يعتبر تداول الأسهم من أهم الخطوات التي يمكن أن تقرر البدء فيها؛ لتحقق الاستقلال الماليِّ؛ ولكن سوق الأسهم تظل دائمًا محاطَةً ببعض من الغموضِ، بالنسبة لكلِّ شخص لم يخض غمار تجربة التداول فيها. وفى هذا المقال نقدم دليلا كاملا وشاملا؛ لمساعدة المبتدئين علَى التعرف على كيفية تداول الأسهم عبر الإنترنت ، حيث نبدأ من تعريف السهم، وتنتهي باختيار الاستراتيجية المناسبة للتداول، والمنهج المناسب للتحليل، مرورًا بكيفية اختيار شركة الوساطة المرخصة.

تعريف الأسهم

الأسهم مصطلحٌ عامٌّ، يستخدم للتعبير عن امتلاك جزء من ملكية شركة.

بصفة عامة تصنف الأسهم إلى:

أسهم عادية Common Stocks

هي التي سنتحدث عنها في هذا المقال، وهى النوع الشائعُ من الأسهم.

الأسهم الممتازة Preferred Stocks

تماما كما يبدو من اسمها، الأسهم الممتازة، هي أسهم تمثل حصة ملكية في الشركة، ولكن لها أفضلية في بعض النقاط، حسب شروط إصدارها.

الفرق بين الأسهم العادية والأسهم الممتازة

الأسهم الممتازة لها أولوية في الحصول علَى توزيعات الأرباح، ولها كذلك الأفضلية في الحصول علَى نصيبها في أصول الشركة عند التصفية، ولكن ليس لحاملي الأسهمِ الممتازةِ الحق في التصويت.

لماذا تطرح الشركاتُ أسهمها للتداول في البورصة؟

لأنَّ الشركات تحتاج إلى رأسِ مالٍ إضافيٍّ؛ لتنفيذ مشروعاتها المستقبلية، وتعتبر البورصة منصة تمويل رخيصة لا تحمل الشركة أيَّ أعباء تُذَكَرُ.

تبحث الشركاتُ من خلال قيدها في البورصة عن تسعير عادلٍ لأسهمها، وهو ما توفره البورصةُ التي يتم فيها التسعير اليوميُّ للأسهم، حسب أداء السوق والشركات.

يوفر القيد في البورصة فرصةً للشركات، لتنفتح علَى العديد من فئات المستثمرين، الذين يساهمون – من خلال استثمارهم في الشركة – في توجيهها لأفضل أداءٍ، من خلال آرائهم، وتصويتهم.

مزايا الاستثمار في الأسهم

الاستثمار في الأسهم يوفر الكثير من المزايا:

  • الاستفادة من نمو الاقتصادِ: مع نمو الاقتصاد، ترتفع أرباح الشركات؛ ويرجع ذلك إلى أنَّ النموَّ الاقتصاديَّ يخلق الوظائف، مما يحقق دخلاً، ويرفع المبيعات. وكلما زادت قيمة الرواتب، زاد الطلب علَى السلع الاستهلاكية، الأمر الذي يدفع المزيد من الإيرادات إلى خزينة  الشركات. وسوف ينعكس هذا علَى أرباح هذه الشركات، مما يؤدى بالتبعية إلى ارتفاع قيمة أسهمها.
  • التغلب علَى معدلات التضخم (ارتفاع الأسعار): تاريخيا، بلغ متوسطُ ​​العائد السنويِّ للأسهم (في الولايات المتحدة) 10 ٪. هذا أعلى من متوسط ​​معدل التضخم السنويِّ، البالغ 2.9 ٪ في الولايات المتحدة)، وهذا يعني أنه يجب أنْ تنظر إلى استثمار الأسهم نظرة مستقبلية؛ لأنه حتى لو انخفضت أسعارُ الأسهمِ لفترة معينة، فإنها تعود للارتفاع مرَّةً أخرى، وعلى مرِّ التاريخ يتغلب دائما عائدُ الأسهمِ علَى التضخمِ.
  • سهولة الشراء: يُسهِّل سوقُ الأسهم شراءَ أسهمِ الشركاتِ؛ يمكنك شرائها من خلال أيّ شركة وساطة، عبر الإنترنت .3 بمجرد إنشاء حساب، يمكنك شراء الأسهم في دقائق.
  • فرصة لتحقيق الأرباح: معظم الأفراد يفضلون شراء الأسهم بأسعار منخفضة، ثم بيعها بأسعار عالية. إنهم يستثمرون في الشركات سريعة النمو، والتي تتداول بأقل من  قيمتها. وهناك فئة أخرى تفضل شراء الأسهم التي من المتوقع – بناءً علَى تحليلهم – ارتفاع أسعارها حتى لو كانت هذه الأسهم تتداول بأعلى من سعرها الحقيقيِّ؛ كلا الفئتينِ قادرتانِ علَى تحقيقِ الأرباحِ، وهذا عند إجادَةِ التخطيط والتحليل.
  • سهولةُ البيعِ: تتيح لكَ سوقُ الأوراقِ الماليةِ بيعَ أسهمكَ في أيّ وقت، ويستخدم الاقتصاديونَ مصطلح: سائل؛ بمعنى أنه يمكنك تحويل أسهمكَ إلى أموالٍ نقديةٍ، في سرعةٍ، وبتكاليف منخفضة. هذه ميزةٌ مهمةٌ؛ لأنَّ أسواقَ الأسهمِ تعمل لخمسة أيامٍ في الأسبوع، وتستطيع تحويل أسهمك أثناء ساعات عمل السوق، في سهولة ويُسْرٍ. هذه ميزةٌ كبيرةٌ مقارنةً بامتلاك عقارًا، مثلا؛ والذي قد تحتاج فترة طويلةً حتى تستطيع بيعه، وكذلك تحتاج إلى إيجاد المشتري، لكنَّ سوقَ الأسهمِ يوفر لك المشتري، بسهولةٍ.

مخاطر الاستثمار في الأسهم

1-المخاطرة

قد تفقد  جزءًا من استثماركَ في الأسهم؛ إذا كان أداء الشركة ضعيفًا، فسيبيع المستثمرون والمضاربون أسهمهم في هذه الشركة، مما يؤدي إلى انخفاض سعر السهم. وعند البيع، ستفقد جزءًا من رأسِ مالكَ. إذا كنت لا تستطيع تحمل خسارة الاستثمار الأساسيِّ الخاصِّ بكَ، فيُنصح دائما بتحليل ودراسة كل شركة تقرر شراء أسهمها؛ لتحديد جدوى الاستثمار فيها، ومعرفة إذا ما كانت تمثل فرصة ربحٍ محتملة لكَ أم لا. يحتاج هذا الأمر الكثير من وقتك الذي يكون له بالتأكيد تكلفة. وكذلك يجب أن تتعلم كيفية دراسة  البيانات المالية والتقارير السنوية، ومتابعة تطور أداء شركتك، وأخبارها. يجب عليك أيضًا مراقبة سوق الأسهم نفسه، حيث إن أفضلَ سعرٍ للشركة سينخفض ​​في تصحيح السوق (انخفاض الأسهم بعد فترة من الارتفاع) أو السوق الهابطِ.

2-الضغطُ النفسيُّ

أسعار الأسهم ترتفع وتنخفض واحدةً تلو الأخرى. يميل الأفرادُ إلى الشراء بدرجة عاليةٍ، بدافع الطمع، والبيع بسعر منخفض بدافع الخوف. أفضل ما يمكنك فعله هو عدم النظر باستمرار في تقلبات أسعار الأسهم، فقط تأكد من قيامك بتحليل السهم، والوضعِ الماليِّ للشركة قبل الشراء، وكذلك يجب أن يكون لديك استراتيجية للبيع؛ لكي تتفادى بعض هذه الضغوط لسهولة تداول الأسهم عبر الإنترنت

3- المنافسة مع فئات أكثر خبرة واحترافية

لدى المستثمرين، والمؤسسات،  والمضاربين المحترفين؛ الكثير من الوقت والمعرفة للاستثمار والتداول. لديهم أيضًا أدوات تداول متطورة، وبرامج مالية، وأنظمة كمبيوتر جاهزة لمساعدتهم. هؤلاء سيكونون من اللاعبين الأساسيين في السوق، وستكون في منافسة مع عقولهم وخبراتهم.

