ليس هناك من شك في أن المؤشرات الفنية تُعد من أقوى أدوات التحليل الفني التي تساعد المتداولين في قراءة وتفسير حركة السعر على الرسوم البيانية. ويعد مؤشر الماكد MACD من أفضل المؤشرات الفنية على الإطلاق؛ لما يشتمل عليه من مميزات فريدة. ويمثل هذا المؤشر –بحد ذاته- منظومة فنية متناغمة ومتعددة الوظائف؛ إذ إنه يساعد في تحديد الاتجاه الرئيسي للسعر، وفي اكتشاف نقاط الانعكاس المحتملة، وتحديد مناطق التشبعات الشرائية والبيعية، وأيضًا قياس الزخم (تسارع حركة السعر على مدار الزمن)، وغير ذلك من مميزات. ولهذه الأسباب، حظي هذا المؤشر بشهرة كبيرة بين المتداولين في أسواق المال كافةً، وذلك بالنظر إلى مميزاته السابقة من ناحية، وسهولة استخدامه من ناحية أخرى.

في هذا المقال سنشرح مؤشر الماكد MACD وطرق الاستفادة منه. وسنبدأ بتعريف المؤشر وتاريخ اكتشافه وأهميته في التداول. ثم نتعرف على مكوناته الرئيسية وكيفية عمله، مع عرض الإعدادات الافتراضية للمؤشر وكيفية تعديلها. ومن ثم سنتطرق إلى الجزء الأكثر أهمية، أي التعرف على أهم إشارات التداول الناتجة عن مؤشر الماكد وكيفية الاستفادة منها. وكذلك كيفية إجراء التحليل الفني باستخدام المؤشر، مع شرح استراتيجية قوية للتداول باستخدامه. وأخيرًا، سنعرض لبعض الأمثلة لكيفية التداول باستخدام هذا المؤشر.

ما هو مؤشر الماكد؟

مؤشر الماكد: هو مؤشر فني ينتمي لمجموعة المؤشرات المتأخرة Lagging Indicators (أي المؤشرات التي تتحرك بناءً على حركة السعر). ومصطلح الماكد MACD هو اختصار لعبارة Moving Average Convergence/Divergence، أو “تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة”. ذلك لأن هناك اثنين من المتوسطات المتحركة يُشكلان الأساس في بنية المؤشر.

ويرجع الفضل في ابتكار مؤشر الماكد إلى خبير الأسواق الشهير جيرالد آبل Gerald Appel، عام 1977. ومع ذلك فإن المؤشر مر بمراحل تطور عديدة بمرور الزمن. وكان الهدف من تصميمه –بحسب جيرالد آبل نفسه- أن يكون بمنزلة أداة للتحليل الفني تجمع بين جودة التصميم وسهولة الاستخدام، فضلًا عن تعدد الوظائف. لذلك، عندما نلقي نظرة ثاقبة على المؤشر، نكتشف أنه بالفعل يتسم بهذه الخصائص الفريدة. وأكثر هذه الخصائص أهمية تتمثل في تعدد وظائفه، والتي سنتحدث عنها بالتفصيل لاحقًا.

الشكل أدناه يزودنا بفكرة عن المظهر العام الذي يبدو عليه المؤشر على الرسوم البيانية:

مؤشر الماكد على الرسوم البيانية

شكل رقم (1): مؤشر الماكد على الرسوم البيانية

وكما نلاحظ من الرسم البياني أعلاه، عادةً ما يدرج مؤشر الماكد في نافذة منفصلة بالجزء السُفلي من الرسوم البيانية. وبالرغم من سهولة استخدام المؤشر، كما سبق وأشرنا، فإنه من المهم أن نفهم مكوناته وفكرته الأساسية بشكل وافٍ قبل استخدامه في تداولاتنا. لذلك، سنقوم الآن بإلقاء نظرة فاحصة على هيكل ومكونات المؤشر وإعداداته الافتراضية.

مكونات مؤشر الماكد

يتكون المؤشر من ثلاث عناصر رئيسية، وهي:

  1. خط الماكد MACD Line -الأزرق (متوسط متحرك).
  2. خط الإشارة Signal Line الأحمر (متوسط متحرك).
  3. الماكد هيستوجرام Histogram (مُدرج تكراري).

ولكل عنصر من هذه العناصر وظائف ومهام محددة، ومن خلالها يمكننا التحقق من اتجاه حركة السعر وقوة الزخم. لذلك سنعرف كل عنصر منها على حدة:

  • خط الماكد Macd Line: هو الفارق بين المتوسط المتحرك الأسي EMA لمدة 26 فترة، والمتوسط المتحرك الأسي لمدة 12 فترة. وهو الخط الأسرع في المؤشر. ونظرًا إلى أنه يتفاعل بشكل أسرع وأكثر حساسية مع حركة السعر، فإنه يتحرك بشكل عام أعلى وأسفل الخط الثاني (يتقاطع معه). مع العلم أن خط الماكد يستمد بياناته من سعر الإغلاق.
  • خط الإشارة Signal Line: وهو الخط الثاني في المؤشر. ويُطلق عليه “خط الإشارة” لأنه يولد إشارات التداول الرئيسية. ونظرًا إلى أنه الخط الأبطأ في المؤشر، فإنه يُخترق مرارًا وتكرارًا من الخط الأسرع (الأول). وهو متوسط متحرك أسي لمدة 9 فترات، بناءً على سعر الإغلاق.
  • الهيستوجرام Histogram: هي المدرجات الإحصائية (التكرارية) التي تظهر أعلى وأسفل خط الصفر. ويستمد الهيستوجرام قيمه من الفرق بين خط الماكد وخط الإشارة، وكذلك من مُعدل تسارع السعر عبر الزمن. ويُشير في المُجمل إلى قوة الزخم في الاتجاه الحالي.

