالِ تستثنى حاملي الأسهم العادية من توزيع الأرباحِ.

وبهذا يمكن، وبوضوح، فهم تعريف الأسهم الممتازة؛ فهي تعني حصرَ ملكية في الشركة، تمامًا مثل الأسهم العادية؛ ولكنَّها تحمل بعض الامتيازات الخاصة، ولهذا تُسمَّى الأسهم الممتازة.

تختلف ميزات و عيوب الأسهم الممتازة بحسب أنواعها، وسوف نستعرض سريعًا أنواعَ الأسهم الممتازة.

أنواع الأسهم الممتازة

1- الأسهم الممتازة المجمعة للأرباح  Cumulative Preferred Stock: تمامًا كما يبدو من اسمها، هي أسهمٌ تقوم بتجميع الأرباح لحامليها، مقابل العام الذي لم تقم فيه الشركة بتوزيع الأرباح؛ لا تستطيع الشركة توزيع أيَّ أرباحٍ علَى حاملي الأسهم العادية، قبل أنْ تقوم بتوزيع الأرباح المتأخرة لحاملي الأسهم الممتازة. Cumulative Preferred Stock.

2- الأسهم الممتازة غير المجمعة للأرباح Cumulative Preferred Stock Non: عكس الأسهم الممتازة المجمعة للأرباح؛ فهي أسهمٌ لا تقوم بتجميع الأرباح لحامليها.

3- الأسهم الممتازة القابلة للاستدعاء Callable Preferred Stock:  هي أسهمٌ تمتلك الشركةُ الحقَّ في شراءها في المستقبل، بسعرٍ محددٍ سلفًا.

4- الأسهمُ الممتازةُ، القابلة للتحويل Convertible Preferred Stock:  هي أسهمٌ ممتازةٌ، يمكن تحويلها إلى أسهمٍ عاديةٍ، في ظروفٍ محددةٍ، وباشتراطاتٍ يتم الإعلان عنها في نشرة الإصدار.

5- الأسهم الممتازة المشاركة Participatory Preferred Stock:  هي نوعٌ من الأسهمِ الممتازةِ، تمنح حاملها الحقَّ في توزيع الأرباح، بنسبة ثابتةٍ، يُضافُ إليها نسبة متغيرة، حسب أداء الشركة، ووفق شروط محددة في نشرة الإصدارِ.

نظرًا لأنَّ توزيعات الأرباح علَى الأسهمِ الممتازةِ عادة ما تكون مبلغًا ثابتًا إلى الأبد، فمن المحتمل أنْ تتحرك القيمةُ السوقيَّةُ في الاتجاه المعاكس للتضخم بمجرد إصدار الأسهم الممتازة. كلما ارتفع معدلُ التضخمِ كانت قيمة الأرباح الثابتة أقل قيمة. إذا أُعْلِنَ معدل التضخم، فمن المرجح أنْ تزيد قيمة السهم الممتاز، ولكن لن يكون أعلى من سعر شراء السهم.

الأسهم الممتازة لها عددٌ من المزايا والعيوب، لكلٍّ من الشركات التي تصدرها، والمستثمرين فيها.

مزايا الأسهم الممتازة

أ- مزايا الأسهم الممتازة للمستثمرينَ:

1- توفر الأسهم الممتازة لحامليها فرصة الحصول علَى أرباحٍ ثابتةٍ.

كما ذكرنا أنَّ الميزةَ الرئيسيَّةَ للأسهمِ الممتازةِ، هي الأرباحُ التي يحصل عليها أصحابُها، وبالإضافة إلى هذا فإنَّ بعض أنواعِ الأسهم الممتازة، والمسمى بالأسهم الممتازة التراكمية؛ تسمح لحامليها بالحصول علَى أرباحٍ حتى عند تحقيق الشركة لخسائر؛ وذلك لأنها تلزم الشركة بسداد الأرباح المتأخرة التي تم تجميعها في السنوات التي توقفت فيها الشركةُ عن التوزيع، تلتزم الشركة بسداد نصيب المساهمين من الأرباح، عند وجود أرباحٍ في المستقبلِ.

