ربما تكون الحقيقة الأولى والمؤكدة في أسواق المال هي أن التحليل الفني يمثل أساس عملية التداول. ومع ذلك فإن التحليل الفني بحدِّ ذاته يشتمل على مجموعة واسعة مما يُطلق عليه “أدوات التحليل الفني”، وهي الأدوات التي تساعد المحللين والمتداولين على قراءة الرسوم البيانية للأسعار بشكل صحيح، وتوقع اتجاهات حركة السعر المستقبلية.

وبمعنى آخر، فإننا عند محاولة قراءة حركة السعر قد نواجه بعض الصعوبات. وبالتالي نكون بحاجة لأدوات مساعدة تفسر لنا سلوك السعر، وتزودنا بنظرة عميقة عن طبيعة هذه الحركة، بل وربما تساعدنا على توقع حركة السعر مستقبلًا، أو حتى إظهار إشارات للتداول، وهذا هو دور أدوات التحليل الفني.

وتنقسم هذه الأدوات إلى أكثر من نوع، فمنها ما يعتمد على مهارة وخبرة المتداول أو المحلل نفسه، كخطوط الاتجاه ومستويات الدعم والمقاومة. ومنها ما يكون عبارة عن مؤشرات فنية مصممة بطرق معينة لتفسير حركة السعر. ومنها كذلك ما هو عبارة عن نظريات فنية تمت صياغتها لتفسير طبيعة سلوك أسواق المال.

في هذا المقال سوف نتعرف على أدوات التحليل الفني. وسنبدأ بتعريف التحليل الفني وأهميته كنهج أساسي في تحليل أسواق المال. ومن ثم نوجه تركيزنا على أدوات التحليل الفني الأكثر شيوعًا والتي أثبتت فاعليتها على مدى عقود طويلة. وأخيرًا سنقدم بعض القواعد الرئيسية التي يجب اتباعها عند استخدام هذه الأدوات.

أولًا: ما هو التحليل الفني Technical Analysis؟

من المعروف أن تحليل أسواق المال -سواءً أسواق الأسهم، السندات، السلع، العملات، أو غير ذلك- يتم من خلال نهجين رئيسيين، هما:

  • التحليل الفني Technical Analysis: ويعني دراسة وتحليل حركة السعر على الرسوم البيانية، مع الاستعانة ببعض أدوات التحليل الفني المساعدة (التي سنناقشها لاحقًا)، في محاولة لتوقع اتجاه السعر مُستقبلًا.
  • التحليل الأساسي Fundamental Analysis: والذي يعني بدراسة كل العوامل التي يمكن أن تؤثر على “القيمة الحقيقية” للأصل، مثل البيانات المالية والإدارية، ونتائج الأعمال، والمبيعات والأرباح، وتحليل القيمة الجوهرية للشركة لتحديد ما إذا كان سعر السهم يعبر عن قيمته الحقيقية أم لا.

ونستنتج من ذلك أن التحليل الفني يعتمد أساسًا على قراءة الرسوم البيانية للأسعار. وهو يقوم على فكرة أنه إذا تمكن المتداول من التعرف على الأنماط السابقة لحركة السعر، فيمكنه بناء تصور دقيق -إلى حد ما- حول اتجاهات الأسعار المستقبلية.

وبطبيعة الحال، سيكون من الصعب على أي متداول أو محلل فني قراءة حركة السعر على الرسوم البيانية بشكل مجرد، أي دون الاستعانة ببعض أدوات التحليل الفني التي تساعده على تفسير حركة السعر والتنبؤ باتجاهه مستقبلًا من ناحية، ويمكن أن تزوده بإشارات التداول من ناحية أخرى.

لذلك يستعين غالبية المتداولين والمحللين بكثير من أدوات التحليل الفني، والتي سنتعرف على أهمها في القسم التالي من المقال.

ثانيًا: أهم أدوات التحليل الفني Technical Analysis Tools

في هذا الجزء، سنعرض أهم أدوات التحليل الفني وأكثرها شيوعًا وفاعلية في أسواق المال كافة. مع العلم أن جميع هذه الأدوات أثبتت كفاءتها على مدى عقود من الزمن، ويُنصح بها من قبل أعظم خبراء التداول.

(1) الاتجاهات Trends

يمكن تعريف الاتجاه في أسواق المال بأنه الاتجاه العام لحركة السعر، أي الجهة التي يتحرك صوبها. والسعر -بشكل عام- لا يتحرك سوى في ثلاثة اتجاهات، هي:

  • الاتجاه الصاعد Uptrend: ويكون عبارة عن سلسلة من القمم المتصاعدة Higher Highs (كل قمة أعلى من القمة السابقة)، والقيعان المتصاعدة Higher Lows (كل قاع أعلى من القاع السابق). لذلك يكون النسق العام للسعر صعوديًّا.
  • الاتجاه الهابط Downtrend: وهو عبارة عن سلسلة من القمم الهابطة Lower Highs (كل قمة أدنى من القمة السابقة)، والقيعان الهابطة Lower Lows (كل قاع أدنى من القاع السابق). لذلك يكون النسق العام للسعر هبوطيًّا.
  • التحرك العرضي Sideway: وخلاله يتحرك السعر بشكل عرضي ولا يأخذ اتجاهًا محددًا، ويكون من الصعب على المتداول أو المحلل الفني تحديد اتجاهه.

