هناك إجماع من جانب أشهر خبراء أسواق المال على أن سر النجاح في التداول يكمن في بساطته. وبمعنى آخر، فإن أفضل نهج للتداول يتمثل في استخدام أدوات فنية بسيطة ومُحددة، وتتميز بالدقة والموثوقية. وليس هناك شك في أن المؤشرات الفنية تمثل أحد أكثر أدوات التحليل الفني أهمية بالنسبة لأي متداول. ومع ذلك، فإن كثيرًا من هذه المؤشرات تكون معقدة ويصعب فهمها واستيعاب إشارات التداول الناتجة عنها. ولكن الأمر يختلف تمامًا بالنسبة إلى مؤشر القوة النسبية (أو مؤشر RSI). فهذا المؤشر يجمع بين سهولة الاستخدام، ودقة إشارات التداول الناتجة عنه، فضلًا عن تعدد استخداماته.

ويُستخدم مؤشر RSI لتحديد اتجاه حركة السعر، وقياس الزخم، وتحديد مناطق ذروة الشراء وذروة البيع، وغير ذلك. وبالتالي فإنه يمثل أداة فنية متكاملة يمكننا من خلالها تحديد اتجاه السعر وتحديد الإطار العام لأي سوق نتداول عليه. ومن هذا المنطلق يشتهر مؤشر القوة النسبية على نطاق واسع كونه أحد أفضل المؤشرات الفنية من حيث سهولة استخدامه وقوة إشاراته.

في هذا المقال سنتعرف على مؤشر القوة النسبية، أو مؤشر RSI. وسنبدأ بتعريفه والغرض الرئيسي من تصميمه. وبعد ذلك سنلقي الضوء على الهيكل الفني للمؤشر، والذي يتميز إجمالًا ببساطته، وكذلك على معادلته وطريقة حسابه. ثم ننتقل إلى النقطة الأكثر أهمية، وهي التعرف بشيء من التفصيل على إشارات التداول الناتجة عن مؤشر RSI مع عرض أمثلة حية لكل إشارة. ومن ثم سنقدم استراتيجية للتداول باستخدام مؤشر RSI، تشتمل على إعدادات التداول كاملة. وأخيرًا سنعرض مثالًا للتداول باستخدام مؤشر القوة النسبية، وكيفية اقتناص أفضل فرص التداول الناتجة عن إشاراته.

ما هو مؤشر RSI | مؤشر القوة النسبية؟

مؤشر RSI، أو مؤشر القوة النسبية Relative Strength Index: هو أحد مؤشرات الزخم Momentum Indicator، ويعد من المؤشرات الفنية واسعة الانتشار بين المتداولين في أسواق المال كافةً. وينتمي مؤشر  القوة النسبيةإلى مؤشرات التذبذب (أو المذبذبات) Oscillators. ويُصنف أيضًا من ضمن المؤشرات الرائدة Leading Indicator، أي أنه يتحرك عادة قبل حركة السعر على الرسوم البيانية. الجانب الإيجابي في ذلك أنه يزودنا بإشارات تداول مبكرة. أما الجانب السلبي فإنه يكمن في كم الإشارات الخاطئة أو المبكرة التي يمكن أن تنتج عنه.

لذلك، ينبغي التأكيد أولًا على ضرورة استخدام بعض أدوات التحليل الفني الأخرى، بجانب مؤشر القوة النسبية، وتصفية إشارات التداول الناتجة عنه للحصول على أفضل النتائج. وهو الأمر الذي سنناقشه بمزيد من التفاصيل في سطور هذا المقال.

ويرجع الفضل في ابتكار مؤشر RSI إلى مهندس ميكانيكا أمريكي يُدعى ويلز ويلدر Welles Wilder. وقد قدمه –إلى جانب عدد من المؤشرات الفنية الأخرى- في كتابه الشهير “مفاهيم جديدة في أنظمة التداول الفنية” New Concepts in Technical Trading Systems في العام 1978.

يمكن استخدام مؤشر RSI في مختلف أسواق المال، سواءً أسواق الأسهم، السندات، السلع، المؤشرات، العملات الأجنبية (الفوركس)، وغيرها. وعادة ما يُدرج المؤشر في نافذة أفقية منفصلة في الجزء السفلي من الرسوم البيانية لأي سوق.

الهيكل الفني لمؤشر RSI

يتكون مؤشر القوة النسبية من خط واحد فقط، يتأرجح صعودًا وهبوطًا بين مستويين رئيسيين، هما: مستوى صفر بالأسفل ومستوى 100 بالأعلى. هذه المنطقة نفسها (الواقعة بين صفر و100) مُقسمة إلى ثلاثة مناطق رئيسية، هي:

  • المنطقة من صفر إلى 30: والتي تعتبر منطقة ذروة البيع (التشبع البيعي) Oversold Area.
  • المنطقة من 30 إلى 70: وهي منطقة مُحايدة Neutral Area.
  • المنطقة من 70 إلى 100: وتشير إلى منطقة ذروة الشراء (التشبع الشرائي) Overbought Area.

ويتحرك خط مؤشر RSI داخل وخارج هذه المناطق الثلاثة، الأمر الذي من شأنه أن ينتج إشارات تداول مختلفة.

