ما هو سكالبينج Scalping؟
تحظى طرق واستراتيجيات التداول قصيرة الأجل بشعبية كبيرة بين المتداولين في مختلف الأسواق المالية. ويعد سكالبينج Scalping من أشهر هذه الطرق وأكثرها شيوعًا لما يشتمل عليه من مميزات، مثل ملاءمته لمختلف ظروف الأسواق، ومخاطره المنخفضة نسبيًّا مقارنة بكثير من طرق واستراتيجيات التداول الأخرى. هذا فضلًا عن فاعليته الكبيرة خاصة أثناء وجود سيولة عالية في السوق.
ومع ذلك، فإن التداول باستراتيجيات الاسكالبينج يتطلب عددًا من الشروط التي يجب توافرها في المتداول، من قبيل الانضباط والقدرة على التركيز طوال الوقت، وأيضًا القدرة على اتخاذ قرارات التداول بمنتهى الدقة والسرعة.
في هذا المقال سنتناول الاسكالبينج من جميع جوانبه، وسوف نركز على النقاط التالية:
- ما هو سكالبينج؟
- إلقاء نظرة سريعة على أهم مميزات وعيوب الاسكالبينج.
- كيفية تحليل الأسواق بما يتناسب مع الاسكالبينج.
- سنوضح النوعين الرئيسيين لمتداولي الاسكالبينج.
- ومن ثم سنشرح استراتيجية بسيطة وفعالة لتداول الاسكالبينج.
- وأخيرًا، سنحاول الإجابة على التساؤل الرئيسي لهذا الموضوع: هل الاسكالبينج مُناسب لك؟
أولًا- ما هو سكالبينج؟
يمثل الاسكالبينج أشهر أسلوب للتداول على المدى القصير Short-term Trading في مختلف الأسواق المالية العالمية. ويرتكز الاسكالبينج أساسًا على عنصرين رئيسيين، هما:
- حجم عقود كل صفقة تجرى في السوق، بحيث يكون كبير نسبيًّا.
- أهداف الربح لكل صفقة، وتكون غالبًا قليلة مُقارنة بطرق التداول الأخرى.
وهذا يعني أن الاسكالبينج يتطلب اتخاذ مراكز والبقاء فيها لوقت قصير يتراوح بين عدة ثوان إلى بضع دقائق أو أكثر، والخروج بربح صغير لا يتجاوز بضع نقاط، بدلًا من التركيز على اقتناص حركات سعرية طويلة المدى والبقاء فيها لفترات زمنية طويلة.
وقد استمد الاسكالبينج اسمه (Scalping) من المتداولين الذين انتهجوا هذا الأسلوب السريع في تداولاتهم، والذين أُطلق عليهم اسم “المستغلون” Scalpers؛ لاستغلالهم تحركات السعر على المدى القصير والاستفادة منها. حيث كانوا يدخلون في صفقات ويخرجون منها بسرعة فائقة وبأرباح صغيرة نسبيًّا. ولكونهم ينفذون كمًّا هائلًا من هذه الصفقات يوميًا؛ فقد كانوا يتحصلون على أرباح تفوق التصور!
وبناءً على ذلك، يُفترض جني أرباح كبيرة من تداولات الاسكالبينج استنادًا إلى تنفيذ عدد كبير من الصفقات ذات الأرباح البسيطة. الأمر المهم في فكرة الاسكالبينج هو أن يكون إجمالي الصفقات الناجحة أكبر بكثير من إجمالي الصفقات الخاسرة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة إجمالي رأس المال بشكل عام في نهاية كل يوم تداول.
ويعتقد متداولو الاسكالبينج أن اقتناص حركات السوق الصغيرة قد تكون أكثر سهولة وأقل خطرًا من محاولة الاعتماد على الحركات الكبرى، وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن صفقات الاسكالبينج تتطلب وضع بضع نقاط فقط (عادًة من 7 إلى 10 نقاط) أهدافًا أو حدًّا للخسائر!