الرسم البياني أدناه يتضمن الاتجاهات الثلاثة التي يتحرك فيها السعر، الصاعد، الهابط، والعرضي:

الاتجاهات الثلاثة لحركة السعر

شكل رقم (1): الاتجاهات الثلاثة لحركة السعر

وبناءً على ذلك، فإن تحديد اتجاه السعر يمثل القاعدة الأولى والأكثر أهمية في التداول. بل ويعتبر من أهم مهارات التحليل الفني، فإذا تمكنت من تحديد اتجاه السعر بشكل صحيح والتداول في هذا الاتجاه، سيكون النجاح حليفك لا محالة. كما أنه، ومن دون تحديد الاتجاه بدقة، لن تتمكن من الدخول في صفقات تداول موثوقة.

وفي الوقت نفسه يجب إدراك أن حركة السعر في اتجاه معين لن تدوم إلى ما لا نهاية. ولذلك عليك معرفة مواضع تغير اتجاه السعر، أو “الانعكاسات” Reversals بدقة كي تتمكن من التداول بناءً على الاتجاه الجديد.

ومع ذلك، فإن تحديد اتجاه حركة السعر ليس سهلًا، حيث إن الأسعار –بطبيعة الحال- لا تتحرك في خط مستقيم. ولكن بالممارسة والتعلم والخبرة سوف تكتسب هذه المهارة التي ستمنحك أهم مكافأة يمكن الحصول عليها في أسواق المال، وهي الأرباح.

(2) مستويات الدعم والمقاومة Support and Resistance Levels

تعتبر مستويات الدعم والمقاومة من أبرز المصطلحات وأكثرها شيوعًا، ومن أهم أدوات التحليل الفني على الإطلاق. ولكن ما مستوى الدعم وما مستوى المقاومة؟

  • مستوى الدعم: هو المستوى الذي يواجه السعر في أثناء الاتجاه الهبوطي، ويكون بمنزلة حاجز قد يُعيق السعر من الاستمرار في الهبوط (ولو لفترة مؤقتة). وغالبًا ما يحدث عند مستوى الدعم ضغط شراء متزايد، وهو ما يُعرف بـ”الطلب Demand”.
  • مستوى المقاومة: هو المستوى الذي يواجه السعر في اتجاهه الصعودي ويكون بمنزلة حاجز قد يُعيق السعر عن الاستمرار في الصعود (ولو لفترة مؤقتة). وغالبًا ما يحدث عنده ضغط متزايد على البيع، وهو ما يُعرف بـ”العرضSupply”.

ومن أبرز مميزات مستويات الدعم والمقاومة أنها يمكن الاعتماد عليها بمفردها كأداة فنية جيدة وموثوقة. كما يمكن دمجها مع بعض أدوات التحليل الفني الأخرى للحصول على نتائج أفضل.

كما أن مستويات الدعم والمقاومة تلعب دورًا رئيسيًّا في تشكيل النماذج الفنية Chart Patterns (سنتحدث عنها لاحقًا). فضلًا عن تميزها بـ “ديناميكية التمركز”، بمعنى أن:

  • مستوى الدعم قد يتحول لمستوى مقاومة بعد كسره.
  • ومستوى المقاومة قد يتحول لمستوى دعم بعد كسره.

الرسم البياني أدناه يزودنا بفكرة جيدة عن طبيعة مستويات الدعم والمقاومة:

مستويات الدعم والمقاومة وكيفية تحديدها على الرسوم البيانية

شكل رقم (2): مستويات الدعم والمقاومة وكيفية تحديدها على الرسوم البيانية

وكما نلاحظ، يمكن رسم مستوى الدعم من خلال ربط قاعين (أو أكثر) بخط أفقي. وبالمثل، يمكن رسم مستوى المقاومة من خلال ربط قمتين (أو أكثر) بخط أفقي.

وأخيرًا يمكن القول إن أهمية مستويات الدعم والمقاومة تكمن أيضًا في أن التغير في ميزان القوة بين المشترين والبائعين يحدث عندها.

(3) النماذج الفنية Chart Patterns

تتشكل النماذج الفنية، أو النماذج السعرية (والتي تعرف أيضًا باسم أنماط الرسوم البيانية) بواسطة مزيج من مستويات الدعم والمقاومة وخطوط الاتجاه. وهي تشكيلات للسعر تظهر على الرسوم البيانية وتعكس سلوك المتداولين تجاه سوق ما.

وبناءً على هذه النماذج الفنية يمكن توقع الحركة المستقبلية للسعر. وبشكل عام، تعد النماذج الفنية من أهم وأقوى أدوات التحليل الفني وأكثرها انتشارًا وشيوعًا.

وتنقسم النماذج الفنية إلى قسمين رئيسيين، هما:

أ. النماذج الفنية الاستمرارية Continuation Patterns

والتي تشير إلى استمرار تحرك السعر في الاتجاه الرئيسي السائد. بمعنى أنها تتشكل خلال الاتجاه الصاعد في إشارة إلى إمكانية استمرار هذا الاتجاه مستقبلًا. وبالمثل، تتشكل خلال الاتجاه الهابط وتشير إلى احتمالية كبيرة لاستمراره مستقبلًا.

ومن أبرز النماذج السعرية الاستمرارية نماذج:

  • الرايات Pennants.
  • الأعلام Flags.
  • نموذج الكوب والعروة Cup and Handle.
  • المثلثات Triangles.
  • المستطيلات Rectangles.

الشكل التوضيحي أدناه يتضمن عددًا من أكثر النماذج السعرية الاستمرارية أهمية وشيوعًا:

رسم توضيحي لبعض النماذج الفنية الاستمرارية

شكل رقم (3): رسم توضيحي لبعض النماذج الفنية الاستمرارية

ب. النماذج الفنية الانعكاسية Reversal Patterns

والتي تشير إلى انعكاس اتجاه السعر، من صاعد إلى هابط أو العكس. هذا يعني أن ظهور نموذج فني هبوطي في أثناء الاتجاه الصاعد يمثل إشارة إلى احتمال انعكاس الاتجاه إلى هابط. وفي المقابل، فإن ظهور نموذج فني صعودي في أثناء اتجاه هابط يشير إلى احتمالية انعكاسه إلى صاعد.