الرسم البياني أدناه يزودنا بصورة عامة عن طبيعة مؤشر RSI وفكرته الرئيسية:

شكل رقم 1 (الهيكل الفني لـ Relative Strength Index ومكوناته الرئيسية)

شكل رقم (1) الهيكل الفني لمؤشر RSI ومكوناته الرئيسية

من الرسم البياني أعلاه نلاحظ أن مؤشر القوة النسبية عبارة عن خط يتأرجح صعودًا وهبوطًا داخل ثلاث مناطق محددة. من الوهلة الأولى قد يتبادر إلى أذهاننا أن حركة المؤشر تتبع حركة السعر بشكل واضح. ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، لأن مؤشر RSI مبني على أفكار وحسابات معينة، من شأنها أن تخبرنا بكم هائل من المعلومات عن طبيعة حركة السعر، ومن أهم هذه المعلومات مناطق ذروة الشراء وذروة البيع (التي سبق الحديث عنها)، والتي تشير إجمالًا إلى استنفاذ المشترين أو البائعين لقواهم في السوق.

كذلك، يشتهر مؤشر القوة النسبية بكونه مُصممًا لإظهار حالات الدايفرجنس Divergence (التعارض بين حركة السعر وحركة المؤشر)، والتي سنتحدث عنها لاحقًا. وبالتالي يجب أن نضع في اعتبارنا أن مؤشر RSI يحتاج لقراءة سلوكه، تمامًا مثل الحاجة إلى قراءة سلوك السعر، من أجل الاستفادة منه. ولكن، من أجل فهم واستيعاب طريقة عمل مؤشر القوة النسبية بشكل تام، يجب علينا أولًا التعرف على معادلته وطريقة حسابه.

مُعادلة وطريقة حساب مؤشر RSI

الإعدادات الافتراضية لمؤشر RSI هي 14 فترة زمنية. الآن سنتعرف على طريقة حساب مؤشر القوة النسبية بشكل أكثر تفصيلًا.

في البداية سنلقي نظرة على معادلة مؤشر RSI الرئيسية، بالإعداد الافتراضي 14 فترة زمنية:

  • RSI) = (100) – (100) / (1 + RS))
  • مؤشر RSI) = (100 – (100) / (1) +( RS)

في المعادلة السابقة RS تعني القوة النسبية Relative Strength.

تبدو هذه المعادلة بسيطة، غير أننا سنحتاج أيضًا إلى حساب قيمة متغير القوة النسبية (RS). حساب متغير القوة النسبية بسيط أيضًا، ويتم بالطريقة التالية:

  • RS = (14 EMA on the last 14 up bars) / (14 EMA on the last 14 down bars)
  • القوة النسبية = (متوسط متحرك أسي EMA 14 فترة لآخر 14 شمعة صاعدة) / (متوسط متحرك أسي EMA 14 فترة لآخر 14 شمعة هابطة).

بعد تحديد قيمة القوة النسبية، نطبق الناتج على المعادلة الأولى، وبالتالي سنحصل على قيمة RSI الحالية.

يمكننا تطبيق المعادلات نفسها على مختلف الفترات الزمنية التي نرغب في استخدامها. على سبيل المثال، إذا رغبنا في تغيير الإعدادات إلى 20 فترة زمنية، ستبدو المعادلة هكذا:

  • RS = (20 EMA on the last 20 up bars) / (20 EMA on the last 20 down bars)
  • القوة النسبية = (متوسط متحرك أسي EMA 20 فترة لآخر 20 شمعة صاعدة) / (متوسط متحرك أسي EMA 20 فترة لآخر 20 شمعة هابطة).

ثم نضيف الناتج إلى المعادلة الأساسية لنحصل على قيمة مؤشر RSI الحالية.

وبطبيعة الحال، فإننا لسنا بحاجة لإجراء هذه الحسابات والمعادلات بأنفسنا، حيث يظهر المؤشر أمامنا بكل معادلاته المحتسبة بشكل آلي ودقيق. فإذا رغبنا في تغيير الإعدادات الافتراضية (14 فترة زمنية)، فسنغيرها بسهولة من قائمة إعدادات المؤشر.

إدراج مؤشر RSI على منصة ميتاتريدر MT4

مؤشر RSI متضمن في الغالبية العظمى من منصات التداول، بما فيها المنصة الأشهر والأكثر شيوعًا، منصة ميتاتريدر MetaTrader 4. ويمكنك إدراج المؤشر على الرسوم البيانية باتباع الخطوات التالية:

إذا كانت المنصة باللغة العربية، اتبع الخطوات أدناه:

إدراج > مؤشرات > مؤشرات التذبذب > مؤشر القوة النسبية.

وإذا كانت المنصة باللغة الإنجليزية، اتبع الخطوات أدناه:

Insert > Indicators > Oscillators > Relative Strength Index

بمجرد اتباع هذه الخطوات، ستظهر لك نافذة مؤشر RSI تلقائيًّا في الجزء السفلي من الرسم البياني، وبإعدادات المؤشر الافتراضية التي سبق الحديث عنها (14 فترة زمنية).