2- وجود أولوية في المطالبة بحصة في أصول الشركة.

في حال الإفلاس والتصفية، يتمتع المساهمون حائزو الأسهم الممتازة بالحقِّ في مطالبة الشركة بنصيبهم في أصول الشركة، ويعتبر حقهم في الحصول علَى هذه الحصَّةِ أعلَى من حقِّ المساهمين في الحقِّ ذاتهِ، وتعتبر هذه الميزة من أهم مزايا الأسهم الممتازة.

. هذا يجعل الأسهم الممتازة مغريةً بشكل خاصٍّ للمستثمرين الذين لديهم قدرة منخفضة علَى تحمل المخاطر. تضمن الشركة توزيعات الأرباح كل عام، ولكن إذا فشلت في جني الأرباح، ويجب أن تغلق؛ يتم تعويض مساهمي الأفضليات عن استثماراتهم في وقت أقرب.

3- مزايا إضافية لبعض أنواع الأسهم الممتازة.

هناك أنواع أخرى من الأسهم الممتازة تحمل مزايا إضافية. تسمح الأسهم الممتازة القابلة للتحويل إلى المساهم بالتداول في الأسهم الممتازة مقابل عدد ثابت من الأسهم العادية. يمكن أنْ يكون هذا اختيار جيد إذا بدأت قيمة الأسهم العادية في الارتفاع.

تتيح الأسهم الممتازة المشاركة للمساهم، فرصة الحصول علَى توزيعات أرباح إضافية أعلى من السعر الثابت (المحدد في نشرة إصدار الأسهم الممتازة) إذا حققت الشركةُ أهدافًا محددة – سابقًا – للربح.

هناك مجموعة متنوعة من الأسهم الممتازة يحمل كل منها مزايا معينة لها؛ يعني أن هذا النوع من الاستثمار يمكن أن يكون وسيلة منخفضة المخاطر نسبيا؛ لتحقيق دخل علَى المدى الطويل.

ب- مزايا الأسهم الممتازة بالنسبة للشركات التي تصدرها.

تمتلك الأسهم الممتازة أيضًا عددًا من المزايا للشركة المصدرة، تشمل:

1- لا توجد حقوق التصويت للمساهمين حائزي الأسهم الممتازة.

يعتبر عدم وجود حقوق تصويت للمساهمين بمثابة عيب للمستثمرين، لكنه أمرٌ جيدٌ بالنسبة للشركات المصدرة للأسهم الممتازة؛ لأنه يعنى حصول الشركة علَى تمويل (في صورة أسهم ممتازة يتم بيعها) دون أن تفقد هذه الشركات نسبة من حقوقها التصويتية، ومن ثَمَّ يمكنها الاستمرار في رسم سياستها الخاصة بالعمل، كما هي الحال مع الأسهم العادية.

2- تكلفة زيادة رأس المال لإصدار الأسهم الممتازة أقل من تكلفة إصدار الأسهم العادية.

3- الحقُّ في إعادة شراء الأسهم

يمكن للشركات أيضًا إصدار أسهم ممتازة قابلة للاستدعاء، والتي تمنح الشركة الحقَّ في إعادة شراء الأسهم، وفقًا لتقديرها. هذا يعني أنه إذا تم إصدار الأسهم القابلة للاستدعاء، فلها الحق أنْ تمنح  أرباحًا بنسبة 6٪ ولكن انخفضت أسعار الفائدة إلى 4٪ .

وهذا يعني أيضًا أنَّ الشركةَ يمكنها الاقتراض بسعر فائدة منخفض، مما يعنى توفر فرصة لتمويل أرخص، يمكن للشركة شراء أيَّ أسهم معلقة بسعر السوق ثم إعادة إصدار الأسهم بسعر فائدة أقل، مما يقلل من تكلفة رأس المال. بالطبع، هذه المرونة نفسها عيب للمساهمين.

