السوقُ الأمريكيَّةُ، هي المكان المفضل عند المستثمرين، من جميع أنحاء العالم، فمن لا يحب أن يمتلك أسهمًا في أكبر شركات التكنولوجيا، مثل: مايكروسوفت، وأمازون، وأبل أو شركات المطاعم العالمية، مثل: ماكدونالدز أو حتى أكبر شركات السيارات العالمية، وكذلك الشركات العملاقة في الصين، مثل علِي بابا، التي تطرح أسهمها في البورصة الأمريكية. وفى هذا المقال سوف نتحدث عن أفضل إستراتيجيات الاستثمار في الأسهم الأمريكية.

في البداية، سنشرح الفرق بين المضاربة في الأسهم الأمريكية و الاستثمار في الأسهم الأمريكية ..

الفرق بين المضاربة و الاستثمار في الأسهم الأمريكية

المضاربةُ، هي عملية توقع للسعر المستقبليِّ، بناءً علَى الأسعارِ التاريخيةِ وأحجام التداول السابقة، ويتم هذا من خلال التحليل الفنيِّ، عبر دراسة النماذج السعرية المختلفة، وعلاقتها مع نسب الفيبوناتشى، وكذلك نماذج الهارمونيك، وبعض المؤشرات الفنية؛ وهى إستراتيجية تداول تناسب المستثمر النشيط، الذي يوجد بصفة شبه يومية في السوق؛ وذلك بغرض تجميع أرباح صغيرة، ولكنها تكون كبيرة عند تجميعها علَى فترة زمنية كبيرةٍ.

أمَّا الاستثمارُ فهو يناسب المستثمر طويل الأجلِ، والذي يبحث عن عائدٍ جيدٍ علَى المدى الطويل، وكذلك للمستثمر الذي يفضل ألا يدفع الكثير من الرسوم للوسطاء، كما يفعل المتداول النشط، الذي يفضل المضاربة.

ينظر المستثمرُ إلى الشركةِ نفسها قبل أنْ ينظر للسهم، فالمستثمر يريد أن ْيشتري أسهمًا في شركة لديها أصول جيدة، وإدارة قوية، ولديها أيضًا، حصة سوقية كبيرة بين المنافسين؛ لأنَّ هذه الشركات ينمو سعرُها ويتطور مع الزمن، وهذا أمرٌ معروفٌ في سوق نشيطةٍ، وذات كفاءة، مثل البورصة الأمريكية.

كيفيةُ الربحِ من الاستثمار في الأسهم الأمريكية

يتم تحقيق ربح من الاستثمار في الأسهم الأمريكية ، من خلال الأرباح الرأسمالية، من الفرق بين سعر البيع وسعر الشراء أو من خلال توزيعات الأرباح الدورية التي تقدمها بعضُ الأسهمِ في صورة كوبوناتٍ، تمثل الربح لحائزي أسهم الشركة، كما يلي.

تحقيق الربح من الاستثمار في الأسهم الأمريكية، عن طريق الأرباح الرأسمالية.

تأتي الأرباح الرأسمالية، من صعود الأسهم؛ إذ يقوم المستثمرُ بشراء السهم بسعر منخفض ثم يقوم بإعادة بيعه بسعر مرتفع، وعادة ما يميل المستثمرُ إلى تجاهل التقلبات اليومية الصغيرة، في أسعار الأسهم.

وبدلا من ذلك، يركز على القيمة الحقيقية التي تستحقها الشركةُ من وجهة نظره، وعندما يقترب السعرُ السوقيُّ من السعر العادل – من وجهة نظر المستثمر-  يقوم ببيع الأسهم؛ لتحقيق أرباح رأسمالية؛ أي أرباحًا ناتجةً عن عمليات الشراء والبيع.

هناك نقطة مهمة، هي أنَّ المستثمر لا يؤمن بنقاط وقف الخسارةِ؛ لأنه يركز علَى ميزانية الشركة، ونمو إيراداتها، والأرباح التي تحققها.