ومن أبرز النماذج الفنية الانعكاسية:

  • نموذج الرأس والكتفين Head and Shoulders.
  • القمم والقيعان المزدوجة Double Tops and Bottoms.
  • القمم والقيعان الثلاثية Triple Tops and Bottoms.
  • الأوتاد الانعكاسية Reversal Wedges.
  • المثلثات الانعكاسية Reversal Triangles.

الشكل التوضيحي أدناه يتضمن مجموعة من أبرز النماذج الفنية الانعكاسية:

رسم توضيحي لعدد من أبرز النماذج الفنية الانعكاسية

شكل رقم (4): رسم توضيحي لعدد من أبرز النماذج الفنية الانعكاسية

وتظهر النماذج الفنية في أسواق المال كافة، وعلى جميع الأُطر الزمنية بلا استثناء. غير أنها تختلف عن بعضها من حيث المدة التي يستغرقها كل نموذج حتى يكتمل ويصبح صالحًا للتداول.

على سبيل المثال، قد يتشكل نموذج المثلث على الإطار الزمني اليومي في غضون أيام، في حين أن تشكيل نموذج الرأس والكتفين قد يستغرق أسابيع أو شهور على الإطار اليومي أيضًا.

كما أن لكل نموذج من النماذج الفنية (الاستمرارية والانعكاسية) طريقة معينة في تحديده وكيفية التداول عليه.

وبشكل عام، توفر النماذج الفنية إطارًا جيدًا لتحليل قوى العرض والطلب. بالإضافة إلى أنها تعطي صورة واضحة ومبسطة، يستطيع المتداول من خلالها تحديد القوة المسيطرة على السوق (هل هم المشترون أم البائعون) حتى يتمكن من اتخاذ القرار الصحيح سواءً بالشراء أم البيع.

(4) المؤشرات الفنية Technical Indicators

المؤشرات الفنية هي معادلات رياضية تستمد قيمها ومُدخلاتها من بيانات حركة السعر وأحجام التداول، لتظهر على شكل مؤشر إحصائي (مذبذبات، أعمدة أو خطوط) على الرسوم البيانية أو أسفلها.

وتكمن أهميتها في أنها تساعد المتداولين والمستثمرين على التنبؤ باتجاهات الأسعار المستقبلية واتخاذ قرارات التداول.

ويمكن للمؤشرات الفنية أن تزودنا بنظرة عميقة حول الاتجاه الرئيسي للسعر ومدى قوة هذا الاتجاه، وهذا أيضًا مهم للمتداول. كما أنها عادة ما تعطي تنبيهات للمتداولين بضرورة التركيز على دراسة حركة السعر عند حدوث حالات معينة.

على سبيل المثال، إذا كانت أحجام التداول تتزايد، فقد يكون ذلك إشارة على كسر مستوى دعم أو مقاومة مهم.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام المؤشرات الفنية لتأكيد الإشارات الناتجة عن حركة السعر أو أدوات التحليل الفني الأخرى.

على سبيل المثال، إذا اخترق السعر نموذج فني ما، فقد تتأكد لنا صحة هذا الاختراق إذا اقترن بظهور حالة دايفرجنس Divergence على مؤشر الزخم الذي نستخدمه.

– أهم المؤشرات الفنية

هناك كم هائل من المؤشرات الفنية المتاحة للمتداولين، ولكل منها خصائص ووظائف معينة. وهنا سنُلقي الضوء على أفضل هذه المؤشرات من حيث الفاعلية وأكثرها شهرة بين المتداولين.

أ- المتوسطات المُتحركة Moving Averages

تعد المتوسطات المُتحركة أحد أشهر وأبسط المؤشرات الفنية. يقوم المتوسط المتحرك بحساب متوسط سعر السهم أو الورقة المالية خلال عدد محدد من الفترات الزمنية، ومن ثم يقسم الناتج على عدد هذه الفترات، لينتج عن ذلك رقم معين يكون هو المتوسط المتحرك.

على سبيل المثال، إذا رغبنا بحساب متوسط حركة السعر خلال 10 أيام، سنستخدم المتوسط المتحرك لـ 10 فترات على الإطار الزمني اليومي. وهذا المؤشر سيجمع مُدخلات حركة السعر (الافتتاح أو الإغلاق أو المدى) لآخر 10 أيام ويقسمها على 10.

يظهر بعد ذلك خط متحرك على الرسم البياني يزودنا بصورة جيدة عن وضع السعر من المتوسط المتحرك، ويمكن استخدامه لأغراض كثيرة.

من أبرز وظائف المتوسطات المتحركة أنها تُساعد المتداولين على تحديد اتجاه السعر، خاصة في الأوقات التي يكون فيها السوق متقلبًا. كما يمكن استخدامها كمستويات ديناميكية للدعم والمقاومة.

هذا فضلًا عن سهولة استخدامها، وإمكانية تطبيقها على الأُطر الزمنية كافة.

وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من المتوسطات المتحركة، كل منها يؤدي وظيفته بطريقة معينة. وهذه الأنواع هي:

  • المتوسط المتحرك البسيط Simple Moving Average.
  • المتوسط المتحرك الأسي Exponential Moving Average.
  • المتوسط المتحرك المتوازن (الموزون) Weighted Moving Average.

وبطبيعة الحال توجد أنواع أخرى من المتوسطات المتحركة، غير أنها أقل شهرة من هذه الأنواع الثلاثة المذكورة أعلاه.

