التجارة الإلكترونية
التجارة الإلكترونية نظام يتيح من خلال الإنترنت القيام ببيع وشراء السلع والخدمات وكذلك ايضاً المعلومات، كما يمكن تشبيهها بسوق إلكتروني يتواصل فيه البائعون سواء موردون أو محلات أو شركات مع الوسطاء والمشترون، ويتم تقديم فيه منتجات وخدمات ودفع الثمن بالبطاقات البنكية أو مباشرة عند الاستلام للمنتجات.
ولو تحدثنا عن أهم الطرق في العالم التي تجعلك تقوم بعمل ثروة جيدة فالتجارة هي التي سوف تكسب، فلا شك أن التجارة هي من أقدم المجالات منذ العصور القديمة، حيث ان الكثير من دول العالم عندما يكون هناك توفر لموارد معينة ونقصان في موارد أخرى تلجأ للتجارة، حيث أن هذا يؤدي إلى تخلي الدول عن بعض من مواردها الزائدة والقيام ببيعها لدول أخرى عندها نقص في تلك الموارد، وشيء طبيعي أن هذا الأمر حفز وشجع التجارة في مختلف العصور ونجد أنه عند دخول الإنترنت التجارة اكتسحت الأسواق.
تاريخ التجارة الإلكترونية
لابد ان نعلم ان تطبيقات التجارة عبر الإنترنت كانت قد بدأت في أوائل السبعينات بالقرن الماضي، حيث أن أكثرها شهرة هو تطبيق التحويلات الإلكترونية الخاصة بالأموال، لكن مدى هذا التطبيق لم يتخطى المؤسسات التجارية العملاقة وبعض الشركات الصغيرة، وقد جاء بعدها عمليات التبادل الإلكتروني للبيانات فقد وسع التطبيق الخاص بالتجارة عبر الشبكات من مجرد معاملات مالية لمعاملات أخرى، كما تسبب بازدياد الشركات المساهمة بهذه التقنية وذلك من مؤسسات مالية لمصانع وبائعين تجزئة وكذلك مؤسسات خدمية.
ومع مرور الوقت ظهرت بشكل تدريجي الكثير من التطبيقات الأخرى مثل بيع وشراء الأسهم، و القيام بشراء تذاكر السفر من خلال الإنترنت وعلى بعض الشبكات الخاصة، كما انه مثل هذه الأنظمة كانت تسمى بتطبيقات الاتصالات السلكية واللاسلكية، كما أن قيمتها الاستراتيجية كانت ظاهرة ومعلومة للجميع.
كما انه ومع جعل الإنترنت مادة ربحية ومالية قوية في التسعينات من القرن الماضي و انتشارها ونموها عند الملايين من البشر، نجد أن مصطلح التجارة الإلكترونية كان قد خرج للنور، ومن ثم فقد تم التطوير للتطبيقات الخاصة بالتجارة بصورة كبيرة جداً كما أدى ذلك لنمو مفهوم التأمين بشكل كبير لدى الشركات والتجار من أجل عدم تعريض ثرواتهم للخطر.
كما أن أحد الأسباب التي أدت للنمو الكبير بعدد تطبيقات التجارة عبر الشبكة العنكبوتية هو التطوير للبرمجيات والبروتوكولات والشبكات، كما أن هناك سبب آخر لتلك الزيادة وهو نتيجة للازدياد لحدة المنافسة ما بين الشركات، فمنذ التسعينات من القرن الماضي فقد شاهدنا الكثير من التطبيقات المبدعة، حيث أنها تتمثل في الإعلانات على الإنترنت وقد أنشئت العديد من الشركات مواقع خاصة بها على الشبكة العنكبوتية.
طبيعة التجارة الإلكترونية
تعتبر التجارة عبر الشبكة المعلوماتية هي علم جديد حيث أنها لا تزال تطور المبادئ العلمية والنظرية الخاصة بها، لذلك نجد أن التجارة عبر شبكات الويب تعتمد على الكثير من العلوم المختلفة ومنها:
علوم الكمبيوتر
فإنه يتوجب أحياناً التمكن من لغات البرمجة وكذلك الشبكات، وذلك من أجل تطوير واستخدام بعض المواقع وإنشاء أسواق إلكترونية.
التسويق والتجارة الإلكترونية
حيث أننا نجد أن الكثير من الأمور والتي لها علاقة بالتسويق في العالم الطبيعي، كما نلاحظ وجود علاقة مترابطة في عالم الإنترنت بالتجارة مثل الحملات الإعلانية المختلفة ونجد أن علم الاقتصاد مهتم بدراسة تلك التجارة بصورة كبيرة
سلوك ونفسية المستهلك
إن سلوك المستهلك ما هو إلا المفتاح للنجاح بتجارة الشركة، فنجد أن نفسية المشتري له كذلك أهمية كبرى فلابد من معرفة مايدور في أذهان العملاء والأوقات المناسبة لتقديم العروض والتخفيضات.
علم الاقتصاد
حيث أن التجارة الإلكترونية تتأثر بالقوى الاقتصادية، كما أن لها تأثير قوي جداً على اقتصاديات العالم وكذلك مختلف الدول ومع تطور علم الاقتصاد فقد أدى ذلك للدراسة لتلك التجارة بصورة دقيقة
علم الموارد المالية
البنوك والأسواق المالية من أهم مستخدمي التجارة عبر الإنترنت، كذلك نجد أن الاتفاقات المالية تأخذ حيز كبير جداً في عالم الإنترنت.
إدارة أنظمة المعلومات والتجارة الإلكترونية
حيث أن قسم أنظمة المعلومات يعتبر هو المسؤول عن إدارة واستعمال التجارة عبر شبكة الإنترنت، فإن هذا العلم يغطي الكثير من الأمور كأنظمة الأمن والتخطيط والتنفيذ.
التدقيق الرسمي والمحاسبة للحسابات التجارية
نجد أن العمليات التي تجري خلف المكاتب للمعاملات الإلكترونية لاتختلف كثيراً عن أي معاملات اعتيادية، ونجد أن التدقيق بالحسابات التجارية للمعاملات الإلكترونية تعتبر عمليات صعبة.
الإدارة والتجارة الإلكترونية
حيث نجد أن تلك التجارة يجب أن تدار بصورة جيدة، وبسبب التداخل للكثير من العلوم بهذا العلم فإن المدير قد يضطر لتطوير واكتشاف نظريات جديدة بعلم الإدارة.