تحقيق الربح من الاستثمار في الأسهم الأمريكية ، عن طريق توزيعات الأرباح

تتطلب إستراتيجية الربحِ من توزيعات الأرباحِ التي تقدمها الشركاتُ لمساهميها؛ البحث عن الشركات التي لها تاريخ كبير من الانتظام في التوزيعات النقدية.

هذه الشركات تكون قد وصلت إلى مرحلة استقرارٍ، وتستطيع الانتظام، وتوزيع الأرباح بصفة سنوية؛ لأنها تخطط ميزانيتها علَى هذا الأساس. هذه الإستراتيجية، تشتمل أيضا، علَى الإستراتيجية الأولى؛ أي أنَّ المستثمرَ من الممكن أنْ يحتفظ بأسهمه، لمدة عشرين عامًا، ويحصل كل عامٍ علَى أرباحٍ، وفى الوقتِ نفسه، من خلال ارتفاع  سعر السهم، في هذه الفترة، يتمكن المستثمر من تحقيق أرباح، باستخدام كلا الطريقتينِ.

يجب عليك كمستثمر في الأسهم الأمريكيةِ، أنْ تدرك أنَّ كلَّ شركةٍ تمر بمجموعة من المراحلِ، في تطورها؛ فالشركات الجديدة التي تمر بمرحلة نموٍّ، تتوسع بصفة مستمرةٍ، وتحتاج لإعادة استغلال التدفقات النقدية، لأغراض استثمارية، وعلَى الرغم من أنَّ هذه الشركات لا توزع أرباحًا، إلا إنها عادة ما تحقق قفزات سعرية، مما يعوض المساهمين لفقدان التوزيعات النقدية، بل وقد يعتبر عدم التوزيع النقديّ ميزة في هذه الحالِ؛ لأنَّ معناه أنَّ الإدارةَ تسعى لتعظيم مصالح المساهمين في الشركة، ولديها نظرة بعيدة الأمد.

لذلك اختيار إستراتيجية لـ الاستثمار في الأسهم الأمريكية ، يجب أنْ يعتمد علَى النظرة الفرديةِ للمستثمرِ؛ لأنه الأكثر إدراكًا لمقدرتهِ الماليةِ وأهدافهِ.

فهل هو يسعى لتحقيق عائدٍ جيدٍ، علَى المدى الطويل، ويقرر أنْ يسعى للدخول في أسهم النموِّ أم يسعى للحصول علَى دخل شبه ثابتٍ؛ فيقرر الدخول لأسهم الدخل أم يسعى لاقتناص شركات يعتقد أنَّ السوق قد منحتها تقييمًا منخفضًا، بالرغم من أنها تستحق أكثر من ذلك، وفى هذه الحال سيقوم المستثمر باقتناص هذه الأسهم، وتسمى بأسهم القيمة، أي الأسهم التي تحتوى علَى قيمة عالية جدًّا لمساهميها، مقارنة بسعرها السوقيِّ.

إستراتيجياتُ الاستثمار في الأسهم الأمريكية

الاستثمارُ في أسهم  القيمةِ  Value Investing

الاستثمارُ في أسهم القيمةِ، يتم بناءً علَى تقييمها، وإيراداتها، ونموذج أعمالها، وحصتها بين المنافسين، وهامش ربحها، بعد القيام بهذا التحليل الأساسيِّ يصل المستثمرُ إلى أنَّ سهم الشركة – علَى سبيل المثال – يساوي 25 دولارًا، ولكنَّ السعرَ السوقيَّ، هو 15 دولارًا فقط، وفي هذه الحال، يقوم المستثمر الذي يختار إستراتيجية القيمة ؛ بشراء السهم بناءً علَى التقييم الذي قام به؛ لأنه يشتري حصةً في الشركة، هكذا يفكر مستثمرُ القيمةِ، وعند ارتفاع السهم إلى 25 دولار أو أكثر ،هنا يجد المستثمرُ أنه قد حقق ربحًا جيدًا مِنْ استثمارهِ.

المستثمرُ في القيمةِ، هو مستثمرٌ علَى المدى الطويل، ومهما هبط السهمُ فإنَّه يتمسك به، وقد يشتري كميات أكبر؛ لأنه لا يؤمن بوقف الخسارة، بل النقطة التي يعتبرها المضاربُ نقطة وقف للخسارة، فإنَّ المستثمرَ يعتبرها – في القيمة – نقطةَ دخول جيدة.

