بصفتك متداولًا في سوق العملات الأجنبية (الفوركس)، فقد تلاحظ في كثير من الأحيان وجود ارتباط بين زوجين من العملات، ما يعني أن الزوجين قد يتحركان إجمالًا في اتجاه واحد وبطريقة متشابهة إلى حد كبير، فيما يطلق عليه ارتباط أزواج العملات Currency Pair Correlations أو أزواج العملات المترابطة. وهذا الارتباط بحد ذاته يمكن أن يحمل أهمية كبيرة للمتداول في حال فهمه لطبيعة ودرجة هذا الارتباط. بل وبناءً عليه يمكن إعداد استراتيجية للتداول، وكذلك الحد من المخاطر بطرق مختلفة، وتنويع وتحسين عمليات التداول بشكل عام.

في هذا المقال، سوف نُلقي الضوء على موضوع أزواج العملات المترابطة من كل جوانبه. وسنبدأ بتوضيح المفهوم العام للارتباط بين زوجين، وأنواع ودرجات هذا الارتباط، ومن ثم كيفية الاستفادة منه في تداولاتنا. لذلك، سيجري عرض الموضوع على النحو التالي:

  • ما المقصود بـ أزواج العملات المترابطة؟
    1. أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا.
    2. أزواج العملات المترابطة سلبيًّا.
  • تأثير ارتباط أزواج العملات على استراتيجيات تداول الفوركس.
  • استراتيجيات تداول الفوركس على أساس ارتباط أزواج العملات.
  • أهم أزواج العملات المترابطة في سوق الفوركس.
  • السلع المرتبطة بالعملات.

أولًا: ما المقصود بـ أزواج العملات المترابطة؟

الارتباط هو مقياس إحصائي يوضح درجة العلاقة بين أصلين تجاريين (زوجين من العملات، أو زوج عملات وسلعة ما مثل الذهب أو النفط). ويُظهر هذا الارتباط المدى الذي تتحرك فيه أسعار زوجين من العملات في الاتجاه نفسه أو في الاتجاه المعاكس، أو حتى التحرك العشوائي، خلال فترة زمنية معينة.

وفي السياق ذاته، فإن تحليل العلاقة بين الأصول باستخدام البيانات الإحصائية أمر ذو قيمة تنبؤية كبيرة. فمن خلال معرفة درجة أو “مُعامل الارتباط” Correlation Coefficient، يمكننا فهم طبيعة العلاقة بين هذين الأصلين أو الزوجين والاستفادة منها في التداولات، وكذلك في إدارة المخاطر بطرق مختلفة.

ويتم قياس مُعامل الارتباط بين أي زوجين بالصيغة العشرية من -1 إلى +1، وهذا يعني:

  • إذا ارتبطت أو تطابقت حركة الزوجين بنسبة 100% يكون معامل الارتباط بينهما +1.
  • والعكس، إذا اختلفت حركة الزوجين بنسبة 100% يكون معامل الارتباط بينهما -1.
  • وإذا لم يكن هناك أي ارتباط بين الزوجين ولا توجد علاقة بينهما، فإن مُعامل الارتباط بينهما يساوي “صفرًا”.

سنقوم بشرح ذلك بشكل مفصل لتوضيح مدى قوة الارتباط بين مختلف الأزواج.

1- أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا

يُقصد بأزواج العملات المُترابطة إيجابيًّا أن مُعامل الارتباط بين زوجين يساوي +1. ما يعني أن الزوجين يتحركان في الاتجاه نفسه بنسبة 100٪ على مدار الزمن، الأمر الذي يشير إلى وجود علاقة إيجابية مثالية بينهما.

ومن أفضل الأمثلة على الارتباط الإيجابي بين زوجين:

  • اليورو مقابل الدولار الأمريكي EUR/ USD.
  • الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي GBP/ USD.

حيث نلاحظ في معظم الأوقات أن حركة زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي تكون مطابقة لحركة زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، وفي الاتجاه نفسه.