القوانين التجارية والأخلاق
نجد أن الأمور الأخلاقية والقانونية مهمة جداً بالتجارة عبر الشبكة وخصوصاً بالأسواق العالمية، فنجد أن من الأمور الهامة هي كيفية تسيير الإنترنت وكذلك التعامل مع عمليات القرصنة.
العلوم الأخرى
هناك الكثير من العلوم التي لها ارتباط وثيق بالتجارة عبر الشبكة العنكبوتية، كعلم اللغويات والأنظمة الحساسة والروبوتات وكذلك الإحصاء والسياسة العامة وكذلك الارتباط الوثيق بعلوم الاتصالات والهندسة.
فوائد التجارة الإلكترونية
عندما نتحدث عن تلك التجارة عبر الشبكات العنكبوتية الضخمة المنتشرة في عصرنا الحالي فلابد لنا ان نذكر العديد من المزايا وسوف نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر مايلي:
فوائد التجارة من خلال الإنترنت للشركات والمؤسسات
- توسع التجارة عبر الشبكات نطاق السوق لنطاق عالمي ودولي، فإنه مع القليل من التكاليف فإنه بوسع أي شركة إيجاد مستهلكين أكثر وكذلك مزودين أفضل مع شركاء بأكثر ملائمة وبصورة سريعة وسهلة، حيث اننا نجد في بعض الشركات أنها تقدم عروض وأنها في حاجة لمصنع يقوم بعمل أنظمة أو تصميمات.
- كما أن التجارة عبر الشبكات تخفض من تكاليف الإنشاء والمعالجة والتوزيع وحفظ واسترجاع المعلومات الورقية، مع القدرة على إنشاء تجارات متخصصة في مجالات معينة، وتسمح ايضاً بتخفيض المخزونات عبر استعمال عمليات سحب بنظام إدارة سلسلة التزويد، حيث انه في نظام السحب فإن العملية تبدأ بالحصول على طلب تجاري من جانب المستهلك ومع تزويد المستهلكين بطلباتهم عبر التصنيع الوقتي المناسب، حيث إن عمليات السحب تسمح بتصنيع المنتجات والخدمات وفقاً للمتطلبات الخاصة بالمشتري، حيث أن ذلك الأمر يعطي الشركة أفضلية تجارية على منافسيها ونجد أن أكبر أمثلة على ذلك شركة أيفون الخاصة بصناعة الهواتف الذكية.
- كما أن التجارة الإلكترونية لها القدرة الكاملة على تخفيض الفترة الزمنية ما بين دفع الأموال مع الحصول على الخدمات والمنتجات، ومن الفوائد القوية للتجارة الإلكترونية إعادة هندسة العمليات التجارية، حيث أنه من خلال هذا التغيير فإن الإنتاجية للباعة والموظفين والإداريين تقفز لأكثر من 100 بالمائة.
- ايضاً فإن لتلك التجارة قدرة هائلة على التخفيض لتكاليف الاتصالات اللاسلكية والسلكية، حيث أن الإنترنت يعتبر وسيلة اتصال رخيصة جداً بالمقارنة بوسائل الاتصالات الأخرى، مع الفوائد الأخرى التي نجدها ايضاً من تحسين صورة الشركة والتحسين لخدمة الزبائن، مع إيجاد الشركاء التجاريين الجدد والتسهيل للعمليات والتقليل للفترة الزمنية الخاصة بإرسال المنتجات، وكذلك رفع الإنتاجية والتخلص من الأوراق وتخفيض تكاليف المواصلات مع زيادة المرونة بالتعامل.
- أرباح أكبر وتسويق أكثر فعالية حيث أن اعتماد الشركات على التسويق عبر شبكات الإنترنت، يسمح لها عرض المنتجات الخاصة بها وخدماتها وذلك في جميع أنحاء العالم وذلك لو رغبت ان تسوق سلعتها عالمياً وتوفرت لها الإمكانيات لذلك، وهو الأمر الذي يوفر لهذه الشركات فرص أكبر من أجل جني الأرباح بالإضافة لوصولها للكثير من العملاء بشكل قوي.
- التخفيض لمصاريف الشركات حيث تعتبر عملية الإعداد والصيانة لمواقع التجارة على شبكات الويب أكثر توفيراً، من بناء أسواق للتجزئة أو الصيانة للمكاتب، كما أن الشركات لا تحتاج للإنفاق الكبير على أمور ترويجية أو تركيبها لتجهيزات مرتفعة الثمن تستخدم بخدمة الزبائن، كما لا يوجد هناك حاجة في الشركة لاستخدام أعداد كبيرة من الموظفين من أجل القيام بعمليات الجرد وكذلك الأعمال الإدارية، حيث توجد قاعدة بيانات على شبكة الإنترنت تحتفظ بالتاريخ لعمليات البيع بالشركة وكذلك أسماء العملاء.
- التواصل الجيد والفعال مع العملاء والشركات حيث أنه لا شك أن التجارة عبر شبكة الإنترنت تطوي المسافات مابين الدول كما تعبر الحدود بشكل فعال الأمر الذي يوفر طريقة جيدة وفعالة جداً في تبادل المعلومات ما بين الشركاء، كما توفر كذلك فرصة ممتازة للشركات الصغيرة من أجل الاستفادة من البضائع وايضاً الخدمات المقدمة من الشركات الأخرى العملاقة في العديد من المجالات المختلفة.
فوائد التجارة الإلكترونية للمستهلكين
- تعطي تلك التجارة الخيار للمستهلك في أن يتسوق أو أن ينهي تعاملاته اليومية في أي وقت، وكذلك له اختيار أي يوم في خلال العام لتنفيذ تلك التعاملات وفي أي مكان على مستوى العالم، كذلك فإنها توفر الكثير من الخيارات للمستهلك وذلك بسبب القابلية للوصول لمنتجات وشركات لم تكون متوفرة بالقرب من المستهلكين.
- كما أنه وفي ظل زيادة التضخم الاقتصادي في جميع دول العالم فإن التجارة الإلكترونية تكون من أرخص الأماكن للتسوق لأنه في كثير من المعلومات تكون المنتجات المعروضة أقل في السعر من الأسواق التقليدية، حيث أن المشتري يكون بإمكانه أن يتسوق في كثير من مواقع الإنترنت، مع مقارنة بضائع كل شركة مع الأخرى بسهولة تامة ومع ذلك في آخر الأمر يستطيع ان يحصل على أفضل الأسعار، ولكن سوف يكون الأمر صعب جداً لو تطلب زيارة كل موقع جغرافي على حده، حيث يستلزم منه ذلك الانتقال من مكان لآخر بوسيلة مواصلات سواء خاصة أو عامة وفي كلا الأمرين سوف تكون تكلفة التنقل مكلفة.