يبدو الأمر محيرًا، فكيف تأخذ قرارك في ظل هذه المعطيات، من مزايا وعيوب للاستثمار في الأسهم، ولكن يجب عليك فهم أنَّ الاستثمارَ هو فكرةٌ قائمةٌ علَى المخاطرة والعائد، ويجب أن تتفهَّم أنه كلما زادتِ المخاطرةُ زاد العائدُ، وهنا يأتي دور التنويع، الذي سنشرح أهميته في الفقرة القادمة.

أهمية التنويع عند تداول الأسهم عبر الإنترنت

هناك طرق لتقليل مخاطر الاستثمار عن طريق التنويع:

1-أنواع الاستثمار

توفر المحفظة المتنوعة بشكل جيد معظم الفوائد، إلى جانبِ عيوب أقل نسبيًّا من امتلاك الأسهم وحدها. وهذا يعني مزيجًا من الأسهم والسندات. ومع مرور الوقت، ستجد أن هذا أفضل من امتلاك الأسهم وحدها (قد لا تكون السندات منتشرة  في الدول العربية، ويمكن الاستعاضة عنها بحسابات التوفير).

2-حجمُ الشركةِ

ويشمل هذا الشركات الكبيرة، والمتوسطة، والصغيرة من حيث رأس المال السوقيِّ. يشير رأس المالي السوقيّ إلى السعر الإجماليِّ للشركة، ويتم حسابه بضرب العدد الإجماليِّ للأسهم × سعر السهم. وهذا التنوع سوف يمنحك نوعًا من الأمان النسبيِّ للاستثماراتك؛ لأن الشركات تُوجدُ في مراحل مختلفة من تطورها.

3-القطاع

يمكن شراء أسهم في قطاعاتٍ متنوعةٍ، مثل: القطاع الصناعيّ أو التكنولوجيا أو القطاع الاستهلاكيّ، وخلافه، وهذا يمثل أيضا نوعًا من أنواع التحوط ضد تقلبات السوق؛ لأنه في أيِّ حالٍ للسوق توجد دائما قطاعات تتفوق في الأداء، بسبب كونها الأكثر استفادة من الأوضاع الاقتصادية العامة.

4-الاستثمار في الأسهم من خلال صناديق الاستثمار المشتركة ETFs))

وهذا يتيح لكَ الاستثمار في مئات الأسهم التي يختارها مدير الصندوق. إحدى الطرق السهلة للتنويع هي استخدام صناديق المؤشرات أو صناديق المؤشرات المتداولة.

ما صناديق الاستثمار المشتركة (ETFs)؟

مصطلح “صندوق الاستثمار المشترك” ليس مجرد مجموعة متنوعة من الأسهم، إنه مجموعة من الاستثمارات؛ لأنه يمكن أنْ يشمل أشياء أخرى، مثل: السندات، والمعادن النفيسة، والعملات الأجنبية، والعقارات، وغيرها من الاستثمارات. تختلف صناديق الاستثمار من حيث طريقة إدارتها أيضًا، ويعتبر الاستثمار في صناديق الاستثمار المشتركة من أهم طرق الاستثمار في الأسهم عبر الإنترنت.

وفكرتها ببساطة أنك تشترى مجموعةً كبيرةً من الأسهم، سواء من خلال التداول علَى المؤشر – الذي يضم هذه الأسهم – أو من خلال الشراء في صناديق الاستثمار المتداولة، وهى صناديق تشتري مجموعة متنوعة من الأسهم، وأنت تشتري في الصندوق مباشرة، فتكون بشكل غير مباشر قد استثمرت في كل هذه الشركات.

5-التنويع في المدى الزمنيِّ للاستثمار

الاستثمار في الأسهم يكون مصحوبًا بمخاطر كبيرة، لا سيَّما علَى المدى القصير.

ولكن علَى المدى الطويل أثبتت الأسهمُ دائما أنها تحقق عوائد جيدة، ولهذا يجب عليك الموازنة بين المضاربة قصيرة الأجل والاستثمار علَى المدى الطويل، حيث إن سوق الأسهم له قيمة استثمارية  كبيرة علَى المدى الطويل، وهذا ليس له اعتبار  بالنسبة للأفراد الذين يعطون كل اهتمامهم للاستثمار علَى المدى القصير.