الق نظرة على الرسم البياني التالي، والذي يوضح المكونات الرئيسية الثلاثة لمؤشر الماكد:

المكونات الرئيسية لمؤشر الماكد

شكل رقم (2): المكونات الرئيسية لمؤشر الماكد

من الشكل أعلاه يتضح لنا أن الخط الأزرق هو خط الماكد، بينما الخط الأحمر هو خط الإشارة.  وكما نرى، فإن خط الماكد (الأزرق) هو الأسرع، لذا نلاحظ أنه يخترق خط الإشارة مرارًا وتكرارًا (مع تغير اتجاهات السعر). الأعمدة الرأسية الرمادية المحيطة بخط الصفر هي أعمدة الهيستوجرام، والتي تتوافق في حركتها (أعلى وأسفل خط الصفر) مع تأرجحات خطي المؤشر.

إعدادات مؤشر الماكد

في معظم منصات التداول، يُدرج مؤشر الماكد عادةً بإعداداته الافتراضية، وهي: 26 و12 و9. لا داعي للقلق، فسوف نفسر معنى هذه الأرقام الثلاثة وكيفية تطبيقها على هيكل المؤشر.

الرقمان “12” و “26”  مرتبطان ببعضهما، كونهما يتعلقان بحساب خط الماكد السريع. لقد تم تصميم مؤشر الماكد بناءً على حساب متوسط متحرك أسي EMA مدته 12 فترة على حركة السعر، ثم طرح متوسط متحرك أسي مدته 26 فترة من الناتج. الفارق بين قيم المتوسطين المتحركين يمنحنا قيمة خط الماكد (السريع).

أما فيما يتعلق بالرقم “9”، فهو يُشير إلى حساب المتوسط المتحرك الأسي لخط الإشارة. هذا يعني أن خط الإشارة هو مجرد متوسط متحرك أسي لمدة 9 فترات، بحيث يتفاعل مع خط الماكد. وهذا هو السبب في أن خط الإشارة يكون أبطأ من خط الماكد.

وبناءً على ذلك، فإن الإعدادات الافتراضية لمؤشر الماكد (26 و12 و9) هي التي تعمل بمجرد إدراج المؤشر على الرسوم البيانية. ومع ذلك، يمكن تغيير هذه الإعدادات بسهولة، في حال رغب المتداول، ليتوافق مع أسلوبه في التداول. على سبيل المثال، يمكن تغيير الإعدادات الافتراضية بناءً على طبيعة التداولات، وما إذا كان التداول سيكون على المدى الطويل أم على المدى القصير، وعلى استراتيجية كل متداول.

كيفية إضافة مؤشر الماكد على الرسوم البيانية

تشتمل جميع منصات التداول -تقريبًا- على مؤشر الماكد، ولا توجد أي صعوبة في إدراجه على الرسوم البيانية. ولكن قد لا يتضمن إصدار المنصة مؤشر الماكد ذا الخطين، في هذه الحالة كل ما عليك فعله اتباع الخطوات التالية:

في البداية يجب علينا تحميل مؤشر الماكد ذي الخطين من الموقع الرسمي لمنصة ميتاتريدر، من هنا

https://www.metatrader4.com/en/trading-platform/help/analytics/tech_indicators/macd

بعد التحميل، قم بفك الضغط، ونسخ المؤشر ونقله إلى الامتداد التالي:

c>program files>meta trader4>MQ4>indicators>examples

إذا كانت المنصة التي تعمل عليها باللغة العربية، اتبع الخطوات التالية (البداية من قائمة المؤشرات):

كيفية إضافة مؤشر الماكد على المنصات باللغة العربية

شكل رقم (3): كيفية إضافة مؤشر الماكد على المنصات باللغة العربية

وإذا كانت المنصة التي تعمل عليها باللغة الإنجليزية، اتبع الخطوات التالية:

كيفية إضافة مؤشر الماكد على المنصات باللغة الإنجليزية

شكل رقم (4): كيفية إضافة مؤشر الماكد على المنصات باللغة الإنجليزية

إشارات التداول الناتجة عن مؤشر الماكد

على الرغم من أن مؤشر الماكد يتكون من ثلاثة مكونات فقط (المتوسطين المتحركين وأعمدة الهيستوجرام)، فإنه يمكن أن يوفر عددًا لا يُحصى من إشارات التداول القوية والموثوقة بدرجة كبيرة. في هذا القسم سنتعرف على ستة من إشارات المؤشر الرئيسية، وسنناقش كل إشارة منها على حدة.

أولًا: الإشارات الناتجة عن تقاطعات مؤشر الماكد

يُقصد بتقاطعات المؤشر تلك التقاطعات التي تحدث بين خطي الماكد، خط الماكد وخط الإشارة (الخط الأزرق مع الخط الأحمر)، والتي تُعبر عن التفاعل بينهما. وكما ذكرنا، فإن خط الماكد (الأزرق) أسرع من خط الإشارة (الأحمر)، لذا سنراه دائمًا يعبر خط الإشارة لأعلى أو لأسفل.

1. تقاطع الماكد الإيجابي (الصعودي) Bullish MACD Crossover

يحدث التقاطع الصعودي عندما يعبر خطُّ الماكد خطَّ الإشارة إلى أعلى (صعودًا). هذا التقاطع يعني أن السعر قد يبدأ في الصعود، وبالتالي يعد إشارة شراء. انظر الرسم البياني أدناه:

إشارات شراء بناءً على التقاطع الصعودي لخطي مؤشر الماكد

شكل رقم (5): إشارات شراء بناءً على التقاطع الصعودي لخطي مؤشر الماكد

الرسم البياني أعلاه يوضح تقاطعات الماكد الصعودي. الدوائر الخضراء تشير إلى اللحظة التي يتجاوز فيها خطُّ الماكد (الأسرع) خطَّ الإشارة (الأبطأ) في الاتجاه الصعودي. وغالبًا ما يعقب ذلك صعود للسعر.

