ماذا نستثمر في فترات الركود والتضخم وعدم اليقين السياسي؟ في ظل الوضع الاقتصادي الذي يشهده العالم من الارتفاع للتضخم، وحدوث حروب واضطرابات اقتصادية، يتبادر للكثير من الناس تساؤل عن كيفية حفظ قيمة أموالهم مع استثمارها بصورة أفضل؟ ولاشك أنه للإجابة على هذا التساؤل علينا أن ندرس الكثير من أوجه الاستثمارات، سواء الذهب أو العقارات أم البيتكوين وعملات رقمية بالإضافة للأسهم

الاستثمار في الذهب 

لاشك أن الذهب ملاذ آمن جيد في أوقات الأزمات والحروب وهو بمثابة معدن جيد يحفظ قيمة الأموال، ويتمتع الذهب بخصائص ومميزات تجعله معدن فريد من نوعه ومنها:

  • يعتبر وجوده بكميات محدودة على مستوى العالم يدعمه، حيث أنه سوف يأتي يوم يتم فيه إستخراج  جميع الكميات الخاصة به على مستوى العالم، ولم يصبح فيه تعدين عن هذا المعدن عند إستخراجه بشكل كامل، وذلك يجعل منه ندرة نسبية تجعل له أفضلية كبرى عن أي نقود موجودة حالياً وبما فيها الدولار والعملات القوية الأخرى، لأن هذه النقود  يتم طباعتها في أي وقت وبأي كمية، ولكن الذهب لكي يتم إستخراجه يتم البحث عليه بصعوبة وبشكل مكثف مع ندرته النسبية وأنه موجود بشكل محدود جداً. 
  • يتم استخدام معدن الذهب في العديد من الصناعات حيث نجد أن عدد كبير من الأجهزة الكهربية والإلكترونية مثل الكمبيوتر وهواتف المحمول والغسالات يدخل فيها هذا المعدن، كما يعتبر الذهب موصل هائل للكهرباء، لما يتمتع به من قدرات قوية بحمل شحنات كهربية صغيرة الحجم لأي جهاز إلكتروني مصنع. 
  • القيمة الحقيقية للذهب ترجع لشعبيته الكبيرة على مر العصور بأنه يعتبر النقود الحقيقية لذلك نجد في كثير من الأزمان والبلدان تم استخدام الذهب باعتباره النقود الرسمية للدول، حيث قد تم استخدامه قبل الميلاد بمئات السنين في المقايضة جنباً لجنب مع الفضة، ومع استمرار استخدامه على هذا النحو في العصر الحديث ومع التطور تحول الذهب كغطاء للعملة وذلك من أجل التحديد لقيمتها، حيث تطورت العملات بعد ذلك من معدنية لورقية. 
  • لاشك أن الذهب هو استثمار آمن وجيد في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، فنجد عندما تحدث اضطرابات سياسية وهزات اقتصادية عنيفة في أي مكان في العالم يلجأ الناس للذهب، حيث أنه حافظ للقيمة بشكل ممتاز لما يتمتع به ايضاً بقدرته على البيع السريع، على عكس الاستثمار في العقارات التي قد يحدث بها ركود في أوقات الأزمات. 

ماذا نستثمر في الذهب سبائك أم عملات أم مشغولات ذهبية؟

السبيكة الذهبية

سبيكة الذهب هي عبارة عن قطعة من الذهب الخالص عيار 24 وبنسبة نقاء تتخطى 99% بمعنى النقاء يكون بدون أي إضافات أو شوائب أخرى، وهناك أوزان مختلفة للسبائب حيث أن من أشهرهم السبيكة التي بوزن أوقية الذهب وهي التي يكون وزنها 31.1 جرام، أما بالنسبة للمستثمرين الصغار فهناك سبائك تزن عشرة أو خمسة جرامات وهناك سبائك قد تصل للواحد جرام في بعض الدول، أما المستثمرين الكبار هناك أوزان تصل السبائك فيها لنصف كيلو وكيلو من الذهب، ولعل من أهم مايميز الاستثمار في هذا النواع من السبائك  الأ وهو المصنعية، حيث نجد أن مصنعية الذهب هنا أقل من أي نوع ذهب آخر لأنك تقوم بشراء ذهب صافي عيار 24 ولايحدث فيه أي تشكيل، كما أنك عندما تقوم ببيع السبيكة مرة أخرى تقوم باسترداد جزء من ثمن المصنعية.

