يعتبر علم الاقتصاد أحد أكثر العلوم الاجتماعية التي تلمس حياتنا اليومية، فعندما نشكو من ارتفاع الأسعارِ، فنحن في الوقعِ، نعلن عن ارتفاع معدل التضخم، وعندما نفضل استثمار أموالنا في البورصة، بسبب ضعف العائد البنكيِّ أو ننفقها في شراء عقار وخلافه؛ فنحن نستجيب للسياسة التيسرية للبنك المركزيِّ، الذي يساعد – من خلال خفض أسعار الفائدة – علَى تنشيط الاستثمار والإنفاق؛ لذلك سنلقى الضوء في هذا المقال علَى أهم أساسيات علم الاقتصاد ؛ كي نستطيع  فهم الاقتصاد بشكل أفضل.

علم الاقتصاد Economics

علمُ الاقتصادِ، هو علمٌ واسعٌ، ومترابطُ المعاني والمفاهيم، فلا يمكن فهم جزء منه دون فهم باقي الأمور المرتبطة به، ودون الحديث عن أيِّ تعريفات آكاديمية، قد تكون صعبة، يمكننا القول: إنَّ علمَ الاقتصادِ، هو علمٌ يبحث في الطريقة التي يستخدم بها مجموعات الأفراد والحكومات مواردهم، ويعتبر المال أحد هذه الموارد، لكنه ليس المورد الوحيد بالتأكيد؛ فالأراضي، والموارد الطبيعية، وكل ما يمكن اعتباره موردًا، يتميز بالندرة Scarcity. وتعتبر الندرة من أهم النقاط التي يدرسها عِلْمُ الاقتصادِ، والمقصود بالندرة، هو وجود مجموعة محدودة من الموارد، يقابلها احتياجات غير محدودة، لهذه الموارد، وهنا يأتي دور علم الاقتصاد، الذي يقترح أنظمة مختلفة، لاستخدام هذه الموارد.

الفرق بين الاقتصاد الكليِّ والاقتصاد الجزئيِّ

بصفة عامة، يتم تقسيم علم الاقتصاد إلى الاقتصاد الكليِّ والاقتصاد الجزئيِّ

  • الاقتصادُ الكليُّ Macroeconomics، يركز علَى البيانات الاقتصادية العامة، ويدرس الأوضاع الاقتصادية علَى مستوى الاقتصاد كله، كما يركز الاقتصادُ الكليُّ علَى دراسة التضخمِ، وأسعارِ الفائدةِ، ومعدلِ النموِّ، والناتجِ المحليِّ الإجماليِّ، وغيرها من البيانات الاقتصادية التي تعبر عن الحالة الصحية للاقتصاد، وإذا ما كان في مرحلة نموٍّ أو انكماشٍ.
  • يركز الاقتصادُ الجزئيُّ Microeconomics، علَى الأفرادِ، أما الاقتصادُ الكليُّ فيركز علَى الاقتصاد نفسه.
  • يركز الاقتصادُ الكليُّ علَى العرضِ والطلب المجمع؛ أي علَى إجماليِّ العرض والطلب، إنما الاقتصاد الجزئيُّ فيركز علَى العرض والطلب، على المستوى الفرديِّ؛ أي ينظر للأفراد أنفسهم.
  • يركز الاقتصادُ الكليُّ علَى قضايا عامةٍ، مثل: معدل البطالة، ومعدل الأجور بصفة عامة، في حين يركز الاقتصادُ الجزئيُّ علَى قضايا الأفراد أنفسهم، مثل: أسعار السلع، والخِدْمَات، وكذلك أسعار العناصر المستخدمة في الإنتاجِ.

ما أساسيات علم الاقتصاد؟

العرضُ والطلبُ Supply and Demand.

يُعرف العرض، علَى أنه كمية السلع المتاحة للبيع، ويعرف الطلب، علَى أنه النية في الشراء.

يهتم الاقتصادُ بدراسة العرض والطلب؛ لأنهما مفتاح التوازن في الأسواقِ؛ فعند زيادة الطلب – مع ثبات أو انخفاض المعروض – ترتفع الأسعارُ، والعكس عند زيادة المعروض – مع ثبات أو انخفاض الطلب – يؤدى إلى انخفاض الأسعارِ.