الرسم البياني أدناه يوضح كيف يبدو مؤشر القوة النسبية عند إدراجه على الرسم البياني:

شكل رقم 2 (المظهر العام لـ Relative Strength Index على منصات التداول)

شكل رقم (2) المظهر العام لمؤشر RSI على الرسوم البيانية

إشارات التداول الرئيسية الناتجة عن مؤشر RSI

هناك ثلاث إشارات رئيسية تنتج عن مؤشر القوة النسبية .ونظرًا إلى أن هذا المؤشر يعد من المؤشرات الرائدة، فإن إشاراته يمكن –في أحيان كثيرة- أن تسبق حركة السعر على الرسوم البيانية، اعتمادًا على المعلومات أو المُدخلات الخاصة بالمؤشر (إعدادات المؤشر سواءً 14 فترة أو غير ذلك) وهي الإشارات التي تستخدم لدخول الصفقات. وهذه الإشارات الثلاثة تتمثل فيما يلي:

1- إشارات التشبع الشرائي (ذروة الشراء) الناتجة عن مؤشر RSI

يعطي مؤشر RSI إشارات ذروة الشراء عندما يدخل المنطقة الواقعة بين 70 – 100. هذا يعني احتمالية كون المشترين قد فقدوا القوة التي تمكنهم من دفع السعر إلى مزيد من الصعود. وبالتالي وجود احتمالية لانعكاس اتجاه السعر من صاعد إلى هابط.

2- إشارات التشبع البيعي (ذروة البيع) الناتجة عن مؤشر RSI

يعطي مؤشر RSI إشارات ذروة البيع عندما يدخل المنطقة الواقعة بين صفر – 30. وهذا يعني احتمالية كون البائعين قد فقدوا القوة التي تمكنهم من دفع السعر إلى مزيد من الهبوط. وبالتالي وجود احتمالية لانعكاس اتجاه السعر من هابط إلى صاعد.

3- إشارات الدايفرجنس الناتجة عن مؤشر RSI

الدايفرجنس Divergence هو الاختلاف بين حركة السعر وحركة المؤشر، الأمر الذي يكون بمنزلة دليل على انعكاس محتمل في اتجاه السعر. وظاهرة الدايفرجنس ظاهرة شائعة بشكل خاص في مؤشرات التذبذب والزخم، مثل مؤشر الماكد MACD ومؤشر استوكاسيك .Stochastic. ويُعد الدايفرجنس سمة مميزة لمؤشر القوة النسبية بسبب قوة إشارات التداول الناتجة عنه. وينقسم الدايفرجنس على مؤشر RSI إلى نوعين:

  • الدايفرجنس الصعودي Bullish RSI Divergence: ويعني أن حركة السعر تشير إلى الهبوط، في الوقت الذي يصعد فيه مؤشر القوة النسبية ويشير إلى الصعود. ويمثل هذا الأمر إشارة صعودية قوية على الرسوم البيانية.
  • الدايفرجنس الهبوطي Bearish RSI Divergence: ويعني أن حركة السعر تشير إلى الصعود، في الوقت الذي ينخفض فيه مؤشر القوة النسبية ويشير إلى الهبوط. ويمثل هذا الأمر إشارة هبوطية قوية على الرسوم البيانية.

الآن، وبعد أن تعرفنا على إشارات التداول الثلاث الناتجة عن مؤشر RSI (التشبع الشرائي، التشبع البيعي، الدايفرجنس)، سنشرح كل إشارة من هذه الإشارات الثلاث بشيء من التفصيل:

التحليل الفني لحركة السعر باستخدام مؤشر RSI

الهدف الأساسي من استخدام مؤشر RSI في التحليل الفني هو الحصول على إشارات التداول الرئيسية الناتجة عنه، والتي ناقشناها أعلاه. سنعرض الآن تفاصيل كل إشارة من هذه الإشارات الثلاث بشكل دقيق، لنحصل على فكرة أفضل حول كيفية تحليل حركة السعر باستخدام مؤشر القوة النسبية.

أولًا: إشارات التشبع الشرائي الناتجة عن مؤشر RSI

الرسم البياني أدناه يشتمل على واحدة من إشارات التشبع الشرائي لمؤشر RSI:

شكل رقم 3 (إشارة بيع ناتجة عن التشبع الشرائي على Relative Strength Index)

شكل رقم (3) إشارة بيع ناتجة عن التشبع الشرائي على مؤشر RSI

الرسم البياني أعلاه يوضح كيفية ظهور إشارة التشبع الشرائي (ذروة الشراء) على مؤشر القوة النسبية. يمكننا ملاحظة اختراق خط المؤشر صعودًا للمنطقة الواقعة بين مستويي 70 – 100 أولًا. بعد ذلك يتحرك خط المؤشر هبوطًا ليعود ويخترق مستوى 70 إلى أسفل ويخرج من منطقة ذروة الشراء.

هذا الاختراق الأخير -بطبيعة الحال- يولد إشارة بيع على الرسم البياني. وكما نرى، هبط السعر بالفعل عقب ظهور هذه الإشارة. وبكل تأكيد، ستكون الإشارة أقوى وأكثر موثوقية إذا اقترنت بتأكيدات إضافية، سواءً من حركة السعر أو أي أداة فنية أخرى.

ثانيًا: إشارات التشبع البيعي الناتجة عن مؤشر RSI

الرسم البياني أدناه يشتمل على واحدة من إشارات التشبع البيعي لمؤشر RSI:

شكل رقم 4 (إشارة شراء ناتجة عن التشبع الشرائي على مؤشر Relative Strength )

شكل رقم (4) إشارة شراء ناتجة عن التشبع الشرائي على مؤشر RSI

في الرسم البياني السابق نلاحظ هبوط خط مؤشر RSI ودخوله إلى منطقة التشبع البيعي الواقعة بين مستويي صفر – 30. بعد ذلك يتغير اتجاه المؤشر ويعود ليخترق مستوى 30 إلى أعلى ويخرج من منطقة التشبع البيعي، ويدخل إلى المنطقة المحايدة الواقعة بين مستويي 30 – 70.