الآن، ربما تكون قد أدركت عيوب ومزايا الاستثمار في الأسهم، وتتبقى الخطوة العملية؛ وهى بدء التداول، ولعمل هذا ينبغي عليك أنْ تفهم أنه لا يمكنك الشراء مباشرة؛ ولكنك تحتاج إلى وسيط، وسوف نشرح لكَ كيف تختار الوسيط المناسب.

بطبيعة الحال، لدى شركات السمسرة المختلفة نقاط قوة ونقاط ضعف مختلفة، لدى بعضها رسوم مرتفعة للغاية علَى الصفقاتِ، لكنهم يقدمون الكثير من المساعدة للمستثمرين الأفراد. قد يقدم بعضها الآخر رسومًا أقل، لكن يقدمون الكثير من أبحاث السوق والتحليل. قد لا يفرض بعضها رسومًا علَى أنواع معينة من الصفقاتِ.

ما شركة الوساطة المناسبة؛ لتبدأ تداول الأسهم عبر الإنترنت من خلالها؟

  • يجب أنْ تتأكد من أنَّ شركة الوساطة مرخصةٌ من الجهات الرقابية والتنظيمية لسوق المال في بلدك.
  • يجب عليك أنْ تفهم عن الرسوم التي تفرضها هذه الشركات علَى التداولاتِ، وتقارنها بالشركاتِ الأخرى.
  • يجب عليك معرفة نوع برامج التداول المستخدمة، وما توفره هذه البرامج من ميزات.
  • يجب عليك التأكد من قيام الشركة بتوفير الأبحاث المتعلقة بأداء الشركات من الناحية المالية، أو من خلال تقديمها للتحليلات الفنية للسوق والأسهم.
الآن وقد تعرفنا علَى بعض المفاهيم المهمة، وكذلك علَى طريقة اختيار أفضل شركة وساطة للبدء في تداول الأسهم عبر الإنترنت من خلالها، يتبقى السؤال الأهم: ما أفضل استراتيجية للربح من الأسهم؟ وكيف ستختار الأسهم التي ستشتريها؟

أنواع الحساباتِ التي يمكن فتحها؛ لبدء تداول الأسهم عبر الإنترنت

1- الحسابُ النقديُّ Cash account

يمكن للمستثمرين فتح حساب نقديٍّ للمتاجرة بالأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة، وصناديق الاستثمار المشتركة، وما إلى ذلك. ومع هذا، عند شراء أو بيع الأوراق المالية في حساب نقديٍّ، عادة ما يستغرق تسوية الصفقة يومين عمل.

يتم تحديد “التسوية” بموجب لوائح كل سوق، ومعناها التحويل الرسمي للأوراق المالية إلى حساب المشتري، وتحويل سعر الشراء إلى حساب البائع. فترة التسوية هي يومانِ عملٍ في الغالب، بعد اليوم الذي تم فيه تنفيذ الصفقة، بعد تاريخ التداول للمعاملات المالية. لكل بورصة نظام مختف للتسوية، ويجب الرجوع لوسيط التداول الخص بك.

2-حساب المارجن Margin account

يتيح لك حساب الهامش الاقتراض النقديّ من وسيط التداول؛ لشراء الأوراق المالية.

القرض الذي تحصل عليه لشراء الأسهم بالهامش أو بالمارجن، يكون في حساب التداول بالهامش مضمونًا بالأوراق المالية التي تشتريها.

أثناء الاحتفاظ بالأوراق المالية باستخدام الهامش، إذا انخفضت قيمة السهم بشكل كبير، فسوف يُطلب من صاحب الحساب إيداع المزيد من النقود أو الأوراق المالية أو بيع جزء من الأوراق المالية؛ للحفاظ علَى الحدِّ الأدنى من متطلبات الهامش.

من المهم عند فتح حساب تداول بالهامش أن تستفسر من الوسيط الذي تتداول معه الأسهم عبر الإنترنت عن الفائدة التي سيتم احتسابها، مقابل اقتراضك للأموال.

يسمح لك حساب الهامش بالبيع علَى المكشوف، وهو عبارةٌ عن اقتراض الأسهم لبيعها ثم إعادة شرائها لاحقًا وردها للسمسار، وذلك للاستفادة من هبوط سعرها، وهى استراتيجية للمضاربة في السوق الهابطةِ.