وبالرغم من إمكانية استخدام الاسكالبينج في مختلف أسواق المال؛ فإنه يكون أكثر فاعلية عند استخدامه في سوق العملات الأجنبية (الفوركس)؛ نظرًا لوجود سيولة عالية على مدار الوقت.
وتعد الأطر الزمنية الصغيرة، مثل إطار الدقيقة، الثلاث دقائق، الخمس دقائق … وما إلى ذلك، هي الأنسب لتداولات الاسكالبينج، وذلك بالنظر إلى عدد النقاط القليلة المحددة باعتبارها هدفًا لجني الربح أو أمرًا لإيقاف الخسائر.
ثانيًا- مميزات وعيوب سكالبينج
كما سبق وأشرنا، يشتمل أسلوب الاسكالبينج على خصائص فريدة تميزه عن غيره من أساليب التداول. لذلك نجد أنه كثيرًا ما كان مثار جدل واسع بين المتداولين والمحللين وخبراء الأسواق المالية. فهناك من يرى أن الاسكالبينج يتميز عن أساليب التداول الأخرى من حيث توفير القدرة على التداول في مختلف ظروف الأسواق، والسرعة في تنفيذ التداولات، وغيرهما من المميزات.
وعلى الجانب الآخر، هناك من يعتقد أن الاسكالبينج يُعد من أكثر أساليب التداول خطورة، خاصة بالنظر إلى حجم العقود الذي يجري التداول به في كل صفقة، وأيضًا معدلات الربح القليلة، وبالتالي تكون نسبة الربح إلى المخاطر ضعيفة مقارنة بالأساليب الأخرى.
لنستعرض الآن أبرز مميزات وعيوب الاسكالبينج في نقاط واضحة:
أهم مميزات سكالبينج
- بالرغم من المخاطر التي تشوب أسلوب الاسكالبينج؛ فإنه غالبًا ما يكون أكثر أمانًا من تداولات المدى الطويل. ويرجع ذلك إلى كون نسبة المخاطر محددة ومعروفة لكل صفقة. وإجمالًا تكون قليلة مقارنة بأساليب التداول الأخرى.
- يوفر الاسكالبينج فرصًا للتداول في مختلف ظروف السوق. وحتى في أوقات الانكماش الاقتصادي وركود الأسواق، تكون هناك إمكانية لاقتناص فرص التداول الناتجة عن التقلبات قصيرة المدى في حركة السعر.
- ومن المميزات المهمة لتداولات الاسكالبينج أنه لا يحتاج لتحليل السوق على المدى الطويل، حيث إن متداول الاسكالبينج غير مُطالب بالتنبؤ بحركة السعر المستقبلية طويلة الأجل وتوقع جميع النتائج الممكنة؛ بل عليه فقط الاستفادة من التقلبات الصغيرة لحركة السعر.
- وأخيرًا، فإن أسلوب الاسكالبينج ينتمي في الأساس إلى أساليب التداول اليومي Day Trading، أي أن جميع الصفقات يجري فتحها وإغلاقها في وقت قصير للغاية، قد يكون دقيقة واحدة. وبالتالي يتجنب متداولو الاسكالبينج المخاطر الناتجة عن تقلبات الأسواق بين يوم تداول وآخر.
أهم عيوب سكالبينج
- وفي المقابل، هناك بعض العيوب لتداولات الاسكالبينج، من أهمها أن خسارة صفقة واحدة يمكن أن تمحو جميع الأرباح التي تحققت في يوم كامل، خاصة إن لم تكن لدى المتداول استراتيجية اسكالبينج مُحكمة، وخطة تداول تناسب مختلف ظروف السوق.
- ونظرًا لأن متداول الاسكالبينج مُطالب بالبقاء لساعات طويلة أمام الشاشة، فقد يكون ذلك سببًا في إصابته بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز، الأمر الذي يؤثر سلبًا على قراراته الحاسمة.
- يتطلب الاسكالبينج رسوم عمولة (سبريد Spread) كبيرة نوعًا ما، وذلك بسبب إجراء عدد كبير من الصفقات كل يوم. مع ملاحظة أن نسبة أرباح كل صفقة تكون قليلة بشكل عام. وبالتالي يجب على متداولي الاسكالبينج البحث عن شركات الوساطة التي تطلب أقل عمولة ممكنة.