هذا الاختراق الأخير لمستوى 30 يولد إشارة شراء على الرسم البياني. وكما نرى، يصعد السعر بقوة بعد هذه الإشارة. وعلى المنوال نفسه، ستكون الإشارة أقوى وأكثر موثوقية إذا اقترنت بتأكيدات إضافية، سواءً من حركة السعر أو أي أداة فنية أخرى.

ملحوظة مهمة: هنا ينبغي التأكيد على حقيقة مهمة، وهي أن إشارات التشبع الشرائي أو التشبع البيعي تحتاج لتأكيدات إضافية قبل الدخول في الصفقات، لماذا؟

لأنه -كما سبق وأشرنا- رغم أن مؤشر القوة النسبية من المؤشرات الرائدة، فإنه ينتج كمًّا كبيرًا من إشارات التداول الكاذبة. السبب الثاني والأكثر أهمية، هو أن مؤشر القوة النسبية يمكن أن يظل يتحرك في منطقة ذروة الشراء لفترات طويلة أو يخترق هذه المنطقة لأسفل، بينما يستمر السعر في اتجاه صعودي. وبالمثل، قد يظل المؤشر أيضًا في منطقة ذروة البيع لفترات طويلة، أو يخترقها لأعلى، بينما يستمر السعر في اتجاهه الهبوطي. قد يمثل ذلك مشكلة لبعض المتداولين أو المحللين المبتدئين.

ولكن، بشكل عام، عندما نتعلم كيفية استخدام المؤشر في سياق الاتجاه الرئيسي السائد، وكيفية دمجه مع تحليل حركة السعر وبعض أدوات التحليل الفني الأخرى، ستتلاشى هذه المشكلة نهائيًّا، وسنتمكن من استخدام المؤشر بأفضل طريقة ممكنة.

ثالثًا: إشارات الدايفرجنس الناتجة عن مؤشر RSI

تعتبر إشارات الدايفرجنس من أهم إشارات التداول الناتجة عن مؤشر القوة النسبية وأكثرها فاعلية. وكما سبقت الإشارة، ينقسم الدايفرجنس إلى نوعين، دايفرجنس صعودي (يولد إشارات شراء)، وآخر هبوطي (يولد إشارات بيع). لنحلل كل نوع على حدة.

أ- الدايفرجنس الصعودي (الإيجابي) Bullish RSI Divergence

في هذا المثال سنعرض لظهور دايفرجنس إيجابي (صعودي) على مؤشر القوة النسبية. الرسم البياني أدناه يشتمل على واحدة من إشارات الدايفرجنس الصعودي الناتجة عن مؤشر RSI:

شكل رقم (5 (إشارة شراء ناتجة عن حالة دايفرجنس صعودي على مؤشر القوة النسبية

شكل رقم (5 (إشارة شراء ناتجة عن حالة دايفرجنس صعودي على مؤشر  RSI

هنا نلاحظ أن حركة السعر شكلت قاعين هابطين (القاع الثاني أدنى من القاع الأول) وهما القاعان المرتبطان ببعضهما بخط برتقالي على حركة السعر (الرسم البياني). في الوقت نفسه يشكل مؤشر RSI قاعين متصاعدين (القاع الثاني أعلى من القاع الأول)، وهما القاعان المرتبطان بخط برتقالي أيضًا على المؤشر.

هذا الأمر يشير إلى وجود دايفرجنس صعودي بين حركة السعر ومؤشر القوة النسبية، وبالتالي إشارة شراء جيدة. وقد انعكس اتجاه السعر بالفعل بعد ظهور هذه الإشارة، وصعد بشكل قوي للغاية.

ب- الدايفرجنس الهبوطي (السلبي) Bearish RSI Divergence

وعلى الجانب الآخر، تظهر إشارات الدايفرجنس السلبي (الهبوطي) على مؤشر RSI بالطريقة نفسها. حيث تشكل حركة السعر قمتين صاعدتين (القمة الثانية أعلى من الأولى)، في حين يشكل المؤشر قمتين هابطتين (القمة الثانية أدنى من الأولى). هذا الأمر يشير إلى وجود دايفرجنس هبوطي بين حركة السعر ومؤشر القوة النسبية، وبالتالي قد يعقبه انعكاس هبوطي للسعر.

الرسم البياني أدناه يقدم مثال على حالة دايفرجنس هبوطي على مؤشر القوة النسبية:

شكل رقم (6 (إشارة بيع ناتجة عن حالة دايفرجنس هبوطي على مؤشر القوة النسبية

شكل رقم (6 (إشارة بيع ناتجة عن حالة دايفرجنس هبوطي على مؤشر  RSI

ومع ذلك، نعود ونُذكر بأن الدايفرجنس (سواءً الإيجابي أم السلبي) لا يمثل –بحد ذاته- إشارة تداول، وإنما يُشير إلى احتمالية انعكاس اتجاه السعر. وبالتالي سيكون من الأفضل دائمًا تدعيمه بتأكيدات إضافية، أو الانتظار إلى حين التأكد من انعكاس السعر فعليًّا بعد ظهور الدايفرجنس.

ملحوظة مهمة: من الممكن أن يتشكل الدايفرجنس بشكل آخر ومختلف، بمعنى: يمكن أن يحدث العكس، بحيث تشكل حركة السعر قمتين مثلًا، ولكن القمة الثانية أدنى من الأولى. في حين يشكل مؤشر القوة النسبية القمتين نفسيهما، ولكن القمة الثانية أعلى من القمة الأولى. في هذه الحالة يكون لدينا دايفرجنس أيضًا، ولكنه من نوع آخر، يطلق عليه دايفرجنس مخفي Hidden Divergence ومع ذلك يمكن الاستفادة منه بالطريقة نفسها التي نستخدمها مع الدايفرجنس التقليدي.