العملات الذهبية

وهنا نقصد الجنيه الذهب والتي يكون فيه نسبة الذهب في الغالب 91.6 بالمائة وتكون النسبة الباقية من النحاس والتي تسهل من عملية التشكيل أو الطباعة على العملة الذهبية، فعلي سبيل المثال لو أخدنا الجنيه الذهب الذي يتداول في السوق المصري نجد أن وزنه 8 جرام عيار 21 بنسبة نقاء 85%، ونجد أن تكلفة المصنعية على جنيه ذهب أعلى من السبيكة ولكن ليس بفرق شاسع، وعندما تقوم بإعادة بيع الجنيه الذهبي مرة أخرى فإنك لاتسترد أي نقود من المصنعية بعكس السبيكة والتي تقوم بإسترداد جزء من مصنعيتها.

المشغولات الذهبية

هنا نجد أن هناك أنواع عديدة من المشغولات سواء كانت أطقم كاملة أو غوايش وحلقان وخلافه، ولكن هذا النوع بالتحديد أقل في الاستثمار وهناك من يعتبره أنه ليس جيد للاستثمار على الإطلاق، وتكون عيار 21 والتي نسبة النقاء 85% ذهب خالص والنسبة الباقية تختلف من دولة لأخرى، حيث نجد أن الفضة والنحاس يدخلوا في صناعة الذهب المصري والذئبق في السعودي والحديد في ذهب السودان، ولو أنك مهتم بالاستثمار في مشغولات الذهب فلابد لك من الاستثمار في أعيرة 21 لأنه أكثر الأنواع الشائعة، أما عيار 18 فنجد أن نسب الذهب فيه تصل إلى 75 بالمائة ويكون الباقي مواد مضافة.

لماذا شراء المشغولات الذهبية لايعتبر استثمار؟

  • نجد أن من أكبر عيوب المشغولات الذهبية هو ارتفاع قيمة المصعنية بشكل مبالغ فيه في كثير من الدول، حيث أنه في بعض الأحيان نجد تجار الذهب يبالغون بشكل غير مبرر في القيمة الفعلية للمصنعية، وهذا من شأنه أن يؤثر على استثمارك عند إعادة البيع لأنك لن تسترد جزء من تلك المصنعية في مشغولات الذهب.
  • فصوص الذهب فعندما تقوم بشراء خاتم على سبيل المثال يكون به فصوص من الذهب وتدفع ثمنه كامل، فعندما تقوم بإعادة البيع هناك الكثير من التجار لايقومون بحساب تلك الفصوص، وهنا نجد أنك بالإضافة لخسارتك لثمن المصنعية سوف تخسر كذلك ثمن تلك الفصوص.

الاستثمار في البيتكوين 

لاشك أن عملة البيتكوين نمت بصورة كبيرة جداً في خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أن أول ظهور كان في العام 2009 وهو الظهور الأول لعملة بيتكوين الرقمية عندما قام ساتوشي ناكاموتو مؤسسها الغير معروف بالطرح الأولي لها، وقد تم أول سعر للتداول لها بالدولار وكان الواحد بيتكوين يبلغ سعره 0.001 دولار حيث أخذ السعر في النمو على مدار السنوات الماضية يتخلله عمليات تصحيح قاربت من ال85 بالمائة في بعض الأحيان، إلى أن سجل قمته في نوفمبر من العام 2021 عند 68000 دولار.

 الجدير بالذكر أن هناك الآلاف من العملات الرقمية في السوق حالياً ومع مرور الوقت يتزايد العدد، ولكن يجب أن تعلم ان الكثير من المشاريع الخاصة بتلك العملات قد تكون وهمية أو غير حقيقية حيث أنها ليست كما يتم الترويج لها، فيجب الحذر عندما تنوي التداول حتى في عملة البيتكوين نفسها وذلك بسبب التذبذب السعري السريع الذي يتسم به سوق الكريبتو ففي بعض الأحيان نجد حدوث تصحيح سعري بأكثر من 90% أي أنك معرض أن تخسر تسعون بالمائة أو جميع أموالك عندما تستثمر في الأصول الافتراضية لأنه يعتبر استثمار عالي المخاطرة وأنك معرض في أي وقت بخسائر أموالك في مهب الريح، حيث أنه على مر السنين السابقة العديد من المنصات إما أغلقت أو أعلنت إفلاسها وذهبت معها أموال المودعين، وقد تتفادي هذا الأمر عن طريق التخزين في محافظ باردة hardware wallets وهي عبارة عن أجهزة خصصت لتخزين العملات الرقمية، وتعتبر تلك المحافظ هي أكثر الأماكن آمناً في السوق الرقمي، حيث تكون جميع البيانات الخاصة بالعملات مسجلة على جهاز يشبه ال usp وتكون غير متصلة بالإنترنت، وهناك آراء تقول أننا قد نستيقظ في يوم من الأيام ونتفاجأ بعدم وجود شيء يسمي بيتكوين أو عملات مشفرة وأنها خدعة كبرى يشهدها العالم لذلك يجب عليك الحذر.   