- كما أن من مميزات تلك التجارة أن يكون في استطاعة الزبائن الحصول على المعلومات اللازمة في خلل ثواني أو دقائق، ولكن قد يتطلب الأمر الكثير من الوقت أيام وربما أسابيع وذلك من أجل الحصول على الرد الوافي، لو قمت بطلب معلومات من أحد المواقع الملموسة.
- كذلك فإن تلك التجارة تسمح بالاشتراك بالمزادات الافتراضية، مع السماح للزبائن بتبادل الآراء والخبرات بخصوص الخدمات والمنتجات من خلال مجتمعات إلكترونية عبر الإنترنت كالمنتديات مثلاً، وايضاً من مميزاتها ايضاً أنها تشجع المنافسة بشكل قوي الأمر الذي يعني أنه سوف يكون هناك تخفيض كبير في الأسعار.
فوائد التجارة الإلكترونية للمجتمع
- باعتبار أن التجارة عبر شبكات المعلومات تسمح للفرد أن يعمل في منزله وتقلل الوقت المتاح للتسوق، وهو ما يعني الازدحام المروري الأقل في الشوارع حيث أن ذلك الأمر يخوض لتخفيض نسب تلوث الهواء، كذلك فإنها تسمح لبعض من البضائع بأن تباع بأسعار رخيصة جداً، وبالتالي يستطيع الأفراد والذين دخلهم المادي ليس كبير شراء هذه البضائع، الأمر الذي يعني ارتفاع مستوى المعيشة للمجتمع كله.
- كما تسمح التجارة الإلكترونية للناس الذين يعيشون في دول العالم الثالث أن يمتلكوا بضائع ومنتجات لا تكون متوفرة في بلدانهم الأصلية، كما يستطيعون الحصول على شهادات جامعية من خلال الإنترنت.
- تيسر كذلك تلك التجارة من توزيع الخدمات العامة، مثل التعليم والصحة وخدمات اجتماعية بأسعار منخفضة وبأسعار قليلة وعبر كفاءات أعلى.
تحديات التجارة الإلكترونية
هناك الكثير من التحديات التي تواجهها تلك التجارة ومنها:
التحديات التقنية للتجارة الإلكترونية
حيث أننا نجد أن هناك نقص في الآمان والاعتمادية والمعايير والبروتوكولات، كما أنه ليس هناك حيز حجمي كافي للاتصالات السلكية وكذلك اللاسلكية كما أن أدوات تطوير البرمجيات لاتزال في تغير باستمرارية وبشكل سريع، ونجد أيضاً أن هناك صعوبة في عملية وصول الإنترنت والبرمجيات للتجارة الإلكترونية، مع بعض من التطبيقات وقواعد البيانات المسخدمة في الوقت الراهن.
وقد يحتاج المزودين لمزودات خاصة بالويب ولبنية تحتية أخرى إضافة لمزودات الشبكات، كما أن بعض من برمجيات التجارة الإلكترونية قد لاتتناسب تقنياً وبرمجياً مع بعض من أنظمة التشغيل، أو مع بعض المكونات الخاصة بالمنتجات.
تحديات غير تقنية
هناك بعض التحديات الغير تقنية للتجارة الإلكترونية ومنها:
التجارة الإلكترونية والتسويق والتكلفة
إن تكلفة تطوير التجارة من خلال الإنترنت بواسطة الشركة بنفسها قد تكون مرتفعة جداً، كما أن الأخطاء الناتجة عن قلة الخبرة قد تسبب تعطل في العمل، ومن الأفضل منح شركات تقنية متخصصة بالقيام بهذه المهام، كما أنه ليس من السهل معرفة أي شركة تعتبر هي المناسبة.
الخصوصية والأمن
حيث أن هذه الأمور هامة جداً بعالم الشركة للمستهلك وبالأخص في مجال الأمن والأمان، حيث يظن الكثير من الناس بأنها منيعة بشكل تام، كما نجد أن هناك كثير من الأفراد قد يحجموا عن المشاركة بالتجارة عبر شبكات الويب وذلك بدواعي التخوف من الكشف عن خصوصياتهم.
التجارة الإلكترونية وانعدام الثقة
بعض من العملاء قد لا يكون لديهم ثقة تامة بالباعة المجهولين والذين لايرونهم ولا يثقون بالمعاملات الغير ورقية، وهناك مجموعة من الناس قد لايرغبون في التعاملات الإلكترونية، وذلك بسبب عدم ثقتهم بجودة المنتجات المعروضة وأنها قد لا تتطابق مع ما يرغبون في امتلاكه.
العوامل الأخرى
حيث أن الكثير من النواحي القانونية لم يتم حسمها بعد بالتجارة الإلكترونية وخصوصاً في أمور تتعلق بالقرصنة، وتعتبر تلك التجارة في حاجة للكثير من التطور، والكثير من الناس يرغبون في أن يروا شيء ثابت من أجل الاستثمار فيه.
كما أن انعدام الملمس للمنتجات يعتبر من العيوب لهذه التجارة، حيث أن بعض العملاء قد يرغبون بمعاينة المنتجات قبل قيامهم بالشراء.
البنية التحتية للتجارة الإلكترونية
لابد أن نعلم أن غالبية مواقع التجارة الإلكترونية تقوم على نفس البنية التحتية الشبكية والبروتوكولات الخاصة بالاتصال والمعايير للويب وكذلك أنظمة الأمن، وبالرغم من أن الأمور المتشابهة فيما بين مواقع التجارة عبر شبكات الإنترنت أكثر من الأمور المختلفة، لكن أحياناً الكثير من المواقع تحتاج لمزودات وكذلك أجزاء خاصة، وخصوصاً بالمواقع التي قد تشهد عدد مرتفع من الزيارات والتي تحتاج لطرق خاصة بالبيع والشراء.