2. تقاطع الماكد السلبي (الهبوطي) Bearish MACD Crossover

يحدث التقاطع الهبوطي عندما يعبر خطُّ الماكد خطَّ الإشارة إلى أسفل (هبوطًا). هذا التقاطع يعني أن السعر قد يبدأ في الهبوط، وبالتالي يعد إشارة بيع. انظر الرسم البياني أدناه:

إشارات بيع بناءً على التقاطع الهبوطي لخطي الماكد

شكل رقم (6): إشارات بيع بناءً على التقاطع الهبوطي لخطي الماكد

من الرسم البياني أعلاه نلاحظ أنه كلما حدث تقاطع هبوطي بين خط الماكد وخط الإشارة، غالبًا ما يهبط السعر. ومع ذلك، فإن هذه التقاطعات، ورغم قوتها وفاعليتها، إلا أنها لا تمثل إشارات تداول موثوقة. يجب أن تقترن التقاطعات بتأكيدات أخرى، سواءً من حركة السعر أو مؤشر ماكد ذاته، أو بعض أدوات التحليل الفني المساعدة (سنناقش ذلك بالتفصيل لاحقًا).

ثانيًا: الإشارات الناتجة عن الدايفرجنس على مؤشر الماكد

الدايفرجنس Divergence: هو ظاهرة تحدث كثيرًا على مؤشرات الزخم، وتعني تعارض سلوك المؤشر مع سلوك حركة السعر. على سبيل المثال، قد يتشكل قاعان على الرسم البياني، بحيث يكون القاع الثاني أدنى من القاع الأول، في حين يُظهر مؤشر الزخم القاعين نفسيهما، ولكن القاع الثاني أعلى من القاع الأول، في إشارة على تباطؤ أو تلاشي الزخم في الاتجاه الهبوطي، وإمكانية كبيرة لانعكاس السعر.

وتعد إشارات الدايفرجنس من أفضل الإشارات الناتجة عن المؤشرات الفنية بشكل عام، ومؤشر الماكد على وجه الخصوص. وبالنسبة لمؤشر الماكد، يظهر الدايفرجنس على نوعين:

  1. الدايفرجنس الإيجابي (الصعودي) Bullish MACD Divergence

ويحدث عندما يشكل السعر قاعين، بحيث يكون القاع الثاني أدنى من القاع الأول. بينما يشكل مؤشر الماكد قاعين أيضًا، ولكن القاع الثاني أعلى من القاع الأول. في هذه الحالة نكون أمام فرصة صعود قوية، إذ غالبًا ما يصعد السعر بقوة، وهو ما يُمثل فرصة شراء جيدة (بالطبع بعد تدعيم القرار بتأكيدات إضافية).

الرسم البياني أدناه يوضح كيفية تشكل الدايفرجنس الإيجابي (الصعودي):

كيفية تشكل الدايفرجنس الإيجابي أو الصعودي على حركة السعر ومؤشر الماكد

شكل رقم (7): كيفية تشكل الدايفرجنس الإيجابي أو الصعودي على حركة السعر ومؤشر الماكد

ملحوظة مهمة: يمكن أن يتشكل الدايفرجنس الإيجابي بشكل آخر. على سبيل المثال، يمكن أن يشكل السعر قاعين أعلى، أي القاع الثاني أعلى من القاع الأول، بينما يشكل المؤشر قاعين أيضًا، ولكن القاع الثاني أدنى من القاع الأول. وفي هذه الحالة أيضًا نكون أمام دايفرجنس صعودي قوي (يطلق عليه هنا دايفرجنس كامن أو خفي Hidden Divergence).

2. الدايفرجنس السلبي (الهبوطي) Bearish MACD Divergence

ويحدث عندما يُشكل السعر قمتين، بحيث تكون القمة الثانية أعلى من القمة الأولى. بينما يشكل المؤشر قمتين أيضًا، ولكن القمة الثانية أدنى من القمة الأولى. في هذه الحالة نكون أمام فرصة هبوط قوية، إذ غالبًا ما يهبط السعر بقوة، الأمر الذي يُعد فرصة بيع (إذا ما اقترن بتأكيدات إضافية).

الرسم البياني أدناه يوضح كيفية تشكل الدايفرجنس السلبي (الهبوطي):

كيفية تشكل الدايفرجنس السلبي أو الهبوطي على حركة السعر ومؤشر الماكد

شكل رقم (8): كيفية تشكل الدايفرجنس السلبي أو الهبوطي على حركة السعر ومؤشر الماكد

من الرسم البياني أعلاه نلاحظ وجود تعارض واضح بين حركة السعر وحركة المؤشر. وبينما يستمر السعر في تشكيل قمم صاعدة (كل قمة أعلى من القمة السابقة لها)، نجد أن المؤشر يشكل قممًا هابطة (كل قمة أدنى من القمة السابقة). هذا من شأنه أن يُخبرنا بمعلومة مهمة للغاية، وهي أن الزخم في الاتجاه الصاعد آخذ في التباطؤ، وبالتالي قد يكون انعكاس الاتجاه من صاعد إلى هابط أمرًا وشيكًا.

ملحوظة مهمة: يمكن أن يتشكل الدايفرجنس السلبي بشكل آخر. على سبيل المثال، يمكن أن يشكل السعر قمتين أقل، أي القمة الثانية أدنى من القمة الأولى، بينما يُشكل المؤشر قمتين أيضًا، ولكن القمة الثانية أعلى من القمة الأولى. وفي هذه الحالة أيضًا نكون أمام دايفرجنس هبوطي قوي (دايفرجنس كامن أو خفي).