البيتكوين عملة رقمية يتم إستخراجها بمعدلات محددة عن طريق ما يسمى بالتعدين، وهو مجموعة من أجهزة الكمبيوتر تقوم بحل معادلات رياضية في غاية الصعوبة، والجدير بالذكر أن عملة البيتكوين هدفها الأساسي تغيير النظام المالي الحالي إلى نظام لامركزي، حيث يلغي فيه دور البنوك والوسطاء بالتحويلات والمعاملات حول العالم، و تستمد تلك العملة قوتها من أنها محدودة حيث لايوجد منها سوى 21 مليون وحدة، لذلك نجد أن كميتها محددة على مستوى العالم مثل الذهب، وعندما تمتلك هذه العملة أو حتى جزء بسيط منها يكون بإمكانك تحويلها لأي شخص في أي دولة من حسابك إلى المحفظة أو الأدريس الذي يمتلكه، ومن أهم ما يميز هذه العملة أن التحويل يتم في وقت قصير جداً حيث أن بعض البنوك قد تخضع العملية لوقت طويل بالإضافة لاستقطاب عمولة للتحويل، على عكس البيتكوين الذي يكون فيه التحويل مجاناً او بأخذ نسبة بسيطة عبر المنصة التي تتعامل عليها أقل من نسبة البنك في العادة، ولاشك أنه لو قامت البنوك باستخدام تقنية البلوكتشين تستطيع توفير الكثير من الأموال تقدر بالمليارات من الدولارات، بالإضافة لذلك نجد أن جميع التحويلات يتم تسجيلها على ملايين الأجهزة على مستوى العالم.

الإيثيريوم

تعتبر عملة الإيثيريوم هي ثاني عملة رقمية بعد البيتكوين، حيث أنها مبنية على شبكة لامركزية تسمح بإنشاء العقود الذكية وذلك بإنشاء وإرسال وإستقبال العملات المشفرة الجديدة التي تظهر في السوق، حيث يمكن تشبيه إيثيريوم أنه شبكة الإنترنت أما بالنسبة للعملات الأخرى فهي مثل تطبيقات أو مواقع على الشبكة الخاصة بالإيثيريوم. 

ما هو الإيثيريوم وكيف يعمل؟

في عام 2013 وعقب إطلاق عملة البيتكوين بأكثر من أربعة سنوات قام vitalik buterin والذي يعمل مبرمج بنشر وثيقة اقترح فيها إنشاء نظام إلكتروني، والذي يدعى بالإيثيريوم حيث يتم إنشاء تطبيقات لامركزية من خلاله باستخدام البلوكتشين، وفي العام 2014 تم تمويلها بواسطة الجماهير أما في 2015 فقد تم إطلاق المنصة، حيث أنها منصة برمجية مفتوحة تعتمد على سلسلة الكتل فإنها تعتبر بلوكتشين قابلة للبرمجة تسمح للمستخدمين بإنشاء مجموعة من التطبيقات اللامركزية، وتعتبر منصة لامركزية بشكل كامل تديرها مجموعة كبيرة من ملايين أجهزة الكمبيوتر على مستوى العالم المستقلة والمرتبطة ببعضها لكي تشكل شيء أشبه بالكمبيوتر الضخم أو العملاق يعمل بدون أن يتوقف ويكون من المستحيل أن يتم إختراقه.  

ماذا نستثمر في العملات الرقمية بيتكوين أم إيثيريوم أم عملات أخرى؟

يجب عليك عندما تريد الاستثمار في العملات المشفرة أن تقوم بتقسيم رأس مالك في البيتكوين والإيثيريوم وبعض العملات الأخرى، مع الأخذ في الأعتبار أنه استثمار عالي المخاطرة، وعندما تسأل نفسك ماذا نستثمر في السوق الرقمي يجب عليك أن تعلم أن تقسم رأس مالك بشكل جيد مع معرفة المشاريع الخاصة بتلك العملات وكذلك يجب عليك أن تدخل هذا السوق بأموال تكون فائضة عن الحاجة.