الرسم البياني أدناه يتضمن الأنواع الثلاثة الأكثر أهمية وشيوعًا من المتوسطات المتحركة:

أكثر أنواع المتوسطات المتحركة أهمية، البسيطة الأسية والمتوازنة

شكل رقم (5): أكثر أنواع المتوسطات المتحركة أهمية: البسيطة، الأسية والمتوازنة

وكما نلاحظ من الرسم البياني السابق، يكمن وجه الاختلاف بين أنواع المتوسطات المتحركة في طريقة حسابه، وفي مدى حساسية كل نوع لتقلبات حركة السعر.

ومع ذلك، يتوقف استخدام أي نوع على عدد من العوامل؛ أهمها طبيعة المتداول ذاته وميوله الشخصية. وكذلك الهدف من استخدام المتوسط المتحرك نفسه، وما إذا كان المتداول يرغب في تحديد اتجاه السعر على المدى الطويل أم على المدى القصير.

ب- مؤشر الماكد MACD

هو مؤشر تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة  Moving Average Convergence Divergence، واختصارًا “ماكد” MACD. ويعد الماكد من أشهر مؤشرات الزخم Momentum Indicators وأكثرها فاعلية.

ويُستخدم مؤشر الماكد في تحديد اتجاه السعر، وتحديد الانعكاسات المحتملة، وكذلك قياس زخم السوق (سرعة السعر على مدار الزمن). وهو مؤشر متاح على كل منصات التداول، ويظهر أسفل الرسم البياني.

الرسم البياني أدناه يزودنا بصورة جيدة عن مكونات وطريقة عمل مؤشر الماكد:

مكونات وكيفية عمل مؤشر الماكد

شكل رقم (6): مكونات وكيفية عمل مؤشر الماكد

يتكون مؤشر الماكد من عدة عناصر، أهمها اثنين من المتوسطات المتحركة الأسية؛ أحدهما 12 فترة، والآخر 26 فترة. هذان المتوسطان يتحولان إلى مذبذب زخم عن طريق طرح المتوسط المتحرك الأطول من المتوسط المتحرك الأقصر.

إذا كان ناتج عملية الطرح أكبر من الصفر (عدد موجب)؛ أي أن متوسط 12 يومًا أكبر من متوسط 26 يومًا، يعد ذلك دليلًا على صعود السعر، أو إشارة شراء. وإذا كان ناتج الطرح أقل من الصفر(عدد سالب)، يكون ذلك دليلًا على تراجع السعر، أو إشارة بيع.

ويتقلب مؤشر الماكد أعلى وأسفل خط الصفر (وهو الخط الذي يشتمل على مدرج إحصائي أو هيستوجرام Histogram لقياس الزخم)، حيث تتقارب المتوسطات المتحركة وتتقاطع وتتباعد.

وبالتالي تظهر إشارات التداول بناءً على تقاطعات المتوسطين المتحركين لبعضهما، وعبورهما لأعلى او لأسفل خط الصفر.

وبناءً على ذلك، ينتج مؤشر الماكد عددًا كبيرًا من إشارات التداول القوية. منها، على سبيل المثال، عبور السعر لأعلى أو لأسفل خط الصفر، وأيضًا تقاطعات خطي المؤشر لأعلى ولأسفل، وأعمدة الهيستوجرام، وغيرها.

ج- مؤشر ستوكاستيك Stochastic

يعد مؤشر ستوكاستيك من أقوى أدوات التحليل الفني وأكثرها شعبية بين المتداولين. وتكمن أهميته الرئيسية في إمكانية استخدامه لقياس زخم السعر (مدى تسارع حركة السعر على مدار الزمن).

غير أن أكثر وظائفه أهمية تتمثل في تحديد مناطق التشبع الشرائي Overbought، والتشبع البيعي Oversold.

يتكون مؤشر ستوكاستيك من خطين رئيسيين:

  • خط سريع، يطلق عليه “K %”، وهو يقارن آخر سعر إغلاق بنطاق التداول الأخير.
  • وخط آخر بطيء، يطلق عليه “D %”، ويسمى أيضًا خط الإشارة.

يتحرك الخطان داخل نطاق محدد بين مستويَي صفر إلى 100، بحيث لا يمكن للقيمة أن تقل عن الصفر. ولا أن ترتفع فوق 100، بحيث:

  • عند وصول خطَّي المؤشر فوق مستوى 80، فهذا يعني أن الأصل بلغ مرحلة التشبع الشرائي (ذروة الشراء). وبمجرد تقاطع الخطين واتجاههما إلى أسفل، يمكن اعتبار ذلك إشارة بيع.
  • وبالمثل، عند وصول خطَّي المؤشر تحت مستوى 20، فهذا يدل على أن الأصل بلغ مرحلة التشبع البيعي (ذروة البيع). وبمجرد تقاطع الخطين واتجاههما إلى أعلى، يمكن اعتبار ذلك إشارة شراء.

الرسم البياني أدناه يوضح المظهر العام لمؤشر ستوكاستيك وأبرز وظائفه:

مؤشر ستوكاستيك ومكوناته وكيفية استخدامه في التداول

شكل رقم (7): مؤشر ستوكاستيك ومكوناته وكيفية استخدامه في التداول

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مؤشر الإستوكاستيك لاكتشاف حالات الدايفرجنس Divergence. والدايفرجنس هو الاختلاف بين حركة السعر وتفاعل المؤشر مع هذه الحركة.

على سبيل المثال، قد يُشكل السعر نموذج قمة مزدوجة، غير أن مؤشر ستوكاستيك يُظهر القمة الثانية أدنى من الأولى، الأمر الذي يمكن اعتباره إشارة بيع، بالطبع مع وجود تأكيدات أخرى لهذه الإشارة.