حينما ننظر للبنية التحتية للموقع يجب علينا فهم أن التقنية لاتعتبر وحدها هي المعيار حيث أن غالبية المواقع تقوم باستخدام نفس التقنية، ولكن الأمر الذي يفرق بين موقع لآخر هو كيفية استعمال التقنيات وكذلك درجة الاهتمام بالنواحي التجارية للموقع.
ولو أننا رجعنا بالذاكرة لسنوات قليلة نجد أن الشركات كانت تعاني بشدة وذلك من أجل إيصال المعلومات الموجودة أون لاين، وكذلك إرسال الاستمارات حتى لموظفيها وبالأخص في الأماكن الجغرافية البعيدة التي لا يسكنها كثير من الناس، ولكن في الوقت الحالي فإن الشركة بإمكانها إرسال أية معلومات لأي عميل أو موظف وكذلك الشركاء التجاريين، وايضاً جميع الناس في أي مكان متواجدين فيه وبأي وقت ويرجع السبب في ذلك التطور لشبكات الويب، ولكن علينا أن نعلم أنه لولا الله سبحانه وتعالى ولولا الجهد المبذول من المختصين لأكثر من ثلاثين عام، وذلك بهدف تطوير واستثمار البنية التحتية للشبكات العالمية الإنترنت لما كان في استطاعتنا اليوم ان نحصل على هذه الخدمة.
الكثير من الناس يستعملون شبكات الإنترنت بشكل يومي، في حين أن القليل من يستطيع فهم كيفية عملها؟
فنجد أنه من الناحية المادية الإنترنت عبارة عن شبكة تتكون من الآلاف من الشبكات المترابطة مع بعضها البعض، حيث أنه من ضمن الشبكات المتصلة مع بعضها نجد الأعمدة الفقرية المتصلة مع بعضها مع تواجد امتداد عالمي خاص بها، ومع توافر عدد جيد من الشبكات الجزئية الخاصة بالدخول والتوزيع، وكذلك الآلاف من الشبكات المؤسسية والخاصة والتي تصل ما بين الشركات والمنظمات المختلفة، حيث أنها تحتوي على الكثير من المعلومات.
لذلك نجد أنه عندما تقوم بطلب بيانات أو معلومات عبر حاسبك الآلي فإن الطلب في غالبية الأوقات سوف يمر عبر شبكة مزودي الخدمة الإنترنتية، وبعد ذلك يمر على عمود فقري واحد أو أكثر ثم المرور على شبكة أخرى من مزودي خدمة الإنترنت، وفي الآخر وصولاً للحاسوب الآلي والذي يملك المعلومات التي طلبتها.
الجدير بالذكر أنه من أكثر الأمور المثيرة للاهتمام بعالم الإنترنت هو عدم وجود جهة معينة تتحكم فيها، ويعتبر هذا هو السبب الجوهري الذي منع الشركات في البداية من الاستثمار في الإنترنت لأغراض تجارية، لذلك نجد أن الإنترنت ليس مثل النظام العالمي الخاص بالهواتف والتي يتم تنظيمها مع إصدار القوانين لها من جانب الدول والحكومات.
حلول التجارة الإلكترونية
تجار الويب يكون لديهم العديد من الخيارات وذلك عند إنشاء وإدارة الواجه الإلكترونية، حيث أن السؤال الهام الذي يواجه تاجر الويب كيفية تحديد المسؤول عن إدارة وإنشاء الواجهة الأمامية الخاصة بالمحل، حيث يسأل نفسه هل يقوم بالتقديم على صفقة مع شركة اخرى تتوالى تلك العملية؟ أم يقوم بنفسة بإنشاء الواجهة الإلكترونية وسوف يكون الخيار معتمد على العديد من الأمور:
- الخبرات السابقة للشركة الخاصة بإدارة التجارة الإلكترونية وإدارة الويب
- قياس حجم الشركة ومعرفة قوتها في السوق هل هي شركة ناشئة أم أنها كيان عملاق؟
- معرفة القدرات التقنية للموظفين بالشركة، حيث أن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والتي تقوم بتوظيف عدد قليل من التقنيين مع امتلاك ميزانية ضعيفة فإنه من الأفضل لها تقديم صفقة مع شركة أخرى صغيرة، وذلك من أجل إنشاء وإدارة الواجهة والأعمال الإلكترونية الخاصة بالمحل.
- كما أن الإقدام على صفقات مع شركات أخرى يعتبر هو الاختيار الأفضل للشركات الكبيرة، والتي تريد اختبار نظام التجارة عبر شبكات الإنترنت ولكن دون التضحية بالكثير من رأس المال مع حماية الشبكات الداخلية الخاصة بها.
كيف تقوم بالشراء عبر الإنترنت في التجارة الإلكترونية؟
استعمال بطاقات الدفع الائتمانية عبر الإنترنت يثير مشاكل كبيرة، وذلك لأنه على عكس الدفع العادي والذي يتم بطريقة مباشرة فيما بين البائعين والمشترين عبر دقائق، حيث نجد أن استعمال هذه البطاقات في ساحة الإنترنت والذي يعتبر فضاء مفتوح قد يترتب عليه أمور ليس بجيدة، لأن من سوف يقوم بالدفع ببطاقته يتعامل مع مئات الآلاف ممن يحاولون اصطياد البيانات الخاصة بتلك البطاقة من أجل استعمالها بمشترياتهم.
وكذلك فإن انعدام التوقيع على النماذج الورقية الخاصة ببطاقة الدفع يثير مشاكل أخرى، حيث أن التعامل عبر الإنترنت بالبطاقات لايعطي فكرة لحظية عن هوية مستخدمها في حالة لو سرقت او تم أخذ بياناتها من باسورد وغيرها، حيث نجد أن شخصاً موجود في دولة أوروبية مثلاً يستطيع سرقة بيانات شخص آخر في قارة أخرى عندما يقوم هذا الأخير بالشراء من موقع إلكتروني ولا يتبع خطوات الأمان المطلوبة، لذلك فإنه من الجيد أن لا يقوم الشخص بالإفصاح عن أي بيانات خاصة ببطاقاته لأنه قد ينتحل المجرمون شخصيات غير حقيقية، كأن يقولوا أنهم موظفين في البنك ويطلبون معلومات من العميل حيث قد يحتالون على العملاء بتلك الطرق الملتوية.
نجد أن الشراء عبر الإنترنت في التجارة الإلكترونية أصبح عملية متسارعة جداً، يرجع ذلك لكونه طريقة سهلة لشراء كل شيء في أي وقت وبأي مكان على مستوى العالم بدون ترك منزلك، حيث أن كل ما تحتاجه هو الاتصال بشبكة المعلومات مع بطاقة ائتمانية تكون سارية المفعول.