التكلفةُ، والندرةُ، والكفاءةُ Cost, efficiency and scarcity.

تكلفة الفرصة البديلة opportunity cost، معناها، دراسة استخدام المورد الحاليِّ، مقارنة مع استخدام آخر له؛ لأنَّ علمَ الاقتصادِ – كما أوضحنا – يهتم بحسن استخدام الموارد.

الكفاءةُ الاقتصاديةُ Economic efficiency:

يقودنا المفهومُ السابقُ إلى مفهوم الكفاءةِ الاقتصاديةِ، وهو مقياسٌ للقدرةِ علَى استخدام الموارد، بأفضل شكل ممكن؛ لتحقيق نتائج جيدة.

قانون تناقص المنفعة الحديَّةِ Marginal utility:

المنفعةُ الحديَّةُ، هي أحد أساسيات علم الاقتصادِ، وتشير إلى المنفعةِ التي يحصل عليها شخصٌ ما من استهلاك وحدة ما من السلعِ، فعلَى سبيل المثالِ، عندما تأكل برتقالة، فإنَّك ستستمتع بمذاقها في المرَّةِ الأولى، ولكن كلما تناولت المزيد فإنَّ الفائدةَ تنخفضُ، ويقلّ استمتاعك بها، ولهذا السبب سُمِّى  قانون  تناقص المنفعة الحدية؛ لأن المنفعةَ تتناقص مع كلِّ وحدة جديدةٍ يتم استهلاكها.

يهتم الاقتصادُ بمعرفة أقلِّ عدد من الوحدات التي يمكن استخدامها، لتحقيق أكبر قدر من الفائدة.

الندرة Scarcity

مفهوم الندرة، يعتبر من أهم أساسيات علم الاقتصاد … والندرةُ هي أساسُ المشكلةِ الاقتصاديةِ، فالإنسانُ يودُّ إشباع حاجات كثيرة جدًّا، ولكنه يمتلك فقط، كمية محدودة من المال لشرائها، وعليه أنْ يختار حسب المعايير التي يضعها لنفسهِ، وكذلك الشركة، قد تحتاج لعمل توسعات كبيرة جدًّا، ولكن عليها الاختيار بين مجموعة من البدائل المحدودة، لحلِّ مشكلة الندرة، وهنا، عليها أنْ تقوم بحساب العائد علَى الاستثمارِ، في كلِّ فكرةٍ تدرسها؛ أي تدرس تكلفة الفرصة، وتكلفة الفرصة البديلة.

المنفعةُ، والتكلفةُ Costs and Benefits

  • يفترض علمُ الاقتصادِ أنَّ الطبيعةَ البشريةَ تتصرفُ بشكل منطقيٍّ، فعلى سبيل المثالِ، لو وُجِدَ مصنع للحوم المجمدةِ، وواجه طلبًا كبيرًا علَى منتجاتهِ، سيقوم صاحب المصنع بزيادة عدد العملين، وكذلك توفير عوامل الإنتاج، ولكن هل يحدث ذلك في كل الأحوال؟ لا؛ لأنه يحدث فقط إذا كانت المنفعة المتحققة من زيادة الإنتاج تتجاوز التكلفة التي سيتكبدها المصنعُ، من أجل زيادة هذا الإنتاج، وبالتأكيد يحدث ذلك بسبب السعر العادل، الذى يحقق فائدة من زيادة العمليات الإنتاجية.
  • يستخدم الفردُ العاديُّ هذا الأمر في حياته العادية، بشكل تلقائيٍّ؛ فالطالب يفاضل بين المواد الدراسيةِ، ويقرر أنْ يذاكر المادة التي ستحقق له فائدة أكبر.
  • هذا يعنى أنَّ الشخصَ العاديَّ، يبحث دائمًا عن الشيء الذي يحقق له أقصى فائدة ممكنة، ولهذا يعتبر الربط بين المنفعة والتكلفة من أهم أساسيات علم الاقتصاد

مفهوم القيمة Value

إنَّ مفهومَ القيمةِ، هو أحد أساسيات علم الاقتصاد ، ولكي يتم اعتبار أنَّ للأمرِ قيمةً في الاقتصاد؛ فإنَّه يجب أن يمتلك ثلاث خصائصٍ، هي:

1- النفع Utility

البيضةُ الفاسدةُ لا قيمة لها. هذا أفضل تبسيط لمفهوم القيمة في الاقتصاد، الشيء الذى لا يقدم فائدة يعتبر بلا قيمة.