وهكذا، وبالرغم من بساطته، إلا أنه يمكننا استخدام مؤشر ستوكاستيك بطرق عديدة، كونه يؤدي وظائف مختلفة. وكما نرى، تتمثل أبرز طرق استخدامه في تحديد مناطق ذروة الشراء وذروة البيع، وأيضًا اكتشاف حالات الدايفرجنس، سواءً الصعودي أم الهبوطي.

د- مؤشر القوة النسبية RSI

مؤشر القوة النسبية Relative Strength Index واختصارًا (RSI) من أقوى مذبذبات الزخم. وبالإضافة لقياس الزخم، فهو يقيس سرعة ومدى التغير في تحركات السعر. فضلًا عن قوته في تحديد مناطق التشبع الشرائي والتشبع البيعي.

وقد صممه ويلز ويلدر Welles Wilder، على هيئة مذبذب (من خط واحد) يتحرك في نطاق من صفر إلى 100. وحدد مستويين مهمين لإظهار حالات التشبع، هما 70 و 30، بحيث:

  • إذا عبر المذبذب مستوى 70 إلى أعلى، فهذا يدل على وصول السعر إلى مرحلة التشبع الشرائي. ومن ثم يمكن اعتبار ذلك بمنزلة إشارة بيع.
  • وإذا عبر المذبذب مستوى 30 إلى أعلى، فهذا يدل على وصول السعر إلى مرحلة التشبع البيعي. وبالتالي يمكن اعتبار ذلك بمنزلة إشارة شراء.

مع ضرورة ملاحظة أن هذه هي الإعدادات الافتراضية لمؤشر القوة النسبية. إذ يمكننا تغيير هذه الإعدادات بحيث يكون المؤشر أكثر دقة في الاستجابة لتغيرات حركة السعر على المدى المتوسط والطويل.

على سبيل المثال، هناك من يُفضل تعيين مستوى 20 للتشبع الشرائي، ومستوى 80 للتشبع البيعي.

الرسم البياني أدناه مثالٌ يوضح براعة مؤشر القوة النسبية في اكتشاف حالات التشبع الشرائي والتشبع البيعي، وكذلك حالات الدايفرجنس:

أبرز وظائف وطرق استخدام مؤشر القوة النسبية RSI

شكل رقم (8): أبرز وظائف وطرق استخدام مؤشر القوة النسبية RSI

وعلى غرار مؤشر ستوكاستيك، يتميز مؤشر RSI بدقته في تحديد مناطق ذروة الشراء وذروة البيع. كما يتميز أيضًا بالقدرة على اكتشاف حالات الدايفرجنس بشكل دقيق للغاية.

ومع ذلك، فإن ما يعيبه أنه ينتج كمًّا كبيرًا من إشارات التداول الكاذبة، خاصةً إشارات التشبع.

ومن أجل تفادي هذه النقطة، يجب ألا تؤخذ كل الإشارات الناتجة عن مؤشر القوة النسبية باعتبارها إشارات تداول موثوقة ومؤكدة.

بمعنى أنه من الأفضل الاستعانة بدلائل وتأكيدات أخرى، من حركة السعر أو أي من أدوات التحليل الفني الإضافية، لتأكيد إشارات التداول الناتجة عنه.

هـ- مؤشر مُعدل التغيير ROC

مؤشر معدل التغيير Rate of Change واختصارًا (ROC) هو أيضًا من مذبذبات قياس الزخم، إذ يقيس النسبة المئوية لتغير السعر خلال فترة زمنية معينة.

وكلما زاد الفرق بين السعر الحالي والسعر في أثناء هذه الفترة المعينة، زادت قيمة المذبذب. وبالمثل، كلما قل الفرق بين القيمة الحالية والقيمة السابقة، انخفضت قيمة المذبذب، والذي يظهر على هيئة خط واحد يتأرجح بين الصعود والهبوط.

لذلك يتقلب خط المؤشر في مدى غير محدد أعلى وأسفل خط الصفر (أو خط المنتصف).

وعلى غرار مؤشرات الزخم الأخرى، يشتمل مؤشر معدل التغيير على مناطق لتحديد حالات التشبع الشرائي والتشبع البيعي، والتي يمكن تعديل إعداداتها وفقًا لظروف السوق. وبشكل عام:

  • إشارات الشراء: تظهر عندما يعبر المذبذب خط الصفر إلى أعلى، وحينها تكون النسبة المئوية للتغيرات في السعر إيجابية أو صعودية Bullish.
  • إشارات البيع: تظهر عندما يعبر المذبذب خط الصفر إلى أسفل، وحينها تكون النسبة المئوية للتغيرات في السعر سلبية أو هبوطية Bearish .

الرسم البياني أدناه يزودنا بفكرة جيدة عن مكونات وطريقة عمل مؤشر معدل التغير ROC:

مكونات وطريقة عمل مؤشر مُعدل التغير ROC وكيفية استخدامه في التداول

شكل رقم (9): مكونات وطريقة عمل مؤشر مُعدل التغير ROC وكيفية استخدامه في التداول

وكما نلاحظ من الرسم البياني أعلاه، يتميز مؤشر ROC بالقدرة على تحديد النسبة المئوية للتغير في حركة السعر.

ومع ذلك، يجب أيضًا ألَّا تؤخذ كل إشارات التداول الناتجة عنه باعتبارها إشارات موثوقة، حيث إنه ينتج كمًّا كبيرًا من الإشارات الكاذبة.

ومن ناحية أخرى، فمن خلال الاستعانة بأداة أخرى من أدوات التحليل الفني الموثوقة -مثل مستويات الدعم والمقاومة أو خطوط الاتجاه- يمكننا تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا المؤشر الفريد.