لو لم يسبق لك أن قمت بالشراء عبر شبكات الإنترنت فعليك اتباع النصائح التالية عندما تتسوق عبر الشبكة:
- التجول قبل الشراء حيث أن الإنترنت يعتبر هو أروع سوق عالمية يمكنك فيها المقارنة للأسعار بدل من الخروج للشارع والقيام بعمليات بحث في المتاجر والمولات، فإنك بإمكانك شراء جميع الأشياء بدون ترك منزلك، لذلك من الأفضل التجول بين المواقع المختلفة والتي تتضمن السلع التي تود شراءها وأن تحصل على كل ماتريد، مع مقارنة الأسعار والمواصفات الخاصة بجميع السلع.
- عندما تقوم بالشراء يجب عليك أن تشتري من مواقع تتمتع بسمعة جيدة مع القراءة بدقة لشروط البيع وبالاخص شروط الاسترجاع وكذلك التوصيل، حيث أن بعض المواقع قد تجد بها خانة مخصصة بالأسئلة التي قد يتكرر استعمالها، والتي من المفترض عليك أن تراجعها لو كان لديك أي تساؤل أو مشكلة معينة.
- من المفترض عليك أن تستعمل مواقع مؤمنة والتي تحافظ على البيانات الخاصة بأرقام بطاقتك الائتمانية التي تستعملها بالشراء، وسوف تكون قادر على تحديد ما لو كان الموقع الذي تريد الشراء منه مؤمن أم لا حينما ترى علامة قفل معدني صغير يظهر أمامك في أعلى أو أسفل الشاشة، كما يبدأ الموقع المؤمن بحروف https بدل من أحرف http حيث أن حرب ال s يشير أنه موقع مؤمن (secure)، وفي العادة شكل القفل المعدني يكون بجوار عنوان الموقع، كما يعني أن المعلومات وكذلك بيانات وأرقام البطاقة قد تم إخفاءها قبل أن ترسل من خلال الإنترنت لموقع الشركة، كما لا يمكن لأحد أن يطلع عليها أو يقوم بسرقة معلومات منها.
- قبل إرسال معلوماتك للموقع الذي سوف تشتري منه تأكد بشكل تام من صحة البيانات، وكذلك المبلغ بقيمة المشتريات وكذلك التفاصيل الخاصة ببطاقتك الائتمانية.
- يجب عليك أن تحتفظ بنسخة من أمر الشراء وذلك في كل مرة تشتري بها خلال الشبكة وطباعته وحفظه في الهارد، حيث أن ذلك الأمر ضروري حينما يكون لديك تساؤلات عن البضاعة المشتراة أو عندما ترغب في استبدالها، مع العلم بأن الكثير من الشركات سوف تقوم كذلك بإرسال بريد إلكتروني لك، ويؤكدون من خلاله على عملية الشراء لذلك قم بطاعة تلك الرسالة الإلكترونية مع الاحتفاظ بها.
- يجب عليك أن تقوم بشكل دوري أو شهري بمراجعة الكشف الخاص ببطاقات الائتمان لعمليات الشراء والتي تتم من خلال الإنترنت، حيث لابد أن يكون واضح لك أسماء الشركات التي قمت بالشراء منها لأنه في بعض الأحيان يختلف عن اسم موقعها على الإنترنت.
- من الأفضل لك أن تستعمل بطاقة ائتمانية واحدة للشراء من خلال الإنترنت وأن تقوم بتخصيصها لهذا الغرض، لكي يسهل عليك اكتشاف أي محاولة من اللصوص بالوصول لبيانات أو أخذ معلومات منها، مع الحرص أن يكون الرصيد قليل بها ومتماشي فقط مع قيمة مشترياتك الشهرية عبر الإنترنت.
كيفية بناء مواقع التجارة الناجحة؟
شبكة الإنترنت تضم الملايين من المواقع التجارية وهو ما يجعل عملية تأسيس موقع تجاري إلكتروني هو عمل فيه صعوبة، وقد يحتاج للكثير من العناية والدراسة والتخطيط المفصل، وذلك لأن إطلاق الموقع التجاري الرقمي في هذا المحيط الضخم جداً من المواقع يختلف بشكل تام عن افتتاح متجر بسوق تقليدية، لذلك نجد أن خبراء التسويق والأعمال على الإنترنت كانوا قد وضعوا خطوات خاصة ببناء موقع عمل مربح وناجح وسوف نوضح تلك الخطوات على النحو التالي:
- الخطوة الأولى تتلخص في التخطيط بشكل جيد للأعمال على الإنترنت وذلك من خلال تحديد أهداف الموقع والمطلوب منه بشكل دقيق، وذلك بما يعكس المعلومات التي يجب إيضاحها للعملاء، من أجل ضمان تطوير كفاءة العمليات مع تحصيل العوائد.
- أما بالنسبة للخطوة الثانية فقد جاءت عبر تحديد سقف أولى معين لعدد العملاء المتوقع دخولهم للموقع، وذلك مع رصد مناطق جغرافية معينة يكون لدى الشركة معلومات عن احتياجاتها وثقافتها، حيث أن ما يمكن أن يتم تسويقه في الولايات المتحدة الأمريكية يختلف عن الذي يمكن أن يسوق في دول أخرى كالصين والهند، كما يجب الانتباه إلى أن العمليات الدولية التجارية قد تحتاج لإعداد تسهيلات وآليات خاصة بخدمة الزبائن والذين هم من جنسيات مختلفة، مع وضع أسس معينة للتفاهم معهم وحل المشكلات، لذلك نجد أن المعلومات التي سوف يتم جمعها عن العميل من المفترض أن تخدم بشكل تلقائي عمليات تجارية خاصة بالبيوع، كما أنه من الجيد وضع أكثر من لغة وذلك على الموقع مع التحري بدقة عن التفاصيل الجمركية والضريبة عندما يتم إرسال السلع للزبائن، مع الأخذ في الاعتبار كيفية التعامل مع العملات المحلية المختلفة، وكذلك معدلات الصرف ودراسة أساليب البنوك الدولية والتي تشرف على عمليات تداول مالية.