ثالثًا- تحليل الأسواق وفقًا لأسلوب سكالبينج
بشكل عام، يعتمد المتداولون الذين ينتهجون أسلوب الاسكالبينج على التحليل الفني للأسواق Technical Analysis، وليس على التحليل الأساسي Fundamentals Analysis.
التحليل الفني
التحليل الفني هو أحد أنواع تحليل الأسواق، ويعتمد أساسًا على قراءة وتحليل تحركات الأسعار السابقة لأي سوق. أي أن الاعتماد الكلي يكون على حركة السعر على الرسوم البيانية، وأدوات التحليل الفني الأخرى، كالشموع اليابانية والنماذج الفنية والمؤشرات وغيرها.
ومع توفر معلومات الأسعار التاريخية، يمكن لمتداولي الاسكالبينج التعرف على طبيعة حركة السعر Price Action، ورصد النماذج الفنية Chart Patterns، والتنبؤ بتحركات السعر على المدى القصير.
وكذلك، يستعين متداولو الاسكالبينج في كثير من الأحيان بمستويات الدعم والمقاومة Support and Resistance levels، وغالبًا ما يتم إقرانها بالمتوسطات المتحركة Moving Averages لبناء استراتيجية متكاملة تشتمل على قواعد وشروط الدخول في صفقات الاسكالبينج والخروج منها.
التحليل الأساسي
وفي المقابل، يعتمد التحليل الأساسي على تحليل البيانات المالية والاقتصادية وكم التدفقات النقدية، وبعض الأدوات الأخرى لتقدير القيمة العادلة للأصل (السهم أو العملة… إلخ). وهو الأمر الذي يساعد على إدراك القيمة الفعلية للأصل ويساعد المتداولين على إدارة المخاطر على المدى الطويل.
وبناءً على ذلك يجب ملاحظة: أن التحليل الأساسي غالبًا ما يكون ملائمًا للاستثمار على المدى الطويل. بينما يكون التحليل الفني أكثر ملائمة لطرق وأساليب التداول على المدى القصير، التي من بينها الاسكالبينج.
وبالرغم من ذلك، فهناك من متداولي الاسكالبينج من يفضل التداول بناء على الأخبار أو الأحداث الاقتصادية الهامة فور صدورها، خاصة تلك التي تؤثر بشكل كبير على قيمة السهم أو العملة. غير أن الغالبية العظمى من متداولي الاسكالبينج يستخدمون التحليل الفني لحركة السعر على الرسوم البيانية وحسب.
ونظرًا لأن هذه الرسوم البيانية تشير إلى ما حدث في الماضي؛ فإنها ربما تفقد قيمتها كلما زاد الإطار الزمني، الأمر الذي يجعل التحليل الفني على المدى القصير أكثر ملاءمة لطبيعة الاسكالبينج بشكل عام.
رابعًا- أنواع متداولي السكالبينج
استنادًا إلى طرق التداول التي يستخدمها متداولو الاسكالبينج في الأسواق المالية، يمكن تقسيم متداولي الاسكالبينج إلى نوعين رئيسيين، هما:
- متداولو السكالبينج التقديريون Discretionary Scalpers: الذين يتميزون بقدرتهم على اتخاذ عدد كبير من قرارات التداول بسرعة فائقة وبناءً على تقديرهم لظروف السوق، وبإمكانهم تحديد معايير كل صفقة؛ من حيث توقيتها، أهدافها، أمر إيقاف الخسائر الخاص بها.. وما إلى ذلك، بمهارة وتركيز كبيرين.
- متداولو السكالبينج النظاميون Systematic Scalpers: الذين لا يعتمدون بشكل مباشر على حدسهم وموهبتهم في اتخاذ قرارات التداول. غير أنهم –عوضًا عن ذلك- يقومون بتصميم أو شراء برامج كمبيوتر تعمل على تنفيذ صفقاتهم آليًّا من دون تدخل منهم. بمعنى أنهم يصممون برمجيات تشتمل على استراتيجيات تداول آلية، بحيث تقوم هذه البرمجيات بالدخول في صفقات عند توافر شروط ومعايير معينة. وبمجرد توافر هذه الشروط يتم الدخول في الصفقات من دون أي تدخل من المتداول نفسه. ويطلق على هذه البرامج اسم “برامج التداول الآلي”.