على سبيل المثال، إذا تزامن اختراق مؤشر ROC لخط الصفر (لأعلى أو لأسفل) مع اختراق مستوى دعم أو مقاومة رئيسي، أو كسر خط اتجاه قوي، فحينئذٍ يمكننا اعتبار هذه الإشارة غاية في القوة والموثوقية.

و- مؤشر أحجام التداول التراكمية OBV

لا خلاف على أن أحجام التداول Volume تمثل أحد أكثر العناصر أهمية في تحليل حركة السعر. وأحجام التداول هي كمية أوامر التداول التي توضع لشراء وبيع أصل ما. قد يكون هذا الأصل أسهم أو سندات أو عملات أجنبية، وما إلى ذلك.

ويعد مؤشر أحجام التداول التراكمية On Balance Volume واختصارًا (OBV) من أفضل أدوات التحليل الفني التي تُركز على قياس أحجام التداول Volume.

وتكمن أهمية هذا المؤشر في إمكانية قياس مستوى التراكم (التجميع) Accumulation والتوزيع (التصريف) Distribution من خلال مقارنة أحجام التداول بحركة السعر.

الفكرة الأساسية لمؤشر أحجام التداول التراكمية تقوم على:

  • إضافة أحجام التداول إلى قيم المؤشر إذا كانت أسعار الإغلاق تتصاعد (إغلاق كل شمعة أعلى من إغلاق الشمعة السابقة). وبناءً على ذلك ترتفع قيمة المؤشر إلى أعلى.
  • والعكس، طرح أحجام التداول من قيم المؤشر إذا كانت أسعار الإغلاق تتناقص (إغلاق كل شمعة أقل من إغلاق الشمعة السابقة). وبالتالي تنخفض قيمة المؤشر إلى أسفل.

من أهم مميزات مؤشر أحجام التداول التراكمية أنه قد يتنبأ بحركة السعر المستقبلية. السبب في ذلك أنه يعتمد في تصميمه على قياس أحجام التداول أولًا، قبل النظر إلى حركة السعر. ومن المعروف أن أحجام التداول تسبق حركة السعر.

الرسم البياني أدناه يوضح لنا الفكرة الرئيسية لمؤشر أحجام التداول التراكمية OBV:

مؤشر أحجام التداول التراكمية OBV وكيفية استخدامه في التداول

شكل رقم (10): مؤشر أحجام التداول التراكمية OBV وكيفية استخدامه في التداول

– كيفية استخدام مؤشر أحجام التداول التراكمية OBV

من الرسم البياني أعلاه نستنتج أهمية الاستعانة بأداة فنية أخرى لتدعيم إشارات التداول الناتجة عن مؤشر OBV. في هذه الحالة السابقة رسمنا خَطَّي اتجاه، أحدهما خط اتجاه هبوطي على حركة السعر؛ والآخر خط اتجاه هبوطي أيضًا على مؤشر OBV.

خط الاتجاه الهبوطي هو الخط الذي يربط بين قمتين أو أكثر، ويعتبر كسره إشارة -ولو مبدئية- لانعكاس صعودي محتمل في اتجاه السعر.

هنا نلاحظ أن خط المؤشر كسر خط الاتجاه قبل أن تكسر حركة السعر خط الاتجاه المماثل. وهو الأمر الذي يؤكد مقولة “أحجام التداول تسبق حركة السعر”.

كما نلاحظ أيضًا تشكيل دايفرجنس صعودي بين حركة السعر وحركة المؤشر، الأمر الذي يؤكد احتمالية حدوث انعكاس صعودي.

ويمكن استخدام مؤشر أحجام التداول التراكمية في ظروف السوق جميعها. هذا يعني أنه يمكن استخدامه في الأسواق التي تتحرك داخل نطاق سعري Ranging Market، وكذلك في الأسواق التي تتجه اتجاهًا معينًا (أسواق الاتجاه Trending Market).

غير أنه، وعلى غرار المؤشرات الفنية الأخرى، يجب دمجه مع حركة السعر وبعض أدوات التحليل الفني الأخرى لتأكيد إشاراته.

(5) نظرية موجات إليوت Elliot Wave Theory

تستند نظرية موجات إليوت إلى فرضية أن الأسواق تتحرك في دورات متكررة ومتعاقبة أو “موجات” Waves. كما أنها تستند أيضًا إلى تقدير سيكولوجية المستثمرين Investors Psychology (الحالة النفسية للمتداولين، وكيفية تحولها بين التفاؤل والتشاؤم).

هذا يعني أن التحول في نفسية حشود المتداولين يؤثر بالتأكيد على اتجاهات الأسواق، ويجعلها تتحرك في شكل موجات صعودية وهبوطية بطريقة معينة، ويمكن إدراك أنماطها المختلفة والاستفادة منها.

وطبقًا لنظرية إليوت، فإن السعر يتحرك -في اتجاه ما- على هيئة خمس موجات دافعة وثلاث موجات تصحيحية، مقسمة على النحو التالي:

  • موجات دافعة Impulse Waves: والتي تمثل الاتجاه الرئيسي–سواءً صاعدًا أم هابطًا- وتتكون من خمس موجات مرقمة من 1 إلى 5.
  • موجات تصحيحية Corrective Waves: وتكون عكس الاتجاه الرئيسي للسعر، وتتكون من ثلاث موجات تأخذ الحروف A وB  وC.

وبناءً على هذا التصور، يمكن توقع اتجاه حركة السعر. ليس هذا فحسب، بل إن الموجات الرئيسية نفسها تتضمن موجات فرعية أصغر، ويمكن أيضًا التنبؤ بها بدقة كبيرة.