ثالثًا: الإشارات الناتجة عن التشبعات الشرائية والتشبعات البيعية على مؤشر الماكد

ربما يكون هناك كثير من المتداولين لا يعرفون أن مؤشر ماكد يوفر إشارات تداول على مناطق ذروة الشراء Overbought، وذروة البيع Oversold؛ ذلك لأن هذا المؤشر لا يتأرجح بين مستويات محددة (على غرار مؤشرات التذبذب الأخرى مثل ستوكاستيك ومؤشر RSI)، وإنما يتحرك بين قيم مُطلقة. لذا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه دائمًا؛ كيف نتعرف على مناطق التشبع في ظل هذه القيم المطلقة؟

1. ذروة الشراء Overbought MACD

يصل المؤشر إلى منطقة ذروة الشراء (التشبع الشرائي) عندما تتسع المسافة بشكل واضح بين خطي الماكد، بصفة خاصة فوق خط الصفر. وعادة ما يقترن ذلك بتضاؤل أعمدة الهيستوجرام فوق خط الصفر (يصبح كل شريط أقصر من الشريط السابق له). في مثل هذه الحالات نستنتج حدوث عمليات شراء مُبالغ فيها، ومن ثم استنفاد الحركة الصاعدة للقوة والزخم، وافتقار المشترين إلى القوة الكافية لدفع السعر لمزيد من الصعود، وبالتالي نتوقع هبوطًا للسعر.

الرسم البياني أدناه يوضح لنا كيفية قراءة مناطق ذروة الشراء (التشبع الشرائي) على مؤشر الماكد:

إشارة بيع بناءً على وصول مؤشر الماكد إلى التشبع الشرائي

شكل رقم (9): إشارة بيع بناءً على وصول مؤشر الماكد إلى التشبع الشرائي

في الرسم البياني أعلاه، لاحظ أن المسافة بين خطي الماكد بدأت في الاتساع نسبيًّا. وما يؤكد لنا هذه المعلومة أن أعمدة الهيستوجرام (أعلى خط الصفر) بدأت تتناقص شيئًا فشيئًا، بحيث يكون كل عمود أقل من العمود السابق له. وبالتالي نستنتج أن الاتجاه الصاعد فقد قوته، وأنه ربما يكون هناك انعكاس وشيك. وغالبًا ما يعقبه حدوث تقاطع هبوطي لخَطَّي الماكد يؤكد الانعكاس.

2. ذروة البيع Oversold MACD

يصل المؤشر إلى منطقة ذروة البيع (التشبع البيعي) عندما تتسع المسافة بشكل واضح بين خَطَّي الماكد، وبصفة خاصة تحت خط الصفر. وعادة ما يقترن ذلك بتضاؤل أعمدة الهيستوجرام تحت خط الصفر (يصبح كل شريط أقصر من الشريط السابق له). وهنا نستنتج حدوث عمليات بيع مُكثفة، ومن ثم استنفاد الحركة الهبوطية للقوة والزخم اللازمين، وافتقار البائعين إلى القوة الكافية لدفع السعر لمزيد من الهبوط، وبالتالي نتوقع صعودًا للسعر.

الرسم البياني أدناه يوضح لنا كيفية قراءة مناطق ذروة البيع (التشبع البيعي) على مؤشر الماكد:

إشارة شراء بناءً على وصول مؤشر الماكد إلى منطقة التشبع البيعي

شكل رقم (10): إشارة شراء بناءً على وصول مؤشر الماكد إلى منطقة التشبع البيعي

بالطريقة نفسها، على الرسم البياني أعلاه نلاحظ أن المسافة بين خَطَّي مؤشر الماكد أسفل خط الصفر بدأت في الاتساع نسبيًّا. وقد اقترن ذلك وتزامن مع تناقص أعمدة الهيستوجرام (أسفل خط الصفر) شيئًا فشيئًا، بحيث يكون كل عمود أقل من العمود السابق له. وبالتالي نستنتج أن الاتجاه الهابط فقد قوته، وأنه ربما يكون هناك انعكاس صعودي وشيك، وهو ما حدث بالفعل. وغالبًا ما يعقبه حدوث تقاطع صعودي لخَطَّي الماكد يؤكد الانعكاس.

ملحوظة مهمة: لاحظ أن ظروف ذروة الشراء أو ذروة البيع على مؤشر ماكد لا تمثل –بحد ذاتها- إشارة تداول، وإنما تشير في المجمل إلى احتمالية استنفاد قوى السوق في اتجاه ما، وإمكانية انعكاس السعر. وبالتالي يجب وجود تأكيدات إضافية تؤكد الانعكاس.

هذه هي الإشارات الست الرئيسية التي تنتج عن مؤشر الماكد ويمكن التداول عليها. وبطبيعة الحال، ستكون هذه الإشارات أقوى وأكثر موثوقية في حال اقترنت ببعض أدوات التحليل الفني الآخر، مثل خطوط الاتجاه، ومستويات الدعم والمقاومة، والنماذج الفنية، والشموع اليابانية، وغير ذلك من أدوات التحليل الفني.

الآن ننتقل إلى نقطة أخرى مهمة، وهي كيفية إجراء التحليلات الفنية باستخدام مؤشر الماكد.

التحليل الفني باستخدام مؤشر الماكد

مما سبق شرحه يتأكد لنا أن هذا المؤشر يزودنا بكثير من إشارات التداول القوية، إذ يعد أداة فنية متكاملة ومتعددة الوظائف والاستخدام. وبالإضافة إلى ذلك، يمكننا أيضًا استخدام مؤشر الماكد للمساعدة في تحليل حركة السعر Price Action Analysis. لتوضيح ذلك، سنُلقي نظرة سريعة على بعض الأمثلة التي تؤكد لنا قيمة استخدام المؤشر في التحليل الفني وتحديد أفضل فرص التداول.