استراتيجية للتداول باستخدام مؤشر RSI

في هذا الجزء سنعرض بعض الأفكار الرئيسية لبناء استراتيجية تداول باستخدام مؤشر RSI. سوف نستخدم إشارات التداول الموضحة أعلاه لتحديد نقاط الدخول في صفقات والخروج منها باستخدام القواعد الأساسية لمؤشر القوة النسبية التي تعلمناها من قبل.

دخول الصفقات Trade Entry

للدخول في صفقات باستخدام إشارات التداول الناتجة عن مؤشر RSI، يجب علينا الحصول على واحدة من إشارات التداول الثلاث، وهي:

  • إما إشارة تشبع شرائي (عندما يكون المؤشر في المنطقة الواقعة بين 70 – 100).
  • أو إشارة تشبع بيعي (عندما يكون المؤشر في المنطقة الواقعة بين صفر – 30).
  • أو إشارة دايفرجنس (صعودي أو هبوطي).

إذا كنت ستدخل في صفقة بناءً على إشارة تشبع شرائي/تشبع بيعي، فيجب عليك البيع/ الشراء بمجرد خروج خط مؤشر RSI من منطقة ذروة الشراء/ ذروة البيع، بما يتوافق مع حركة السعر.

وإذا كنت ستدخل صفقة بناءً على إشارة دايفرجنس، فيجب عليك الدخول في اتجاه حركة مؤشر القوة النسبية. هذا يعني الانتظار حتى تُغلق شمعتان أو ثلاث شموع متتالية في اتجاه الدايفرجنس الصعودي أو الهبوطي.

أمر إيقاف الخسارة Stop Loss Order

كما ذكرنا من قبل، من أبرز عيوب مؤشر RSI كثرة الإشارات الخاطئة أو المبكرة، خاصة إذا استُخدم المؤشر بمفرده دون أدوات تحليل فني مساعدة. وحتى في حال إقرانه بأدوات التحليل الفني الأخرى، فيجب علينا دائمًا وأبدًا استخدام أوامر وقف الخسارة لحماية حساباتنا من المخاطر المتعلقة بتقلبات حركة السعر.

المكان الأمثل لوضع أمر إيقاف الخسارة يكون دائمًا على النحو التالي:

  • في صفقات الشراء: أسفل آخر قاع تشكل على الرسم البياني.
  • في صفقات البيع: أعلى آخر قمة تشكلت على الرسم البياني.

جني الأرباح Take Profit

تنص القاعدة الأساسية للتداول باستخدام مؤشر  القوة النسبيةعلى أنه يجب علينا البقاء في مراكزنا حتى ظهور إشارة –من مؤشر RSI أو من حركة السعر- معاكسة لاتجاه صفقتنا.

للتذكير مرة أخرى: إشارات التداول الناتجة عن مؤشر RSI هي إشارات ذروة الشراء، وإشارات ذروة البيع، وإشارات الدايفرجنس الصعودي والهبوطي. ومع ذلك، فمن المنطقي أن تجني أرباحك (أو جزء منها) قبل ظهور إشارة معاكسة لاتجاه صفقتك من مؤشر RSI أو حركة السعر. فمثلًا، يمكن تحديد الهدف عند مستوى دعم أو مقاومة رئيسي، بغض النظر عن إشارات المؤشر.

مثال للتداول باستخدام استراتيجية مؤشر RSI

الآن سنُلقي نظرة على كيفية التداول باستخدام الاستراتيجية الأساسية لمؤشر القوة النسبية، مع الأخذ في الاعتبار جميع قواعد التداول التي نوقشت أعلاه.

شكل رقم (7 (مثال للتداول باستخدام إستراتيجية مؤشر القوة النسبية

شكل رقم (7 (مثال للتداول باستخدام إستراتيجية مؤشر  RSI

الرسم البياني أعلاه لزوج اليورو / الدولار الأمريكي EUR/USD، الإطار اليومي. وفيه تظهر إشارة شراء بناءً على دايفرجنس صعودي، وأيضًا كيفية الخروج من الصفقة بناءً على إشارات مؤشر RSI فقط.

تحليل الرسم البياني

يبدأ الشكل بهبوط حاد للسعر، وهو الهبوط الذي يتأكد من خلال مؤشر RSI أيضًا. نلاحظ هنا دخول خط المؤشر إلى منطقة التشبع البيعي (بين مستويي صفر – 30). وبالتالي كان علينا توقع ظهور إشارة شراء بمجرد خروج خط المؤشر من هذه المنطقة. بعد ذلك بدأ خط المؤشر في الصعود، في الوقت الذي يستمر فيه السعر في الهبوط! نعم، إنها إشارة دايفرجنس صعودي بين حركة السعر ومؤشر RSI.

نقطة الدخول: قد نُفكر أولًا في اتخاذ مركز شراء بمجرد أن يخترق خط مؤشر RSI منطقة التشبع البيعي (مستوى 30) إلى أعلى. ومع ذلك، فمن الأفضل دائمًا الانتظار حتى يتأكد لنا وجود دايفرجنس حقيقي ويُشير إلى الصعود. هذا يعني أنه علينا الانتظار لشمعتين أو ثلاث شموع صعودية لتأكيد إشارة الدايفرجنس تلك. وقد حدث ذلك بالفعل، إذ تشكلت شمعة انعكاسية قوية أكدت لنا إشارة الشراء، ما يعني إمكانية الدخول في صفقة شراء على هذا الزوج بناءً على احتمالية كبيرة لانعكاس اتجاه السعر.

