تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية كثير من الأدوات تمكنت بواسطتها من السيطرة على الاقتصاد العالمي على مر السنين، ويأتي في مقدمتها الدولار الأمريكي، والذي يعتبر العملة رقم (1) وعملة الاحتياطي لمعظم دول العالم، ويمثل العملة الأقوى والأكثر تداولًا في جميع الدوائر المالية العالمية، ويستحوذ على أكثر من 90% من أحجام التداولات في سوق الصرف الأجنبي. كما أن أكثر من 40% من ديون العالم مقيمة بالدولار الأمريكي.

ومن هنا تكثر التساؤلات حول أسباب قوة الدولار الأمريكي، وكيفية وصوله إلى هذه المكانة من بين جميع العملات الأخرى.

البداية كانت قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، وبموجب اتفاقية بريتون وودز عام 1944، تخلت معظم دول العالم عن الذهب كمعيار احتياطي لعملاتها، وفي المقابل ربطت عملاتها بالدولار الأمريكي باعتباره ملاذًا آمنًا بديلًا عن الذهب. وبالتالي سعت معظم الدول إلى حيازة أكبر كم من الدولار لتأمين عملاتها المحلية واقتصاداتها.

وليس هناك من شك في أن قوة الاقتصاد الأمريكي وسطوته على الاقتصاد العالمي تعتبر أحد أهم أسباب قوة الدولار الأمريكي. ويبلغ حجم الاقتصاد الأمريكي وحده نحو رُبع الاقتصاد العالمي، ويتمتع بمقومات طبيعية وبشرية لا مثيل لها. وتتحكم الولايات المتحدة بدرجة كبيرة في أهم السلع الاستراتيجية في العالم، مثل النفط الخام والذهب وغيرها.

وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك الولايات المتحدة عدة قطاعات كبرى، على غرار قطاعا الخدمات والتكنولوجيا، والقطاع الصناعي، وهي القطاعات التي تمكنت من خلالها من التحكم في مقاليد التجارة الدولية، كونها أكبر مُصدر للسلع والخدمات في العالم. هذا فضلًا عن تفوق الولايات المتحدة من حيث المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، مثل الناتج المحلي الإجمالي، الدخل القومي، ونصيب الفرد من الناتج المحلي، وغيرها.

كما تُعزى قوة الدولار الأمريكي أيضًا إلى عجز الاقتصادات الأخرى الكبرى، بما فيها الاتحاد الأوروبي والصين، عن إيجاد عملة منافسة له. ففي ظل الأزمات الاقتصادية المتعاقبة التي عصفت بكثير من الاقتصادات القوية، واشتعال الحروب والصراعات في مناطق كثيرة من العالم، بدا من الصعب إيجاد عملة أخرى تُقارع الدولار الأمريكي.

لمزيد من التفاصيل يمكنكم الرجوع إلى: كيف تُسيطر أمريكا على اقتصاد العالم؟