الرسم التوضيحي أدناه يزودنا بفكرة مبدئية حول موجات إليوت وتفسيرها لحركة السعر:

رسم تخطيطي لنظرية موجات إليوت

شكل رقم (11): رسم تخطيطي لنظرية موجات إليوت

الفرضية الرئيسية لنظرية إليوت هي أن الأسواق غالبًا ما تتحرك في اتجاهات محددة، صاعدة أو هابطة. ويمكن التنبؤ بطبيعة هذه الحركة بناءً على تفسير سيكولوجية حشود المتداولين. وقد خرج إليوت بهذا التصور عن طبيعة حركة السعر، والذي أثبت كفاءة كبيرة على مدى عقود من الزمن.

يمكن استخدام نظرية موجات إليوت لتحليل اتجاه السوق. ومن خلال فهم أنماط الموجات وتعلم مبادئها، يمكنك تحديد بداية ونهاية كل موجة باحتمالية نجاح كبيرة، وبأقل قدر من المخاطر. ومع ذلك، يجب على كل من يرغب في استخدام هذا النهج في التداول أن يتعلم أساسياته وقواعده، ويتعمق في فهم كل ما يحيط به.

وتجدر الإشارة إلى أن نظرية موجات إليوت ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع نسب فيبوناتشي Fibonacci Ratios. حيث إن هذه النسب ضرورية لتحديد بداية ونهاية كل موجة، وكذلك تحديد التصحيحات والأهداف.

ثالثًا: القواعد الأساسية لاستخدام أدوات التحليل الفني

عند استخدام أدوات التحليل الفني، سواءً أكانت مستويات دعم ومقاومة أو مؤشرات فنية أم نماذج أم غير ذلك، يجب أن تضع في اعتبارك نقطة مهمة للغاية، وهي أن جميع هذه الأدوات مُستمدة من حركة السعر.

هذا يعني أن حركة السعر هي أساس كل أدوات التحليل الفني. وبالتالي فإن أية إشارة شراء أو بيع يجب أن تُتَّخذ بناءً على سياق حركة السعر أولًا، ثم بعد ذلك تأكيد أدوات التحليل الفني لهذه الإشارات.

في السطور التالية. سنقدم بعض القواعد والنصائح البسيطة التي ستساعدك على استخدام أدوات التحليل الفني بشكل صحيح، ويمكن دمجها في استراتيجية التداول التي تتبعها.

1- لا تبحث عن أداة فنية متكاملة أو مثالية

بشكل عام، من الصعب العثور على واحدة من أدوات التحليل الفني تغطي جوانب السوق كافة. على سبيل المثال، فإن المؤشرات الفنية -ورغم أهميتها- تُسلط الضوء على جانب معين من سلوك السعر أو أحجام التداول.

فضلًا عن أنه لا يوجد مؤشر فني معصوم من الخطأ. والأمر نفسه ينطبق على مستويات الدعم والمقاومة، والنماذج الفنية، والتي تعد مجرد انعكاس لعملية العرض والطلب في كل سوق.

وبناءً على ذلك يمكن القول إنه لا توجد أداة فنية واحدة تمنحنا نتائج مثالية في جميع ظروف السوق.

كمثال على ذلك، قد تفقد مؤشرات تحديد الاتجاه قيمتها تمامًا حال استخدامها في الأسواق التي تتحرك داخل نطاقات سعرية ضيقة Ranging Markets. وإذا أصر المتداول على استخدامها في ظروف هذه الأسواق، فلن يحصل على نتائج جيدة، وقد يخسر الكثير.

لنضع في اعتبارنا أن أهمية أية أداة من أدوات التحليل الفني تكمن في استخدامها في الظروف التي تناسبها. مع ضرورة إقرانها بأدوات فنية أخرى تؤكد نتائجها، ونستطيع من خلال ذلك تفسير حركة السعر بطريقة صحيحة وموضوعية.

2- ركز على أداة رئيسية من أدوات التحليل الفني وادرسها جيدًا

إذا كانت لديك قناعة تامة بأداة فنية معينة، كمستويات الدعم والمقاومة مثلًا، أو أي مؤشر فني، عليك دراسة هذه الأداة جيدًا وإتقان التعامل معها. علينا أن نفهم جيدًا أن تفسير الرسوم البيانية هو فن أكثر منه علم.

ومن ثم يجب علينا التحلي بقدر كبير من الحكمة والمرونة في التعامل معها والأخذ بإشاراتها.

على سبيل المثال، قد نلاحظ أن هناك مؤشرًا ما يظهر بأشكال وأنماط مختلفة حال استخدامه في أكثر من سوق. هذا يعني ضرورة أن تدرس الأداة أو المؤشر الرئيسي الذي ستستخدمه في التداول، وأن تعرف إمكانياته ومميزاته، وأيضًا عيوبه بشكل دقيق.

ومن خلال دراسة وتحليل أداء هذا المؤشر مع مختلف ظروف السوق، سوف تتطور مهاراتك وخبراتك في التحليل الفني بمرور الوقت.

3- لا تُبالغ في استخدام كثير من أدوات التحليل الفني

هناك مقولة شائعة في أسواق المال مفادها: “أبْقِ الأمرَ بسيطًا” Keep it Simple. هذا يعني أنه ليس هناك داعٍ لتعقيد الأمور الخاصة بالتداول واستخدام كثير من الأدوات الفنية والمؤشرات التي قد تُعرضك للتشتت وتؤثر في قراراتك.

لنضع في اعتبارنا أن استخدام كثير من المؤشرات أو الأدوات الفنية للمساعدة في تحليل السوق سيكون بلا جدوى. بل وقد يؤدي -على الأرجح- إلى إحداث حالة من الفوضى على الرسوم البيانية، بحيث لا يمكنك رؤية حركة السعر ذاتها أو تفسيرها بشكل صحيح.