- التجارة الإلكترونية يجب فيها وضع ميزانية خاصة بتكلفة خادم المعلومات للموقع مع التكاليف التسويقية، إضافة للإدارة والصيانة مع مصاريف مصادر المعلومات وكذلك المواد والأقساط الشهرية، والجدير بالذكر أن العناية بالموقع مع ترقيته وكذلك المحافظة على تغيير آخر المعلومات فيه مع عمل عمليات تسويقية دائمة، يسبق صرف النقود عليه وذلك لأن الأمر المطلوب هو الخدمة والتحديث، وليس أن تقوم بالصرف للأموال فقط بدون تحديد الأهداف المذكورة.
- بالنسبة للخطوة الرابعة فإنها تدور حول ضرورة الاشتراك لجميع إدارات العمل بالشركة، وذلك بالمساهمة باستراتيجية الموقع التجاري مع أخذ للاقتراحات والمشاركات وذلك حتى يعكس الموقع تصور متكامل وناضج للعمل ويغطي جميع مناطق العمل، حيث أن ذلك الأمر يجعل الموقع التجاري الإلكتروني يكتسب ثقة العملاء ويفوز بالمبادرات للمشاريع المتنوعة.
- من الأمور الهامة ايضاً وضع قائمة بمحتويات الموقع وذلك مع مراعاة علاقتها بالمتصفحين، مع التجديد للمحتويات ووضع محتويات لاحقة ويتم إنزالها في الوقت المناسب الذي يراه المسؤولون القائمون عن الموقع، كما يجب لهذه المحتويات أن تتعلق باهتمامات الزبائن مع العمل على تجديدها وتعديلها دائماً.
- يجب أختيار أسم مختصر للموقع الإلكتروني حيث أنه كلما كان معبر ورمزي وصغير ومفهوم كلما كان ذلك أفضل للتصفح والتداول، كما يجب التأكد من الفعالية لصلات البريد الإلكتروني للموقع وسهولة الوصول له وذلك لأنه يعتبر ببساطة الجسر الأساسي الخاص بالتواصل مع العملاء مع التعامل معهم، حيث أن بدونه يبقى الموقع معزول ولا فائدة من وجوده على شبكات الإنترنت، كذلك فإن من الأمور الهامة كذلك تفعيل برنامج يقدم إجابات تلقائية وظيفية حيث أنها تستند لنظام فرز ذكي خاص باستعلامات عملاء الموقع.
- نجد أنه من الأمور الجيدة أن في مرحلة التنفيذ للعمل التجاري الإلكتروني لابد من اختيار شركة تعمل في مجال تصميم المواقع والتي تقدم خدمات منتظمة للموقع، كما يمكن تصميم الموقع بشكل ذاتي لو لم تتوفر الموارد التي تسمح بذلك الأمر، ولكن نجد أن ذلك سوف يكون جهد محدود بدون خبرات أو دراية تامة بالتصميمات الحديثة، فلو لم توجد في الشركة قسم يعمل في مجال تصميم الصفحات فإنه سوف يكون من الصعب جداً تحقيق الأهداف المرجوة إلا بالاستعانة بشركة خاصة لديها خبرة كافية، كما أنه عند أختيار الشركة لا بد من معرفة تاريخها وموقعها والمشاريع التي قامت بها وأعداد المبرمجين والموظفين، كذلك فإنه من المهم جداً أن تكون معروفة بأعمالها في التصميم حيث أن هذا العمل يعتبر حاسم.
- إن عمليات التسويق للموقع مع ضمان تطوره الدائم مع الوصول بشكل جيد لعدد معين من المتصفحين كل فترة وخصوصاً لو كان المطلوب اجتذاب فئات معينة من مناطق محددة أو مهن، وفي العادة يجب وضع ميزانيات تسويق مناسبة تقدر في العادة ب 20 إلى 30 بالمائة من الميزانية التشغيلية الخاصة بالموقع، وقد يضاف 5 إلى 10% بشكل شهري للتسويق الطارئ وذلك تبعاً للتغيرات الخاصة بالمعطيات السوقية، كما أنه من الخطأ جداً الاعتقاد أن إطلاق الموقع والتشغيل الفعلي له يعني الانتهاء من المهمة، حيث أننا قد نشبه الموقع التجاري كولادة لطفل حيث أنه يتطلب من أهله بعد ذلك المتابعة والعناية والتطوير وتقويته، من أجل أن يكبر ويصل بشكل جيد وسريع لمراحل النضج ويعطي كذلك الفوائد المأمولة منه، لذلك فإن الجدير بالذكر أن الموقع التجاري هو مشروع عمل دائم حيث أنه لا ينتهي في مرحلة معينة لكن يلزم دائماً العمل على التجديد ومواكبة تطورات العصر.
الفرق بين التجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية
يختلط لدى الكثيرين استخدام مصطلح التجارة الإلكترونية ويعتقدون أنه هو نفسه اصطلاح الأعمال الإلكترونية، ولكن نجد أن هذا هو خطأ شائع ولايراعي على الإطلاق الفرق بينهما، حيث نجد أن أعمال إلكترونية هي أوسع نطاق وأشمل من تجارة إلكترونية، فإن الأعمال الإلكترونية تقوم على فكرة ترابط الأداء في العلاقة فيما بين إطارين من العمل، كما تمتد لكافة الأنشطة الإنتاجية والمالية والخدماتية والإدارية ولا تتعلق فقط بالعلاقة بين البائع والعميل، حيث تمتد لعلاقة المنشأة بموظفيها ووكلائها وعملائها وتمتد كذلك بأنماط أداء العمل مع تقييمه والمراقبة عليه.
كما أن من ضمن مفهوم الأعمال الإلكترونية يأتي المصنع الإلكتروني وشركة التأمين، وكذلك الخدمات الحكومية والتي تتطور في الوقت الراهن نحو المفهوم الأكثر شمول بحكومة إلكترونية، وايضاً أي منشأة تقيم شبكة إنترنت خاصة بأعمالها وأداء موظفيها مع الربط بينهم.
تعتبر التجارة من خلال الإنترنت هي نشاط تجاري وبشكل خاص تعاقدات للبيع والشراء مع طلب الخدمة وتلقيها بآليات وبيئات تقنية معينة.