2- الندرة Scarcity

تحدثنا عن الندرةِ، ولكننا هنا، نتحدث عنها باعتبارها أحد العوامل الواجب توفرها في أيِّ سلعة أو خدمة؛ ليكون لها قيمة، فالقلم الذي نكتب به أو الخبز الذي نتناوله يعتبران نادرين، من منظور علم الاقتصادِ. الندرة هنا معناها أنه لا يمكن إنتاجه بكميات لا نهائية، ولا يمكن ضمان توفره في أيِّ وقت، مثل الهواء. والندرة هنا أساسها أنَّ الشخص نفسه، ينبغي له أنْ يوفر قدرًا معينًّا من ماله المحدود؛ لشراه.

3- القابليةُ للنقلِ Transferability

الشيء الذي له قيمة من منظور الاقتصاد، يجب أنْ يكونَ قابلا للنقل من مكان إلى آخر، ومن شخص إلى آخر، ولو فكرت في أيِّ سلعة أو خِدْمَةٍ لا يمكن نقلها من مكان لآخر أو من شخص لآخر؛ ستجد أنها لا يمكن بيعها.

الثروة Wealth

إنَّ فهمَ طبيعةِ، وأنواعِ الثروةِ، يعتبر ضروريًّا لمعرفة أساسيات علم الاقتصاد

الثروةُ الفرديةُ Individual Wealth:

تشير الثروةُ الفرديةُ إلى ما يمتلكه شخص ما، مثل: منزل أو سيارة.

الثروةُ الاجتماعيةُ Social Wealth

تشير الثروةُ الاجتماعيةُ إلى ما يمتلكه المجتمع كله، مثل: المدارس العامة، والمستشفيات العامة، والمرافق العامة، وكذلك الغابات الطبيعية، والمساحات الخضراء المفتوحة.

الثروةُ الوطنيةُ National or Real Wealth

الثروةُ الوطنيةُ تشير إلى مجموع الثروات الفردية والاجتماعية.

الثروةُ الدوليةُ International Wealth

تشير الثرواتُ الدوليةُ إلى المنظمات التي تشارك في ميزانيتها جميع دول العالمِ، مثل: الأمم المتحدة، ومنظماتٍ، مثل: منظمة الصحة العالمية WHO، وصندوق النقد الدوليُّ، والبنك الدوليُّ World Bank.

الثروةُ، ورأسُ المالِ Wealth and Capital

الفرقُ بين الثروةِ ورأس المال، هو أنَّ الثروةَ هي ما نملكه، لكنْ رأسُ المالِ، هو ما يُستخدم لتحقيق المزيد من هذه الثروة، فوجود سجادة في المنزلِ، هو ثروة للفرد التي يملكها، لكن عندما نقوم بتأجيرها، فإنَّها تتحول من ثروة أو من شيء نملكه إلى شيء يحقق لنا عائدًا، وعليه، فإنَّ كل رأس المال يعتبر ثروةً، ولكن ليس كل ثروة تعتبر رأسَ مالٍ.

الثروةُ، والدخلُ Wealth and Income

عندما تملك مجموعة من الأسهم في شركة ما تكون بمثابة ثروة فردية لك، ولكن التوزيعات النقدية (الكوبونات) التي نحصل عليها من امتلاك هذه الثروة؛ يسمى دخلا.