ربما تواجه عقبة، وهى عدم امتلاكك مالا كافٍ لتنويع المحفظة، بمجموعة مختلفة من أسهم القيمة؛ لأنَّ المستثمرَ يعتبر التنويع، هو الإستراتيجية الأمثل، كسلوك دفاعيٍّ، حال انخفض السوق بقوة.

هنا يمكن الاستثمار في صندوق استثمار متداول ETFs أسهم القيمة، مثل Russell 1000 Value Index،  فبشرائك في هذا الصندوق، تكون قد استثمرت في ألف شركة، يتم اختيارها بناءً علَى الفارق السعريِّ بين قيمتها العادلة وسعرها السوقيِّ، وهى إستراتيجية للربح من أسهم القيمةِ، تشمل التنويع في الوقت نفسه، وبتكلفة أقلّ.

تعريف صناديق الاستثمار المتداولة ETFs

صناديقُ الاستثمار المتداولة ETFs، تشبه الأسهم تمامًا، ولكنها لا تمثل شركةً بل تمثل محفظةً استثماريةً، في مجموعة من الأسهم في صندوق استثمار، مثل صندوق Russell 1000 Value Index، الذي يمكننا من خلاله الاستثمار في أسهم القيمة.

بمجرد الشراء فيه، فأنت قد استثمرت بالفعل في ألف شركةٍ، وكل صندوق له سياسة استثماريه خاصة به، ويدير الصندوق أفضل الكفاءات في السوق الأمريكيَّةِ، التي لها تاريخ جيد في إدارة صناديق الاستثمار المتداولة.

تتطلب هذه الاستراتيجية الصبر، والانضباط، والتجاهل التام للتقلبات اليومية، في سعر الأسهم؛ لأنَّ التركيزَ يكون فقط، علَى أداء الشركة نفسها، وما تقوم به من توسعاتٍ، وهل تطرح منتجات جديدة، وكيف تخطط للمستقبلِ.

هل الاستثمار في أسهم القيمة مربح؟

الإجابة: نعم، بكل تأكيد، وخير مثال علَى هذا، هو وارين بافيت Warren Buffet، واحد من عشرة أشخاص، هم الأغنى في العالَمِ، وليس له نشاط، ولا أيّ فلسفة استثمارية خاصة، سُوى شراء الأسهم المنخفضةِ في سعرها، والتي تكون قيمتها السوقية صغيرةً، مقارنة بقيمتها الحقيقية.

صنع هذا الرجل أكثر من ثمانين مليار دولار، علَى أقلِّ تقديرٍ، علَى الرغم من أنه بدأ فقط، بعشرة آلاف دولار، وذلك من خلال التركيز علَى شراء أسهم القيمةِ، والصبر عليها لسنوات طويلةٍ. وكان لديه كلمة مشهورة، يقول فيها، أنه عندما يشتري السهم يفترض أنَّ البورصةَ ستغلق لسنواتٍ، ولا يهتم بما يحدث بعد ذلك؛ لأنه يعتبر أنه يشتري في الشركة نفسها، وليس السهم نفسه، وقد أثبتت الأيام صدق رؤيته، بدليل ما وصل إليه بالفعل، والأهم أنه استطاع الحفاظ عليه

أدوات الاستثمار في أسهم القيمةِ

بالإضافة إلى ما سبق الحديث عنه، من التحليل والدراسة الجيدة لأسهم القيمة، لاحظ أنَّ عليك، باعتبارك مستثمرًا؛ أن تكتشف أسهم القيمة بنفسك، عندما تدرس الميزانيات والأصول، هناك أيضا، بعض الأرقام المهمة التي ستجدها بسهولة علَى الإنترنت، لأيِّ شركة، أهمها مضاعف الربحية PE.