أمر إيقاف الخسارة: في هذه الصفقة، يجب وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع تشكل على الرسم البياني، عند نقطة الانعكاس مباشرة (الخط الأفقي الأحمر أسفل الصورة).

جني الأرباح: بعد ذلك يصعد السعر بشكل قوي ويتغير اتجاهه من هابط إلى صاعد. كذلك، يتحول مؤشر RSI إلى الجانب الصعودي ويتجه إلى أعلى. في هذه الحالة، يمكننا الاحتفاظ بصفقتنا إلى أن يصل خط مؤشر RSI إلى مستوى 70 (منطقة ذروة الشراء)، وهنا يُفضل إغلاق ولو جزء من صفقتنا.

وبالرغم من ذلك، يمكننا الاستعانة ببعض الأدلة الأخرى المستمدة من حركة السعر للخروج من الصفقة. ولكن، إن لم نمتلك الأدلة الكافية على استمرار تحرك السعر صعودًا، سيكون من الحكمة إغلاق صفقتنا بالكامل بمجرد وصول خط مؤشر RSI إلى منطقة ذروة الشراء، وتحديدًا دخول مستوى 70. الدائرة البرتقالية على المؤشر في الرسم البياني السابق تُشير إلى اللحظة التي يدخل فيها مؤشر القوة النسبية منطقة التشبع الشرائي، ما يُعتبر إشارة للخروج من الصفقة.

دمج إشارات مؤشر RSI مع حركة السعر

كما سبق القول، سيكون من الأفضل الاستعانة بأدوات التحليل الفني الأخرى، جنبًا إلى جنب مع إشارات مؤشر .القوة النسبية لنضع في اعتبارنا أن استخدام إشارات مؤشر RSI بمفردها للدخول في صفقات سيكون أمر محفوف بالمخاطر.

السبب في ذلك أن مؤشر القوة النسبية، وكغيره من المؤشرات الرائدة، قد يولد إشارات تداول كاذبة أو غير موثوقة، وبالتالي سنكون دائمًا بحاجة لتصفية هذه الإشارات واستبعاد الخاطئة منها. في  الجزء التالي من المقال سنناقش بعض الطرق التي يمكننا من خلالها دمج إشارات مؤشر RSI مع حركة السعر للحصول على نتائج أفضل في كل صفقاتنا.

الدخول في صفقة بناءً على إشارة مؤشر RSI وحركة السعر

سيكون من الأفضل الدخول في صفقة عندما تؤكد إشارة مؤشر RSI حركة السعر. ومع ذلك، فإننا سنبحث أيضًا عن تأكيد اتجاه السعر من واقع بعض أدوات التحليل الفني الموثوقة، ومن أبرزها:

  • نماذج حركة السعر (النماذج الفنية) Price Action Pattern.
  • نماذج الشموع اليابانية Japanese Candlestick Pattern.
  • خطوط الاتجاه Trend Lines.
  • القنوات السعرية Price Channels.
  • مستويات الدعم والمقاومة Support & Resistance Levels.
  • وكذلك القمم الصاعدة (كل قمة أعلى من القمة السابقة) أو القيعان الهابطة (كل قاع أدنى من سابقه).

كل هذه الأدوات –وغيرها- سوف تساعدنا بشكل كبير في تحديد أفضل فرص الدخول واقتناصها. وبالإضافة إلى ذلك، ستساعدنا في تحديد نقاط الانعكاس الرئيسية التي قد ينعكس عندها اتجاه السعر، وبالتالي يجب علينا حينها الخروج من مراكزنا مباشرة.

أمر إيقاف الخسارة

يجب وضع أمر إيقاف الخسارة وفقًا لقواعد مؤشر RSI الأساسية التي ناقشناها أعلاه. بمجرد تحديد نقطة الدخول، سنضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع (في حالة الشراء)، أو أعلى آخر قمة (في حالة البيع).

جني الأرباح

كما سبق وأشرنا، بمجرد رؤية إشارة معاكسة لاتجاه صفقتنا من مؤشر RSI، يجب إغلاق صفقتنا مباشرة لوجود احتمال بانعكاس اتجاه السعر. ومع ذلك، في حال توفرت إشارة أخرى على الانعكاس من واقع حركة السعر قبل ظهور إشارة مؤشر القوة النسبية، فيجب أيضًا الخروج من الصفقة مباشرة.

تطبيق استراتيجية التداول باستخدام مؤشر القوة النسبية

الآن سنطبق كل هذه القواعد الخاصة بدمج إشارات مؤشر RSI في حركة السعر على رسم بياني حقيقي، وقياس مدى كفاءتها.

شكل رقم (8 (مثال على كيفية التداول بدمج إشارات مؤشر القوة النسبية في النماذج الفنية وحركة السعر

شكل رقم (8 (مثال على كيفية التداول بدمج إشارات مؤشر RSI في النماذج الفنية وحركة السعر

الرسم البياني أعلاه لزوج الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي  USD/CAD، إطار 4 ساعات. ويشتمل على خمس فرص تداول بناءً على إشارات مؤشر RSI وحركة السعر وأدوات التحليل الفني الأخرى.