من المهم ملاحظة الآتي:
- أن متداولي الاسكالبينج التقديريين يعتمدون إلى حد ما على توقعهم لحركة واتجاه السعر. الأمر الذي قد يشكل خطرًا في بعض الأحيان، فقد تؤثر العواطف (مثل الخوف والطمع) والميول الشخصية على المتداول وتدفعه إلى الدخول في مركز خاطئ، أو الفشل باتخاذ قرار معين في حينه.
- وفي المقابل؛ فإن النوع الثاني، أي “تداول الاسكالبينج الآلي”، لا ينطوي على أي تدخل بشري في قرارات التداول، وبالتالي لا تتأثر هذه القرارات بالعوامل النفسية للمتداول.
- ورغم ذلك، فإن برامج التداول الآلي تلك تحمل مخاطر كبيرة أيضًا. وكثيرًا ما يقع بعض المتداولين في فخ الرغبة في تحقيق أرباح هائلة من دون عناء من خلال اقتناء برنامج تداول آلي من مصدر غير موثوق، ليكتشفوا أن هذا البرنامج (ويطلق عليه أحيانًا روبوت أو إكسبرت) لا يؤدي مهامه بشكل جيد، وقد يتسبب في خسائر فادحة للمتداولين.
خامسًا- استراتيجية للتداول بأسلوب سكالبينج
في هذا الجزء من المقال سنشرح واحدة من استراتيجيات تداول الاسكالبينج البسيطة. تجمع هذه الاستراتيجية بين أهم قواعد تتبع الاتجاه الرئيسي للسعر، وأهم قواعد الانعكاس. على أن يكون الإطار الزمني المستخدم هو إطار الدقيقة الواحدة.
الأدوات الفنية المطلوبة لهذه الاستراتيجية بسيطة أيضًا، وتشتمل على استخدام:
- متوسطين متحركين أسيين Exponential Moving Averages (EMA)، أحدهما 50 فترة، والآخر 100 فترة. وسوف نستخدمهما للتعرف على تغير حركة السعر على المدى القصير، بحيث:
- عندما يتقاطع المتوسط الأسرع (50 فترة) لأعلى مع المتوسط البطيء (100 فترة)، يكون لدينا اتجاه صعودي رئيسي.
- والعكس، عندما يتقاطع المتوسط الأسرع (50 فترة) لأسفل مع المتوسط البطيء (100 فترة)، يكون لدينا اتجاه هبوطي رئيسي.
- مؤشر ستوكاستيك Stochastic Indicator، بإعداداته الافتراضية 5، 3، 3. وهو مذبذب يظهر حالات ذروة الشراء Overbought، وذروة البيع Oversold في السوق، بحيث:
- عندما يتجاوز المؤشر مستوى 80 بالأعلى، فإن ذلك يشير إلى وصول السوق لمستوى ذروة الشراء.
- وعندما يتجاوز المؤشر مستوى 20 بالأسفل، فإن ذلك يشير إلى وصول السوق لمستوى ذروة البيع.
قواعد اتخاذ مراكز الشراء
- لاتخاذ مركز شراء طبقًا لقواعد استراتيجية الاسكالبينج تلك، يجب علينا رصد تقاطع المتوسط المتحرك 50 فترة للمتوسط المتحرك 100 فترة إلى أعلى.
- ألَّا يكون مؤشر ستوكاستيك في مستويات ذروة الشراء، أي يجب أن يكون أسفل مستوى 80.