الاستثمار في الأسهم 

لكي تبدأ الأستثمار في الأسهم فأنت سوف تكون بحاجة إلى رأس مال وإلي خبرة في هذا السوق، فلو أنك لا تمتلك خبرات كافية فإن أي مبلغ سوف تستثمره سوف يكون معرض بنسبة كبيرة للخسارة، ولا بد أن تعلم أن الاستثمار في البورصة له العديد من المميزات والعيوب، وكذلك له محاور كثيرة لابد لك ان تفهمها جيداً قبل الدخول في هذا المجال. 

أسباب الاستثمار في الأسهم 

  • مع وصول التضخم الاقتصادي لأرقام قياسية في خلال العام الحالي في جميع بلدان العالم، والمعروف في الاقتصاد أن الناس الذين يظلوا محتفظين بأموالهم هم من يخسرون قيمة أموالهم مع مرور الوقت، وحتى مع إيداع الأموال في البنك مع أخذ فائدة مهما بلغت قيمتها العالية فيجب عليك أن تتأكد أن البنك يقوم بإعطاءك فائدة على أموالك تكون أقل من نسبة التضخم الفعلية في السوق، وبالتالي فإن الاستفادة في تلك الحالة سوف تكون للبنوك وليست إليك. 
  • الأسهم سوف تكون مصدر دخل إضافي، فطالما أنك تمتلك أموال فائضة عن حاجتك فيمكن لك استخدام تلك الأموال واستثمارها وتنميتها لكي تخلق لنفسك مصدر لدخل آخر. 
  • الوصول للثراء والحرية المالية عبر استثمارك في الأسهم حيث أنها كانت من أفضل الاستثمارات على مدار مائة عام. 

ما هو السهم؟

عندما تريد شركة أو أصحاب مشروع معين التوسع مع عدم امتلاك المال الكافي من أجل تحقيق هذا الهدف، ففي هذه الحالة يمكن للملاك طرح  نسبة معينة من الشركة وتقسيمها إلى أسهم، وذلك من أجل جني الأموال من المساهمين وتحقيق هدف الشركة في النمو السريع، وتكون هذه الأسهم عبارة عن استثمارات تمنح صاحبها حق الملكية في الشركة، وكلما كانت سمعة الشركات جيدة كلما شجعت الناس على شراء أسهمها ويصبحون حملة للأسهم. 

أخطاء الاستثمار في الأسهم 

استخدام الرافعة المالية 

حيث أنه من أكبر الأخطاء التي يقع فيها المستثمرون هو شراء الأسهم باستخدام الرافعة المالية، حيث يقول وارن بافيت والذي يعتبر أفضل مستثمر في العالم أن أسرع طريقة للقبر هو استخدامك للرافعة المالية، فإن الذي له الاستفادة من أن تتداول بتلك الطريقة هو البروكر (الوسيط) الذي تقوم بالتعامل معه، لذلك نجد أن غالبية شركات الوساطة في أسواق الأسهم يقومون بتشجيعك بالاستثمار باستخدام رافعة مالية. 

شراء الأسهم باستخدام أموال سوف تكون في حاجة لها في المستقبل القريب 

يجب عليك عندما تقوم بالاستثمار في البورصة أن تقوم بالتعامل بأموال فائضة عن الحاجة، وأنك لن تكون في حاجة لها لمدة خمسة سنوات على الأقل لأن سوق تداول الأسهم هو في الأصل مبني على الاستثمار الطويل المدى وليس على المضاربات السريعة، حيث نجد أن من يستطيع المضاربة في وقت قصير هم فئة قليلة من الناس لديهم خبرات عالية في هذا السوق، وبالرغم من ذلك فقد تنقلب عليهم مضاربتهم ويخسرون في كثير من الأحيان، لذلك أفضل طريقة وأسلم الطرق هو استثمار بعيد الأمد بأن تقوم بشراء السهم وتنساه لمدة أكثر من خمس سنين، فإن استثمارك بأموال زائدة عن حاجتك هو من ضمن أسس النجاح في سوق الأسهم، ولاتقوم بالاستثمار بنقود سوف تحتاجها في القريب العاجل مثلا في شراء منزل أو زواج وخلافه. 