الصفقة الأولى

تظهر فرصة التداول الأولى بعد هبوط قوي للسعر (أقصى يسار الرسم البياني). نلاحظ دخول خط مؤشر RSI إلى منطقة ذروة البيع، فضلًا عن تشكيله دايفرجنس صعوديًّا. في الوقت نفسه تخترق حركة السعر نموذج الوتد الهابط Falling Wedge صعودًا.

الآن لدينا إشارتان قويتان؛ واحدة من حركة السعر (اختراق الوتد الهابط)، والأخرى من المؤشر (التشبع البيعي و الدايفرجنس الصعودي). وبالتالي كان بإمكاننا دخول صفقة شراء جيدة على هذا الزوج، مع وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع تشكل قبل اختراق الوتد.

بعد مرحلة من الصعود القوي، يدخل السعر في مرحلة من الحركة العرضية ليُشكل نموذج مثلث Triangle على الرسم البياني. وكان اختراق السعر للحد السفلي من المثلث بمنزلة إشارة للخروج من صفقة الشراء.

الصفقة الثانية

يبدو أن اختراق المثلث من الأسفل كان اختراقًا كاذبًا، فقد انعكس اتجاه السعر صعودًا مرة أخرى وبشمعة قوية. لاحظ أن شمعة الاختراق كانت قوية للغاية، وبدا من الواضح أن هناك حركة صعودية حادة. وبالتالي كان بإمكاننا الاستفادة من هذا الاختراق الواضح واتخاذ مركز شراء جديد. مع وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل القاع الأخير الذي تشكل على إثر الاختراق الهبوطي الكاذب للمثلث.

إشارة الخروج من هذه الصفقة تمثلت في دخول مؤشر RSI إلى منطقة التشبع الشرائي. مع ملاحظة أنه كان بإمكاننا البقاء في الصفقة لفترة أطول وتحقيق مزيد من الأرباح، ولكن يجب أن نُدرب أنفسنا على الالتزام بخطة واضحة ونهج صارم في الدخول والخروج من الصفقات. ويشتمل ذلك بطبيعة الحال على إمكانية إغلاق جزء من مركزنا (وليكن نصف المركز) عند مناطق التشبع، والإبقاء على الجزء الآخر إلى حين ظهور إشارة انعكاس أخرى.

الصفقة الثالثة

عند نهاية الموجة الصاعدة الأخيرة، دخل خط مؤشر RSI منطقة التشبع الشرائي. ومع ذلك، فإن السعر لا يزال صاعدًا، بينما بدأ مؤشر RSI في الهبوط، الأمر الذي شكل دايفرجنس هبوطيًّا قويًّا. في الوقت نفسه شكلت حركة السعر نموذج مثلث متسعًا Expanding Triangle على الرسم البياني. وباختراق السعر للحد السفلي لهذا المثلث، كان لدينا إشارتان أيضًا؛ واحدة من حركة السعر (اختراق المثلث المتسع هبوطًا)، والأخرى من مؤشر القوة النسبية (التشبع الشرائي والدايفرجنس الهبوطي). وبناءً على ذلك يمكننا الدخول في صفقة بيع جيدة وموثوقة للغاية.

في صفقة البيع هذه يجب وضع أمر إيقاف الخسارة أعلى آخر قمة، فوق المثلث المتسع مباشرة. كما يجب الخروج من الصفقة بمجرد دخول مؤشر RSI لمنطقة التشبع البيعي. لاحظ كم الأرباح الذي كان بإمكاننا تحقيقه إذا التزمنا تمامًا باستراتيجية التداول على مؤشر القوة النسبية، وأيضًا الالتزام بخطة التداول التي ننتهجها (قواعد الدخول في الصفقات والخروج منها).

الصفقة الرابعة

بعد دخول مؤشر RSI منطقة التشبع البيعي، تظهر أمامنا إشارة شراء جديدة تمثلت في خروج مؤشر RSI من منطقة التشبع البيعي. ومع ذلك، فإننا بحاجة إلى تأكيد إضافي وإشارة صعودية أخرى من واقع حركة السعر. ولحسن الحظ تُشكل حركة السعر نموذج مثلث متسع آخر على الرسم البياني. لاحظ أيضًا أن نهاية المثلث المتسع من الأسفل تتلاقى مع مستوى دعم قوي (محدد بالخط الأزرق أسفل الرسم البياني).

وبمجرد كسر الحد العلوي للمثلث المتسع، يصبح لدينا أكثر من إشارة للدخول في صفقة شراء، وهي: خروج مؤشر RSI من منطقة التشبع البيعي، واختراق الحد العلوي للمثلث المتسع، وارتداد السعر من مستوى دعم قوي. وبالتالي يمكننا اتخاذ مركز شراء بمجرد إغلاق شمعة واحدة أعلى الحد العلوي للمثلث المتسع.

في هذه الصفقة، يجب وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل القاع الأخير الذي شكله المثلث المتسع. مع مراعاة الخروج من الصفقة بمجرد دخول مؤشر RSI إلى منطقة التشبع الشرائي. في هذه الصفقة أيضًا، لاحظ كم الأرباح الذي كان بإمكاننا تحقيقه إذا التزمنا تمامًا باستراتيجية وخطة وقواعد التداول على مؤشر القوة النسبية.