تذكر أنَّ تداول الأسهم عبر الإنترنت من خلال حساب المارجن، سلاح ذو حدين؛ فعند تحقيقك لأرباحٍ ستكون أرباحك مضاعفة، وعند تعرضك للخسارة فسوف تكون خسائرك مضاعفة، احرص دائما علَى التأكد من قدرتك علَى حسن استغلال أموال المارجن، قبل الحصول علَى قرض من سمسار التداول.

إستراتيجيات الربح من الأسهم

بما أن الهدف من سعيك لتداول الأسهم عبر الإنترنت هو تحقيق الربح في النهاية، فسوف يكون أمامك إستراتيجيتان، من البداية يمكنك أختيار أيّ منهما أو التنويع عن طريق الدمج بينها، وهما:

1-الاستثمار في الشركات التي لديها عوائد تشغيلية جيدة

يكون الاستثمار بغرض الحصول علَى نصيبك من الأرباح التي توزعها الشركة علَى مساهميها أو ما يسمى بالكوبون.

الأرباح الموزعة (الكوبونات) عبارة عن أموال نقدية صغيرة تدفعها الشركات لكل مساهم، وعادة ما يكون ذلك مبلغًا صغيرًا، مقابل كل سهم من الأسهم التي تمتلكها في تلك الشركة، بشكل منتظم، وعادة كل ثلاثة أشهر، لذلك، لنفترض أنك اشتريت أسهمًا في شركة يبلغ سعر كل سهم فيها 20 دولارًا. تستثمر 1000 دولار (وتدفع جميع الرسوم للوسيط أو سمسار التداول، لذا فأنت تمتلك 50 سهمًا. تقوم الشركة بعد ذلك بدفع توزيعات أرباح قدرها 0.20 دولار، كل ثلاثة أشهر، مما يعني أنه كل ثلاثة أشهر، ستدفع لك الشركة 0.20 دولار للسهم الواحد ، 10 دولارات.

أحيانا تقوم الشركات بمنح مساهميها أسهمًا مجانية، كطريقة لتوزيع الأرباح عندما تكون في احتياج للسيولة، وبالتالي يكون حامل الأسهم قد حقق منفعة مزدوجة؛ ارتفعت قيمة أسهمه، وفي الوقت نفسه حصل علَى أرباح لهذه الأسهمِ.

بالطبع، تقوم الشركات بتغيير أرباحها بانتظام. في بعض الأحيان يخفضون أرباحهم الموزعة علَى المساهمين  بمعنى أنهم سيدفعون أرباحًا أقل لكل سهم هذه المرَّة عن ما فعلوه في المرة السابقة، ويكون لها توزيعات مستقرة، وتاريخ طويل في الحفاظ على الأرباح الموزعة ودفعها.

عادةً ما يتم إيداع الأموال التي تم دفعها لك من أرباح الأسهم (الكوبونات) في حسابك لدى وسيط التداول الخاص بك، علَى الرغم من أنه يمكنك عادةً توجيه تعليمات إلى وسيط الأوراق المالية؛ لإرسال هذه الأموال مباشرةً إلى حسابك الجاري.

فهم سوق الأوراق المالية أمرٌ ضروريٌّ لاتخاذ قرارات تداول صحيحة تتعلق بالتخطيط للمستقبل، وتحقيق المزيد من الاستقلال المالي عن طريق الاستثمار. للقيام بذلك تحتاج إلى معرفة كيفية اختيار الأسهم المناسبة، الأمر الذي يتطلب فهمًا متعمقًا للتقرير السنويِّ والبيانات المالية للشركة، وكذلك أنْ تستطيع فهم  كيفية تحديد القيمة الحقيقية لأيّ سهم.

2- المضاربة

بينما المضاربة هي شراء الأسهم وإعادة بيعها علَى المدى القصير، فإنَّ المضاربين يهتمون علَى المدى القصير – بشدة – بارتفاع قيمة الأسهم وانخفاضها، إلا إن المستثمرين يهتمون جدًّا بتوزيعات الأرباح التي تدفعها للمساهمين بعض الأسهم.

تحتاج المضاربة إلى خبرة كبيرة، وكذلك إلى فهم التحليل الفنيِّ الذي سنلقى الضوء عليه في الفقرة التالية.