عدم دراسة الأسهم بدرجة كافية 

كثير من المستثمرين الجدد لا يقومون بدراسة الأسهم التي يرغبون بشراءها، ونجد كذلك مستثمرين خبراء يكون لديهم ثقة زائدة بالنفس قد لا يهتمون بعمل دراسة للأسهم، فلا بد أن تعلم أنه من أساسيات النجاح في أسواق الأسهم هو عمل دراسات مستمرة عن الشركة التي سوف تقوم بالاستثمار فيها وشراء أسهمها ومعرفة مشروعها وخططها، وكذلك أهدافك الشخصية من هذا الاستثمار.

الاستثمار في العقارات 

تعتبر أهم وسيلتين للمحافظة على الثروة هو الاستثمار في العقارات وكذلك الأسهم، حيث أن العقار هو أفضل طريقة للاستثمار وخاصة لو كان المبلغ الذي تمتلكه ضخم، ولا شك ان للعقار أهمية كبرى للمستثمرين في مختلف أنحاء العالم لما يتمتع به من أنه حافظ للثروة بشكل جيد مع نموها المستمر على مدار السنين.

مميزات الاستثمار في العقارات

  1. حافظ لقيمة النقود حيث أنه لاشك أن أهم ما يميز العقار أنه حافظ جيد للقيمة الفعلية للنقود من أي هبوط للعملة، فنجد أنه في أوقات التضخم الاقتصادي تظل العقارات صامدة في مواجهة أي تقلبات قد تحدث في عملة أي بلد على مستوى العالم.
  2. مضاعفة النقود مع مرور الوقت فنجد أن العقار بأعتباره استثمار جيد له قدرة هائلة في مضاعفة القيمة على مر السنين، فلو أنك قمت باستثمار مبلغ معين في أي عقار فسوف تجد بعد سنوات أن هذا المبلغ زاد أو تضاعف وهذا يعتبر أمر جيد للغاية.
  3. الحصول على دخل شهري منه حيث لو أنك قمت بتأجير العقار الذي أشتريته فإن هذا سوف يجعل لك دخل ثابت كل شهر وهذا من أهم مميزات استثمار العقارات.
  4. لو أنك أخترت أن تقيم في هذا العقار، فإن هذا سوف يوفر عليك الكثير من النقود التي كنت سوف تدفعها في الإيجار الشهري وغيرها من المميزات الكثيرة التي يتمتع بها الاستثمار العقاري.

أخطاء الاستثمار في العقارات

وهم الربح السريع

جزء كبير من الناس الذين يتعاملون في أسواق العقارات عندهم أعتقاد خاطئ بأن يقومون بشراء عقارات مع الانتظار لفترة قصيرة مدة 6 شهور أو عام، والقيام ببيع نفس الوحدة التي تم شراءها بسعر أعلى وتحقيق مكسب في خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة، ولكن يجب أن نوضح هنا أن هذا الاعتقاد خاطيء وذلك لأن أسواق العقارات في المجمل سواء وحدات سكنية أو أراضي تعتمد على الاستثمار ذو المدى الطويل لبضعة سنوات لا تقل في العادة عن 3 سنين على الأقل، لذلك نجد أن أصحاب هذا الفكر الخاطيء أو من يريد دخول السوق والبيع بعد فترات زمنية قصيرة قد يتعرضون لخسائر كبيرة، وذلك لأنهم يكونون قد قاموا بالاستثمار بمبالغ هم في حاجة لها قريباً كتجهيزات زواج أو شراء شيء ضروري وخلافه.

الوقوع في فخ الإعلانات

بسبب الإعلانات المبالغ فيها فإنك قد تقع فريسة سهلة لمروجين إعلانات غير حقيقية أو بها إبهار غير عادي بتحقيق مكسب سريع وكبير، لذلك يجب عليك أن لاتصدق الإعلانات العقارية إلا لو أنك قمت بالتأكد بنفسك من التفكير ودراسة المشروع العقاري المقدم، والتأكد من صحة أوراقه ومعرفة هل سوف يكون مناسب لك هذا الاستثمار أم لا.