مضاعف الربحة P/E: هو نسبة السعر للأرباح، فلو أنَّ شركةً سعر سهمها في البورصة، هو خمسون دولارًا، وتحقق أرباحًا، قدرها عشرة دولارات لكلِّ سهم؛ فإننا نقول إنَّ مضاعف ربحيتها خمسة، ولو أنَّ شركةً أخرى، سعر سهمها في البورصة مئة، وتحقق أرباحًا قدرها اثنا عشر دولارًا، يكون – حينئذ – مضاعف ربحيتها ستة لكلَّ سهمٍ، نقول ذلك؛ لأنَّ الشركةَ الأولى أفضل، فكلما انخفض رقمُ مضاعف الربحية كان هذا أمرًا جيدًا للمستقبلِ؛ لأن معناه أنَّ الشركةَ تحقق عائدًا جيدًا، بالنسبة للسعر الذي يتم دفعه لشراءِ الأسهمِ.

ولكن هناك دراسة تم نشرها في Financial Analysts Journal، تقول: إنَّ الاعتمادَ علَى هذا الرقم فقط، هو أمرٌ سيئٌ بالنسبة لمستثمر القيمةِ، الذي ينبغي عليه أنْ يقوم ينفسه بتحليل الشركة وبياناتها المالية، ولا يكتفى فقط، بهذا الرقم، أحيانا يمكن أنْ يكون مضاعف الربحية منخفضًا؛ بسبب انخفاض السعر السوقيِّ للسهم، وليس بسبب ارتفاع أرباح الشركة.

بالنسبة لـ الاستثمار في الأسهم الأمريكية ، من خلال أسهم القيمةِ، يوصي “وارين بافيت”؛ بالقيام ببحث دقيق، قبل الشراء، وعن سبب هذا يقول، أنَّه في بعض الأحيان يتطلب هذا النوع من التحليل الكثير من الوقت.

الاستثمار في الأسهم الأمريكية ، من خلال أسهم النموِّ Growth Investing

الاستثمارُ في أسهمِّ النموِّ من أفضل إستراتيجيات الاستثمار في الأسهم الأمريكية ، ويتم من خلال اختيار الشركات التي يتوقع لها المستثمرُ مستقبلا جيدًا، وبالقطع، يجب أنْ يكون القطاع الذي تنتمى له الشركات واعدًا، كما أنَّ طبيعةَ فترة النموِّ، بالنسبة للشركاتِ، تسمح بإطلاق منتجات جديدة، وتعلن عن ابتكارات جديدة أيضًا، وتسعى بصفة مستمرة لزيادة حصتها في السوق؛ ولهذا السبب تنمو هذه الشركات بقوةٍ، ويحدث زيادة كبيرة في سعرها مع الوقت.

لا تجعل هذا الأمر يختلط مع المضاربة التي تشتري فيها السهم؛ لأنك تتوقع حركةً سعريَّةً في المستقبل، ففي المضاربة من الممكن أنْ يكون السهم الذي تتوقع صعوده القويَّ في المستقبل سهمًا قويًّا، ولكن لشركة ضعيفة أو لشركة قديمة، وليست لديها أيّ توسعات استثمار. في أسهم النموِّ يركز فيها المستثمرُ علَى أداء الشركةِ، ويعتبر ارتفاع السهم المتوقع، هو انعكاسٌ لتحسن نتائج الشركة نفسها، وليس مجرد ارتفاع مضاربة، قد يستمر وقد لا يستمر.

من خصائص مرحلة النموِّ أيضا، الحاجة الدائمة إلى المال، فتقوم الشركة بتسخير سيولتها الموجودة؛ لتسيير أعمالها، وتنفيذ خططها، وتعيد استثمار الأرباح في الشركة مرَّة أخرى، لتستمر في نموها. مستقبلا سينعكس كل هذا علَى أداء الشركة وإيراداتها وربحيتها، وسيرتفع سعرُ الشركةِ، ليستوعب كل هذه التغيرات، وعليه فإنَّ المستثمرَ يبحث عن أرباحٍ رأسمالية، في هذه الحال.

يجب علَى المستثمر في أسهم النموِّ، متابعة أسعار الفائدة جيدًا؛ لأنه عند انخفاض أسعار الفائدة تتحرك أسهم النموِّ جيدًا؛ بسبب احتياج الشركات التي في أسهم النموِّ إلى المال؛ بسبب تجدد مشروعاتها والأفكار الجديدة التي تقرر البدء في تنفيذها.