الصفقة الخامسة

يستمر مؤشر RSI في التأرجح داخل وخارج منطقة ذروة الشراء. في الوقت نفسه تُشكل حركة السعر “نطاقًا سعريًّا” Price Range مُحدد بين الخطين الأزرقين في أقصى يمين الرسم البياني. عند اختراق السعر للحد السُفلي للنطاق السعري، كان مؤشر القوة النسبية بالفعل أدنى مستوى 70، أي أنه خرج بالفعل من منطقة التشبع الشرائي. وبالتركيز على الرسم البياني بشكل أكبر قد نلاحظ أمرًا إضافيًّا، وهو أن حركة السعر داخل النطاق السعري شكلت عددًا من القمم المتساوية تقريبًا. في حين أن مؤشر RSI شكل هذه القمم نفسها ولكن كل قمة أدنى من القمة السابقة لها. إنه دايفرجنس هبوطي واضح.

وبناءً على كل هذه المعطيات؛ فخروج المؤشر من منطقة ذروة الشراء –تشكيل دايفرجنس هبوطي– اختراق للحد السفلي للنطاق السعري، وكان بإمكاننا الدخول في صفقة بيع في غاية القوة والموثوقية، ومبنية على دمج إشارات مؤشر RSI وحركة السعر والنماذج الفنية.

في هذه الصفقة الأخيرة يجب علينا وضع أمر إيقاف الخسارة أعلى النطاق السعري مباشرة. ويجب إغلاق الصفقة بمجرد دخول مؤشر القوة النسبية منطقة ذروة البيع.

تذكير مهم: بالنسبة لجني الأرباح، نعيد التذكير بأنه يمكن إغلاق جزء من مراكزنا (وليكن نصف المركز) عند دخول المؤشر إلى مناطق ذروة الشراء أو ذروة البيع، والإبقاء على النصف الآخر إلى حين ظهور إشارة من واقع حركة السعر (أو أي من أدوات التحليل الفني الأخرى)، ومن ثم الخروج من الصفقة نهائيًّا. الهدف من ذلك هو حصد أكبر كم ممكن من الربح، وضمان عدم خسارة ما تم ربحه بالفعل.

تعليق ختامي

بالرغم من قوة وموثوقية مؤشر RSI وجودة إشارات التداول الناتجة عنه، فإنه كثيرًا ما يُظهر إشارات تداول كاذبة. لذلك، يُفضل دائمًا تدعيم هذه الإشارات بتحليل حركة السعر، وأيضًا بالاستعانة بأدوات التحليل الفني الأخرى، ومن أبرزها: النماذج الفنية، ومستويات الدعم والمقاومة، وخطوط الاتجاه، والشموع اليابانية، والمتوسطات المتحركة.

غير أن العنصر الأكثر أهمية في التداول يتمثل في حركة السعر. بهذه الطريقة سوف نحصل على أقصى استفادة ممكنة من إمكانيات هذا المؤشر، وبشكل سهل وبسيط.

الخلاصة

  • مؤشر RSI أو مؤشر القوة النسبية: هو أحد المؤشرات الفنية واسعة الانتشار بين المتداولين في مختلف أسواق المال.
  • وينتمي مؤشر RSI إلى مؤشرات التذبذب. ويُصنف من المؤشرات الرائدة، أي أنه يتحرك عادة قبل حركة السعر على الرسوم البيانية.
  • الجانب الإيجابي في مؤشر القوة النسبية أنه يزودنا بإشارات تداول مبكرة.
  • أما الجانب السلبي فيتمثل في كم الإشارات الكاذبة التي قد تنتج عنه.
  • يتكون مؤشر القوة النسبية من خط واحد، يتأرجح صعودًا وهبوطًا بين مستويي صفر و 100.
  • هذه المنطقة (الواقعة بين صفر و 100) مُقسمة إلى ثلاثة مناطق رئيسية، هي:
    • من صفر إلى 30: وتشير إلى منطقة التشبع البيعي.
    • من 30 إلى 70: وهي منطقة محايدة.
    • من 70 إلى 100: وتشير إلى منطقة التشبع الشرائي.
  • الإعداد الافتراضي لمؤشر RSI هو 14 فترة زمنية. ويمكن تغيير هذا الإعداد من لوحة إعدادات المؤشر بما يتناسب مع أسلوبنا في التداول.
  • هناك ثلاثة إشارات رئيسية تنتج عن مؤشر القوة النسبية، وهي الإشارات التي تستخدم لدخول الصفقات. وتتمثل فيما يلي:
  1. إشارات التشبع الشرائي: عندما يكون المؤشر في المنطقة بين 70- 100.
  2. إشارات التشبع البيعي: عندما يكون المؤشر في المنطقة بين صفر- 30.
  3. إشارات الدايفرجنس، وتنقسم إلى نوعين:
    • الدايفرجنس الصعودي (الإيجابي) عندما يهبط السعر، بينما يصعد خط RSI.
    • الدايفرجنس الهبوطي (السلبي): عندما يصعد السعر، بينما يهبط خط RSI.
  • استراتيجية التداول باستخدام مؤشر RSI:
    • دخول صفقات شراء أو بيع بناءً على واحدة من الإشارات الناتجة عن المؤشر، وهي:
      • إشارة ذروة الشراء (التشبع الشرائي).
      • إشارة ذروة البيع (التشبع البيعي).
      • إشارة الدايفرجنس (الإيجابي أو السلبي).
    • وضع أمر وقف الخسارة أسفل آخر قاع تشكل قبل دخول الصفقة في حالة الشراء. أو أعلى آخر قمة تشكلت قبل الدخول في صفقة البيع.
    • البقاء في الصفقة حتى ظهور إشارة انعكاس على مؤشر القوة النسبية.

للمزيد من المقالات الاقتصادية ذات الصلة، يرجى متابعة موقع بورصات