الثروةُ، والمالُ Wealth and Money

المالُ أو السيولة النقدية، تمثل الجزء السائل من الثروة، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ كل مال يعتبر ثروةً، ولكن لا يمكن اعتبار أنَّ كلَّ ثروةٍ، هي بمثابة مال (سائل)

العلاقةُ بين الاقتصاد وأسواق المالِ

  • عندما يدخل الاقتصادُ في مرحلة ركود Recession، فإنَّ المستثمرين يميلون إلى النظرة التشاؤميَّةِ، للاقتصاد كله، وينعكس هذا بشكل مباشر علَى أسواق الأسهمِ، فالمعروف أنَّ أسعارَ الأسهمِ تنتج عن عدة عوامل، من أهمها نظرة المستثمرين المستقبلية للاقتصاد، فعندما تنخفض أسعارُ الأسهمِ، قد تتساءل أين يذهب الفرقُ، ولكنه في الحقيقة لا يذهب لشخص محددٍ بل يتم تضمين هذا الفرق في القيمة الجوهرية؛ أي أنَّ السعرَ ينخفض، ولكن القيمة الخاصة بالسهم، تكون مرتفعة.
  • هذا يدفعنا لتناول مفهومين في غاية الأهمية، ولا يمكن تناول أساسيات علم الاقتصاد دون تناولهما؛ المفهوم الأولُ: هو السعرُ، والمفهوم الآخرُ: هو القيمة Value.  بالنسبة لعموم الناسِ، يتم استخدام الكلمتين نفسيهما علَى أنهما مترادفتانِ، فيقال: سعر السلعةِ أو القيمة. لكنَّ السعرَ، هو المقابلُ الماديُّ الذي دفعه، أما القيمةُ فهي كمية المنفعة التي تستقيدها، مقابل هذا السعر.
  •  ففي المثال السابق، نفترض أنَّ سهمَ شركةٍ ما، يتداول بسعر خمسينَ دولار، وبسبب الركود الاقتصاديِّ انخفض سعرُ السهمِ إلى 50 دولار؛ أنت هنا تدفع خمسينَ دولارًا، وهذا هو السعرُ، أما القيمةُ فقد تكون 100 دولار أو أكثر؛ لأنَّ القيمةَ هي السعرُ المنطقيُّ والعادلُ. وسبب اهتمام علَم الاقتصاد بهذين المفهومين؛ هو أنَّ الاقتصادَ – كما شرحنا – يركز علَى حلِّ مشكلة الندرة Scarcity، عن طريق الكفاءة أو حسن استغلال الموارد المتاحة. من هذا المنطلق عندما تدفع مئة ألف دولار؛ من أجل شراء مشروع، فإنَّه بالفعل، يكون مشروعًا جيدًا، وأمامه فرص نموٍّ قويةٍ، ويتمتع بأصول غير ملموسةٍ، مثل: العلامة التجارية، وقاعدة عملاء، تكون قد استخدمت الموارد (المال) بكفاءة، ودفعت سعرًا منخفضًا، وحصلت علَى قيمة عاليةٍ.

 

علاقةُ الحوافزِ بالأداءِ، من منظور الاقتصاد Incentives

  • كلُّ شيءٍ يكمن في الحوافز، هكذا ينظر علم الاقتصاد لمفهوم الحافز. عند الرغبة في تحقيق نتائج قياسية، نفترض أنَّ صاحبَ مطعم عصائر معلبة، يمتلك نوعين من العبوا:ت العبوة 250 ملِّي، والعبوة الأكبر، التي يكون حجمها لتر.
  • بسبب نموِّ الطلب، يكون لدى صاحب العمل الحافز، لزيادة الإنتاج؛ لتحقيق المزيد من الأرباح، فإذا قرر صاحبُ العملِ صرف “بونص” أو حافز إضافيِّ، فإنَّ عدد العبوات المنتجة يتزايد، ويزيد الإنتاج بدرجة كبيرة، غير أنَّ نموَّ إنتاج العبوات، يقتصر علَى حجمٍ محددٍ، وهو الحجم الصغير؛ والسبب في هذا أنَّ التحفيزَ تمَّ علَى عدد العبوات المنتجةِ، فكان من الأسهل للعمال التركيز علَى العبوات الصغيرة؛ لأنها الأسهل في النموِّ كعدد، فكلُّ عبوة تحتاج إلى عمل، يمثل تقريبا ربع العمل، الذي تستهلكه العبوةُ الكبيرةُ.
  • لذلك، عند استخدام التحفيز بالشكل الصحيح، تتحسن كفاءة المنشأة في استخدام مواردها المحدودة.
  • ولهذا يعتبر علمُ الاقتصادِ العملَ دون هدفٍ محددٍ؛ عقوبةً.