الشراء المبني على العاطفة

هناك فخ مشهور في العقارات أنه عندما تقوم بزيارة وحدة عقارية تعجب وتنبهر بها فتجد نفسك حدث لك ارتباط نفسي بها، وأنك على استعداد أن تدفع كل ماتملك من أجل إمتلاكها، لذلك نجد أنه عندما يقوم البائع أو الوسيط العقاري بأكتشاف تلك النقطة فيك فلن يقوم بتقديم أي تنازلات أو تسهيلات لك، لأنه سوف يجد أنك اقتنعت بالوحدة ومتمسك بها فبالتالي لن يكون هناك أي مرونة أو تنازل سوف تحصل عليه في تلك الحالة، وجد كذلك أن من عيوب الدافع النفسي في هذه الحالة أنها تسبب أندفاع في القرار، فإن من عيوب العاطفة عندما تستثمر في العقارات أن أهم هدف سوف يكون لديك هو إمتلاك عقار أعجبت به ففي بعض الأحيان قد تضطر لأخذ قروض من أجل شراء الوحدة التي ارتبطت بها بشكل نفسي.

نصائح عند الاستثمار العقاري

أخذ رأي الخبراء في مجال الاستثمار العقاري

في ظل أنتشار وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث، كان ذلك أمر هام جداً ومفيد لمن يريد أن يدخل في مجال الاستثمار العقاري أن يأخذ بمشورة من سبقوه في هذا المجال، فقد أنتشرت جروبات كثيرة على الإنترنت تنقل خبرات القدامى في مجال العقارات، حيث تعتبر السويشيال ميديا عنصر هام جداً فمن خلالها سوف تعرف آراء الناس في شركات التطوير العقاري، مع معرفتك للتجارب الإيجابية التي سوف تدفعك إلى الاستمرار، أم أن هناك تجارب سلبية قد تجعلك تعيد التفكير أو تتوقف عن الشراء من هذه الشركة، لذلك يعتبر عنصر الخبرة من الذين سبقوك في الاستثمار العقاري هو أمر في غاية الأهمية.

معرفة وضعك المالي

من فترة زمنية ليست بالبعيدة عندما كنت تذهب لشراء عقار كان الاعتماد الأساسي أنك سوف تقوم بدفع قيمته كاش، ولكن في الأيام الحالية تستطيع شراء وحدتك العقارية عن طريق تمويل عقاري مع أي بنك تختاره، أو أن تقوم بالتقسيط بنفسك في فترة زمنية مدتها تصل ما بين سبع إلى عشر سنين وذلك على المدى المتوسط، وبأعتبار أن ذلك الأمر له الكثير من المميزات لكن نجد أنه لو أنك لم تضع خطتك بشكل جيد، مع معرفة ماذا سوف تفعل في المستقبل فإن من المحتمل أن تقع في أزمات ويضيع منك جميع استثماراتك، ولذلك فإن أول شيء يجب عليك معرفته هو التأكد من أنك تستطيع دفع جميع الأقساط التي عليك في ميعاد محدد، وفي خلال فترة زمنية محددة، وكذلك يجب عليك أن يكون لديك خطة للطواريء لأي ظروف طارئة قد تحدث.

تحديد هدفك بشكل جيد

من أهم النصائح الاستثمارية هو تحديد الهدف الذي من وراءه تنوي شراء عقار، هل تقوم بشراء العقار للسكن لك أو لأولادك في المستقبل أم أن هدفك من هذا الشراء هو الاستثمار بشراءه وتأجيره، مع الاستفادة منه بزيادة سعره سنوياً وتفادي مخاطر التضخم، ولاشك أنك عندما تحدد هدفك من الاستثمار في العقارات فإن هذا سوف يجعلك تحدد متطلباتك، هل أنك سوف تقوم بالشراء على أساس حاجتك للسكن، أو على أساس العميل الذي سوف تقوم بجلبه لكي يستأجر وحدتك التي قمت بشراءها.