الفرق بين التحليل الفنيِّ والتحليل الأساسيِّ

من المنطقيِّ أن يكون السؤال التالي عن الأدوات التي يحتاجها المضاربُ أو المستثمر ليقوم باستخدامها في تحليل الأسهم، عند تداول الأسهم عبر الإنترنت.

عند المضاربة أو الاستثمار في سوق الأوراق المالية، هناك طريقتان شائعتان للغاية، وهما: التحليل الأساسيُّ، والتحليل الفنيُّ. كما هو الحال مع أي إستراتيجية استثمار، هناك مؤيدون، ومنتقدون لكلِّ منهج في التحليل. تشرح هذه الفقرة  كلا الطريقتين، بحيث يمكنك فهم الفرق بين التحليل الأساسيِّ مقابل التحليل الفنيِّ، بوضوحٍ.

1-التحليل الأساسيُّ

التحليل الأساسي هو المنهج الذي يحاول من خلاله المستثمر حساب القيمة الحقيقية  للسهم، من خلال النظر في العوامل المالية  الأساسية، والتي من شأنها التأثير علَى قيمة السهم، والعوامل ذات الصلة التي سيتم النظر فيها، تشمل:

  • الإيرادات، والمصروفات، والدخل.
  • مستقبل النمو للشركة.
  • عوامل المنافسة التي تواجهها الشركةُ.
  • العائد المتوقع علَى حقوق الملكية أو الأصول في الصناعة ومقارنته بأداء الشركة.

علَى سبيل المثال مضاعف الربحية أو نسبة السعر/الأرباح PE: يقصد به عدد السنوات التي يحتاجها المساهم لاسترداد رأس ماله في صورة أرباح من الشركة.

الهدف من هذا التحليل هو تحديد قيمة السهم، والذي من شأنه أنْ يؤثر في جميع هذه العوامل الأساسية، نظرًا لأن المنهج لا ينظر إلى السعر قصير الأجل وتقلبات السوق اليومية فحسب، فإنَّ التحليل الأساسيّ يعتبر منهجًا استثماريًا للمستثمر طويل الأجل، حيث قد يستغرق الأمر بعض الوقت لوصول القيمة السوقية للسهم إلى  القيمة الجوهرية.

2-التحليل الفنيّ

التحليل الفنيُّ هو منهجٌ للتداول يقوم بتقييم الأسهم بطريقة مجردة؛ بناء علَى أدائه في السوق، ودون النظر لأيّ عوامل أخرى، ويركز التحليل الفنيُّ بصفة عامة علَى دراسة حركة الأسعار، وأحجام التداولات، من خلال الرسوم البيانية.

الهدف من هذا التحليل الفنيّ هو الاستفادة من فرص تحرك الأسعار، والاتجاهات التي يمكن تحديدها من خلال الرسوم البيانية، وأدوات التحليل الفنيِّ الأخرى. نظرًا لأنَّ المنهجية القائمة تمامًا علَى النشاط التاريخيِّ للسوق، تعتبر منهجًا مختلفا؛ إذ أنها تتطلب من المتداول أستخدام بعض الأدوات الفنية فقط لتحليل السعر وحجم التداول دون الدخول فى دراسة وتحليل القوائم المالية كما هو متطلب فى التحليل الأساسى، وبالتالى فإن  التحليل الفني جعل تداول الأسهم عبر الإنترنت أمرًا سهلًا للغاية.

التحليل الأساسيّ مقارنة بالتحليل الفنيّ

عندما يتعلق الأمر بمقارنة واختيار منهج  بين الاثنين، فهناك اعتباران رئيسيان يجب مراعاتهما.