لنلق نظرة على الرسم البياني أدناه، والذي يوضح مدى التطابق أو الارتباط بين حركة السعر لزوجين من العملات:

مثال على أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا

شكل رقم (1): مثال على أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا

من الرسم البياني أعلاه لزوجي الجنيه الإسترليني/ الدولار الأمريكي، واليورو/ الدولار الأمريكي، نلاحظ وجود تطابق شبه تام في تحركات الأسعار. ورغم أن التطابق ليس بنسبة مائة بالمائة، فإن الاتجاهات الرئيسية للزوجين تتحرك بشكل متماثل بدرجة كبيرة.

لاحظ أنه كلما كان زوج الجنيه الإسترليني/ الدولار الأمريكي صاعدًا، نجد أن زوج اليورو/ الدولار الأمريكي صاعدٌ أيضًا على المدى الطويل.

2- أزواج العملات المترابطة سلبيًّا

يشير الارتباط السلبي بين زوجين إلى أن مُعامل الارتباط بينهما يساوي -1، ما يعني أن الزوجين يتحركان في اتجاه معاكس لبعضهما بنسبة 100٪ على مدار الزمن، أي أن هناك علاقة سلبية مثالية بينهما.

ومن أفضل النماذج على الارتباط السلبي هي العلاقة بين زوجي:

  • اليورو مقابل الدولار الامريكي EUR/ USD
  • الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري USD/ CHF.

وفي هذين الزوجين نلاحظ ارتباطًا سلبيًّا مثاليًّا، حيث إن الزوجين يتحركان بشكل معاكس تمامًا لبعضهما طوال الوقت. على سبيل المثال، إذا تحرك زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي في اتجاه صاعد، فإن زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري يتحرك في اتجاه معاكس (هابط) بنسبة 100%، ما يعني أن مُعامل الارتباط بينهما يساوي -1.

الرسم البياني أدناه يزودنا بمثال على أزواج العملات المترابطة سلبيًّا:

مثال على أزواج العملات المترابطة سلبيًّا

شكل رقم (2): مثال على أزواج العملات المترابطة سلبيًّا

الرسم البياني أعلاه لزوجي الدولار الأمريكي/ الفرنك السويسري، واليورو/ الدولار الأمريكي. هنا نلاحظ شيئًا مختلفًا، إذ يتحرك كل زوج بشكل مختلف ومعاكس تمامًا لحركة الزوج الآخر. على سبيل المثال، إذا تحرك سعر زوج الدولار الأمريكي/ الفرنك السويسري في اتجاه صاعد، نجد أن سعر زوج اليورو/ الدولار الأمريكي يتحرك في اتجاه هابط، والعكس صحيح.

لذلك، دائمًا ما نلاحظ أن المتداول الذي يتداول على هذين الزوجين في آن واحد غالبًا ما يتخذ مركز شراء في أحدهما، ومركز بيع في الآخر. إلا إذا كان يستخدم استراتيجية “تحوط” معينة ضد المخاطر (وهو ما سنناقشه بشيء من التفصيل لاحقًا).

3- الارتباط العشوائي (الصفري)

بالإضافة إلى أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا أو سلبيًّا، فإن مُعامل الارتباط بين زوجين يكون “صفرًا” إذا كانت العلاقة بينهما عشوائية تمامًا، ما يعني أنه ليس بينهم ارتباط على الإطلاق.

وبطبيعة الحال، كلما كانت العلاقة الإيجابية أو السلبية أقوى؛ ازدادت القيمة التنبؤية لتحليل الزوجين. وهنا تظهر قيمة الأطر الزمنية الكبيرة عند استخدامها في تحليلاتنا لحركة السعر، حيث تزودنا بمعلومات أكثر دقة مُقارنة بالأطر الزمنية الصغيرة المليئة بالتذبذبات في حركة السعر، والتي لا تحمل أهمية تُذكر للتحليل الفني. لذلك، فإن البيانات والأطر الزمنية اليومية والأسبوعية والشهرية توفر عادة تحليلات أكثر قيمة وموثوقية.