الرسم البياني أدناه يوضح لنا القواعد التي يجب اتباعها لاتخاذ مركز شراء بناءً على استراتيجية الاسكالبينج:
شكل رقم (1): قواعد الشراء لاستراتيجية الاسكالبينج
الرسم البياني أعلاه لزوج الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD، إطار دقيقة واحدة. وعليه كان بإمكاننا عقد صفقة شراء وفقًا لاستراتيجية الاسكالبينج التي نحن بصدد مناقشتها، بناءً على:
- لدينا اتجاه صاعد رئيسي: وندرك ذلك من حقيقة أن حركة السعر تُشكل قممًا صاعدة (كل قمة أعلى من القمة السابقة لها)، وقيعان صاعدة (كل قاع أعلى من القاع السابق له).
- السعر يتداول أعلى المتوسطين المتحركين الأسيين 50 و100 فترة: وهو الأمر الذي يؤكد أن لدينا اتجاهًا رئيسيًّا صاعدًا.
- التقاطع الصعودي للمتوسطين المتحركين: حيث نلاحظ أن المتوسط المتحرك قصير المدى 50 فترة (الأزرق) يتقاطع إلى أعلى مع المتوسط المتحرك طويل المدى 100 فترة (الأخضر).
- مؤشر ستوكاستيك أسفل مستوى 80: وبالتالي لم يصل بعد لمستويات ذروة الشراء.
بناءً على هذه المعطيات يمكننا اقتناص صفقة شراء قوية على النحو التالي:
– نقطة الدخول Entry Point
- وفقًا لقواعد استراتيجية الاسكالبينج الخاصة بنا، يجب الدخول في صفقة شراء بعد أن يقوم السعر بأول اختبار للمتوسط المتحرك 50 ويرتد منه صعودًا.
- هذا يعني ظهور شمعة صاعدة تعقب ملامسة السعر للمتوسط المتحرك (العلوي) 50 فترة. وهنا نلاحظ ظهور شمعة هامر انعكاسية صاعدة.
– أمر إيقاف الخسارة Stop Loss
يوضع أسفل آخر قاع تشكل، وتحت المتوسطين المتحركين بمحاذاة نقطة الدخول.
– جني الأرباح Take Profits
- بطبيعة الحال، وكما سبق وأشرنا، فإن الاسكالبينج يعتمد أساسًا على تحديد هدف محدد لكل صفقة، يكون عادة صغير نسبيًّا. وبالتالي يمكن تحديد الهدف من 10 إلى 15 نقطة، وهو ما يمثل ضعف عدد نقاط إيقاف الخسارة (حوالي 6 نقاط)
- ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن البقاء في الصفقة حتى حدوث تقاطع عكسي للمتوسطين المتحركين، بحيث يتزامن مع وصول مؤشر ستوكاستيك إلى منطقة ذروة الشراء، أو وجود دايفرجنس سلبي على مؤشر ستوكاستيك، وعندها نخرج من الصفقة.
قواعد اتخاذ مراكز البيع
- يجب علينا رصد تقاطع المتوسط المتحرك 50 فترة لنظيره 100 فترة إلى أسفل (في إشارة إلى اتجاه هبوطي على المدى القصير).
- أن يكون مؤشر ستوكاستيك أعلى من مستوى 20.
الرسم البياني أدناه يوضح لنا القواعد التي يجب اتباعها لاتخاذ مركز بيع بناءً على استراتيجية الاسكالبينج:
شكل رقم (2): قواعد البيع لاستراتيجية الاسكالبينج
الرسم البياني أعلاه لزوج الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY، إطار دقيقة واحدة. وعليه يمكننا عقد صفقة بيع وفقًا لاستراتيجية الاسكالبينج التي نتبعها، بناءً على:
- لدينا اتجاه هابط رئيسي: وندرك ذلك من حقيقة أن حركة السعر تُشكل قممًا هابطة (كل قمة أدنى من القمة السابقة لها)، وقيعانًا هابطة (كل قاع أدنى من القاع السابق له).
- السعر يتداول أسفل المتوسطين المتحركين الأسيين 50 و100 فترة: وهو الأمر الذي يؤكد أن لدينا اتجاهًا رئيسيًّا هابطًا.
- التقاطع الهبوطي للمتوسطين المتحركين: حيث نلاحظ أن المتوسط المتحرك قصير المدى 50 فترة (الأزرق) يتقاطع إلى أسفل مع المتوسط المتحرك طويل المدى 100 فترة (الأخضر).