ماذا نستثمر في العقارات شقق أم أراضي؟

عند استثمارك في العقارات قد تسأل نفسك ماذا نستثمر هل نقوم بشراء أرض أم من الأفضل شراء شقق سكنية؟ فلابد أن تعلم أن الخيارات الاستثمارية كثيرة جداً وقد تفاضل بينهم بناء على أعتبارات عديدة سواء شخصية أو مالية، والأفضل أن تعرف الفرص المتاحة لك كمستثمر والتي على أساسها سوف تقرر فيما يتعلق بين المقارنة بين أرض أم شقة مدرة للدخل، فإن القاعدة الاستثمارية تعطي الأولوية للاستثمارات التي يكون منها دخل منتظم ومستمر، فعندما تقوم بشراء أرض هنا نقودك سوف تتجمد ومن الممكن أن يتزايد فعلاً سعر الأرض مع السنوات، ولكن عندما تضع أموالك في شقة استثمارية فإن هذه الشقة بالإضافة لزيادة سعرها على مر السنين مثل الأرض، فإن بها جانب جيد جداًٍ غير موجود في الأرض ألا وهو أن الشقة على أقل تقدير سوف تعطيك في العام الواحد من القيمة الإيجارية لها 5 إلى 7 بالمائة، وهذه النسبة سوف تكون مضمونة ومستمرة وهذا يعني أنه في نحو عشرة سنوات سوف تكون قد حصلت على مايقارب 80 بالمائة من رأس مالك، ولكن في الأرض فإننا لانعلم في خلال 10 سنوات كم هم الربح الذي سوف تحققه من رأس المال، خصوصاً أن الارض قد يحدث لها فترات ركود قد تستمر لسنوات عديدة وهذا مما لاشك فيه سوف يؤثر على ربحها، لذلك نجد أن الأفضل كاستثمار آمن مدر للدخل بشكل مستمر مع الزيادة في قيمة الأصل بشكل جيد هو شراءك للشقة.

نصيحة هامة

لاتضع كل البيض في سلة واحدة حيث يجب عليك تنويع المحفظة الاستثمارية والذي يعتبر هو إستراتيجية في إدارة المخاطر المختلفة فيكون عليك الجمع بين فئات عديدة من الأصول وذلك من أجل تقليل نسبة المخاطرة والجدير بالذكر أن التنويع للمحفظة الاستثمارية هو ليس شيء يضمن الربح أو يحمي بشكل دائم من الخسارة ولكن عندما يتم بشكل صحيح فسوف يساعدك كثيراً في تفادي الكثير من الأمور حيث أنه ليست جميع الاستثمارات عندما تنوع فيها سوف تتحرك في نفس الاتجاه لذلك فإن احتفاظك بمجموعة متنوعة من الأصول ذات الارتباط المنخفض أو بدون ارتباط من الممكن أن يقلل من المخاطر الغير منتظمة لذلك عندما تسأل نفسك ماذا نستثمر فيجب عليك أن تعلم أن أفضل خيار هو أن تنوع في محفظتك الاستثمارية بين عدد من الأصول منها ذهب وبيتكوين وأسهم بالإضافة للعقارات.

الخلاصة

مما لاشك فيه أننا في الفترة الحالية يعاني العالم من فترة ركود وتضخم اقتصادي كبير، وقد يريد الكثير من الناس حفظ قيمة أموالهم ويسؤلون أنفسهم ماذا نستثمر في الفترة الصعبة التي تجتاح العالم، فيجب أن تعلم أن الذهب يعتبر بمثابة استثمار جيد حافظ لقيمة أموالك في الأزمات الاقتصادية، وعندما تلجأ للبيتكوين والعملات الرقمية فإنك تكون في استثمار شديد الخطورة بسبب التقلب الحاد في هذا السوق، مع أفضلية الكثير من الناس للسوق الرقمي لأنه يحقق مكاسب ضخمة صعب تحقيقها في أي استثمار آخر، ولذلك يجب عليك أن تعلم أنك معرض في أي لحظة لخسارة جزء كبير جداً من أموالك أو خسارة أموالك كلها، ولو نظرنا لاستثمار الأسهم فإنه في حد ذاته استثمار جيد جداً ولكن على المدى البعيد، فلو أنك اردت دخول سوق الأسهم يجب أن تكون على علم ودراية بهذا السوق ،وأن تكون لديك خبرة كافية للتعامل معه من أجل تفادي الخسائر التي قد تتعرض لها في حالة عدم امتلاكك للخبرة، وفي أسواق العقارات يجب العلم أيضاً أنه استثمار مبني على المدى البعيد وليس القصير فعند دخولك هذا المجال عليك أن تنتظر للكثير من السنوات من أجل أن تحقيق ربح مادي جيد، ولابد أن نعلم أن أفضل شيء هو التنويع في محفظتك الاستثمارية وذلك من أجل تفادي وضع أموالك كلها في استثمار واحد لانه قد يكون معرض للخطر، على عكس لو وضعت أموالك في الكثير من الاستثمارات فسوف يكون خطر فقدانك لجميع أموالك أقل.