4- خفض نسبة الديون إلى حقوق الملكية

يؤدي التمويل من خلال حقوق ملكية المساهمين، سواء أكانت أسهم عادية أم ممتازة، إلى خفض نسبة الدين إلى حقوق الملكية للشركة، والتي يعتبرها كل من المستثمرين والمقرضين علامةً علَى كفاءة الإدارة.

عيوب الأسهم الممتازة

الأسهم الممتازة لديها أيضا عيوب بالنسبة للمستثمرين والمساهمين.

أ- عيوب الأسهم الممتازة بالنسبة للمستثمر.

1- لا يحق لحاملي الأسهم الممتازة التصويت.

من وجهة نظر المستثمر، أحد أهم عيوب الأسهم الممتازة هو أنَّ المساهمين الممتازين لا يتمتعون بحقوق الملكية نفسها في الشركة، مثل المساهمين العاديين.

عدم وجود حقوق التصويت يعني أنَّ الشركةَ لا تفقد سيطرتها وقدرتها التصويتية مقارنة مع إصدار الأسهم العادية، علَى الرغم من أنَّ العائدَ المضمون علَى الاستثمار يعتبر تعويضًا عن هذا العيب، إلى حدٍّ كبيرٍ.

2- جاذبية أقل عند ارتفاع أسعار الفائدة.

إذا ارتفعت أسعار الفائدة، فإن توزيعات الأرباح الثابتة التي تبدو مربحة للغاية يمكن أن تبدو أقل جاذبية في هذه الحال؛ لأنَّ العائدَ الثابتَ، الذي تقدمه الأسهمُ الممتازةُ؛ يكون أقل من سعر الفائدة.

ب- عيوب الأسهم الممتازة بالنسبة إلى الشركات التي تصدرها.

العيبُ الرئيسيُّ للشركاتِ، هو ارتفاع تكلفة هذا النوع من الأسهم مقارنة بأنواع أخرى من الاقتراض.

علَى الرغم من أنَّ هناك عدة طرق يمكن للشركات من خلالها جمع الأموال؛ لتمويل المشاريع المقبلة، والتوسع وخلافه، وغيرها من التكاليف المرتفعة، المرتبطة بأنشطتها التشغيلية وخططها المستقبلية، بما في ذلك إصدار الديون والأسهم.

يمكن للشركات الكبرى اختيار أنواع الإصدار الذي تعرضه الشركة علَى الجمهور، وتحديد نوع العلاقة التي تريدها الشركة مع المساهمين، وتكلفة الإصدار والحاجة إلى تمويل سريع. عندما يتعلق الأمر بزيادة رأس المال، فإنَّ بعضَ الشركاتِ تختار إصدار الأسهم الممتازة، بالإضافة إلى الأسهم العادية أو سندات الشركات؛ لكنَّ أسبابَ هذه الإستراتيجية تختلف بين الشركات.

الخلاصةُ

الأسهمُ الممتازةُ تعمل كخليطٍ بين الأسهم العادية والسندات. كما هي الحال مع أيِّ سلعة أو خِدْمَةٍ أخرى؛ تقوم الشركاتُ بإصدار أسهمٍ ممتازةٍ؛ لأنَّ المستثمرين في هذه الحال يريدون الاستثمار فيها. يفضل المستثمرون الأسهمَ الممتازةَ بسبب ثباتها النسبيّ، كعائد علَى الاستثمار، وتعتبر الشركاتُ الأسهمَ الممتازةَ وسيلةً لتوفيرِ تمويلٍ، دون خفض حقوق التصويت.

للمزيد من المقالات الاقتصادية الهامة، يمكنكم متابعة أقسام موقع بورصات المتخصصة بالاقتصاد والفوركس