- مؤشر ستوكاستيك أعلى مستوى 20: وبالتالي لم يصل بعد لمستويات ذروة البيع.
بناءً على هذه المعطيات يمكننا اقتناص صفقة بيع قوية على النحو التالي:
– نقطة الدخول
- يجب الدخول في صفقة بيع على هذا الزوج بعد أن يقوم السعر بأول اختبار للمتوسط المتحرك 50 ويرتد منه هبوطًا.
- بمجرد إغلاق شمعة هابطة بعد ارتداد السعر من المتوسط المتحرك (السفلي) 50 فترة. لاحظ أن شمعة الانعكاس الهابطة تزامنت مع تقاطع هبوطي على مؤشر الاستوكاستيك وخروجه من منطقة ذروة الشراء، وهو ما يمثل تأكيدًا إضافيًّا رائعًا للدخول في هذه الصفقة.
– أمر إيقاف الخسارة
يوضع فوق آخر قمة تشكلت على الرسم البياني، وفوق المتوسطين المتحركين بمحاذاة نقطة الدخول.
– جني الأرباح
- بالطريقة نفسها، يمكن تحديد الهدف من 10 إلى 15 نقطة، وهو ما يمثل ضعف عدد نقاط إيقاف الخسارة (الذي يبلغ حوالي 7 نقاط)
- ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن البقاء في الصفقة حتى حدوث تقاطع صعودي للمتوسطين المتحركين، بحيث يتزامن مع وصول مؤشر ستوكاستيك إلى منطقة ذروة البيع، أو ظهور دايفرجنس إيجابي (صعودي) على مؤشر ستوكاستيك، وعندها نخرج من الصفقة.
لاحظ أنه يمكننا اقتناص صفقات شراء أو بيع في كل مرة يرتد فيها السعر من المتوسطين المتحركين إلى أعلى أو إلى أسفل. مع ضرورة أن تتوافر القواعد والشروط المذكورة أعلاه، والمتعلقة بالدخول في الصفقات ووضع أمر إيقاف الخسارة.
سادسًا- هل الاسكالبينج مُناسبٌ لك؟
- على غرار كثير من الأمور التي تواجهنا في الحياة، يمكن لأسلوب الاسكالبينج أن يكون مناسبًا لبعض المتداولين، ولا يكون مناسبًا لمتداولين آخرين. ويتوقف ذلك في الأساس على عدد من العوامل، مثل: خبرة المتداول، ومدى صلابته النفسية، ومدى قدرته على التركيز، وكذلك حجم رأس المال وكيفية إدارته.
- وإجمالًا، يتطلب الاسكالبينج انضباطًا نفسيًّا وسلوكيًّا عاليًا للغاية. كما يتطلب أيضًا القدرة على التركيز على الهدف العام لا النتائج الفردية لكل صفقة. وهذا المطلب تحديدًا قد يراه البعض مثيرًا وجذابًا، في حين يبدو للبعض الآخر مُرهقًا نفسيًّا وعقليًّا.
- جانب آخر مهم يجب وضعه في الحسبان، وهو كيفية تعامل متداول الاسكالبينج مع “الأرباح المفقودة”. فكثيرًا ما يخرج المتداول من الصفقة على الربح المحدد، بيد أن السعر يستمر في التحرك في اتجاه الصفقة نفسه لفترة طويلة من الوقت، الأمر الذي قد يسبب الحسرة لبعض المتداولين لفقدان هذه الأرباح الهائلة، ما يؤثر بشكل كبير على روحهم المعنوية وتركيزهم. بينما لا يمثل أي أهمية تذكر للبعض الآخر؛ كونهم حققوا هدفهم من هذه الصفقة وفقًا لاستراتيجية التداول الخاصة بهم.