ثانيًا: تأثير ارتباط أزواج العملات على استراتيجيات تداول الفوركس

من المؤكد أن العلاقة بين أزواج العملات المترابطة يمكن أن تشكل أساسًا لبناء استراتيجية تداول مستقلة. كما يُمكن استخدام هذه العلاقة كعامل مساعد لاستراتيجية التداول التي نستخدمها؛ وهو ما يعطيها قوة إضافية.

كذلك، ومن خلال فهم نوع الارتباط بين الأزواج ودرجة هذا الارتباط، يمكن إدراك حجم المخاطر التي نتعرض لها عند الدخول في صفقات.

على سبيل المثال، إذا اشتريت عدة أزواج من العملات ذات الارتباط الإيجابي القوي (التي تتحرك في اتجاه واحد)، فإنك تُعرض نفسك لمخاطر أعلى، لماذا؟

لأنه في حال انعكس السعر في أحد هذه الأزواج، فإن الانعكاس سيشمل بقية الأزواج التي اشتريتها، ما يعني هبوط السعر والتعرض لمخاطر خسارة كل الصفقات التي اتخذتها في آنٍ واحد!

كيف نتجنب مخاطر التداول على أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا وسلبيًّا؟

بناءً على ما سبق، يمكننا تفادي هذه المخاطر الناتجة عن تحركات أسعار أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا أو سلبيًًّا عن طريق اتخاذ مراكز شراء (أو بيع) على زوجين من أزواج العملات المترابطة سلبيًّا، وبذلك تضمن أن انعكاس الاتجاه لن يؤدي أبدًا لخسارة المركزين في آنٍ واحد!

وهنا تأتي أهمية التحوط (أو الهدج)  Hedge، والذي يعني –في حالتنا تلك- اتخاذ مركز مماثل في سوق يرتبط ارتباطًا سلبيًّا بزوج آخر.

على سبيل المثال، وكما شرحنا أعلاه، فهناك علاقة ارتباط سلبي مثالية بين زوجي: اليورو مقابل الدولار الامريكي EUR / USD ، والدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري USD / CHF.  فإذا كان هناك تحرك اتجاهي لكليهما (كلاهما يتحرك بوضوح في اتجاه مُعاكس للآخر)، فإن شراء الزوجين سيؤدي إلى مخاطر منخفضة بشكل عام.

وبالتالي، فإن فهم نوع الارتباط بين زوجين يمكن أن يتيح لك التحوط أو تنويع تعرضك لمخاطر السوق. وبشكل عام:

  • إذا كنت تتداول في أسواق ذات اتجاه واضح ومحدد (سواءً اتجاه صعودي أم هبوطي)، فيمكنك توزيع المخاطر بالتداول على زوجين مرتبطين إيجابيًّا بقوة، بحيث يتم شراء زوج منهما وبيع الزوج الآخر.
  • وإذا كنت تتطلع إلى التحوط من مركز ما (مع إبقاء المخاطر منخفضة)، يمكنك اتخاذ مركز مُماثل في زوج مرتبط به ارتباطًا سلبيًّا.

على سبيل المثال، إذا اتخذت “مركز شراء” على زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي، وبدأ الزوج في التحرك عكس اتجاه مركزك، فيمكنك حينئذٍ التحوط عن طريق شراء زوج يرتبط سلبيًّا مع اليورو مقابل الدولار الأمريكي، مثل الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري.

ثالثًا: استراتيجيات تداول الفوركس على أساس ارتباط أزواج العملات

عندما يكون هناك ارتباط إيجابي وثيق بين زوجين، فإن حركة الزوج الرئيسي منهما يمكن أن تكون بمنزلة مؤشر جيد على حركة سعر الزوج الآخر. هذا يعني أنه إذا حللت حركة السعر لزوج رئيسي وخرجت بنتيجة مفادها أن هناك إمكانية لحركة سعرية حادة (على هذا الزوج الرئيسي المرتبط إيجابيًّا بزوج آخر)، فيمكنك توقع حدوث حركة مشابهة محتملة على الزوج الآخر التابع أو المتأخر.