التجارة الإلكترونية والبيئة العامة لها
- إن ثمة حقيقة منطقية ألا وهي لا تجارة إلكترونية بدون وسائل خاصة بها، وبالقطع فإن المعبر الأساسي عن وسائل التكنولوجيا المدمجة ألا وهو نظام الكمبيوتر بمعناه الواسع والذي يتيح الربط بينه وبين غيره من الأنظمة، وذلك من أجل ضمان التبادل للمعلومات وانتقالها مع تحقيق عمليات دخول للنظام ومنه للأنظمة الأخرى.
- لذلك نجد أن التجارة الإلكترونية ماهي إلا عبارة عن كمبيوتر وشبكة ونقود وتوافر موقع به محتوى منتجات وخدمات، لذلك نجد أن الكمبيوتر يتيح الإدخال للبيانات ومعالجتها مع تصميم عرضها وكذلك استرجاعها، مع الشبكة التي تتيح التناقل للمعلومات عبر الاتجاهين وذلك من النظام وايضاً إليه، مع الحلول التي تتيح إنفاذ المنشأة للألتزامات الخاصة بها وتنفيذ العميل ايضاً لألتزاماته، وبالنسبة للموقع فإنه يوفر عرض المنتجات والخدمات ومايتصل بها ولكن من ضمن إطار العرض المحفز للقبول وكذلك الكاشف عن القدرات التقنية للموقع.
- لاشك أن الإنترنت في العصر الحديث غير وجه التجارة بشكل كبير جداً، حيث ساهمت الشبكة العنكبوتية بتحقيق الوجود الفعلي بشكل واسع للتجارة، كما أنه ووفقاً للتقارير الرسمية والدراسات الإحصائية وايضاً تقارير الجهات الخاصة فإن نموا كبير ومستمر يتحقق بسوق خدمات الإنترنت، حيث أنه في الفترة من العام 1998 وحتى عام 2000 حدث ازدياد في مستخدمو الشبكة العالمية بما يقدر ب 55 بالمائة في عامين فقط، كما ارتفعت النسبة الخاصة بالمواقع المسجلة ب 170%، ونجد بعد ذلك ازدياد للاعداد بشكل مضاعف ومتسارع جداً.
- نجد أن ترتيب دول العالم اقتصادياً يسير بنفس الاتجاه القوي عند المقارنة باستخدام الإنترنت في التجارة حيث أنه وفقاً لدراسات حديثة كانت قد أجرتها مؤسسة المعطيات العالمية فإن الزيادة في عدد مزودي خدمات الشبكات العنكبوتية بالولايات المتحدة قدرت ب 63% منذ العام 1998 لبداية الألفينات، وقد أشارت الدراسة أن سوق تزويد خدمات الإنترنت سوف يضيف للدخل العام ما يقارب 4.5 بليون بشكل سنوي في خلال الثلاثة سنوات المقبلة.
- كان قد بلغ عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم في العام 2022 نحو خمسة مليارات شخص، جاء ذلك وفقاً لإحصائيات معلنة ويعادل هذا الرقم مايقارب من 65% من إجمالي السكان في العالم والبالغ عددهم مايقارب من ثمانية مليار إنسان، ويوجد في الوقت الراهن مايقارب من 2.5 مليار إنسان لايستخدمون الإنترنت ويرجع ذلك للفقر والأمية مع محدودية الوصول لأجهزة كمبيوتر وموبايل ولاب توب في البلدان الفقيرة، بالإضافة لضعف البنية التحتية الخاصة بالاتصالات ببعض البلدان النامية.
- الجدير بالذكر أن مايقارب من 90 بالمائة من مستخدمي الشبكات العنكبوتية على مستوى العالم يعتمدون على أجهزة المحمول في الوصول للشبكة، ولكن لاتزال الأجهزة الأخرى مثل الكمبيوتر تشكل اعتماد أساسي في شبكة المعلومات.
- تعتبر الهند هي أكبر دولة تضم أشخاص غير متصلين بالإنترنت بما يقارب الـ 800 مليون شخص، ثم تليها بعد ذلك الصين ب 450 مليون، كم نجد أن كوريا الشمالية تعتبر من أقل دول العالم استخدماً للإنترنت مقارنة بعدد السكان حيث أن ذلك الأمر بسبب الحظر.
- نجد أنه في هذه البيئة الممتلئة بالنشاط الإبداعي فقد ظهرت وبرزت أنشطة الاستثمار بالمعلومات، كما أنه لم يعد حق صناعة الحوسبة والاتصالات من أجهزة وبرمجيات هما فقط قطاعي للتكنولوجيا العالمية، ولكن أصبحت صناعة المعلومات الإطار الأكثر شمول من أجل التعبير عن الصناعة التكنولوجية وذلك من أجل تحريك عجلة الاقتصاد مع رفع مصادر الدخل القومي، ونجد أن الحديث عن العصر الحالي لم يعد هو الحديث الذي يملاً الصحف والإعلام أنه عصر المعلومات فقط، بل توسع لأكثر من ذلك وأصبح الوصف أنه عصر معلومات فائق السرعة، حيث تتحول فيه ركائز اقتصادية للمشاريع الكبرى من قيم مادية لقيم معنوية، لذلك فكان لابد أن نغير من سلوكنا وأن نتحول لأنماط أعمال استثمارية من نمط يدوي لأنماط تكنولوجية ليس في ميدان معالجة البيانات والإدارة فقط بل في جميع الميادين، مثل إدارة الحسابات المالية الخاصة بنا وايضاً الإدارة للأنشطة المصرفية، مع عمليات الإنتاج وإدارة شئون العمل وكذلك علاقات المنشأة بالوكلاء والعملاء، ومع تقديم الخدمات والإعلان والتسويق، وقد كان هذا التغير في السلوكيات أثر طبيعي لانتشار التقنية العالمية كما أنه كان السبب الرئيسي لنمو وميلاد التجارة عبر الإنترنت وتطورها.
مزايا التجارة الإلكترونية
الحاجة تكون ملحة لتوافق الأنماط التجارية مع السمات التي يتميز بها هذا العصر الحديث الذي نعيش فيه، حيث أنه في عالم المعلومات والاتجاه لقضاء ساعات طويلة أمام الكمبيوتر وشبكات الإنترنت، نجد أن التجارة الإلكترونية قد تمكنت من خلق أنماط مستحدثة من الوسائل الخاصة بإدارة النشاط التجاري، وذلك كالبيع عبر وسائل إلكترونية ونجد أنه من المزايا القوية لتلك التجارة مايلي:
الدخول للأسواق العالمية مع تحقيق عائد أعلى من ممارسة الأنشطة التقليدية
لذلك نجد أن الصفة العالمية لهذه التجارة ألغت بشكل تام القيود والحدود أمام الدخول للأسواق التجارية، حيث أن بفضلها قد تحول العالم لأسواق مفتوحة وذلك أمام المستهلك بغض النظر عن موقع المشتري أو البائع الجغرافي، ولو كانت اتفاقيات التجارة الدولية مثل اتفاقية الجات تسعى لتحرير التجارة في الخدمات والبضائع، فنجد أن التجارة عبر شبكة الإنترنت بطبيعتها الخاصة تحقق هذا الهدف بدون اللجوء لجولات من المفاوضات.