مثال (1):

في الرسم البياني أدناه سنجري التحليل الفني باستخدام مؤشر الماكد:

مثال على التحليل الفني باستخدام مؤشر الماكد

شكل رقم (11): مثال على التحليل الفني باستخدام مؤشر الماكد

في الرسم البياني أعلاه نلاحظ مؤشر الماكد وقد تم إدراجه في الجزء السفلي من الرسم البياني على منصة MT4. تبدأ الصورة (من اليسار) بظهور دايفرجنس سلبي (هبوطي) بين حركة السعر ومؤشر الماكد. وكما نرى، فقد شكل السعر قمة أعلى من القمة السابقة، في حين شكل الماكد قمة أدنى من القمة السابقة (مُحددة بالخطوط البرتقالية). وبمجرد تقاطع خَطَّي مؤشر الماكد إلى أسفل، هبط السعر بشكل حاد.

بعد هذا الهبوط الحاد الذي أعقب الدايفرجنس الهبوطي، نرى عددًا من التحركات السعرية القوية (سوينجات Swings) ترتبط جميعًا بعمليات تقاطع بين خطي الماكد، سواءً تقاطعات صعودية أم تقاطعات هبوطية (راجع إشارات التداول الناتجة عن تقاطعات مؤشر الماكد). في كل مرة يحدث فيها تقاطع بين خَطَّي الماكد، نرى السعر يندفع بقوة –صعودًا أو هبوطًا- في اتجاه هذا التقاطع. ولذلك، استمد هذا المؤشر شهرته لسهولة استخدامه وتعدد إشارات التداول الناتجة عنه.

مثال (2):

لنُلق نظرة على مثال آخر على كيفية إجراء التحليل الفني باستخدام مؤشر الماكد:

التحليل الفني باستخدام مؤشر الماكد

شكل رقم (12): التحليل الفني باستخدام مؤشر الماكد

في الرسم البياني أعلاه نلاحظ هبوط السعر بعد تقاطع هبوطي لخطي الماكد (مُحدد بالسهم الهابط على السعر والدائرة الحمراء على مؤشر الماكد). ومع ذلك، وبعد فترة بسيطة من هذا التقاطع الهبوطي، تظهر إشارة التشبع البيعي. كما سبق وذكرنا، تظهر إشارة التشبع الهبوطي أو البيعي عندما تتسع المسافة بين خَطَّي الماكد (خط الماكد وخط الإشارة) بشكل واضح، وتناقص أعمدة الهيستوجرام تحت خط الصفر. هذا كان يعني أن السعر قد بلغ مرحلة ذروة البيع، وأنه قد يرتد صعودًا، وهو ما حدث بالفعل، حيث صعد السعر بقوة (كما هو محدد بالسهم الصاعد).

استراتيجية التداول باستخدام مؤشر الماكد

في البداية، يجب أن نضع في اعتبارنا دائمًا الإشارات الست الرئيسية التي ناقشناها أعلاه في الجزء الخاص بإشارات الماكد. وبناءً على هذه الإشارات، يمكننا تصنيف قواعد التداول (الدخول في صفقات) باستخدام مؤشر الماكد إلى نوعين:

  • الصفقات في الاتجاه الصاعد (صفقات الشراء).
  • الصفقات في الاتجاه الهابط (صفقات البيع).

وبالتالي سيكون الشرح بناءً على تقسيم إشارات التداول الناتجة عن المؤشر إلى صفقات شراء وصفقات بيع، على النحو التالي:

إشارات الشراء الناتجة عن مؤشر الماكد

يمكننا اتخاذ صفقات شراء في السوق بناءً على إشارات مؤشر الماكد التالية:

  1. التقاطع الصعودي لخطي الماكد.
  2. ظهور دايفرجنس صعودي.
  3. الوصول إلى مناطق ذروة البيع (التشبع البيعي).

إشارات البيع الناتجة عن المؤشر

يمكننا اتخاذ صفقات بيع في السوق بناءً على إشارات مؤشر الماكد التالية:

  1. التقاطع الهبوطي لخطي الماكد.
  2. ظهور دايفرجنس هبوطي.
  3. الوصول إلى مناطق ذروة الشراء (التشبع الشرائي).

وضع أمر إيقاف الخسائر

عند الدخول في صفقات (شراء أو بيع) بناءً على إشارات الماكد، يجب علينا حماية حساباتنا من خلال أوامر إيقاف الخسائر Stop Loss Order. ومن أجل اختيار الموضع الصحيح لوضع إيقاف الخسائر، ينبغي علينا الرجوع للرسوم البيانية لاختيار قاع أو قمة سابقة لحركة السعر. على سبيل المثال:

  • عند فتح صفقة شراء، يمكننا وضع أمر إيقاف الخسائر أسفل آخر قاع على الرسم البياني.
  • وبالمثل، عند فتح صفقة بيع، يمكننا وضع أمر إيقاف الخسائر فوق آخر قمة على الرسم البياني.

الهدف من ذلك هو حماية مراكزنا وحساباتنا من تقلبات حركة السعر، بحيث إذا تجاوز السعر هذه القيعان أو القمم، فإن الصفقة تُغلق تلقائيًّا على عدد النقاط (حجم المخاطرة) الذي حددته سلفًا كإيقاف للخسائر.

جني الأرباح

هناك طرق عديدة لجني الأرباح عند التداول باستخدام إشارات مؤشر الماكد. ومن أفضل هذه الطرق الانتظار حتى ظهور إشارة تدل على انعكاس اتجاه السعر، سواءً من حركة السعر، أو من الماكد نفسه. هذا يعني أن إشارة الانعكاس هذه ستكون هي إشارة إغلاق صفقتك. ومع ذلك، هناك الكثير من الطرق الأخرى لجني الأرباح على إشارات مؤشر الماكد.