المثال الآتي لزوجي اليورو مقابل الدولار EUR/ USD، واليورو مقابل الين الياباني EUR/ JPY:

تحليل حركة السعر بناءً على ارتباط أزواج العملات

شكل رقم (3): تحليل حركة السعر بناءً على ارتباط أزواج العملات

من الرسم البياني أعلاه نلاحظ أن حركة الزوج الرئيسي أو القيادي (اليورو/ الدولار الأمريكي) تسبق -ولو بدرجة ضئيلة- حركة الزوج التابع أو المتأخر (اليورو/ الين الياباني). وبالنظر إلى المواضع الرئيسية التي انعكست فيها حركة السعر سنجد أن الزوج القيادي يُظهر إشارات الانعكاس أولًا في معظم الأحيان!

وهكذا، يمكن أن يكون الارتباط بين أزواج العملات بمنزلة أداة جيدة وقوية في التحليل الفني لسوق الفوركس. وبطبيعة الحال تزداد قيمته بشكل كبير في حال تم إقرانه مع مؤشرات فنية أخرى.

كيف نستفيد من ارتباط أزواج العملات في تداولاتنا؟

يمكننا الاستفادة من أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا أو سلبيًّا بطرق مختلفة. على سبيل المثال، إذا كان لدينا زوجان مرتبطان ارتباطًا إيجابيًّا، أحدهما زوج قيادي، والآخر زوج تابع، وتمكن زوج منهما من اختراق مستوى دعم أو مقاومة رئيسي والاستقرار بعده، فتكون هناك احتمالية كبيرة أن يقوم الزوج المرتبط به إيجابيًّا بالسلوك نفسه.

وبالتالي يمكننا اتخاذ مركز شراء أو بيع على الزوج المتأخر بناءً على سلوك الزوج الرئيسي، بشرط إجراء تحليل دقيق لحركة السعر، والحصول على تأكيدات إضافية من أدوات فنية مختلفة.

وإذا كان هناك زوجان من العملات مرتبطان ارتباطًا سلبيًّا، وحدث انعكاس صعودي واضح للسعر في واحد منهما؛ فيمكنك حينئذٍ توقع انعكاس هبوطي محتمل للزوج الآخر.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكننا استخدام ظاهرة الدايفرجنس Divergence بين اثنين من أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا، بحيث نشتري زوجًا منهما ونبيع الآخر، ونستفيد من اختلاف سرعة حركة السعر بينهما والخروج على أول ربح، مع توقع أن تعود حركة السعر مرة أخرى لطبيعتها في أقرب وقت، وهو أمر شبيه بما يُطلق عليه “المراجحة” أو “الموازنة” Arbitrage، أي استغلال نوع الارتباط والعلاقة بين زوجين في تنفيذ تداولات على المدى القصير.

رابعًا: أهم أزواج العملات المترابطة في سوق الفوركس

في هذا الجزء سنعرض قائمة تشتمل على أهم أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا، طبقًا للبيانات السنوية. لاحظ أن درجة أو معامل الارتباط يلعب دورًا كبيرًا في تحديد العلاقة بين الأزواج. وكلما اقترب معامل الارتباط الإيجابي من +1 كان الارتباط بين الزوجين أقوى. وبالمثل، كلما اقترب معامل الارتباط السلبي من -1 كان الاختلاف بين الزوجين أقوى.

1- أهم أزواج الارتباط الإيجابي

القائمة أدناه تتضمن أهم أزواج العملات المترابطة إيجابيًا في سوق الفوركس، طبقًا للبيانات السنوية:

الزوج الأول الزوج الثاني نوع الارتباط مُعامل الارتباط

اليورو/ الدولار أمريكي

EUR/ USD

اليورو/ الفرنك السويسري

EUR/ CHF

ارتباط إيجابي +%93

اليورو/ الدولار الأمريكي

EUR/ USD

الجنيه الاسترليني/ الدولار الأمريكي

GBP/ USD

ارتباط إيجابي +%89

اليورو/ الدولار الأمريكي

EUR/ USD

الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي

AUD/ USD

ارتباط إيجابي +%81

الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي

AUD/ USD

الذهب

Gold

ارتباط إيجابي +%75

جدول رقم (1): أمثلة لأهم أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا

2- أهم أزواج الارتباط السلبي

وعلى الجانب الآخر، القائمة أدناه تشتمل على أهم أزواج العملات المترابطة سلبيًّا، طبقًا للبيانات السنوية:

الزوج الأول الزوج الثاني نوع الارتباط مُعامل الارتباط

دولار أمريكي/ دولار كندي

USD/ CAD

دولار أسترالي/ دولار أمريكي

AUD/ USD

ارتباط سلبي -%88

اليورو/ الدولار الأمريكي

EUR/ USD

الدولار/ الفرنك السويسري

USD/CHF

ارتباط سلبي -%85

دولار أسترالي/ دولار نيوزيلاندي

AUD/ NZD

دولار نيوزيلاندي/ دولار سنغافوري

NZD/ SGD

ارتباط سلبي -%78

الدولار الأمريكي/ الين الياباني

USD/ JPY

الذهب

Gold

ارتباط سلبي -%78

جدول رقم (2): أمثلة لأهم أزواج العملات المترابطة سلبيًّا

خامسًا: السلع المرتبطة بالعملات

هناك بعض السلع التي ترتبط بقوة مع زوج أو أكثر من أزواج العملات. ومن أفضل الأمثلة على ذلك وجود علاقة ارتباط إيجابية بين الدولار الكندي والنفط الخام، وربما يكون سبب ذلك أن كندا تعد منتجًا ومصدرًا رئيسيًّا للنفط الخام.

وبالمثل، فإن للدولار الأسترالي علاقة ارتباط إيجابية مع الذهب، ربما للسبب نفسه، وهو أن أستراليا تعد منتجًا ومصدرًا رئيسيًّا للذهب. بينما تتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطي عالمي من المعدن الثمين.

لذلك، نلاحظ وجود علاقة ارتباط إيجابي قوية بين زوج الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي وبين الذهب (كما في المثال أدناه). مع ملاحظة أن الذهب يعد ملاذًا آمنًا (بديلًا للدولار) في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

وبشكل عام، يُنظر إلى كل من الذهب والين الياباني باعتبارهما ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، مع الأخذ في الاعتبار وجود ارتباط إيجابي قوي بينهما.

الرسم البياني أدناه يوضح الارتباط الإيجابي بين زوج الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي وبين الذهب:

مثال على الارتباط الإيجابي بين زوج الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي، والذهب

شكل رقم (4): مثال على الارتباط الإيجابي بين زوج الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي، والذهب

من الرسم البياني أعلاه نلاحظ أن سعر زوج الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي وسعر الذهب/ الدولار الأمريكي يتحركان في اتجاه واحد تقريبًا على المدى الطويل. وكلما صعد سعر زوج الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي، صعد سعر الذهب، والعكس صحيح.

وفي الوقت نفسه، عادة ما يكون الارتباط بين الذهب والدولار الأمريكي ارتباطًّا سلبيًّا، فعندما يفقد الدولار الأمريكي قيمته بسبب ارتفاع التضخم مثلًا، يبحث المستثمرون عن سوق بديلة ذات قيمة (ملاذ آمن) مثل الذهب.

سادسًا: تغير طبيعة الارتباط بين أزواج العملات

بالنظر إلى وجود نوعين رئيسيين من الارتباط بين أزواج العملات، الارتباط الإيجابي والارتباط السلبي، فيجب أن نضع دائمًا في اعتبارنا إمكانية تغير علاقة الارتباط تلك بين زوجين في أي وقت، بسبب عوامل اقتصادية وسياسية مختلفة.

كذلك، يمكن أن يكون مُعامل الارتباط ذاته عُرضة للتغير، ويحدث ذلك غالبًا بفعل تغير السياسات النقدية لمختلف الدول وأسعار السلع والتغيرات في سياسات البنوك المركزية، وغير ذلك من أسباب.