  • أولاً، من المهم مراعاة المدى الزمنيّ لاستثماراتك. التحليل الأساسيُّ هو إستراتيجية استثمار طويلة الأجل، بينما يعتبر التحليل الفنيَّ بشكلٍ أكبر منهجًا للمضاربة قصيرة الأجل. من خلال تقييم  القيم الجوهرية، يسعى  التحليل الأساسيُّ للبحث عن القيمة الفعلية طويلة الأجل للشركة، في حين يركز التحليل الفنيُّ علَى المدى القصير، من خلال التداول في اتجاهات السوق.
  • ثانيا، تحتاج إلى النظر في طبيعتك الشخصية، هل أنت مستثمر أم مضارب؟ التحليل الأساسيُّ هو الاستثمار في الشركات والاعتماد علَى قيمتها الأساسية؛ لزيادة عوائدك. في حين أنَّ التحليلَ الفنيَّ هو في الحقيقة إستراتيجية تداول؛ حيث تهدف إلى تحقيق الأرباح من توقع حركة الأسعار الحالية، بناء علَى دراسة البيانات التاريخية للتداول.

الخلاصة

  • السهمُ هو ورقةٌ تمثل حصة ملكيةٍ في الشركة، ويوجد نوعانِ من الأسهم: الأسهم العادية، والأسهم الممتازة.
  • عندما يبدأ تداول الأسهم عبر الإنترنت ، فسوف تتمتع بمزايا كثيرة، من أهمها: سهولة البيع والشراء، وتوفر الفرص التي يمكنك من خلالها تحقيق أرباح، والقدرة علَى الاستفادة من النمو الاقتصاديِّ، وكذلك تجاوز تأثير التضخم.
  • لا يخلو تداول الأسهم عبر الإنترنت من المخاطر، تتمثل أهم المخاطر في احتمالية خسارة رأس مالك، وتعرضك للعديد من الضغوط النفسية.
  • عندما تدخل إلى سوق الأسهم سيكون عليك استخدام الإستراتيجية المناسبة لك، سواء الاستثمار أو المضاربة.
  • الاستثمار هو شراءُ الأسهمِ التي تتمتع بفرص نمو، وتحمل قيمة كامنةً، وتنتظر أنْ تصل هذه الأسهم لقيمتها الحقيقية في السوق؛ لتحقق ربحًا من فارق السعرين.
  • المضاربة هي بيعُ وشراءُ الأسهمِ علَى فترات زمنية قصيرةٍ نسبيًّا؛ للاستفادة من تقلبات الأسعار علَى المدى القصير، وهى تحتاج لمهارة وتركيزٍ كبيرينِ.
  • لتحقيق الأرباح باستخدام أيٍّ من الإستراتيجيتين السابقتين، يلزم إتقان التحليل الفني أو الأساسي أو كليهما.
  • التحليل الأساسيُّ يركز علَى الجوانب المالية في الشركة، ويدرس نقاط القوة والضعف في نموذج عملها.
  • التحليل الفنيُّ يركز علَى دراسة الحركة التاريخية للأسعار، ويهتم بالسعر وحجم التداول لكلِّ ورقة مالية، ويحاول من خلال العديد من الأدوات والمؤشرات توقع الحركة المستقبلية للأسعار.
  • يجب عليك فتح حساب لدى شركة وساطة مرخصة؛ كي تستطيع بدء تداول الأسهم عبر الإنترنت .
  • يوجد نوعانِ من الحسابات: حساب التداول النقديِّ، الذي تشتري فيه من مالك الخاص، وحساب التداول بالمارجن أو بالهامش، الذي تقوم فيه باقتراض أموال من وسيط التداول، بضمان الأسهم التي تمتلكها.

وأخيرًا، الاستثمار سهلٌ، لكنَّ الاستثمارَ بنجاحٍ صعبٌ. تشير الإحصاءات إلى أنَّ غالبيةَ المتداولين، أو أولئك الذين ليسوا محترفين في التداولات، يخسرون المال كلَّ عامٍ. يمكن أن يكون هناك مجموعة متنوعة من الأسباب لذلك، ولكن هناك سبب يفهمه كلُّ مستثمر لديه وظيفة خارج سوق الاستثمار؛ وهو أنَّه ليس لديهم الوقت للبحث عن أفضل الأسهم، وليس لديهم فريق بحث؛ لمساعدتهم علَى هذه المهمة الصعبة. بعد أنْ قدَّمنا لك نظرةً شاملةً لكلِّ ما تحتاجه؛ لبدء تداول الأسهم عبر الإنترنت ، ندعوك إلى تصفح العديد من الموضوعات المفيدة في موقع بورصات؛ لتتسلح بالعلم، وتكون بورصات هي الشمعة التي تضئ لك طريقك إلى البورصة.