مثال للتداول باستخدام استراتيجية مؤشر الماكد

والآن سوف نناقش مثالًا للتداول باستخدام استراتيجية مؤشر الماكد. انظر الرسم البياني أدناه:

مثال للتداول باستخدام استراتيجية مؤشر الماكد

شكل رقم (13): مثال للتداول باستخدام استراتيجية مؤشر الماكد

الرسم البياني أعلاه لزوج الجنيه الإسترليني/ دولار GBP/USD، ويشتمل على عدد من الصفقات المبنية على إشارات الماكد بمختلف أنواعها، مع دمج هذه الإشارات بتأكيدات إضافية، سواءً من واقع حركة السعر، أو بعض أدوات التحليل الفني المساعدة.

الصفقة الأولى (بيع)

تظهر الإشارة الأولى (إلى أقصى يسار الرسم البياني) عندما تُشكل حركة السعر ومؤشر الماكد دايفرجنس هبوطيًّا (لاحظ الخط البرتقالي المحدد لظهور الدايفرجنس على كل من حركة السعر والمؤشر). وقد انتهى هذا الدايفرجنس بأن شكلت حركة السعر نموذج نجمة المساء Evening Star  (أحد نماذج الشموع اليابانية الانعكاسية الهبوطية القوية). تزامن اكتمال نموذج نجمة المساء تقريبًا مع حدوث تقاطع هبوطي لخطي الماكد.

هذا يعني أننا أمام فرصة بيع رائعة، تمثلت في ثلاث إشارات متوافقة: الدايفرجنس والتقاطع الهبوطي على مؤشر الماكد، ونموذج نجمة المساء من حركة السعر. وهو الأمر الذي شكل إعدادًا أو إشارة موثوقة لاتخاذ مركز بيع.

لذلك، كان يمكن فتح صفقة بيع على هذا الزوج (كما هو موضح في صفقة البيع الأولى إلى أقصى اليسار من الرسم البياني). في هذه الصفقة، يوضع أمر إيقاف الخسارة أعلى آخر قمة تشكلت قبل انعكاس السعر صعودًا (فوق نموذج نجمة المساء مباشرةً).

بعد مرحلة من الهبوط القوي، بدأ الزخم الهبوطي يتباطأ من خلال تناقص أعمدة الهيستوجرام. وطبقًا لقواعد الاستراتيجية، فإننا لن نخرج من الصفقة إلا عند حدوث تقاطع عكسي اتجاه صفقتنا على الماكد. وقد حدث هذا التقاطع الصعودي بالفعل. لنفكر الآن في كيفية الاستفادة من هذا التقاطع الجديد!

الصفقة الثانية (شراء)

الآن وقد خرجنا من صفقة البيع الأولى بأرباح جيدة، كان علينا التركيز على طبيعة التقاطع الصعودي الجديد الذي حدث بين خطي مؤشر الماكد. بالتزامن مع هذا التقاطع، نلاحظ أن السعر شكل قاعًا جديدًا، تشكل أساسًا من شمعة هامر (مطرقة) Hammer (من أقوى الشموع اليابانية الانعكاسية). في الوقت ذاته بدأت أعمدة الهيستوجرام تتصاعد أعلى خط المنتصف. وبالتالي أصبح لدينا إشارة شراء مكتملة، تمثلت في التقاطع الصعودي لخطي الماكد، والتي تأكدت بشمعة الهامر الانعكاسية.  لذلك كانت هناك إمكانية لاتخاذ قرار صفقة شراء موثوقة إلى حد كبير.

هنا يمكننا اتخاذ مركز الشراء بمجرد إغلاق شمعة التأكيد (الشمعة التالية لشمعة الهامر)، مع وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع (تحت شمعة الهامر مباشرةً). ومع ذلك، كان يجب الحذر من هذه الصفقة لأنها عكس الاتجاه الرئيسي للسعر.

وبالنظر إلى الرسم البياني نلاحظ أن السعر كان في اتجاه هبوطي واضح (يُشكل قممًا هابطة وقيعانًا هابطة). وبالتالي كان علينا الخروج من الصفقة بناءً على أي إشارة من حركة السعر أو المؤشر. وقد ظهرت إشارة مبدئية تمثلت في تناقص أعمدة الهيستوجرام (أعلى خط المنتصف)، وهو ما كان يُنذر بحدوث تقاطع هبوطي جديد، وانعكاس في الاتجاه. لنفكر الآن في اقتناص صفقة أخرى.

الصفقة الثالثة (بيع)

بعد خروجنا من صفقة الشراء، نلاحظ وجود بعض التذبذب في حركة السعر، وبدا أن السعر يتحرك عرضيًّا لفترة قصيرة. انتهت هذه المرحلة بظهور نموذج ابتلاع هبوطي قوي (من نماذج الشموع اليابانية الانعكاسية). في الوقت نفسه تقريبًا، حدث تقاطع هبوطي بين خطي مؤشر الماكد.

وبناءً على ذلك كانت لدينا إشارة وتأكيد؛ الإشارة هي التقاطع الهبوطي، والتأكيد نموذج الابتلاع الهبوطي. وبالنظر إلى أن السعر كان يتحرك في اتجاه هابط قوي (كما سبق وأشرنا)، فهذا يعني أننا أمام فرصة بيع محتملة وقوية.

سنتخذ مركز البيع مباشرة عقب اكتمال نموذج الابتلاع الهبوطي. وبطبيعة الحال، سنضع أمر إيقاف الخسارة أعلى آخر قمة تشكلت (فوق نموذج الابتلاع). وبما أن صفقتنا تتوافق مع الاتجاه الرئيسي للسعر، فسوف نظل في الصفقة إلى حين حدوث تقاطع صعودي على مؤشر الماكد، أو إشارة انعكاس من حركة السعر.

الصفقة الرابعة (شراء)

قبل حدوث التقاطع الصعودي لخطي مؤشر الماكد، نلاحظ تشكيل السعر لشمعة هامر مقلوبة Inverted Hammer (شمعة انعكاسية قوية). تلتها شمعة صعودية أكدت الانعكاس، وتزامنت مع التقاطع الصعودي بين خطي المؤشر. وبناءً على استراتيجية التداول التي نتبعها، فقد كان لدينا إشارة وتأكيد، من حركة السعر ومن مؤشر الماكد.