أسعارُ الفائدةِ Interest Rate

  • يهتم علم الاقتصاد بدراسة أسعار الفائدةِ، وعلاقتها بالعوامل الاقتصادية الأخرى.
  • فعندما تستخدم البنوكُ المركزيةُ سياسةً تيسريَّةً؛ أي تخفض أسعار الفائدة، وتسمح للشركات وللمستثمرين بالحصول علَى أموالٍ منخفضة التكلفةِ، بغرض استثمارها؛ يتم تنشيط الاقتصاد، وزيادة عدد المشروعات الجديدة، وحينها تقل معدلات البطالة، وتتحسن الأجور، ويزداد الإنفاق، ويقوم المستهلكون بشراء المزيد من السلع والبضائع، وهكذا يتم تحفيز الاقتصاد.

الناتجُ المحليُّ الإجماليُّ GDP

  • الناتجُ المحليُّ الإجماليُّ، هو القيمةُ الماليةُ لمجموع السلع والخِدْمَاتِ التي يتم إنتاجها في بلد ما، خلال فترة محددة من الزمنِ، ويعتبر الناتج المحليَّ الإجماليَّ من أهم المؤشرات التي يدرسها علم الاقتصاد؛ لأنَّ نموَّ الناتج المحليِّ الإجماليِّ الحقيقيِّ، معناه أنَّ الحكومةَ تستخدم موارده بكفاءة عالية، تستطيع من خلالها خلق بيئة ذات جاذبية عالية؛ لنموِّ السلع والخِدْمَاتِ.
  • الناتجُ المحليُّ الإجماليُّ الاسميِّ، هو مجموع السلع والخدمات التي تم إنتاجها في بلد ما، خلال فترة محددة من الزمن.
  • الناتجُ المحليُّ الحقيقيُّ، يقوم بخصم تأثير التضخم، وارتفاع السلع والخدمات؛ وهذا لأنه قد ترتفع قيمة السلع والخدمات بسبب ارتفاع الأسعار، وليس بسبب نموِّ عدد الوحدات التي تم إنتاجها.
  • إنَّ فهمَ طبيعةِ، وأهميةَ الناتج المحليِّ الإجماليِّ، يعتبر مهمًّا لمعرفة أساسيات علم الاقتصاد .

التضخم Inflation

  • يسعى علمُ الاقتصادِ إلى فهم الطريقة التي يمكن من خلالها السيطرة علَى التضخمِ، وفي الوقت نفسه، يعمل على تحفيز النموِّ، والأنشطة الاستثمارية.
  • هناك إشكاليةٌ كبيرةٌ تواجه البنوك المركزية، عند رفع أسعار الفائدة؛ وهى أنَّ تكلفة تمويل المشروعات الجديدة، تكون مرتفعةً جدًّا، وعلَى الأخصِّ، عندما يصبح مطلوبًا من الاستثمار، تسديد القروض بفائدة عاليةٍ، مع التزامه بأجور مرتفعة – بسبب التضخم – وضرائب كثيرة، تفرضها الحكومةُ؛ لتمويل العجز في الميزانيةِ، وتحقيق خطتها، واستثمارها في المرافق العامة.
  • لهذا يدرس علمُ الاقتصادِ هذه الإشكالية، ويحاول أنْ يقترح أفضل السبل لتحقيق التوازن، بين السيطرة علَى التضخم وتحفيز الاقتصاد في الوقت نفسه.

أنواعُ الأنظمةِ الاقتصاديةِ Types of Economic Systems

النظامُ الاقتصاديُّ التقليديُّ Traditional Economic System

النظامُ الاقتصاديُّ التقليديُّ، هو شكلٌ بدائيٌّ من أشكال النظم الاقتصادية، يركز فقط علَى بعض السلع والخدمات، ولا يعتمد علَى التخصص، فيمكن لبعض الأشخاص السيطرة علَى بعض السلع والخدماتِ، ولا توجد سياسة واضحة في هذا الاقتصاد لإحداث توازن في الأسعارِ.