لا توجد معايير محددة لأسهم النموِّ، مثل مضاعفة الربحية، الذي تحدثنا عنه في أسهم القيمة، ولهذا يحتاج اختيار أسهم النموِّ إلى دراسة وبحث كبيرينِ أيضا؛ لأنه ينبغي عليك دراسة نمو القطاع الذي تنتمى له الشركة أولا، ثم البدء في دراسة الشركة نفسها، ودراسة خططها المستقبلية، وكذلك الاطلاع علَى التغطية البحثية التي توفرها كبرى بيوت الاستثمار، حال توفرها.

خلاصة الاستثمار في أسهم النموِّ، هي أنك تشتري الشركات الجديدة التي تتوقع أنَّ لها مستقبلا جيدًا، وأنت تعلم أنها لن توزع أرباحًا، لاحتياجها إلى السيولة النقدية؛ لاستكمال خططها، وإطلاق منتجات أو خدمات جديدة، في هذه الحال، أنت تراهن علَى مستقبل الشركة، وتعتقد أنه بسبب خطط الشركة وتوسعاتها سيحدث زيادة كبيرة في أسعارها، وحين تنتظر هذه الزيادة الكبيرة، حتى تصل لهدفك الاستثماريِّ، ففي الأخير، ستقوم ببيعها!

تعتبر إدارة الشركة، وكبار المديرين من أهم المعلومات التي ينبغي لك الإطلاع عليها، عند الاستثمار في الأسهم الأمريكية ، من خلال أسهم النمو، السبب في هذا هو أنَّ تحقيق النموِّ ليس بالشيء السهل، خصوصا أنه يحتاج لإدارة ذكية، تستطيع جذب العملاء، وإدارة المنافسةِ مع الشركات الأخرى في الوقت نفسه، مع حسن استغلال السيولة النقدية الموجودة بها، وإدارة التمويل بشكل لا يحمل الشركة كثيرًا من الأعباء .

GoPro، هذا السهم مثالٌ جيدٌ علَى شركات النموِّ التي لا تراعى المعايير السابقة، والتي يكون الاستثمار فيها خاسرًا؛ بسبب عدم اهتمام إدارتها بدراسة السوق، وابتكار منتجات جديدة. هذه الشركة كانت تصنع كاميرات صغيرة، يتراوح سعرها بين 500 – 600 دولار.

وبالرغم من ارتفاع السهم ارتفاعًا كبيرًا عند طرحه، من 24 إلى 78 دولارًا؛ أي ثلاثة أضعاف السعر تقريبا، ولكن بسبب انتشار الهواتف الذكية التي تحتوي علَى كاميرات مدمجة بالفعلِ، وذات جودة عالية، وفى الوقت نفسه، تمتاز بسهولة تقليد الكاميرات، التي تنتجها الشركةُ، وفى الوقت ذاته، عدم ابتكارها لمنتجات جديدة؛ فإنَّ السعرَ قد هبط إلى أسفل سعر الطرح الأول، بسرعة كبيرة.

الاستثمار في الأسهم الأمريكية ، من خلال أسهم الزخم Momentum Investing

يتم الاستثمار في الأسهم التي تصعد بالفعلِ، عن طريق شرائها، والبقاء في الصفقاتِ، حتى ينتهى الصعود؛ أي من خلال التحليل الفنيِّ، ولكن السبب – من وجهة نظر المستثمر – في هذا المنطق؛ هو نظرية السوق ذات الكفاءة Efficient-market hypothesis.

تفترض هذه النظرية أنَّ  سعرَ السهم السوقيِّ، هو السعرُ العادلُ، وأنَّ الارتفاعَ والانخفاضَ، يكونان بسبب عوامل اقتصادية، مرتبطة بالشركة، والاقتصاد كله، وأنَّ السعرَ في البورصةِ، يتم فيه إضافة تأثيرات الأخبار الإيجابية كافة، وخصم كل الأخبار السلبية، سواء أكانت هذه الأخبار مرتبطة بالاقتصاد كله أم متعلقة فقط بهذه الشركة.