أفضل موضع لاتخاذ مركز الشراء كان عند إغلاق شمعة التأكيد (الشمعة التالية لشمعة الهامر المقلوبة). وبالتأكيد سنضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع على الرسم البيانية (أسفل شمعة الهامر المقلوبة). وكما اعتدنا، سنبقى في مركزنا حتى ظهور إشارة انعكاس، سواء من مؤشر الماكد أو من حركة السعر.

مثال للتداول باستخدام استراتيجية الدايفرجنس على مؤشر الماكد

كما سبقت الإشارة، فإن التداول باستخدام الدايفرجنس يعد من أكثر استراتيجيات التداول شيوعًا وفاعلية. ومع ذلك، فإن أحد الجوانب السلبية في استخدام الدايفرجنس تمثل في إمكانية تحرك السعر في الاتجاه الرئيسي السائد لفترة طويلة قبل انعكاسه. وقد يكون من الصعب أحيانًا تحديد نقطة دخول دقيقة بناءً على الدايفرجنس.

ولكن، وبشكل عام، يمكننا الاستفادة من أدوات التحليل الفني الأخرى، كالنماذج السعرية مثلًا أو الشموع اليابانية؛ للمساعدة في تحديد الدخول على الدايفرجنس.

الرسم البياني أدناه يزودنا بمثال حي عن الظروف التي يمكن أن تواجهنا في التداول على دايفرجنس الماكد:

مثال للتداول باستخدام الدايفرجنس على مؤشر الماكد

شكل رقم (14): مثال للتداول باستخدام الدايفرجنس على مؤشر الماكد

الرسم البياني أعلاه لزوج الدولار النيوزيلندي/ الين الياباني NZD/JPY، ويشتمل على فرصتين للتداول باستخدام الدايفرجنس -الإيجابي والسلبي- على مؤشر ماكد.

الصفقة الأولى (شراء بناءً على دايفرجنس صعودي)

يبدأ الشكل (أقصى يسار الرسم البياني) بهبوط حاد للسعر، والذي يشكل سلسلة من القمم الهابطة والقيعان الهابطة، ومع ذلك تتباطأ حركة السعر. لنركز على آخر قاعين شكلهما السعر في الاتجاه الهابط، ومنهما نلاحظ أن القاع الثاني (الأخير) أدنى من القاع السابق له. في المقابل، فإن خطي مؤشر الماكد يُشكلان قاعين أيضًا، ولكن القاع الثاني (الأخير) أعلى من القاع السابق له.

ومن هنا تأكدنا من وجود دايفرجنس صعودي. ومع ذلك، لن ندخل في صفقة شراء إلا بعد العثور على تأكيد إضافي لهذا الدايفرجنس الصعودي. كيف نحصل على هذا التأكيد؟

بالنظر إلى حركة السعر، نجد أنها شكلت نموذج ابتلاع صعوديًّا (من نماذج الشموع اليابانية الموثوقة). بمجرد إغلاق الشمعة الثانية من نموذج الابتلاع الصعودي، يمكننا الدخول في صفقة شراء. ومع ذلك، إذا رغبنا في مزيد من التأكيدات، فسوف نلاحظ حدوث تقاطع صعودي بين خطي مؤشر الماكد. لذلك كانت لدينا فرصة شراء جيدة بناءً على إشارة تداول وتأكيدات من حركة السعر ومؤشر الماكد.

وكما نرى، سندخل صفقة الشراء عند إغلاق الشمعة الابتلاعية، والتي تتزامن تقريبًا من التقاطع الصعودي لخطي المؤشر. وسنضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع. وسنبقى في مركز الشراء حتى ظهور إشارة انعكاس من مؤشر الماكد أو من حركة السعر.

الملاحظة الجديرة بالاهتمام هنا هي أن خطي الماكد كانا على وشك التقاطع بعد موجة صعود قوية. ومع ذلك، فمن المفترض أن نبقى في مركزنا إلى حين حدوث تقاطع فعلي واضح، خاصة بالنظر إلى تحول الاتجاه الرئيسي للسعر إلى صاعد، وصعود خطي المؤشر أعلى خط المنتصف. وكما نرى، استمر السعر في الاندفاع صعودًا لفترة طويلة، وحققت الصفقة أرباحًا هائلة.

الصفقة الثانية (بيع بناءً على دايفرجنس هبوطي)

بعد مرحلة من الصعود القوي، نجد أن السعر بدأ يتحرك بشكل عرضي بلا اتجاه واضح لفترة من الوقت. وبعد تشكيل قمة رئيسية، دخل السعر في نطاق تداول عرضي ليُشكل قمة ثانية، ثم قمة ثالثة (إلى جانب القمة الأولى).

وبالمثل يشكل قاعين أسفل النطاق المحدد. هذا النطاق (المستطيل) يُشير إلى احتمالية حدوث حركة سعرية قوية، سواءً في الاتجاه الهابط أم الاتجاه الصاعد. (لاحظ أن حركة السعر شكلت نموذج قمة ثلاثية داخل النطاق، وبالتالي يكون احتمال كسر النطاق إلى أسفل هو الأقوى). ومع ذلك، فالأمر يتوقف على اتجاه اختراق السعر للنطاق، بحيث:

  • إذا اخترق السعر النطاق إلى أعلى، يمكننا اتخاذ مركز شراء.
  • والعكس، إذا اخترق السعر النطاق إلى أسفل، يمكننا اتخاذ مركز بيع.