النظامُ الاقتصاديُّ الموجه Command Economic System

  • النظامُ الاقتصاديُّ الموجه، هو نظامٌ تسيطر عليه جهةٌ مركزيةٌ، يقصد بها هنا الحكومة، حيث تسيطر الحكومة علَى إنتاجِ، وتخطيط إنتاج مجموعة كبيرة من السلع والخِدْمَاتِ.
  • يحدث هذا أحيانا، عندما تمتلك الحكومةُ مجموعةً كبيرةً جدًّا من المواردِ، ولكن في أغلب أنظمة الاقتصاد الموجه، قد تفشل الحكومةُ في استغلالِ الموارد استغلالا يحقق أفضل استفادة منها.
  • الهدفُ – بالنسبة للدولة – من استخدام النظامِ الاقتصاديِّ الموجه، يرجع إلى رغبتها في التحكم بالأسعار.

نظام اقتصاد السوق Market Economic System

  • نظام اقتصاد السوق، هو أفضل الأنظمة الاقتصادية، وفيه لا تتحكم الدولة في الأسعار، ولا تتدخل فيها، وبدلا من هذا فإنَّها توفر البيئة الجيدة للاستثمار والناتج، وتترك قانون العرض والطلب، يتحكم في الأسعار، حيث يتسم التسعير بالمرونة، حسب تغير كميات العرض والطلب.
  • من مساوئ النظام الاقتصاديِّ الحرِّ أو اقتصاد السوق؛ هي قدرة بعض الأفراد – في بعض الأحيان – علَى السيطرة علَى سعر منتج ما أو خدمة ما.
  • من أهم مميزات نظام اقتصاد السوق أو الاقتصاد الحر؛ أنه يسمح بتحقيق معدلات نموٍّ عاليةٍ؛ بسبب بُعْدِ الدولة عن عمليات الإنتاج نفسها، ومن هنا فإنَّ هذا النظام يسمح بتمدد، ونموِّ القطاع الخاص.

النظامُ الاقتصاديُّ المختلط Mixed Economic System

الاقتصادُ المختلطُ أو المزدوج، هو نظامٌ اقتصاديٌّ يدمج بين النظام الاقتصاديِّ الموجه والنظام الاقتصاديِّ الحرِّ، فتعطي الدولةُ المستثمرين حريتهم في الاستثمار؛ ولكنها تستأثر بمجموعة محدودة من السلع والخدمات. لا توجد معايير ثابته لهذا النظام المختلط؛ فكل دولة تقرر استخدام هذا النظام؛ فإنَّها تحدد ما ستتولى إنتاجه، وما ستتركه للمستثمرين.

العولمةُ Globalization

يهتم علمُ الاقتصادِ بدراسة العولمةِ، وانفتاح الدولِ والاقتصادات علَى بعضها بعضًا؛ فقد تقرر بعض الشركات إجراء بعض خطوات الإنتاج في دولة أخرى؛ توفيرًا للنفقاتِ، ولكن هذا يرفع من معدل البطالةِ، فكيف يتم التعامل مع هذه الإشكاليةِ، وما الأكثر أهمية: التكلفة أو خلق فرص العمل؟ ولهذا يحاول الاقتصادُ دراسةَ الفرصةِ والفرصةِ البديلة، والمفاضلة بناءً علَى مجموعة من  المعايير الاقتصاديةِ.

الخلاصةُ

  • علمُ الاقتصادِ علمٌ يلمس حياتنا بشكل مباشر، وفهمنا له يساعدنا علَى اتخاذ قرارات أفضل.
  • هناك مجموعة من المفاهيم التي تمثل أساسيات علم الاقتصاد .
  • تشمل هذه المفاهيم – علَى سبيل المثال – الثروةَ، والقيمةَ، والعولمةَ، والأنظمةَ الاقتصاديةَ المختلفة.

انتهينا الآن من شرح أساسيات علم الاقتصاد وأخيرًا، لمتابعة المزيد من المقالات التعليمية، يمكنك تصفح موقع بورصات