البيع علَى المكشوف Short Selling

بالنسبة إلى من يستخدم هذه الإستراتيجية، فإنَّه قد يفضل الشورت سيلنج؛ أي بيع الأسهم التي يتوقع هبوطها، وإعادة شرائها – لاحقا – بسعرٍ منخفضٍ، وتحقيق أرباح، تكون عبارة عن الفارق بين السعرين (سعر البيع الذي كان مرتفعا – سعر الشراء الذي يكون منخفضا).

مثال: نفترض أنَّ سهمًا x  سعره 100 دولار، وأنت تتوقع هبوط السهم وليس ارتفاعه، ولا تملك أيَّ أسهم فيه، فهنا ستقوم بعمل صفقة شورت سيلنج أو بيع علَى المكشوف Short selling، وبعد هبوط السهم – مثلا لسعر 70 دولار – ستقوم بإعادة شراء الأسهم مرَّةً أخرى من البورصةِ، وإغلاق الصفقة، وتكون بذلك، قد حققت أرباحًا من الهبوط.

الشراءُ التدريجيُّ (متوسط التكلفة) Dollar-Cost Averaging

هي إستراتيجيةٌ للاستثمار في الأسهم الأمريكية، يمكن دمجها مع أيّ إستراتيجية استثمارٍ، مثل: أسهم القيمة أو أسهم النمو.

بدلا من الشراء مرَّة واحدةً، تقوم كل شهر بتخصيص مبلغ لشراء العديد من الأسهم. تتميز هذه الإستراتيجية بأنها لا تتطلب العناية بتوقيت الشراء، وهو من أصعب الأمور في أيِّ إستراتيجية استثمار؛ لأنك ستستفيد من هبوط السعر، لتشتري العديد من الأسهم، وعند الارتفاع يمكنك البيع؛ لأنك تملك الأسهم بمتوسط جيد للسعر، ولكن يجب الاهتمام بتكلفة الصفقات؛ لأنها تكون جزءًا من تكلفة الشراء.

في أيّ إستراتيجية استثمار تتبعها، لابد أنْ تعلم أنه كما يتحوط المضاربُ – الذي يستخدم التحليل الفنيَّ – من هبوط السوق، عن طريق وقف الخسارة؛ فإنه ينبغي عليك التنويع في محفظة الأسهم التي تمتلكها؛ لأنَّ هناك أخطارًا، قد تتعلق بالقطاع الذي تعمل به الشركة نفسها، ويؤثر عليها تأثيرًا واضحًا.

الخلاصةُ

  • الاستثمارُ في الأسهمِ الأمريكيةِ، هو فكرةٌ جديرةٌ بالدراسةِ؛ لأنها سوق الأسهم الكبرى في العالَمِ.
  • لتحقق أرباحًا من الاستثمار في الأسهم الأمريكية، فأنت تحتاج إلى إستراتيجية تناسب أهدافك الاستثمارية.
  • هناك أربعةُ إستراتيجيات مهمة، هي: أسهم القيمة، وأسهم النمو، وأسهم الزخم، والشراء التدريجيّ.
  • أسهم القيمة، هي أسهمٌ يتم تداولها بسعر سوقيِّ أقلّ كثيرًا من سعرها العادلِ، ويتم شراؤها والاحتفاظ بها؛ حتى يرتفع سعرها ثم بيعها بعد ذلك، للاستفادة من فرق السعرِ، الذي يمثل الربحَ.
  • أسهم النموِّ، هي شركاتٌ في مرحلة النمو، وتطلق الابتكارات الجديدة، ما يجعل أسهمها تحقق قفزات سعرية.
  • يمكن أيضًا، الاستثمار من خلال أسهم الزخم، وهى الأسهمُ التي يصعد سعرها بالفعل، للاستفادة من صعودها.
  • يمكن من خلال أيّ إستراتيجية، استخدام إستراتيجية الشراء التدريجيِّ، عن طريق الشراء كل شهر بمبلغ محدد، وبهذا تكون التكلفة، الخاصة باقتناء الأسهمِ؛ جيدة.

للتعرف على مزيد من المقالات ذات الصلة، يرجى متابعة موقع بورصات