وبالنظر إلى أن طبيعة الارتباط بين الأزواج يمكن أن تتغير بمرور الوقت، فإن هذا الأمر يسلط الضوء على أهمية مواكبة التطورات الاقتصادية التي يمكن أن تُلقي بظلالها على هذه العلاقات، وقد تؤثر بشكل أو بأخر على طبيعة ودرجة الارتباط بين أزواج العملات وبعضها، أو بين أزواج العملات والسلع المختلفة (مثل الذهب والنفط).

لذلك، نوصي دائمًا بالتحقق من طبيعة العلاقات على المدى الطويل للحصول على فهم أعمق.

وبشكل عام، يمكن أن تكون علاقة أزواج العملات؛ سواءً الإيجابية أم السلبية، بمنزلة أداة قوية يمكنك استخدامها لبناء أو تطوير استراتيجيات تداول ذات احتمالية نجاح عالية. وأيضًا المساعدة في إدارة المخاطر، خاصة إذا كنت تركز على تتبع ودراسة معاملات الارتباط على الأطر الزمنية اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية.

الخلاصة

  • تعرفنا في هذا المقال على أزواج العملات المترابطة في سوق الفوركس. كما تعرفنا على بعض المفاهيم المتعلقة بالارتباط بين أزواج العملات.
  • الارتباط: هو مقياس إحصائي يوضح درجة العلاقة بين زوجين من العملات، ويُظهر المدى الذي يتحركان به في الاتجاه نفسه أو في الاتجاه المعاكس خلال فترة زمنية معينة.
  • مُعامل الارتباط: هو مقياس لتحديد درجة وقوة الارتباط بين زوجين من العملات، ويتم قياسه بالصيغة العشرية من -1 إلى +1.
  • أزواج العملات المترابطة إيجابيًّا: هي الأزواج التي يكون مُعامل الارتباط بينها يساوي +1، أي أن الزوجين يتحركان في الاتجاه نفسه بنسبة 100٪ على مدار الزمن.
  • أزواج العملات المترابطة سلبيًّا: هي الأزواج التي يكون مُعامل الارتباط بينهما يساوي -1، أي أن الزوجين يتحركان في اتجاه معاكس لبعضهما بنسبة 100٪ على مدار الزمن.
  • من خلال فهم نوع الارتباط بين الأزواج، يمكن إدراك حجم المخاطر التي نتعرض لها عند الدخول في صفقات.
  • عندما يكون هناك ارتباط إيجابي بين زوجين، فإن حركة زوج واحد منهما يمكن أن تكون بمنزلة مؤشر رئيسي على حركة سعر الزوج الآخر.
  • يعد ارتباط أزواج العملات بمنزلة أداة قوية في التحليل الفني لسوق الفوركس، وتزداد قيمته بشكل كبير في حال تم إقرانه مع مؤشرات فنية أخرى.
  • هناك بعض السلع التي ترتبط بقوة مع واحد أو أكثر من أزواج العملات، مثل:
    1. الارتباط الإيجابي بين الدولار الكندي والنفط الخام.
    2. الارتباط الإيجابي بين الذهب والدولار الأسترالي.
    3. الارتباط السلبي بين الدولار الأمريكي والذهب.
  • دائمًا ما يكون نوع ومعامل الارتباط عرضة للتغير، وذلك طبقًا للتغيرات التي تطرأ على الظروف السياسية والاقتصادية لمختلف الدول.

وأخيرًا، وبعد شرح موضوع أزواج العملات المترابطة بكافة تفاصيله، برأيك –عزيزي القارئ- أي أنواع الارتباط يمكن أن يكون أكثر فاعلية عند استخدامه في التداول؛ هل هو الارتباط الإيجابي أم الارتباط السلبي؟ وهل من الأفضل استخدام الارتباط بين زوجين من العملات أم بين زوج عملات وسلعة، كالذهب أو النفط؟

– نتطلع لمشاركتنا آرائكم وخبراتكم وشغفكم عبر تعليقات موقعكم، بورصات