ولكننا، رغم ذلك، لن ندخل في أي صفقة إلا بعد الحصول على تأكيدات إضافية. لاحظ القمة الأولى والقمة الأخيرة لحركة السعر داخل النطاق، ستجد أنهما متساويتان تقريبًا. بينما نجد أن القمة الأخيرة (الثالثة) أدنى كثيرًا من القمة الأولى على مؤشر الماكد. بالفعل، لدينا دايفرجنس هبوطي واضح يؤكد أن الزخم الهبوطي قوي بما يكفي لدفع السعر إلى هبوط حاد. الآن علينا انتظار الإشارة!

إشارة البيع تأتي من اختراق السعر لنطاق التداول إلى أسفل والإغلاق تحته بشكل واضح. وتزامن ذلك بالضبط مع التقاطع الهبوطي لخطي مؤشر الماكد، اللذين كانا على وشك عبور خط المنتصف إلى أسفل. في الوقت الذي تتصاعد فيه أعمدة الهيستوجرام أسفل خط الصفر.

عند هذه النقطة يمكننا اتخاذ مركز بيع موثوق ومبني على إشارات ودلائل واضحة. نقطة الدخول ستكون بعد كسر النطاق إلى أسفل والإغلاق تحته بشمعة واحدة على الأقل (كما هو محدد عند صفقة البيع). ويوضع أمر إيقاف الخسارة أعلى النطاق السعري. وفي هذه الصفقة، كان يجب علينا البقاء إلى حين حدوث تقاطع صعودي لخطي الماكد أو ظهور إشارة انعكاس أخرى من حركة السعر (كما هو مبين).

تعليق ختامي

يُعد مؤشر الماكد من أفضل المؤشرات الفنية التي تساعد المتداولين؛ كونه سهل الاستخدام ويؤدي وظائف متعددة. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في استخدامه بشكل صحيح، فيجب التعرف على طبيعته ومكوناته وكيفية عمله. والأكثر أهمية من ذلك التعرف على أنواع جميع إشارات التداول الناتجة عنه. وأخيرًا، كيفية دمجه في أدوات وأساليب التحليل الفني الأخرى، على غرار تحليل حركة السعر، والشموع اليابانية، وخطوط الاتجاه، ومستويات الدعم والمقاومة، وغير ذلك من أدوات التحليل الفني.

كذلك، يجب أن نتوخى الحذر دائمًا من تقلبات حركة السعر عند التداول باستخدام إشارات التداول الناتجة عن هذا المؤشر أو أي مؤشر فني آخر. وكذلك التحقق جيدًا من وقت الدخول وموضع أمر إيقاف الخسارة. وبهذه الطريقة يمكننا تحقيق نتائج أفضل، والاستفادة من كل المميزات التي يشتمل عليها مؤشر الماكد.

الخلاصة

  • مؤشر الماكد MACD، هو أحد أفضل المؤشرات الفنية شهرةً واستخدامًا من قبل المتداولين في أسواق المال كافةً.
  • مصطلح الماكد MACD: هو اختصار لمصطلح Moving Average Convergence Divergence، أي تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة.
  • يتم حساب مؤشر ماكد باستخدام المتوسطات المتحركة، مما يجعله مؤشرًا متأخرًا.
  • مؤشر الماكد هو أداة تستخدم للتحليل الفني، وتجمع بين جودة التصميم وسهولة الاستخدام وتعدد الوظائف.
  • يساعد المؤشر في تحديد الاتجاه الرئيسي للسعر، وفي اكتشاف نقاط الانعكاس المحتملة، وتحديد مناطق التشبعات الشرائية والبيعية، وقياس الزخم.
  • الهيكل الفني لمؤشر الماكد: يشتمل المؤشر على ثلاثة مكونات أو عناصر رئيسية، هي:
    • خط الماكد: يتم حسابه بأخذ الفرق بين 12 و26 فترة من المتوسطات المتحركة الأسية.
    • خط الإشارة: وهو متوسط متحرك أسي لمدة 9 فترات، بناءً على سعر الإغلاق.
    • أعمدة الهيستوجرام: مدرج تكراري يمثل الفرق بين خط الماكد وخط الإشارة.
  • يولد مؤشر الماكد ست من إشارات التداول الرئيسية (الصعودية والهبوطية)، وهي:
    1. تقاطع الماكد الصعودي (إشارة شراء).
    2. تقاطع الماكد الهبوطي (إشارة بيع).
    3. الدايفرجنس الصعودي (إشارة شراء).
    4. الدايفرجنس الهبوطي (إشارة بيع).
    5. التشبع البيعي (إشارة شراء).
    6. التشبع الشرائي (إشارة بيع).
  • يوفر الماكد عددًا لا يحصى من إشارات التداول، مما يجعله منظومة فنية متناغمة ومكتملة الأركان. ومع ذلك، فإن نتائجه ستكون أفضل عندما يتم دمج إشاراته في تحليل حركة السعر.
  • القواعد الأساسية للتداول باستخدام مؤشر الماكد:
    • اتخاذ مراكز شراء عند ظهور إشارة صعودية من مؤشر الماكد.
    • اتخاذ مراكز بيع عند ظهور إشارة هبوطية من الماكد.
    • إذا اتخذت مركز شراء، يجب أن تضع أمر إيقاف الخسارة أسفل آخر قاع.
    • إذا اتخذت مركز بيع، يجب أن تضع أمر إيقاف الخسارة أعلى آخر قمة.
    • الاحتفاظ بالمركز مفتوحًا لحين ظهور إشارة معاكسة لاتجاهك، سواءً من حركة السعر أو من مؤشر الماكد.
  • أفضل أدوات التحليل الفني المساعدة عند التداول باستخدام مؤشر الماكد:
    • حركة السعر.
    • الشموع اليابانية.
    • خطوط الاتجاه.
    • مستويات الدعم والمقاومة.
    • النماذج الفنية.

للمزيد من المقالات الاقتصادية ذات الصلة، يرجى متابعة موقع بورصات