كما يمكن لهذه الأدوات والمؤشرات الكثيرة أن تصيبك بحالة من الارتباك، وتؤدي بك إلى اتخاذ قرارات خاطئة، أو تجعلك غير قادر على اتخاذ أي قرار على الإطلاق (وهو ما يُطلق عليه عجز أو شلل التحليل Analysis Paralysis).

لذلك، سيكون من الأفضل التركيز على استخدام عدد مجدود من أدوات التحليل الفني، ولتكن أداتين أو ثلاثة على الأكثر. وبعد ذلك يمكن استخدامها جميعًا لتأكيد إشارات بعضها.

هناك مئات بل آلاف المؤشرات الفنية المتاحة، غير أن معظمها يعمل بطريقة مشابهة.

ربما يكون هناك -فقط- عدد قليل من المؤشرات الجيدة التي تزودنا بصورة مختلفة ودقيقة، والتي أثبتت فاعلية وكفاءة كبيرة في مختلف ظروف الأسواق على مدى فترة طويلة من الزمن.

4- استخدم أدوات فنية مختلفة، وتُغطي كل جوانب التداول

عند اختيارك لأدوات التحليل الفني التي ستساعدك على تحليل الأسواق، من المهم التركيز على الأدوات أو المؤشرات التي تُكمل بعضها. وبمعنى آخر، فإن استخدامك لأدوات ومؤشرات فنية تعطي النتائج نفسها وتولد الإشارات نفسها سيكون عديم الفائدة.

على سبيل المثال، ليس من المنطقي استخدام اثنين من مؤشرات قياس الزخم في وقت واحد. والأمر نفسه بالنسبة إلى مؤشرات التشبع الشرائي والتشبع البيعي، فلماذا نستخدم مؤشري ستوكاستيك والقوة النسبية على الرسم البياني في  الوقت نفسه؟

الأفضل من ذلك أن نستخدم ثلاثة من أدوات التحليل الفني تختلف عن بعضها من حيث الأداء والغرض والإشارات. الهدف من ذلك هو تنويع مصادر الإشارات والحصول على أكبر كم ممكن من التأكيدات المتنوعة التي تدعم قرارات التداول.

على سبيل المثال، يمكننا تخصيص الأدوات الفنية الثلاثة بحيث تساعدنا الأداة الأولى على تحديد اتجاه السعر (كخطوط الاتجاه، ومستويات الدعم والمقاومة، أو النماذج الفنية).

بينما نستخدم الأداة الثانية لقياس أحجام التداول (سواءً مقياس أحجام التداول التابع لحركة السعر، أو مؤشر OBV).

أما الأداة الثالثة فيمكن تخصيصها لقياس الزخم، أو تحديد مناطق التشبعات الشرائية والبيعية. بهذه الطريقة سنحصل على إشارات تداول أكثر دقة وموثوقية، لأن إشارة كل أداة ستؤكد إشارة الأداتين المتبقيتين.

الخلاصة

  • التحليل الفني يعني استخدام وتحليل حركة السعر على الرسوم البيانية، وكذلك استخدام بعض الأدوات الفنية المساعدة؛ في محاولة لتوقع اتجاه السعر مُستقبلًا.
  • يشتمل التحليل الفني على مجموعة واسعة مما يُطلق عليه أدوات التحليل الفني، وهي الأدوات التي تساعد المحللين والمتداولين على قراءة الرسوم البيانية للأسعار بشكل صحيح، وتوقع اتجاهات حركة السعر المستقبلية.
  • أهم أدوات التحليل الفني:
    • الاتجاهات: أي تحديد الاتجاه العام لحركة السعر. والسعر –بشكل عام- لا يتحرك سوى في ثلاثة اتجاهات:
      • الاتجاه الصاعد.
      • الاتجاه الهابط.
      • التحرك العرضي.
    • مستويات الدعم والمقاومة
    • النماذج الفنية: وتنقسم إلى:
      • النماذج الفنية الاستمرارية
      • النماذج الفنية الانعكاسية.
    • المؤشرات الفنية: ومن أبرزها:
      1. المتوسطات المتحركة MA.
      2. مؤشر الماكد MACD.
      3. مؤشر ستوكاستيك Stochastic.
      4. مؤشر القوة النسبية RSI.
      5. مؤشر مُعدل التغيير ROC.
      6. مؤشر أحجام التداول التراكمية OBV.
    • نظرية موجات إليوت
  • القواعد الأساسية لاستخدام أدوات التحليل الفني:
    • لا تبحث عن أداة فنية متكاملة أو مثالية.
    • ركز على أداة فنية رئيسية وادرسها جيدًا.
    • لا تُبالغ في استخدام كثير من أدوات التحليل الفني.
    • استخدم أدوات فنية مختلفة، وتُغطي كل جوانب التداول.

كثيرة هي أدوات التحليل الفني المتاحة للمتداولين، والتي يمكن استخدامها لأغراض متعددة. ولكن، يجب عليك بصفتك متداولًا أن تركز على عدد معين من هذه الأدوات، وتقوم على بدراستها وتجربتها جيدًا قبل استخدامها.

والأكثر أهمية من ذلك أن تحدد الهدف من استخدام كل أداة، بحيث تخصص واحدة لتحديد اتجاه حركة السعر، وثانية لقياس أحجام التداول، وثالثة لقياس الزخم أو التشبعات البيعية والشرائية. بهذه الطريقة ستتمكن من إتقان فن التعامل مع أدوات التحليل الفني، وستُحقق نتائج رائعة.

إذا كانت لديك تجربة مع واحدة أو أكثر من أدوات التحليل الفني، يمكنك مشاركتنا إياها في سطور تعليقات موقعكم بورصات.