التلبية لرغبات العملاء بسهولة ويسر في التجارة الإلكترونية
حيث أن التجارة عبر شبكات الإنترنت تمكن الشركات من فهم الاحتياجات لعملائها مع إتاحة خيارات التسوق أمامها بشكل واسع، كما أن هذا الأمر يحقق نسبة من الرضاء العالية لدى العملاء لا تسمح به التجارة التقليدية، لذلك نجد أن العميل يمكنه المعرفة للأصناف والأسعار والمميزات لكل صنف مع المفاضلة بينهم، وكذلك التقييم للمنتج موضوع الشراء وذلك من حيث مدى تلبيته لرغبات وخيارات المشترين.
التطوير للأداء الخدمي والتجاري
حيث أن التجارة الإلكترونية وبما تتطلبه من البنية التحتية التقنية والاستراتيجيات للإدارة المالية التسويقية وإدارة العلاقات والاتصال بالآخرين، فإن الفرصة تتيح لتطوير أداء المؤسسات بمختلف الميادين لذلك نجد أنها تقدم خدمة كبرى للمؤسسات بميدان التقييم لواقعها مع كفاءة موظفيها والسلامة والفعالية لتقنيات بنيتها التحتية وكذلك برامج التأهيل الإداري، ونجد أن النمو للتجارة عبر الشبكات يحفز الأبحاث بإيجاد أساليب جديدة باستخدام القسائم الإلكترونية.
كما أنه وفي تلك الأثناء نجد أساليب أعمال جديدة تنمو على الإنترنت ولم تكون ممكنة في العالم الواقعي، حيث نجد أن تقوم العديد من الشركات ببيع حصصها أو ما تمتلكه من بضائع لشركات أخرى وذلك عبر المزادات، لذلك نجد أن الشيء الأكثر أهمية فيما يخص المزادات على الشبكة العنكبوتية هو التأثير على السعر المحدود، فنجد أن بيئة المزايدة لايستطيع الموزع أو المنتج أن يحدد السعر وحده، فإن سعر البضاعة سوف يتحدد بناء على الطلب السوقي وبناء على مضاربات العملاء.
الخلاصة
- نستخلص من تلك المقالة أن التجارة الإلكترونية ماهي إلا عبارة عن سوق إلكتروني متكامل حيث أن عمليات البيع والشراء تتم عبر شبكة الإنترنت، حيث يمكن تشبيهها بسوق إلكتروني ضخم يتواصل فيه البائعون والمشترون وبغض النظر عن موقعهم الجغرافي، ويتم التعامل فيه بالبطاقات البنكية أو بالدفع النقدي عند استلام المنتجات.
- كانت قد ظهرت التجارة عبر الإنترنت في سبعينات القرن الماضي، ولاشك أن الطبيعة الخاصة بها يدخل فيها الكثير من العلوم مثل التسويق ودراسة نفسية المستهلك وسلوكه مع معرفة علوم الاقتصاد والموارد المالية وإدارة الأنظمة المعلوماتية المختلفة، ولاشك أن لتلك التجارة العديد من الفوائد حيث أنها توسع من نطاق السوق الدولي والعالمي، مع التقليل بشكل جيد من التكاليف وإيجاد عملاء في مناطق مختلفة من العالم وتدفع إلى زيادة المبيعات بشكل قوي، ايضاً فإنها تقلل من الوقت المستهلك مابين دفع الأموال والحصول على المنتجات والخدمات، كذلك فإننا نجد أن الإنترنت باعتباره وسيلة أتصال رخيصة فإن هذا الأمر يؤدي للتقليل من التكاليف بشكل عام، كما أننا نجد أن بناء موقع إلكتروني هو أكثر توفيراً من بناء أسواق تجزئة، مع عدم حاجة الشركة لأعداد ضخمة من الموظفين للقيام بأعمال إدارية متنوعة حيث أنها تقلل الاعتماد على العمالة بشكل كبير جداً، وتوفر كذلك عمليات تواصل سريعة وسلسة مابين العملاء والشركة مع أعطاء الأفضلية للمستهلك في أن يقوم بعمليات السوق في أي وقت، وكذلك يكون له الأحقية في أن يفاضل مابين العديد من الأسواق المختلفة التي تتوفر فيها السلعة أو الخدمة التي يريدها ويحصل على أفضل سعر ممكن، مع حصوله على المعلومات المطلوبة في وقت قليل يقدر بدقائق أو ثواني على عكس التسوق التقليدي والذي قد يستهلك الكثير من الوقت قد يصل لأيام أو أسابيع من أجل أن يصل لنفس النتيجة، مع زيادة في التكاليف لأنه يحتاج لوسائل مواصلات من أجل الانتقال من مكان لآخر للحصول على المعلومات ومقارنة الأسعار.
- في التجارة الإلكترونية نجد أن الأمر ليس جيد على الإطلاق فهناك الكثير من التحديات التي تواجه الشركات الناشئة، فإن الشركة نفسها لو اعتمدت على عملية التطوير لموقعها بنفسها قد يترتب عليه أخطاء بسبب قلة الخبرة وقد يؤدي ذلك لتحمل تكاليف إضافية، حيث أنه من الأفضل أن تقوم شركات تقنية متخصصة بتلك المهام، ونجد أيضاً أن كثير من العملاء قد يمتنعوا عن المشاركة في التجارة عبر الإنترنت بسبب التخوف من الكشف عن خصوصياتهم، كما أنه قد لايكون هناك التوفر للثقة الكاملة للباعة المجهولين مع عدم معرفة جودة المنتجات التي يتم بيعها عبر الشبكة وقد لاتتطابق بشكل تام مع ما يريدونه.
للمزيد من المقالات ذات الصلة يرجى متابعة موقع بورصات