- كذلك هناك بعض الأمور الشخصية الأخرى التي تتعلق بظروف المتداول نفسه. على سبيل المثال؛
- هل لديك الوقت الكافي للالتزام بمراقبة السوق لساعات طويلة بحثًا عن إشارات الاسكالبينج؟
- وهل دربت نفسك جيدًا على كيفية التعامل مع “الخسائر”؟
- هل لديك استراتيجية تداول تغطي كل جوانب التداول وتتناسب مع كل ما يمكن أن يطرأ على السوق من تقلبات؟
- وبناءً على كل ذلك فإن خطة تدول الاسكالبينج Scalping Trading Plan المستخدمة يجب أن تكون مناسبة للمتداول نفسه. كذلك، يجب عليك أولًا الإجابة على التساؤلات السابقة لتعرف ما إذا كان الاسكالبينج مُناسبًا لك أم لا.
تذكر جيدًا
- يعتمد الاسكالبينج على اقتناص فُرص التداول قصيرة الأجل، والقدرة على اتخاذ القرارات بسرعة كبيرة. لذا فهو يتطلب التحلي بالانضباط والتركيز طوال الوقت.
- يخرج متداولو الاسكالبينج من الصفقات بمجرد الوصول إلى الهدف (والذي عادة ما يكون صغيرًا)، ولا ينتظرون أبدًا لتحقيق أرباح إضافية مهما كانت الظروف.
- يجب عدم تعديل أمر إيقاف الخسارة على الإطلاق.
إذا كان باستطاعتك الالتزام بالمعايير السابقة وبكل تفاصيلها، فقد يكون الاسكالبينج مُناسبًا لك.
الخلاصة
- الاسكالبينج هو أسلوب للتداول على المدى القصير، ويعني اتخاذ مراكز والبقاء فيها لوقت قصير، والخروج بربح صغير. ويرتكز الاسكالبينج أساسًا على عنصرين رئيسيين، هما:
- حجم عقود كبير نسبيًّا لكل صفقة تعقد في السوق.
- أرباح قليلة لكل صفقة.
- الفكرة الرئيسية من الاسكالبينج هو أن يكون إجمالي الصفقات الناجحة أكبر بكثير من إجمالي الصفقات الخاسرة. الأمر الذي يؤدي إلى زيادة إجمالي رأس المال بشكل عام في نهاية كل يوم تداول.
- أهم مميزات سكالبينج
- نسب المخاطر مُحددة لكل صفقة، وتكون عادة قليلة مقارنة بطرق التداول الأخرى.
- مناسب لكل ظروف الأسواق، ويصلح للعمل حتى في أوقات ركود الأسواق.
- لا يحتاج لتحليل السوق على المدى الطويل. حيث إن متداول الاسكالبينج غير مطالب بشيء سوى الاستفادة من التقلبات الصغيرة لحركة السعر.
- أهم عيوب سكالبينج
- خسارة صفقة واحدة يمكن أن تمحو جميع الأرباح التي تحققت في يوم كامل.
- متداولو الاسكالبينج بحاجة إلى البقاء أمام الشاشات لوقت طويل، ما قد يصيبهم بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز.
- يعتمد متداولو الاسكالبينج –غالبًا- على التحليل الفني للأسواق، وليس على التحليل الأساسي.
- أنواع متداولي السكالبينج
- متداولو السكالبينج التقديريون.
- متداولو السكالبينج النظاميون.
- يكون الاسكالبينج مناسبًا للمتداول في حال
- تمكن من التحلي بالتركيز والانضباط طوال الوقت.
- امتلاك استراتيجية اسكالبينج قوية وفعالة.
- الالتزام التام عند تنفيذ كل صفقة، من حيث الأرباح وأمر إيقاف الخسائر.
وأخيرًا، فإن الاسكالبينج قد يكون صعبًا إلى حد ما، خاصة بالنسبة للمتداولين المبتدئين؛ كونه يتطلب اتخاذ كثير من القرارات السريعة والحاسمة في أوقات قصيرة. ومع ذلك، هل تتفق معي عزيزي القارئ في أن إتقانه يمكن أن يكون مُربحًا للغاية لكل متداول لديه القدرة على الانضباط والتركيز، ويمتلك استراتيجية اسكالبينج جيدة؟
– نتطلع لمشاركتنا آرائكم وخبراتكم وشغفكم عبر تعليقات موقعكم بورصات